الامراض الجديدة... تحديات في وجه البقاء

 

شبكة النبأ: لايزال الطب الحديث وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي حققه في السنوات الاخيرة يواجه العديد من التحديات والمصاعب في تشخيص بعض الامراض الجديدة والخطيرة، التي تصيب الانسان فهي وبحسب بعض المتخصصين لاتزال مجهولة المصدر خصوصا مع تعدد وانتشار الكثير من المسببات التي توفرت نتيجة التلوث البيئي الخطير، الذي ساعد بظهور بعض الأمراض الجديدة والغريبة والتي لاتزال في سياق البحث والدراسة من قبل الخبراء والعلماء المتخصصين الساعين الى معرفة اسبابها وايجاد العلاجات الخاصة بها، وفي هذا الشأن دعت منظمة الصحة العالمية الى التنبه اثر اكتشاف اصابة جديدة في بريطانيا بفيروس شبيه بفيروس سارس، لتشكل بذلك الحالة ال12 التي تم تشخيصها في العالم. وقالت المنظمة في بيان "استنادا الى الوضع الحالي ولمعلومات موثوقة، تشجع منظمة الصحة العالمية كل الدول الاعضاء (في المنظمة) الى الاستمرار في مراقبة ظهور اي حالة التهاب رئوي حاد (سارس) ومراقبة اي عوارض غير اعتيادية بعناية".

واعلنت السلطات الصحية البريطانية اكتشاف حالة جديدة من الفيروس لدى احد سكان بريطانيا من العائلة نفسها لمريضين اخرين تم تشخيص اصابتهما بالفيروس. واوضحت السلطات ان حياة المصاب الجديد ليست في خطر. وطمأنت منظمة الصحة العالمية الى انه "على الرغم من ان هذه الحالة الجديدة تكشف مؤشرات للعدوى من شخص الى اخر، لم يتم الافادة عن عدوى كبيرة من هذا النوع".

واوصت المنظمة بالبحث عن الوجود المحتمل ل"الفيروس التاجي الجديد لدى المرضى الذين يعانون التهابات رئوية غير واضحة الاسباب، او لدى مرضى يعانون امراضا تنفسية حادة غير واضحة الاسباب مع مضاعفات ولا يتجابون مع العلاج". واشارت المنظمة الى ضرورة اجراء تحقيق معمق كل مرة يتم الكشف عن حالات متشابهة كما عندما يصاب عاملون في القطاع الصحي. بحسب فرنس برس.

وفي المحصلة، تم تشخيص الفيروس الشبيه بسارس لدى خمسة اشخاص في السعودية (ثلاثة منهم توفوا)، اثنين في الاردن (توفيا)، اربعة في بريطانيا (هم قطري لا يزال يخضع للعلاج وثلاثة افراد في عائلة واحدة اثنان منهم لا يزالان يعالجان في المستشفى)، شخص في المانيا (هو قطري خرج من المستشفى بعد تلقيه العلاج). وتسبب الفيروسات التاجية (او فيروسيات الكورونا) الاصابة بالرشح الشائع، ولكن يمكن ان تتسبب كذلك بأمراض اكثر خطورة ومنها السارس الذي ادى تفشيه في العالم عام 2003 الى وفاة 800 شخص. وتم اكتشاف الفيروس الجديد للمرة الاولى في ايلول/سبتمبر 2012.

درجة الوباء

على صعيد متصل أعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ان الانفلونزا بلغت في الولايات المتحدة درجة الوباء وان 7.3 بالمئة من حالات الوفاة في البلاد كانت بسبب الالتهاب الرئوي الحاد والانفلونزا. وقالت المراكز ان هذه النسبة تتخطى حد الوباء وهو 7.2 بالمئة. وانتشرت الانفلونزا بشكل ملحوظ في تسعة من المناطق الأمريكية العشرة مما يؤكد ان الانفلونزا الموسمية انتشرت في انحاء البلاد وبلغت مستويات مرتفعة قبل اسابيع من الموعد المعتاد الذي يحل في نهاية يناير كانون الثاني أو فبراير شباط.

