الكوارث الطبيعية... رسالة شديدة اللهجة الى سكان الارض

 

شبكة النبأ: لايزال الانسان وبالرغم من كل التطورات والقدرات العلمية التي توصل اليها عاجزا امام قدرات وتحديات الطبيعة المتنوعة، والمتمثلة بالزلازل والفيضانات والبراكين والحرائق والاعاصير وغيرها من الكوارث الاخرى التي يصعب السيطرة عليها او تقدير اضرارها او حتى التبوء بقدومها في بعض الحالات، وفي هذا الشأن فقد اعلن مركز رصد الزلازل في الصين ان هزة ارضية يشتبه بانها انفجار وقعت في كوريا الشمالية. وجاءت قوة الهزة بقوة 4,9 درجات حسب ما اوضح المركز على موقعه الالكتروني الرسمي "ميكروبلوغ" الذي اكد وقوع "زلزال اصطناعي" حسب ما اعلنت كوريا الجنوبية. وكانت الصين حذرت في موقف نادر جارتها التي تعتبر حليفتها الوحيدة من مغبة القيام بتجربة نووية ثالثة.

وحسب وكالة الانباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، فان "زلزالا اصطناعيا بقوة 5,1 درجة رصد في كوريا الشمالية" في منطقة كيلجو (شمال شرق) حيث يقع موقع بونجيي-ري الذي يستعمل للتجارب النووية. ومن ناحيته، تحدث المركز الجيولوجي الاميركي عن نشاط زلزالي اكدته مراكز مراقبة في اليابان والصين وكوريا الجنوبية. واوضح المصدر ان مركز الزلزال يقع على عمق كيلومتر واحد تقريبا. واعلنت الحكومة اليابانية انه من الممكن ان تكون كوريا الشمالية قد قامت بتجربة نووية. وقال المتحدث باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا خلال مؤتمر صحافي عقده على عجل "نعتقد ان هناك امكانية بان تكون كوريا الشمالية قد قامت بتجربة نووية". بحسب فرنس برس.

من جانب اخر قال مسؤولون باكستانيون إن 24 شخصا على الأقل قتلوا نتيجة العواصف والامطار الغزيرة التي هطلت على البلاد في الفترة الماضية. وقالوا إن معظم الوفيات وقعت في المناطق الشمالية من البلاد نتيجة انهيار الدور، وإن العدد مرشح للارتفاع الى 30 على الأقل في حال تأكدت ست حالات وفاة اخرى. وذكرت التقارير ان ستة من افراد اسرة واحدة قضوا غرقا في الفيضانات التي نتجت عن هطول الامطار الغزيرة. ووقعت معظم الوفيات في اقليم خيبر باخت ونخوا. ويقول مسؤولون إنه من المتوقع ان تتعرض المنطقة الى المزيد من العواصف ولكنها من غير المتوقع ان تكون بشدة العواصف الأخيرة.

زلزال بقوة 8 درجات

في السياق ذاته ضرب زلزال ضخم بقوة ثماني درجات قبالة جزر سليمان في المحيط الهادئ ما ادى الى تدمير قرى ساحلية عدة في الارخبيل وتوليد امواج قوية جدا تهدد سواحل دول مطلة على المحيط، كما افادت معاهد متخصصة. وقال مدير مستشفى لاتا في جزيرة نديندي، كبرى جزر ارخبيل سانتا كروز "بحسب المعلومات المتوفرة لدينا فان قرى تقع غرب وجنوب لاتا على طول الساحل قد دمرت، لكن ليس بوسعنا تأكيد هذه المعلومات ".

وبحسب المركز الاميركي للجيوفيزياء فان الزلزال ضرب منطقة بحرية تقع بين جزر سليمان وفانواتو شمال شرق استراليا بالقرب جزر سانتا كروز، وقد حدد مركزه على عمق 5,8 كلم وعلى بعد حوالى 60 كلم من جزيرة لاتا، وتلته هزتان ارتداديتان بقوة 6,4 درجات و6,6 درجات واعقبه تسونامي قوي ذو قدرات تدميرية. وشهدت جزر سانتا كروز في ارخبيل جزر سليمان العديد من الهزات القوية.

