سوريا والموازين الدولية... حل لا غالب ولا مغلوب

 

شبكة النبأ: لم تنجح التحركات الدبلوماسية المكثفة خلال الاونة الاخيرة في فتح كوة بجدار الازمة السورية المستمرة منذ نحو عامين، بسبب تباين مواقف المجتمع الدولي بشأن ما أصبح صراعا تتزايد صبغته الطائفية بين الجماعات المسلحة التي يدعمها الغرب وخاصة الولايات المتحدة وحلفائها من دول الخليج، والحكومة السورية التي يدعمها الشرق وخاصة روسيا وإيران.

فعلى الرغم من استمرار المبادرات الإقليمية والدولية لتسوية الازمة السورية، الا ان الكثير من المحللين لا يعتقدون أن هناك إجراء حاسما سيتخذ لإيقاف الازمة بسبب عدم القدرة على إقناع طرفي النزاع  بحلول الوسطية ولغة الحوار.

في حين يرى اغلب المراقبين بأن سوريا بات مكانا مستهدفا لدى بعض الدول شبه العدائية، كـ تركيا وقطر وبعض الدول الإقليمية، من أجل الاطاحة بالنظام السوري من خلال دعم المعارضة بكافة الوسائل اللوجستية والعسكرية،  الا ان قوة النظام السورية العسكرية الى جانب تأيد شريحة كبيرة من الشعب وانقسامات المعارضة، كلها عوامل تضع النزاع السوري داخل حلقة مفرغة تساعد على ديمومة الصراع الذي لا غالب فيه ولا مغلوب.

في حين يرى محللون أن عدم الوفاق بين النظام السوري والمعارضة وصل مرحلة حساسة مع تمسك كل جهة بموقفها والسير في طريق المواجهة حتى النهاية، مما يمهد لمعركة سياسية عسكرية طويلة الامد.

وعليه تظهر المستجدات على الساحة السياسية في سوريا ان التوصل الى حل سياسي لتسوية النزاع في سوريا غير ممكن حتى في المستقبل القريب.

في سياق متصل اكد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في مؤتمر صحافي مشترك في طهران مع نظيره السوري وليد المعلم ان بشار الاسد سيبقى "الرئيس الشرعي" لسوريا حتى الانتخابات المقبلة المقررة العام 2014، وايد صالحي الدعوة الى الحوار مع المعارضة المسلحة التي وجهها النظام السوري، مكررا ان نظام الاسد "لا خيار اخر" لديه حتى الان سوى مواصلة التصدي للمقاتلين المعارضين، واضاف صالحي بعد لقائه المعلم الذي وصل صباحا الى طهران، بعد ستة ايام من زيارته موسكو، ان "لا حل عسكريا للازمة السورية والحل الوحيد هو الحوار بين السلطة والمعارضة".

على الصعيد نفسه قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه سيعلن عن تقديم مزيد من المساعدات للمعارضة السورية على شكل معدات غير قتالية، رافضا استبعاد احتمال تسليح مقاتلي المعارضة السورية في المستقبل.

في المقابل قال الرئيس السوري بشار الاسد "بصراحة بريطانيا معروفة بلعب دور غير بناء في منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود، والبعض يقول منذ قرون"، وتابع "كيف يمكن ان نتوقع منهم تخفيف حدة العنف في حين انهم يريدون ارسال معدات عسكرية الى الارهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين؟".

وأفادت تقارير لرويترز ووسائل اعلامية أخرى أن مقاتلين يتلقون بشكل متزايد شحنات كبيرة من الأسلحة عبر تركيا والأردن في الشهور الأخيرة ويعتقد أن تمويل هذه الأسلحة يأتي من دول عربية غنية مثل قطر والسعودية.

في حين اوضحت وزارة الخارجية الروسية ان "القرارات والتصريحات التي صدرت في روما تشجع، نصا وروحا، المتطرفين للاستيلاء على السلطة بالقوة رغم المعاناة الحتمية للسوريين العاديين"، وتنفي روسيا انها تدعم الرئيس السوري بشار الاسد، الا انها لا تدعم الدعوات الى تنحيه.

من جهتها اعلنت الولايات المتحدة في الاجتماع الذي جرى بين عدد من الاطراف الاوروبية والعربية والمعارضة السورية الخميس انها ستقدم ولاول مرة مساعدات مباشرة الى المعارضين السوريين على شكل اغذية وادوية اضافة الى 60 مليون دولار.

الى ذلك يلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري ببرلين نظيره الروسي سيرغي لافروف في مسعى للتوصل الى حل في سوريا، وتجري هذه اللقاءات الدبلوماسية في اوروبا في وقت ابدى نظام الرئيس بشار الاسد للمرة الاولى استعداده الحوار مع مسلحي المعارضة لانهاء الحرب الدائرة في البلاد. الا ان هذا العرض رفضته المعارضة واضعة تنحي الاسد كشرط مسبق لاي حوار مع النظام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 7/آذار/2013 - 25/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م