وشهدت المنطقة العاشرة التي تضم منطقة الجنوب الغربي وكاليفورنيا نشاطا "طبيعيا" للأنفلونزا.

وقال العلماء إن اللقاح المضاد لسلالات الانفلونزا المتوقع انتشارها هذا العام فعال بنسبة 62 بالمئة. وتسبب أحد أسوأ مواسم الانفلونزا التي واجهتها الولايات المتحدة في عشر سنوات في نقص اللقاح المضاد للمرض وعقار تاميفلو المستخدم في علاج الأطفال مثيرا احتمال ان الاشخاص الذين يعتبروا معرضين لخطر الإصابة قد لا يحصلون على الوقاية اللازمة. ومع ان نقص اللقاح ليس بالأمر غير المعتاد فإن التفشي المبكر للانفلونزا وانتشار سلالة شرسة منها هذا العام يعني ان الوضع قد يسوء.

وقال توم سكينر المتحدث باسم المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها في اتلانتا "ربما يضطر الاشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح ويريدونه إلى البحث عنه في عدة اماكن." وقالت شركة سانوفي اكبر مورد للقاح المضاد للأنفلونزا إلى الولايات المتحدة إنها باعت كل المخزون من اربع جرعات إلى ستة جرعات مختلفة للقاح فلوزون المضاد للأنفلونزا الموسمية نظرا للطلب غير المتوقع.

وقال مايكل سزوميرا المتحدث باسم سانوفي "ليس بمقدورنا الآن انتاج المزيد من اللقاح لاننا نستعد للقاح العام المقبل." وتقول المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها إن غالبية الولايات الأمريكية تقترب من اعلى مستويات للإصابة تشهدها البلاد خلال مواسم الانفلونزا متوسطة الشدة. وتذهب تقديرات المراكز إلى ان نسبة الاشخاص الذين يبحثون عن علاج من الانفلونزا ارتفعت على مدار الاسابيع الأربعة المتتالية الماضية إلى 5.6 بالمئة مقارنة بنسبة 2.2 بالمئة العام الماضي عندما كانت الإصابة متوسطة. بحسب رويترز.

الى جانب ذلك فرض حاكم نيويورك حالة الطوارئ الصحية بسبب انتشار مرض الانفلونزا الذي اصاب اكثر من 19 الف شخص في هذه الولاية، مما يسمح للصيادلة بتلقيح الرضع والاطفال. واتت مبادرة الحاكم اندرو كومو في وقت انتشر فيه الوباء في كل ارجاء البلاد وقد يستمر لأسابيع عدة. وسجل ما لا يقل عن 28747 اصابة بالأنفلونزا في الولايات المتحدة خلال الشتاء وتوفي 20 طفلا جراء هذا المرض على ما ذكرت المراكز الفدرالية لمراقبة الامراض والاشراف عليها (سي دي سي). الا ان عدد الحالات قد يكون اعلى من ذلك بكثير لان العديد من المرضى لا يستشيرون اطباء.

وقال كومو في بيان شارحا فرضه حالة الطوارئ الصحية في ولايته "اننا نواجه اسوأ وباء للانفلونزا منذ العام 2009 والفيروس ناشط في كل ارجاء ولاية نيويورك مع تسجيل اصابات في مناطق نيويورك ال57 ودوائر المدينة الخمس". ودعا سكان نيويورك غير الملقحين الى القيام بذلك "فورا" مشددا على ان "الاوان لم يفت". ودعا كذلك الاشخاص الذين هم على تواصل منتظم مع الاطفال الى الحصول على لقاح لان الاطفال دون سن الثاني معرضون كثيرا للإصابة. بحسب فرنس برس.

 والمخاطر عالية ايضا بالنسبة للأشخاص الذين هم فوق سن الخمسين والنساء الحوامل والمرضى الذين يعانون من مرض مزمن او نقص في المناعة. وفي ولاية نيويورك ارتفعت حالات الاصابة بالانفلونزا من 4404 حالات خلال شتاء 2011-2012 الى 19128 حالة خلال موسم الشتاء الراهن.

