|
كما أن لكرة القدم عشاق فإن للكتاب عشاق كثر يتسابق العاشقون إليه،
والقطيفيون في معرض الكتاب لهم بصمة واضحة يعرفها ويلحظها كل منصف لا
يتحيز لألوان الطائفية المقيتة.
النظرة السوداوية حول القطيف ستتمزق قريباً وخير طريق لذلك هي معارض
الكتاب والمحافل الثقافية المتنوعة، نعم عرف عن القطيف ثورتها، ونقول:
نعم الثورة من هنا تبدأ، الثورة تبدأ بالتمرد على الكسل والجمود وصهر
القوالب المتكلسة لنتواصل مع الفكر الآخر، والكتاب بداية الطريق لا
نهايته فهو وسيلة لا غاية.
بالفعل قضينا وقتاً مفيداً وممتعاً فلقد تسارعت عجلات الحافلة بنا
نحو معرض الكتاب وقلوبنا تتفوق عليها، الجميل أن حافلتنا كانت خلية
ثقافية عطرة تبادلنا فيها الخبرات، إذ تنوعت فيها الأذواق: حقوقي،
تربوي، ثقافي، إجتماعي، طرحت فيها أفكار واعية مبدعة وكذا حضض فيه على
إقتناء الكتاب الجيد.
تناسينا وجبة الغذاء وبدأنا نجري لنلتهم الكتب التهاماً، دقائقنا
محدودة وكأننا نخوض سباقاً: (من يجمع الأفضل قبل انتهاء الوقت)، في
بداية الدخول ينفرج الناس سماطين (ذكوراً وإناثاً) وما هي إلا بضع
لحظات ينتهي فيها فرق الأمن من مهمة التفتيش فيلتحم السماطين من جديد
كموج هادر لم نشاهد للحسبة دوراً ملحوظاً رغم أن أصحاب اللحى يملؤون
المكان، غابت آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تلك اللحظات
الثقافية، وكأن المعرض أرض يباح عليها ما لا يباح في الأماكن العامة !!
الحملة الإعلامية الشرسة على رجال الهيئة أدى مفعولة، أو قل أوريد
لهم الإخراس فخرسوا.. وكأن الحمية الدينية المستسبعة في الخارج ذهبت مع
أدراج الرياح !
معرض الكتاب أمتاز بالتنوع في الوافدين من مختلف الأصقاع كما اختلفت
وجهاتها إلى حيث ميولاتهم المتنوعة، (خارطة دور النشر) نفذت نسخها
بسرعة وهذا يعكس سوء في الحساب أو لربما الأعداد فاقت المتوقع كما يصرح
المسؤولون، ورغم توفر أجهزة إلكترونية مساعدة تقوم بخدمة الزوار إلا
أنها قليلة تشابهت أوضاعها بأوضاع أجهزة الصرف البنكية التي يقف أمامها
الكثير خصوصاً في لحظات الذروة !
إلتفاتة جميلة وكريمة لا تنسى إذ خصص ركن للأطفال ليشغلون أوقاتهم
بالممتع المفيد، إلا أن بعض الوسائل قديم والعناية لم تكن كما يجب
خصوصاً لمعرض بهذا الحجم.
رحلتنا المعرفية كانت موفقة ارتأيت تسجيلها ليس من باب الذكرى، بل
حتى يقتدى الآخرون بهذه التجربة القيمة التي ستؤثر في الآخرين لا
محالة.
|