وقال المعهد الاسترالي لرصد الزلازل ومركز التحذير من التسونامي ان موجة ارتفاعها 90 سنتيمترا سجلت في لاتا، كبرى مدن سانتا كروز. وقال خبير الرصد الزلزالي في وكالة "جيوساينس استراليا" التابعة للحكومة الاسترالية ديفيد جيبسن "نعلم ان تسونامي قد نشأ"، مشيرا الى انه بناء على مركز الزلزال سيتحدد ما اذا كانت امواج تسونامي اعلى ستضرب مناطق اخرى. واضاف "على اي حال هو زلزال ضخم حتى من حيث قوة الهزة فقط". بحسب فرنس برس.

واكد سكان في هونيارا عاصمة جزر سليمان والواقعة على بعد 580 كلم عن مركز الزلزال ان سكان العاصمة لم يشعروا باي هزة. ولكن مسؤولا في وكالة ادارة الكوارث الطبيعية في جزر سليمان اوضح ان القلق ينصب حاليا على مقاطعة تيموتو الواقعة في شرق البلاد. وقال طالبا عدم ذكر اسمه "هذه هي المقاطعة التي ستكون الاكثر تضررا اذا تبين انه كان مدمرا"، مضيفا "لقد شعروا بالزلزال". وتقع جزر سليمان فوق حزام النار في المحيط الهادئ حيث يؤدي تصادم الصفائح التكتونية المتكرر الى نشاط زلزالى وبركاني قوي.

زلازل اخرى

على صعيد متصل ادى زلزال قوي ضرب جنوب غرب كولومبيا وشعر به ايضا سكان الاكوادور، الى اصابة عدد من الاشخاص بجروح والحاق الضرر بأكثر من مئة مسكن، لكنه لم يسفر عن قتلى او اضرار جسيمة. ووقع الزلزال على بعد اكثر من 500 كلم من بوغوتا في منطقة نارينيو، على عمق 186 كلم تحت الارض، بحسب المركز الجيولوجي الكولومبي الذي اعلن ان قوة الزلزال بلغت 6,8 درجات قبل ان يعيد النظر فيها ويقول انها 6,9 درجات. وفي وقت سابق، اعلن المركز الاميركي للجيوفيزياء ان قوة الزلزال بلغت 7 درجات.

وتحدد مركز الزلزال على بعد نحو 3 كلم من منطقة اوسبينا وعلى بعد 43 كلم من مدينة باستو التي تعد 400 الف نسمة وتقع عند اسفل بركان غاليراس وعاصمة منطقة نارينيو الحدودية مع الاكوادور. واعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس اثناء زيارة الى شمال البلاد "لحسن الحظ لم يسقط ضحايا". وقالت الوكالة الوطنية لادارة المخاطر في رسالة نشرتها على موقعها على تويتر ان "ثمانية اشخاص" على الاقل اصيبوا بجروح وتضرر "143 مسكنا".

واوضح مدير الوكالة الوطنية لادارة المخاطر كارلوس ايفان ماركيز ان احد الجرحى هو طفل كسرت ساقه لدى وقوعه من الطابق الثاني. وتركزت الاضرار في نحو عشرين بلدة في مناطق كوكا وفال دل كوكا ونارينيو، لكن الحصيلة ليست نهائية لان السلطات تواصل عمليات البحث في المناطق الاكثر بعدا.

واوضح ماركيز انه لم يسجل "ضحايا ولا مفقودون ولا مشاكل خطيرة". وفي كالي عاصمة كوكا، تم اجلاء عيادة بعد حركة هلع سببها الزلزال، بينما انهار سقف كنيسة في بلدة سان بدرو، كما اعلنت السلطات الاقليمية في نارينيو. ولاحظ جايم رايغوسا المنسق داخل المعهد الكولومبي للجيولوجيا والمناجم اثناء مداخلة في منتجع بلو راديو الكولومبي "من الممكن ان لا تحصل ارتدادات بسبب العمق الكبير للزلزال".

وقالت السلطات الكولومبية انه لن يصدر انذار من حصول تسونامي، وهي معلومة اكدها المركز الاميركي للانذار من تسونامي، ويقع مقره في هاواي. واكد المركز ان "تسونامي مدمرا في المحيط الهادئ غير متوقع". واحست عدة مناطق في كولومبيا والاكوادرو، وبينها العاصمتان بوغوتا وكويتو، بالهزة، وخصوصا في المباني المرتفعة التي اجلي منها السكان لبعض الوقت على سبيل الاحتراز.

