تشاك هاغل... رسالة مزدوجة الى ايران واسرائيل

اوباما يضع قواعد جديدة لإدارة الأزمات الدولية

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: احبط الجمهوريون في مجلس الشورى الامريكي قبل ايام قرار الرئيس الامريكي بتولي تشاك هاغل منصب وزارة الدفاع الامريكية، في تحدي صريح لنوايا اوباما ازاء ايران تحديدا، سيما ان بعض المحللين يرون في شخصية تشاك ما يؤهلها الى ابرام صفقة تهدئة طويلة الامد مع ايران في حال توليه المنصب، الى جانب تمريره بعض الاتفاقيات السرية بشكل يدرأ الحرج عن البيت الابيض.

فيما يعول اوباما بشدة على قيادة هاغل في ادارة الحرب في افغانستان والحد من الاستنزاف المادي الكبير في تلك الدولة، على امل خروج مشرف منها يضمن لواشنطن ادنى الشروط حفظ المصالح ما بعد الانسحاب.

فيما اثارت تلك التوجهات المعلنة من هاغل حفيظة الجمهورين بشدة، نظرا لتقاطع ذلك مع مصالح الحزب المرتكزة على مبادئ ادارة الحروب الكلاسيكية والتعامل مع الاعداء.

وينتقد الجمهوريون تصريحات سابقة ادلى بها هيغل حول اسرائيل وايران والحرب في العراق عندما كان سناتورا. وانذاك، اتخذ هيغل بشكل سريع موقفا معارضا لسياسة الرئيس السابق جورج بوش واختلف مع حزبه وخصوصا العضو البارز فيه جون ماكين.

وكان هيغل قدم اعتذارات خلال جلسة استجواب شاقة في 31 كانون الثاني/يناير، لكن ذلك لم يكن كافيا لتهدئة الجمهوريين، بل ان اداءه المتلعثم واجوبته غير الكاملة بدا وكأنها زادت معارضيه تصميما. حتى ان ماكين صرح ان صديقه السابق ليس اهلا للمنصب.

وعلق اوباما بعيد التصويت في "دردشة" على "غوغل هانغ اوت" نشرت على الانترنت "من المؤسف ان يتم استخدام مثل هذه المناورة في الوقت الذي اتولى فيه رئاسة بلاد في حالة حرب في افغانستان واحتاج فيه الى وزير للدفاع يقوم بالتنسيق مع حلفائنا لضمان تامين الاستراتيجية والمهمات الضرورية لجنودنا".

الا ان تصويت ادى فقط الى تاجيل تثبيت هيغل في المنصب، اذ سيجري تصويت جديد بعد ارجاء جلسة مجلس الشيوخ اي في 26 شباط/فبرارير، لا سيما وان عددا من اعضاء المجلس الجمهوريين وعدوا بتغيير موقفهم والتصويت لصالح هيغل بعد هذه الفترة. بحسب رويترز.

وخلال التصويت كان الديموقراطيون بحاجة لصوت واحد فقط لتجاوز الجمهوريين الذين استخدموا اجراء برلمانيا نادرا ما يتم اللجوء اليه لاعتراض مرشح الى منصب وزاري.

وتميز هيغل الذي كان سناتورا جمهوريا بين 1997 و2009 بمواقفه المستقلة عن حزبه كما انه كان الى جانب اوباما عندما كانا لا يزالان في مجلس الشيوخ.

كما يلمح الجمهوريون منذ بضعة ايام الى ان هيغل ادلى بتصريحات معادية لاسرائيل او انه حصل على عائدات من منظمات متطرفة منذ مغاردته مجلس الشيوخ. وهم يطالبونه بتقديم وثائق اضافية حول كل عائداته في السنوات الخمس الاخيرة.

كما أجمع عدد من المحللين السياسيين الاسرائيليين على ان تعيين تشاك هيغل وزيرا للدفاع في ادارة الرئيس باراك اوباما سيحول دون تمكن اسرائيل من توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. وقال هؤلاء إن هيغل في حال تعيينه سيحاول لجم اسرائيل عن القيام بأي ضربة احادية الجانب ضد ايران.

ويشير المحللون والمعلقون السياسيون الاسرائيليون الى ان هيغل معروف بنهجه الداعي الى عدم التدخل في النزاعات الخارجية، ويعتقدون انه يعارض بقوة استخدام القوة للتعامل مع البرنامج النووي الايراني.

وكتب المحلل السياسي برادلي بورستون في صحيفة هأآرتس مقالا تحت عنوان "الطريق الى ايران ينتهي عند هيغل"، بينما قال المعلق اورلي ازولاي في صحيفة يديعوت احرنوت "إن الرسالة التي يوجهها الرئيس اوباما الى (رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين) نتنياهو يمكن تلخيصها في عشرة حروف: تشاك هيغل (بالانجليزية). إن الرسالة الموجهة الى اسرائيل واضحة لا لبس فيها: لم يعد من السهولة الحصول على ضوء اخضر من واشنطن لاطلاق مغامرة عسكرية ضد ايران."

وأضاف ازولاي "لذلك يبذل قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة والمسؤولين الاسرائيليين ايضا كل هذه الجهود المضنية على مدى الاسابيع الماضي للحيلولة دون حصول هيغل على المنصب. فهم يجادلون بأن تعيينه سيضر بمصالح اسرائيل لأنه يدعو الى الحوار مع حماس وحزب الله، ولأنه لا يؤمن بأن الحرب تمثل السبيل الأمثل للتعامل مع البرنامج النووي الايراني."

وقال بورستون في مقال نشره في هاآرتس إنه باختياره هيغل وزيرا للدفاع، كان الرئيس اوباما يبعث برسالة تفيد انه لن يكون مرنا مع نتنياهو في فترته الرئاسية الثانية كما كان في الاولى.

وقال "إن نتنياهو، بفضل الحفرة التي حفرها لنفسه بمعاملته اوباما باحتقار، قد يكون قد عبد الطريق لتعيين هيغل. ولذا قد يكون رئيس وزرائنا في النهاية هو العامل الذي يمنع الحرب مع ايران."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 19/شباط/2013 - 9/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م