قضايا الآثار... صعوبة الحفاظ على الإرث العالمي

 

شبكة النبأ: تمثل الآثار هوية البلاد والإرث التاريخي له من خلال تكتشفه في الثقافات وتاريخها الموغل قبل آلاف السنين في الحضارات العالمية، فضلا عن أهميتها العلمية والاقتصادية في الوقت الحالي، إذ تطمح العديد من الدول والمنظمات نيل فرصة التنقيب في الآثار.

لكن مازالت معاناة عالم الآثار مستمرة بسبب السرقة والإهمال وأخطار الاندثار خلال الأزمات والحروب، كما هو الحال في الكثير من البلدان كالعراق وتركيا ومالي.

وقد ادى اكتشاف المعالم ألأثرية والتاريخية الى تغير الحياة على كوكب الأرض في مختلف العصور والأزمان. حيث قامت تلك الاكتشافات بتغير الحياة البشرية بصورة تروي حقبة الإنسان بين الماضي والمستقبل. لذا يرى الخبراء من الضروري جدا حماية الإرث العالمي لأهميته التاريخية والعلمية والاقتصادية باعتبار آثار اي بلد تمثل إرثه وثقافته وتاريخه.

حماية المواقع الثقافية

فيما تسعى منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) بوسائلها المحدودة حماية المواقع الثقافية اثناء النزاعات المسلحة في مالي وسوريا اليوم وفي ليبيا والعراق بالامس، المهددة ليس بالدمار فحسب بل بعمليات النهب وتهريب القطع الاثرية، فمن الناحية المبدئية يلزم المتناحرون الموقعون على اتفاقية لاهاي 1954 الخاصة بحماية المواقع الثقافية في حال اي نزاع مسلح، ب"ببذل كل ما بوسعهم لصون هذا الارث من ويلات الحرب".

"لكن كيف يمكن حماية الارث في سوريا؟"، على ما تساءلت المديرة العامة لليونيسكو ايرينا بوكوفا، مستطردة "انه ليس امرا ممكنا لاننا لا نملك القوة العسكرية"، الا ان الوكالة الاممية ليست عاجزة تماما. ففي ما يتعلق بمالي قالت بوكوفا بارتياح "اخطرنا مجلس الامن الدولي الذي ادخل حماية الارث في القرارات التي تبناها".

وللمرة الاولى وصفت المحكمة الجنائية الدولية ب"جريمة حرب" تدمير مقامات اولياء في تمبكتو وقد تفتح تحقيقا لمعرفة المنفذين، واستباقا لتدخل دولي في مالي طبعت اليونيسكو منذ الخريف 10 الاف "بطاقة تعريف للارث" واحصت مع الصور الممتلكات الثقافية في شمال مالي. ووزعت بطاقات التعريف هذه على الجيش الفرنسي وهي سابقة من نوعها.

وفي ليبيا قال فرنسيسكو بندران مساعد المدير العام للثقافة في اليونيسكو "زودنا الحلف الاطلسي بالمواقع الجغرافية لجميع الاماكن التي تدخل ضمن الارث" الثقافي مؤكدا "انها لم تتضرر كثيرا"، لكنه لفت الى ان "ما هو اخطر بالنسبة للارث هي فترات فقدان سيطرة الدولة" مثل اثناء عمليات نهب المتاحف في بغداد في نيسان/ابريل 2003 او في القاهرة في كانون الثاني/يناير 2011، واوضح "ان زعزعة استقرار الحكومات يؤدي على الفور الى تفعيل شبكات المافيا الدولية" مشيرا الى "تهريب ممتلكات ثقافية تتراوح قيمتها بين 6 و8 مليار دولار سنويا، و(هي) صناعة اجرامية منظمة مثل تهريب المخدرات او الاسلحة".

وفي ليبيا تمثلت اخطر مرحلة باختفاء "كنز بنغازي" الذي يشمل ثمانية الاف قطعة ذهب وفضة من الحقبة الهيللينية سرقت من احد مصارف بنغازي، واسف بندران لانه "لم يعثر على اي اثر لها" بالرغم من تحقيق الانتربول. واكد ان تلك السرقة نظمت مع متواطئين، مثلما كان الامر بالنسبة لنهب متحف بغداد.

وتسعى اليونيسكو لتفادي وضع مماثل في سوريا حيث "تخرج قطع اثرية من البلاد منذ اشهر عدة"، وستنظم اليونيسكو اجتماعا في عمان مع الدول المجاورة. وبالنسبة للسوريين ذكر بندران "اننا نجري دروسا تدريبية عن بعد عبر الفيديو لحماية المتاحف"، مضيفا "انه من الصعب جدا الحصول على معلومات. وينبغي الحصول على اذن من النظام ان اردنا الذهاب الى مكان، ونحن وكالة تابعة للامم المتحدة ولسنا قوة سرية". بحسب فرانس برس.

