المد الإخواني ومحاولات الوصول الى ضفاف الخليج

 

شبكة النبأ: يرى الكثير من المراقبين ان الأهداف التوسعية لجماعة الإخوان المسلمين التي استفادت كثيرا من رياح التغير التي أعقبت ثورات الربيع العربي في العديد من البلدان العربية وبخاصة مصر وتونس.

أصبحت اليوم تشكل مصدر قلق للعديد من الحكومات في دول الخليج التي باتت تراقب بحذر كل تحركات أعضاء هذه الجماعة، وبحسب بعض المراقبين فأن الجماعة الإخوان المسلمين تسعى ومن خلال تحركاتها الأخيرة الى بسط سيطرتها ونفوذها على اكبر مساحة ممكنه في الوطن العربي وخصوصا منطقة الخليج الغنية بنفط معتمده بذلك على بعض الخلايا السرية او بعض التجمعات الدينية، التي قد تستخدم كغطاء لإثارة الشارع الخليجي من خلال المطالبة بمزيد من الإصلاحات السياسية او الاقتصادية التي قد تسهل لهم الوصول الى مصدر القرار. وهو ما حدث في بعض تلك الدول الخليجية التي سارعت الى محاربة هذه التحركات.

وفي هذا الشأن تزايدت مشاعر القلق في دولة الإمارات خلال موجة الربيع العربي من ان جمعية "الإصلاح" التي تقول انها على علاقة وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وإنها اقرب ما تكون الى المعارضة السياسية المنظمة في الدولة حظيت بمزيد من الدعم تعززه النظريات الإسلامية التي تكتسب السطوة في ارجاء المنطقة.

والقي القبض على المتهمين خلال عمليات متلاحقة من الاحتجاز طوال العام الفائت، وتضم قائمة المتهمين قضاة ومحامين ومدرسين. ويرأس المجموعة الشيخ سلطان بن كايد القاسمي، عضو العائلة الحاكمة في راس الخيمة، إحدى الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة. وحسب ما ذكرته مصادر سُمح لها بالإطلاع على مستندات القضية، اقيمت الاتهامات بناء على اعترافات قيل ان احد المتهمين ويدعى احمد غيث السويدي قد ادلى بها. لكنه اعلن انه غير مذنب، وطلب من المحكمة حمايته هو وعائلته.

محاكمات تنظيم سري

في السياق ذاته نقلت صحيفة إماراتية عن شاهد في قضية 94 إسلاميا يخضعون للمحاكمة ان المتهمين شكلوا "دولة ضمن الدولة" وأقاموا علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين في الخارج. وأكد شاهد النيابة العامة في القضية، ان "التحريات أثبتت وجود تنظيم سري يتبع تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، بدأ العمل في الدولة عقب ظهور ما يعرف بالربيع العربي، وأسس هيكلا تنظيميا واضح المعالم يحاكي الدولة بكامل هياكلها داخل الدولة".

وأضاف ان التنظيم "يضم مجلس شورى مكونا من 30 عضوا من قياداته ومكتب مجلس إدارة التنظيم تتبعه مكاتب عدة، في جميع مناطق الدولة". وكشف الشاهد "وجود لجان مركزية تتبع التنظيم، منها لجنة التخطيط التي تضع الخطط للنفاد الى المجتمع، ولجنة الجاليات التي ركزت في الآونة الأخيرة على بعض الجنسيات الآسيوية لاستقطابها".

كما أشار الى "لجنة الحقوق التي تضم قانونيين مختصين لارسال التقارير المغلوطة عن الدولة، بهدف الضغط عليها خارجيا، وتأليب الرأي العام الدولي على الإمارات". وقال الشاهد ان التنظيم يعمل "وفق مسارين العلانية وفيها يركز على الدعوة الى الله والإصلاح، ومن اجل صلاح المجتمع، والسرية وهي العمل من اجل الاستيلاء على الحكم". ويذكر ان تشكيل الأحزاب السياسية محظور في دولة الإمارات،

وتقول الإصلاح إنها تعتمد السبيل السلمي وتنكر اي ارتباط لها بالاخوان. ويواجه المعتقلون تهمة استخدام وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتأليب شعب الإمارات ضد نظام الحكم والأسر الحاكمة في الدولة.

