نووي ايران... خطوة الى الامام واثنان الى الوراء!

 

شبكة النبأ: التقدم خطوة والرجوع خطوتان هكذا هو حال المحادثات الدولية بشأن الملف النووي الإيراني خلال الاونة الأخيرة، فعلى الرغم من محاولة التوصل إلى تسوية عبر التفاوض للنزاع المستمر منذ عشرة اعوام، الذي اثار مخاوف من احتمال اندلاع حرب جديدة في الشرق الاوسط.

الا ان الامال تبددت بسبب المراوغات السياسية والأجندات المفتوحة وفقدان الثقة بين الإطراف المتخاصمة حول هذه القضية المثير للجدل.

إذ يرى الكثير من المحللين ان حل الأزمة النووية الإيرانية يحتاج الى خطوات ملموسة وجادة بين طرفي الصراع، أما الواقع فيشير الى أن تكون خطوة المحادثات النووية مؤخرا، نمط جديد من أنماط المراوغات السياسية من اجل إعادة ترتيب الأوضاع بالمجال السياسي والاقتصادي.

فيما يرى الخبراء بهذا الشأن انه ربما ساعد بطء في الخطى التي تتخذها إيران لحيازة المواد النووية الحساسة على إخماد تهديد اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط بالنسبة للوقت الراهن لكن قدرة طهران الآخذة في الاتساع على تخصيب اليورانيوم تظهر أن أي هدوء ربما يكون قصير الاجل.

حيث شارت إيران إلى احتمال أن تكون مستعدة لتعليق تخصيب اليورانيوم لدرجة نقاء 20 في المئة لكنها تقول إن العقوبات المفروضة عليها لابد من رفعها مقابل ذلك وهو ما يعارضه الغرب.

ولهذا يرى محللون سياسيون إن الخطوة التي اتخذتها طهران باستخدام بعض اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء أعلى في الأغراض المدنية ربما يكون مؤشرا على استعدادها للتنازل، لكن المشكلة هي أن إيران لها تاريخ من تقديم تنازلات طوعا ثم التراجع عن تلك التنازلات. إنهم يفعلون هذا مرارا وتكرار.

 إذ لا يعتقد اغلب المحللين بأن هذه المحادثات القادمة ستؤدي إلى انفراجة فورية خصوصا مع انشغال النخبة السياسية في الجمهورية الاسلامية بالخلافات الداخلية قبل الانتخابات الرئاسية التي تجري في يونيو حزيران من هذا العام، فضلا عن تراكم سلسلة  العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على ايران بسبب انشطتها النووية، وبالتالي تبقى تسوية الأزمة النووية الإيرانية معلقة حتى إشعار آخر.

في سياق متصل اختتمت القوى الكبرى المحادثات النووية مع ايران دون مؤشرات على حدوث انفراجة لكن الجانبين اتفاقا على اجراء محادثات على مستوى الخبراء في اسطنبول واجراء مفاوضات رفيعة المستوى في قازاخستان في ابريل نيسان.

وخلال المحادثات التي انتهت في مدينة ألما آتا بقازاخستان عرضت القوى الكبرى وهي الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا والصين وروسيا وبريطانيا على ايران تخفيف بعض العقوبات اذا خفضت طهران أنشطتها النووية التي يخشى الغرب ان تستخدم في تصنيع قنبلة. وتنفي طهران سعيها لامتلاك اسلحة نووية.

فميا قال مصدر قريب من فريق المفاوضين الايرانيين "لقد جهزنا عرضنا الخاص بعدة خيارات وبحسب العرض الذي ستقدمه مجموعة 5+1 سنعرض عليهم احد هذه الخيارات وسيكون عرضنا على قدر عرضهم".

واكد المصدر انه "من غير الوارد اغلاق موقع فوردو او ارسال مخزوننا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة الى الخارج وفي المقابل يمكن ان نفكر في وقف التخصيب بنسبة 20 في المئة مقابل رفع كافة العقوبات الدولية وخصوصا عقوبات مجلس الامن".

وبعيد انطلاق المفاوضات، اقر مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تتواصل مع طهران باسم مجموعة 5+1 امام الصحافيين بان "احدا لا يتوقع مغادرة المآتا مع اتفاق في الجيب".

من جانب آخر قال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون التي تتواصل مع طهران باسم مجموعة الست "لقد اعددنا عرضا جيدا محدثا نعتقد انه متوازن ويشكل قاعدة عادلة لمباحثات بناءة"، واضاف "نامل ان تغتنم ايران هذه الفرصة عبر التحلي بالمرونة" بما يسمح ب"تحقيق خطوات ملموسة" في المفاوضات.

في حين أعلنت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية عن اكتشاف كميات جديدة من اليورانيوم في سواحل البلاد الجنوبية والشمالية، تبلغ ثلاثة أضعاف اليورانيوم المكتشف حتى الآن. كما حددت 16 موقعا جديدا لانتاج الطاقة النووية في عموم البلاد، وذلك قبل أيام من موعد استئناف المباحثات مع وكالة الطاقة الذرية.

وعلى رغم أنه ليس هناك تأكيد مستقل لهذه الأنباء، إلا أنها مع ذلك فاجأت الخبراء الغربيين الذين كانوا يعتقدون بأن إيران لديها مخزون محدود من الطاقة النووية وأنها سوف تستنفده عما قريب.

ويرى مراقبون أن توقيت الإعلان الإيراني هذا والذي جاء متزامنا مع بدء المحادثات حول برنامجها النووي مع القوى الكبرى، هو تقوية الموقف الإيراني في تلك المحادثات، ويقول دبلوماسيون إن الدول الست، المعروفة بـ 5+1، سوف تعرض على إيران تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها إن هي قلصت انتاجها من اليورانيوم المخصب ذي الدرجة العالية.

الى ذلك اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير لها ان ايران بدأت تركيب اجهزة طرد مركزي اكثر تطورا في موقع نطنز، واضاف التقرير "انها المرة الاولى التي تنصب فيها اجهزة طرد مركزي اكثر تطورا في هذا الموقع"، كما اعربت الوكالة عن شكها في قيام السلطات الايرانية بتفجيرات تجريبية في قاعدة عسكرية قرب طهران مرتبطة بالسلاح النووي.

من جانبه قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان الاجهزة الجديدة يمكن ان تقلص الوقت الذي تحتاجه ايران لانتاج سلاح نووي الى الثلث، وقالت الولايات المتحدة في وقت لاحق إن لدى ايران طريقا آخر، وعبرت عن املها في ان تشارك طهران في مفاوضات مع القوى الكبرى حول ملفها النووي، ولكن وزارة الخارجية الامريكية اضافت ان قيام ايران بتركيب اجهزة طرد مركزي متطورة يعد "خطوة استفزازية" جديدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/آذار/2013 - 28/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م