وافضل وسيلة للوقاية من عمليات النهب تبقى متمثلة بدعم السكان المحليين مثلما هي الحالة في تمبكتو حيث تمت التعبئة لوضع معظم المخطوطات الشهيرة في منأى لحمايتها من الاسلاميين. والمقامات المدمرة يمكن اعادة بنائها بفضل الخرائط والصور، لكن ذلك ليس امرا ممكنا على الدوم. ففي افغانستان ترغب الحكومة في اعادة بناء تمثالي البوذا اللذين دمرها الطالبان في باميان في 2001 وتم استعادة بين 30 و40% من حجارتهما، لكن اليونيسكو تعتبر انه "يستحيل القيام باعادة بناء تتمتع بقيمة علمية"، ولخص بندران الوضع بقوله "هو كما لو ان لدينا تمثالا لميكيلانجيلو مهدما، فلا يمكن اعادة صنع (اعمال) لميكيلانجيلو"، واضاف "بعد تدمير نصب لا تبقى منه سوى الذكرى. هناك متحف في باميان يعرض ايضا تدمير تماثيل بوذا لان ذلك يشكل الان جزءا من تاريخ المكان".

الاتحاد الأوروبي

على الصعيد نفسه أطلق الاتحاد الاوروبي مشروعا لترميم مدينة بومبي القديمة يتكلف 105 ملايين يورو (142.05 مليون دولار) وقال انه سيحرص على حماية هذه الاموال من المافيا، وأعلن الاتحاد الاوروبي عن بدء المشروع يوم الاربعاء وجاء ذلك بعد يوم من اعتقال الشرطة الايطالية لخبير ترميم عمل من قبل في مشروع ترميم المدينة الرومانية القديمة بتهمة الفساد والتحقيق مع خمسة آخرين من بينهم المفوض الخاص الذي عين للاشراف على علاج مشكلة تدهور الموقع التاريخي.

وبومبي هي مدينة رومانية قديمة دفنت في ثورة لبركان فيزوف عام 79 ميلادية تضعها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في قائمة مواقع التراث العالمي، وكانت ايطاليا أعلنت حالة الطواريء في بومبي عام 2008 بعد ان شكا خبراء الاثار والتاريخ من تدني عمليات الحفاظ على الموقع المتداعي مشيرين الى سوء الادارة ونقص الاستثمارات، وقالت المفوضية الاوروبية ان هذه الاموال ستنفق على نظام صرف جديد وتعزيز بعض الاثار وتدريب الموظفين وهو ما يتضمن "مجموعة من الاجراءات لحماية أنفسهم من نفوذ (عصابة) الجريمة المنظمة -الكامورا- التي تستشري في أماكن كثيرة من المنطقة."

وتقع مدينة نابولي أكبر مدن جنوب ايطاليا على بعد 25 كيلومترا من بومبي وهي معقل للكامورا وهي عصابة المافيا المحلية في المنطقة التي تحقق ثرواتها من التهريب والعقود الحكومية التي تنطوي على فساد.

وعين مارسيلو فيوري مفوضا خاصا لمشروع ترميم سابق لبومبي. لكن المحققين الايطاليين يقولون ان فيوري ومدير الترميم في ذلك الوقت لويجي دامورا منحا عقودا مخالفة للقواعد لشركة كاكافو لخدمات الترميم باسعار مبالغ فيها، وتتهم الشرطة فيوري باساءة استغلال السلطة وتحقق مع دامورا في مزاعم احتيال. بحسب رويترز.

وجدد انهيار جدران وأعمدة في الموقع منذ عام 2008 القلق بشأن حالة الموقع الاثري، ويقول الادعاء ان المسؤولين انتهكوا شروط حالة الطواريء ودفعوا أموالا مغالى فيها في مشروعات ترميم مختلفة ووافقوا على أعمال غير ضرورية في بومبي وهي من أهم المزارات السياحية في ايطاليا، وذكر الادعاء ان أحد العقود كانت تكلفته الاصلية 449882 يورو وانتهى بان تكلف نحو خمسة ملايين يورو، وأعيد اكتشاف مدينة بومبي بعد ان دفنها بركان فيزوف عام 1748 وتجتذب نحو 2.3 مليون سائح كل عام ولحقت بها أضرار جديدة عام 2011 بسبب أمطار غزيرة.

