عمليات إرهاب وقتل جماعي للشيعة في العالم

 

شبكة النبأ: في ظاهرة تتزايد على مدار الساعدة، يتم استهداف الشيعة في عموم اماكن تواجدهم واقامتهم في دول العالم المختلفة، ويحدث هذا امام مرأى العالم اجمع، وتطلع على هذه الاعتداءات الخطيرة معظم المنظمات الدولية المستقلة المعنية بحقوق الانسان، ولكنها لم تقم بواجبها الانساني كما يجب، الامر الذي يتطلب جهدا مدروسا ومنظما ومضاعفا من لدن الشيعة انفسهم، لكي يحمون انفسهم، ولكي يجعلوا العالم اجمع على اطلاع بالحملات المنظمة التي تستهدف حياتهم وممتلكاتهم وعقائدهم وآرائهم من لدن الخط الاموي الممتد من جذوره القديمة، والذي يمثله اليوم زمر من الوهابيين الذين يشيعون اجواء القتل والتدمير عبر المفخخات والتفجيرات والاحزمة الناسفة التي تستهدف العزل والابرياء من ابناء الشيعة.

إن هذا الوضع الخطير جعل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) يعطّل درسه خارج الفقه اعتراضاً على المجازر الجائرة واللاإنسانية وعمليات القتل الجماعي الظالمة التي يتعرّض لها شيعة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه, واعتراضاً على السكوت المغرض للمحافل الدولية المدّعية بحقوق الإنسان تجاه هذه المجازر, حيث سيعطّل سماحته, درسه في الفقه ـ بحث الخارج ـ يوم السبت القادم, الموافق للسادس والعشرين من شهر ربيع الثاني 1434 للهجرة (9/3/2013م).

وقد أبدى سماحته اعتراضه على عمليات الإرهاب والقتل الجماعي لشيعة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه, وقال: إلى اليوم لا زلنا نشهد, ويشهد العالم أسلوب وخطّ بني أمية وبني العباس المتمثّل بالسيارات المفخّخة والأحزمة والعبوات الناسفة التي يفجّرونها في أماكن مختلفة, وتراق بسببها دماء الكثير من الأبرياء من النساء والأطفال والعزّل من أتباع وشيعة أهل البيت صلوات الله عليهم. وهذا الأسلوب هو أسلوب إسلام بني أمية. ولا شكّ, مائة بالمائة, أن ما عند الكفّار هو أفضل من هذا الإسلام المزيّف. فالكفّار لا يتوعّدون الناس ولا يتعاملون معهم بعمليات التفجير والقتل الجماعي للأبرياء وبعمليات التعذيب البدني والروحي.

وهكذا ينبغي أن تتحرك الجهات والمنظمات والشيعة انفسهم لادانة هذه الاعتداءات السافرة، وفضحها وجعل العالم اجمع على اطلاع دائم، لما يتعرض له الشيعة في عموم دول العالم، من مجاميع تدّعي انتسابها للاسلام والاسلام منها براء، لان افعالها الدموية المتطرفة التي تطول النساء والاطفال الابرياء تدل على وحشية يرفضها الاسلام بصورة قاطعة، وترفضها الانسانية الحقة التي تحافظ على حرمة الانسان وتكفل له حرية الفكر والعقيدة.

وقد أدان سماحة المرجع الشيرازي جميع الأفعال اللاإنسانية للمدّعين بالإسلام, ورفض سماحته تشويه الصورة الحقيقية للإسلام من قبل الوهابية, وقال: يجب علينا أن نبيّن الإسلام الحقيقي للعالمين, بتبيين السيرة المشرقة لرسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار صلوات الله عليهم, كي يعرف العالم أن الإسلام الحقيقي هو ليس إسلام بني أمية.

وقد ابدى سماحة المرجع الشيرازي دام ظله, اهتماماً كبيراً بهذا الجانب الخطير الذي يتعرض له الشيعة, وتابع سماحته سعيه بصورة حثيثة, في السنوات الأخيرة, في مجال الدفاع عن حقوق الشيعة بالعالم, وأكّد في لقاءاته العديدة مع العلماء وأصحاب الفكر والحقوقيين المعروفين في العالم الإسلامي, على حتمية الاهتمام والعمل على تأسيس لجنة دولية يمكن خلالها الدفاع عن حقوق المسلمين الشيعة للإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه في العالم, وفي المحافل الدولية, وعدّ ذلك من ضروريات المجتمع الشيعية.

ولابد أننا نتفق مع سماحته في رؤيته حول انشاء منظمة حقوقية عالمية تقف الى جانب الشيعة ضد الاعتداءات الهمجية التي يتعرضون لها، ومن هذا المنطلق, وامتثالاً لأمر سماحة المرجع الشيرازي دام ظله, تمّ رسمياً تأسيس (منظّمة شيعة رايتس ووتش) في واشنطن, وشرعت الأخيرة في ممارسة فعالياتها, سعياً منها في العمل بتأكيدات سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في إحقاق حقّ وحقوق الشيعة المظلومين بالعالم ورفع الظلم والجور عنهم.

وقد شرعت المنظمة المذكورة بفضح كل عمليات الإرهاب والقمع والتعذيب التي تمارسها المجاميع التكفيرية بحقّ الشيعة, وباعتمادها على المصادر الموثوقة في البلدان الشيعية التي يتعرّض فيها الشيعة إلى المجازر وعمليات الإرهاب والقتل الجماعي, كالعراق, وباكستان, والبحرين, واليمن والسعودية وسوريا, أصدرت تقارير مفصّلة وبيانات عديدة, لأجل إحقاق حقوق الشيعة بالعالم, والدفاع عنها في المحاكم الدولية.

وهكذا لابد من خطوات فعلية يحكمها التخطيط المسبق والتنظيم الدقيق لاطلاق حملات في عموم العالم، تفضح بصورة واضحة وعلنية، جميع الاعمال الاجرامية التي يتعرض لها الشيعة في عموم دول العالم، وتأتي خطوة تأسيس هذه المنظمة الحقوقية لتصب في الاتجاه الصحيح، كي تجعل العالم اجمع يتحمل مسؤولياته ازاء الاعتداءات التي يتعرض لها الشيعة في العالم، ولابد من التأكيد هنا أن الشيعة انفسهم عليهم مسؤوليات كبيرة في مجال فضح هذه الانتهاكات من خلال اطلاع الراي العام العالمي للجرائم التي يقترفها الوهابيون المتطرفون في حقهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/آذار/2013 - 27/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م