رصد بؤر انفلونزا الطيور

من جهة اخرى أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) انه يتعين على حكومات العالم الا تسمح للضائقة المالية - التي تمر بها جراء الازمة الاقتصادية العالمية الحالية - بأن تلهيها عن مكافحة مرض انفلونزا الطيور. وحذرت الفاو - وهي احدى ثلاث منظمات دولية قادت حملة عالمية ضد المرض - من تكرار تفشي انفلونزا الطيور على غرار ما حدث عام 2006 عندما قتلت السلالة الفيروسية الفتاكة (اتش5ان1) 79 شخصا في ارجاء العالم وبثت مخاوف من ان تتحول إلى وباء عالمي.

وقالت الفاو إن الاستثمار أمر جوهري للحيلولة دون تكرار مثل هذه الكارثة. وقال جوان لوبروث كبير مسؤولي الصحة البيطرية في الفاو في بيان "اشعر بقلق لان الحكومات عاجزة في ظل الاجواء الراهنة عن توخي الحذر من المرض. إني ارى لا مبالاة في مواجهة تهديدات حقيقية للغاية لصحة الإنسان والحيوان."

ويخشى العلماء من ان تتسبب انفلونزا الطيور التي تنتشر بين الطيور الداجنة ويمكن ان تنتشر من الطيور إلى الانسان في كارثة في حالة تحور الفيروس ليكتسب القدرة على الانتشار بين البشر. وقالت الفاو إن الفيروس أصاب أكثر من 600 شخص منذ رصده لأول مرة في هونج كونج عام 1997 وعادة ما يكون فتاكا. وتكبدت اقتصاديات العالم جراء نفوق الطيور من المرض او اعدامها 20 مليار دولار بين عامي 2003 و2011. وقالت الفاو التي تتولى تنسيق رد الفعل العالمي على تفشي انفلونزا الطيور بين الحيوانات إنه فيما تم احراز تقدم في محاربة المرض فلايزال الفيروس ينتشر في آسيا والشرق الاوسط.

سلالة جديدة

الى جانب ذلك قال مسؤولون صحيون إن سلالة جديدة من الفيروس "نورو" المعوي انتقلت من استراليا إلى فرنسا ونيوزيلندا واليابان وانها تخطت جميع السلالات الأخرى لتصبح السلالة الأكثر انتشارا في بريطانيا. وجرى تحديد سلالة الفيروس الجديدة والمعروفة باسم (سيدني 2012) في بحث علمي وقالت وكالة الوقاية الصحية البريطانية إن اختبارا جينيا اظهر ان هذه السلالة تسبب الآن حالات إصابة في انجلترا وويلز اكثر من السلالات الأخرى للفيروس.

وارتفعت حالات الإصابة بالفيروس "نورو" المعوي اكثر من المتوقع خلال هذا الشتاء في بريطانيا وفي انحاء اوروبا واليابان واجزاء اخرى من العالم. ومع ان الفيروس يسبب في الغالب اعتلالا لأيام قلائل فإنه مسؤول عن الملايين من حالات الإصابة سنويا ومعروف بقدرته على مقاومة اجراءات المكافحة. وفي الولايات المتحدة قالت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن الفيروس "نورو" يصيب 21 مليون شخص سنويا وان 700 ألف حالة تستلزم العلاج بالمستشفى وان 800 حالة تقريبا تنتهي بالوفاة.

واظهرت احدث بيانات وكالة الوقاية الصحية البريطانية تراجعا في حالات الإصابة المسجلة خلال فترة عيد الميلاد كما توقع العلماء لكن مع تسجيل 4140 حالة حتى الآن في انجلترا وويلز لا يزال معدل حالات الإصابة أعلى بنسبة 63 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. بحسب رويترز.

وتذهب تقديرات العلماء إلى أنه في مقابل كل حالة مؤكدة مختبريا توجد 288 حالة غير مسجلة حيث لا تذهب الغالبية الكاسحة من المصابين إلى الطبيب. ويعني هذا ان عدد المصابين في بريطانيا بلغ حتى الآن اكثر من 1.2 مليون حالة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 24/شباط/2013 - 14/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م