دور يوسف القرضاوي

الى جانب ذلك كشفت مصادر خليجية رفيعة المستوى أن الإمارات تعتزم تزويد دول مجلس التعاون الخليجي التفاصيل الكاملة للوقائع وأسماء الشخصيات الضالعة في مؤامرة "الإخوان المسلمين" بالإمارات وكذلك أسماء نواب حاليين وسابقين وشخصيات عامة في الكويت وقطر تشارك في مخططات وتحركات الإخوان.

وأكدت المصادر ان "دول مجلس التعاون أبدت اهتماماً عالياً بخلفيات المؤامرة "الإخوانية"، معربة عن تضامنها الكامل مع الإمارات في الحفاظ على أمنها واستقرارها، على اعتبار أن أمن دول مجلس التعاون الخليجي كل لا يتجزأ، وأن أي اعتداء على إحداها يعد اعتداء على جميع الدول الأعضاء".

وبحسب المصادر، فإن الإمارات أبلغت دول مجلس التعاون أنها تجري تحقيقات موسعة معتقلين من جماعة "الاخوان" من الضالعين في المؤامرة، والذين تم توقيفهم على مراحل، وأنها ستعمد إلى تسليم كل منها نسخة عن التحقيقات، فور انتهائها، تتضمن تفاصيل الاعترافات وأسماء الأشخاص المتورطين في المخطط، سواء كانوا شخصيات اعتبارية أو نواباً سابقين أو حاليين أو أعضاء في كتل سياسية أو في أحزاب أو شخصيات عامة.

وكشفت أن "من بين المتورطين شخصيات ونوابا سابقين وحاليين في الكويت وقطر خصوصاً، إضافة إلى أشخاص في باقي دول مجلس التعاون"، مشيرة إلى دور أساسي للداعية الشيخ يوسف القرضاوي الذي يأتمر بأوامره التنظيم العالمي ل"الإخوان" عموماً وأحزاب وتنظيمات الجماعة في المنطقة خصوصاً.

وتوقعت أن يؤدي كشف الأسماء والتفاصيل إلى "فضح مؤامرة "الاخوان المسلمين" على أنظمة الحكم في دول مجلس التعاون"، والتي حذر منها مراراً قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان والمغرد الاماراتي زايد بن محمد الشحي الذي تحدى النائبين جمعان الحربش وفيصل المسلم اجراء مناظرة معه لكشف تسجيلات صوتية وحسابات مالية تثبت تورطهما بالمؤامرة على الامارات، وسعيهما الى اضعاف القيادة الكويتية تمهيدا لسيطرة الاخوان على الحكم الكويت والامارات ودول الخليج والمنطقة عموما. وبينت ان الجماعة "تعتمد أساليب مختلفة للوصول إلى غايتها بحسب الأوضاع في كل دولة"، محذرة من خطورة المؤامرة "الاخوانية" وانعكاساتها السلبية على الأمن والاستقرار في دول التعاون، ومشيدة بتحرك السلطات الإماراتية السريع والحازم لوأد المخطط في مهده.

في غضون ذلك، جدد الفريق ضاحي الخلفان عبر حسابه على "تويتر" تحذيراته من مخططات الاخوان ومؤامراتهم على دول "الخليجي"، قائلا: "بني الاسلام على خمس، ليس بينها الاخوان المسلمين، ونحن استضفناهم في احضان اوطاننا الخليجية عندما هربوا من مصر وسورية، لكنهم لدغوا هذه الاحضان التي ضمتهم، واليوم يجيش الأميركيون الاخوان ويستغلونهم للسيطرة على الخليج بحلول العام 2016 ضمن خطة مرسومة للمنطقة بأكملها "، داعيا حكومات مجلس التعاون الى ان "تتغدى بجماعة الاخوان قبل ان يتعشوا بها".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 21/آذار/2013 - 9/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م