السعودية

فقد دعا عالما دين سعوديان مستشاران بالديوان الملكي الى الحفاظ على الاثار وعدم العبث بها، ونددا بمحاولات التشويه التي تتعرض لها شواهد حضارات تعود لالاف السنين، ونقلت وكالة الانباء السعودية عن الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع قوله خلال زيارة مدائن صالح شمال غرب المدينة المنورة ان "الكنوز الاثرية محط حضارات سابقة، وفي الوقت نفسه محل عبرة وعظة".

وناشد زوار المواقع الاثرية "تقدير هذه الثروة فهي لهم ولبلادهم" وتساءل "لماذا يأتي من يشوهها ويعبث بها؟ ومن يفعل ذلك مقصر في حق بلده، بل هو عابث بما يتعلق بمصالح البلاد، فالاثار من اعظم الكنوز كما انها تدل على حضارة البلد"، وختم معتبرا "تشويه الآثار ونبشها وتخريبها وسرقتها تلاعبا واعتداء على مصلحة البلد".

وتعرضت تماثيل للانسان او الطيور فوق مداخل القبور في مدائن صالح للتكسير او التدمير بواسطة الات حادة، كما تغطي كتابات بعضها ديني الطابع جدران المقابر الداخلية، وخصوصا المعبد الرئيس للانباط "الديوان"، ما ادى الى اضرار كبيرة جراء الشعارات المكتوبة بواسطة البخاخ الذي يصعب ازالته.

من جهته، قال الشيخ عبد الله المطلق ان "قراءة التاريخ والآثار تبعث العبرة، وتخبر الامة بماضيها العتيق لتنشره وتصححه وتفاخر به"، وندد بمن يعبثون بالآثار بكتابة اسمائهم عليها قائلا "هؤلاء يجهلون قيمتها (...) انها خيانة وتعد، هذه الآثار وثائق تاريخية حضارية يجب ان نحسن استغلالها، واقول لهم انهم ان افلتوا من العقوبة في الدنيا فانهم لن يفلتوا من العقوبة في الآخرة"، وتبلغ مساحة مدائن صالح او موقع الحجر الاثري نحو 15 كلم مربعا وتتوزع على مجموعات من المقابر الكبيرة والصغيرة المحفورة في صخور وردية اللون وعددها 138 بعضها يتميز بالابهة والفخامة تبعا لمكانة المتوفي وعائلته. بحسب فرانس برس.

وقد سيطر الانباط على الحجر (22 كلم شمال العلا) واسمها قديما "حجرا"، من القرن الثاني قبل الميلاد حتى مطلع القرن الثاني بعد الميلاد مع مجيء الرومان الذين شنوا ثلاث حملات قبل اخضاعهم المنطقة، وقد تحكم الانباط بطريق البخور والعطور والتوابل قديما قبل ان يتحول الى طريق الحج الشامي والمصري بعد الفتوحات الاسلامية.

وتؤكد المصادر التاريخية ان آلهة الانباط ورثها العرب في الحجاز وعبدوها قبل الاسلام وخصوصا اللات ومناه والعزة وهبل. كما عبد الانباط عشتروت الهة الخصب لدى الفينيقيين، يشار الى ان المقابر كانت مأهولة عندما اكتشفها الرحالة البريطاني تشارلز داوتي العام 1876، وما تزال اعمال التنقيب والحفريات جارية في المنطقة السكنية ويتولاها فريق فرنسي من المركز الوطني للابحاث وجامعات عدة بالاشتراك مع فريق سعودي.

الأردن

من جهته قال الأمير الأردني الحسن بن طلال إن حالة عدم الاستقرار في العديد من دول المنطقة أدت إلى اختفاء الكثير من الأماكن الأثرية، وحذر الأمير الحسن خلال افتتاحه لأعمال المؤتمر الدولي السابع للآثار في البحر الميت من أن يتم في هذه الظروف استهداف المواقع الأثرية والمتاحف التي تؤرخ لحضارات عريقة شكلت في مجموعها الإرث الانساني، وأضاف "رغم هذه الظروف والتحديات إلا أن التجديد هو السمة الأكثر دواما في الطبيعة الإنسانية"، وقال الأمير الحسن "أدعو العالم بكل مكنوناته الى حماية هذا الإرث وصونه من أي عبث"، وتطرق الى ضرورة تطبيق نظام "الحمى" الذي تم تبنيه على المستوى الدولي والذي يشمل حماية الانسان وإرثه وثقافته وتاريخه خلال الأزمات والحروب.