واعلن رئيس بلدية بوغوتا غوستافو بدرو بعيد الزلزال "لا توجد اي معلومة تشير الى جرحى او اضرار في مدينة بوغوتا". ودعا رجال الاطفاء في كويتو السكان الى "المحافظة على الهدوء واتخاذ الاحتياطات العادية". ولم تسجل السلطات في الاكوادور اي ضحية او اضرار. وبحسب وسائل اعلام محلية، فان وسط مدينة اسميرالداس السياحية في شمال الاكوادور حرم من التيار الكهربائي بسبب انفجار محول بعد الزلزال.

وجنوب غرب كولومبيا تعرض في ايلول/سبتمبر الماضي لزلزال بقوة 7,1 درجات ولم يسفر عنه سقوط ضحايا ولا اضرار جسيمة. وقد احس بالزلزال سكان الاكوادور وعشر مقاطعات كولومبية في جنوب غرب وغرب ووسط البلاد. ودول الانديز في اميركا الجنوبية وبينها كولومبيا والاكوادور، تقع على "حزام النار في المحيط الهادئ" وهي منطقة تحوي 85 بالمئة تقريبا من النشاط الزلزالي.

الى جانب ذلك قال الاعلام الايراني ان زلزالا صغيرا وقع في منطقة بلدة الصالوية الساحلية وهي مركز لصناعة البتروكيماويات والغاز وتقع قرب حقل فارس للغاز في جنوب ايران لكنه لم يسبب أي أضرار على ما يبدو. وأفادت وكالة فارس للأنباء بأن الزلزال الذي بلغت قوته 3.4 درجة وقع قرب الصالوية والقرى المحيطة بها. واضافت الوكالة ان كثيرا من السكان غادروا بيوتهم خوفا من الهزات الارتدادية. بحسب فرنس برس.

وقال المسؤول المحلي عبد الله نادري انه لم تقع اي خسائر في الارواح أو أضرار مادية كبيرة في الصالوية. ونقلت الوكالة عنه قوله "وحسب ما سمعناه من السلطات البلدية والقروية لم تقع أضرار لحسن الحظ." وايران عرضة للزلازل التي تسبب في بعض الأحيان خسائر فادحة في الارواح وتلحق اضرارا جسيمة بالبنية الأساسية.

عاصفة ثلجية

من جهة اخرى اجتاحت عاصفة ثلجية شمال شرق الولايات المتحدة مما ادى الى ارباك حركة المرور وتعطيل الاف الرحلات الجوية واجبار خمس ولايات على اعلان حالة الطوارئ في مواجهة عاصفة ثلجية مخيفة. واعلن ديفال باتريك حاكم ولاية ماساتشوستس حظرا على معظم عمليات السفر بالسيارات في حين اغلق دانيل مالوي حاكم ولاية كونيتيكت الطرق السريعة بالولاية امام حركة المرور باستثناء سيارات الطوارئ.

وادت العاصفة الثلجية الى انقطاع الكهرباء عن نحو عشرة الاف مشترك على طول الساحل الشرقي كما الغيت نحو 3500 رحلة جوية. وحذر خبراء الارصاد الجوية من ان ثلوجا بارتفاع 60 سنتيمترا ستغطي معظم منطقة بوسطن في توقع وصولها الى 76 سنتيمترا في بعض المناطق. واعلن حكام ولايات ماساتشوستس ورود ايلاند وكونيتيكت ونيويورك ومين حالة الطوارئ واصدروا حظرا على قيادة السيارات. بحسب رويترز.

وامرت السلطات في حالات كثيرة الموظفين الحكوميين غير الاساسيين بالبقاء في منازلهم وحثت شركات القطاع الخاص على ان تحذو حذوها وطلبت من الناس الاستعداد لانقطاع الكهرباء وحثتهم على مراجعة جيرانهم من المسنين والمقعدين. واخذ الناس هذه التحذيرات على محمل الجد على ما يبدو . وكانت حركة المرور في الشوارع وعدد الركاب في وسائل النقل العام اقل من المعتاد.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 23/شباط/2013 - 13/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م