سوريا والصراعات الإقليمية...  حسابات تحد من فرص السلام

 

شبكة النبأ: باتت سوريا مكانا مستهدفا لدى بعض الدول شبه العدائية من الدول الإقليمية، لجعلها محور الصراع ومرتع الأزمات في الشرق الأوسط، وذلك من خلال العزف على الأوتار الطائفية لتحقيق أجندة إقليمية بنقل وتداول أزمات تلك البلدان، لتمرير أزماتهم الى داخل سوريا.

كما أن الحسابات الإقليمية والدولية التي لا تزال تتحرك بصورة واضحة في الساحة السياسية وتترك تأثيراتها عليها بوضوح كبير، تدفع الأزمة خطوات باتجاه التدويل وذلك من خلال مواصلة الدعم اللوجستي والعسكري للجماعات المسلحة في سوريا من معظم الدول الإقليمية، فضلا عن استخدام سلوك الاستثناء الذي يقود إلى الاستثناء بشأن التسليح والاحتلال والانتهاكات الحقوقية.

لذا يرى الكثير من المحللين إن هذا الدعم المتواصل يساعد على تهيئة الظروف الملائمة لتتصاعد الاضطرابات وديمومة الصراع، ولكن كما يبدو ان الحرب القائمة لن تكون كما تتمنها الإطراف المتنازعة.

فيما حمل بعض المسئولين كل من تركيا وقطر عرقلت كل الجهود لتسوية الصراع في سوريا سلميا تركيا، كما قال مسئولون آخرون  بأن هذه الدول الإقليمية قامت شاركت في عسكرة الجماعات المسلحة، فيما رأى محللون  آخرون انه ليس معهودا عن اسرائيل أنها تقف مكتوفي الأيدي ،فهي الاخرى لها أساليبها الخاصة في اثارة نعرة الصراع الدامي في سوريا.

كما يثير الصراع في سوريا المجاورة للعراق التوتر الطائفي فيه ومنطقة الشرق الأوسط مما أثار مخاوف من تجدد الصراع الطائفي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف في العراق في عامي 2006 و2007، ويرى بعض المراقبين ان الصراع السوري حاليا أدى إلى الضغط على التوازن الطائفي والعرقي الهش أصلا في العراق.

ويجمع العديد من المحللين ان القاعدة والمليشيات المتمردة تعمل على تغذية العنف في سوريا لتعيد الحياة لممارساتها الإرهابية، لكن يرى المراقبون ان المسلحين فشلوا في ترسيخ قواعد لهم داخل الاراضي السورية بشكل دائم، وعليه ففي ظل التداعيات الخطيرة على الصعيد الأمني  والسياسي، يبقى مشهد الأزمة السورية غير محسوم لحد الآن. بينما يرى محللون آخرون  بأن الازمة السورية مازالت تتأرجح بين صراع الأجندات المفتوحة والمناورات السياسية بسبب المؤامرات وأجندات السياسية المختلفة لتصفية الحسابات  بين الأطراف المتنازعة خاصة الدولة الإقليمية، وعدم نجاح المفاوضات سواء التي كانت بالترهيب ام الترغيب، وخلاصة القول بأن هذا الصراع الدولي سيبقى مضمارا لسباق الأنفاس الطويلة ومشروعا لفوضى مكلفة الخسائر.

في سياق متصل رات صحيفة سورية ان خاطفي عناصر من قوات فض الاشتباك الدولية قاموا "بعملهم المدان والجبان" بايعاز من قطر واسرائيل لدفع الازمة التي تمر بها البلاد منذ عامين نحو التدويل مع اقتراب الحل السياسي لها. بحسب فرانس برس.

وذكرت صحيفة تشرين الحكومية ان "المجموعات المسلحة التي تمارس الارهاب ضد الشعب السوري، وتحظى بدعم وتأييد من دول غربية وعربية لم تكن تفكر بارتكاب هذا العمل المدان اخلاقيا لولا ايعاز بعض الأطراف الغارقة حتى أذنيها في الدم السوري الذي يتم سفكه بأموال خليجية وغطاء سياسي غربي"، واضافت "ان اي مراقب محايد لا يمكن أن يستبعد الأصابع القطرية-الاسرائيلية عن هذا العمل الجبان الذي يعطي صورة حقيقية عما يسمونه ب+المعارضة المسلحة+".

ولفتت الصحيفة الى ان الاختطاف تم في ظل "ظروف استثنائية" تعيشها المنطقة وبعد ان اجمع الجميع على "ان الحل السياسي هو الحل الممكن للازمة، وأن انطلاق الحل السياسي قاب قوسين أو أدنى".

على الصعيد نفسه قال وزير النقل العراقي هادي العامري إن دعم تركيا وقطر للمعارضة المسلحة في سوريا يرقى إلى حد إعلان حرب على العراق الذي سيعاني من تبعاث صراع تتزايد صبغته الطائفية إلى جواره.

واتهم العامري أنقرة والدوحة اللتين تدعمان المعارضة المسلحة للرئيس السوري بشار الأسد بتسليح جماعات جهادية في سوريا من بينها جبهة النصرة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة في العراق.

من جانب آخر قال مسؤولون عراقيون إن مسلحين مجهولين قتلوا ما لا يقل عن 40 جنديا وموظفا حكوميا سوريا أثناء إعادة السلطات العراقية لهم إلى الحدود السورية بعدما فروا إلى العراق من هجوم لمقاتلي الجماعات المسلحة في سوريا.

من جهة أخرى قالت مصادر في الجيش العراقي إن العراق أغلق معبرا حدوديا مع سوريا بعد أن سيطرت الجماعات المسلحة التي تحارب للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد على الجانب الآخر من النقطة الحدودية. بحسب رويترز.

الى ذلك قالت صحيفة نيويورك تايمز ان السعودية تمد المسلحين السوريين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد باسلحة اشترتها من كرواتيا، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين وغربيين قولهم ان السعودية مولت "شراء كمية ضخمة من اسلحة المشاة" كانت جزءا من "فائض غير معلن" من الاسلحة من مخلفات حروب البلقان التي جرت في التسعينات، وان تلك الاسلحة بدأت تصل المسلحين السوريين عبر الاردن.

من جهته اعتبر رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، اكبر الاحزاب الكردية السورية، في باريس ان تركيا مسؤولة عن تصاعد اعمال العنف في سوريا حيث تستخدم مجموعات من المقاتلين الجهاديين. بحسب فرانس برس.

في حين حذرت اسرائيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قائلة إنها لا يمكن أن تقف "مكتوفة الأيدي" في حين ان الحرب الأهلية في سوريا تمتد إلى خارج حدودها واتهمت روسيا جماعات مسلحة بتقويض الأمن بين الدول بقتالهم في منطقة منزوعة السلاح.

بينما راى وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي موشيه يعالون ان الجماعات المسلحة في سوريا لا يملكون الوسائل لمواجهة اسرائيل وذلك بعد ان نشرت صحيفة اسرائيلية معلومات تفيد بان لديهم صواريخ سكود.

في المقابل قالت سوريا إنها كشفت منظومة تجسس إسرائيلية تراقب "موقعا حساسا" قبالة ساحلها على البحر المتوسط، وعرض التلفزيون السوري صورا لما قال إنها كاميرا وست بطاريات كبيرة ومعدات إرسال بالإضافة إلى صخور زائفة استخدمت لإخفاء المعدات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/آذار/2013 - 2/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م