وأشار الى أن المؤتمر الدولي الثاني عشر حول تاريخ وآثار الاردن سيعقد أوائل شهر مايو ايار المقبل في برلين، وقال نايف الفايز وزير السياحة والاثار إن اختيار الاردن لاستضافة هذا المؤتمر نابع من ادراك المجتمع العالمي في مجالات الآثار والتاريخ القديم لما تعنيه هذه البلاد من قيمة في ماضي البشرية وتاريخها بالاضافة الى حاضرها وما تواجهه من تحديات للحفاظ على هذا التراث وحمايته، وأشار الفايز الى أن سلسلة الاحداث والاضطرابات والحروب عانت منها شعوب المنطقة خلال العقد الاخير ولم تخلف سوى الموت والدمار.

وقال "الأردن بقي خلال هذه المرحلة الصعبة الواحة الامنة والمستقرة حيث وفر الامن لكل مستغيث ولاجىء وحال دون ان تتحول حدوده الى ساحة للاتجار بالاثار او تهريبها"، وقال كلير سميث رئيس المؤتمر العالمي للاثار إن هذا المؤتمر يعكس الجهود المشتركة التي بذلت واسهمت في توحيد قوى دولية لتحقيق هدف مشترك. بحسب رويترز.

وأشارت سميث الى ان هذا المؤتمر يضم علماء بارزين من مختلف انحاء العالم ساهموا في اخراجه الى حيز الوجود اضافة الى استقطابه لاكثر من 50 طالبا متطوعا من شتى انحاء العالم، وانطلقت أعمال المؤتمر الدولي السابع للاثار - الذي يقام كل أربع سنوات - لأول مرة في بلد عربي حيث أقيم في قصر المؤتمرات في البحر الميت بمشاركة اكثر من 1200 شخص من سبعين دولة ويستمر حتى الثامن عشر من يناير كانون الثاني.

تركيا

في يحن اثار جدار عثماني من الخزف معروض في قسم الفنون الاسلامية في متحف اللوفر اهتمام السلطات التركية التي طالبت باستعادة اجزاء من هذا العمل، لكن المتحف الباريسي يقول ان هذه القطع دخلت الى فرنسا بموجب عمليات شراء قانونية، ورفعت صحيفة "راديكال" التركية الصوت قبل ايام متهمة متحف اللوفر بعرض "قطع خزفية مسروقة في قسمه الجديد المخصص للفنون الاسلامية" والذي افتتح في نهاية ايلول/سبتمبر، وقام ممثلون عن وزارة الثقافة التركية بالتقاط صور خلسة لهذا الجدار العثمانهي الذي يبلغ طوله 12 مترا، والذي قام المتحف الفرنسي بتجميعه.

وبعد تحليل هذه الصور، قالت الوزارة ان جزءا من هذه القطع "سرقت" من مسجد بيالة باشا في اسطنبول في نهاية القرن التاسع عشر، وفق ما نقلت للصحيفة، وذكرت الصحيفة ان وزير الثقافة التركي ارطغرل غوناي بدأ باتخاذ الاجراءات اللازمة لاستعادة القطع من اللوفر، وهو معروف بسعيه المستمر لاستعادة القطع الاثرية التي يعتبرها سرقت من بلاده وهي تعرض اليوم في متاحف عدة في العالم.

وقال مسؤولون في متحف اللوفر لوكالة فرانس برس انهم لم يتلقوا "اي طلب رسمي من السلطات التركية" لاستعادة قطع الخزف هذه، وذكر المتحف بموقف السلطات الفرنسية في قضية مماثلة وقعت قبل سنوات، عندما طالبت السلطات التركية باستعادة قطع زخرفية كانت تزين ضريح السلطان سليم الثاني.

وبحسب اللوفر، فان "السلطات الفرنسية اجابت حينها، بان القانون الدولي والقانون الفرنسي لا يلزمان فرنسا بأي حال من الاحوال باعادة هذه القطع" الى تركيا، وقد صدقت فرنسا في 14 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1970 على اتفاقية منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ضد الاتجار غير المشروع للقطع الأثرية، لكن هذه الاتفاقية لا تنطبق على الحالات التي وقعت قبل إبرامها. بحسب فرانس برس.

والجدار العثماني هذا الذي تطالب به تركيا هو عبارة عن قطع خزفية مجمعة دخلت في الملكية العامة في فرنسا "بموجب تبرعات او وصايا او عمليات شراء" بين العامين 1871 و1940، "بما يراعي القوانين المعمول بها في تلك الاوقات"، وفقا للمتحف الفرنسي، وقال اللوفر ان اثنين من القطع التي تطالب بها تركيا قد اشتراهما المعرض في العام 1889 من المؤرخ الفني جيرمان بابست، وفي العام التالي، اشترى الاتحاد المركزي للفنون الزخرفية لوحة مماثلة من اليكسيس شورلين دورينيي الذي اقام لوقت طويل في اراضي السلطنة العثمانية حيث كان يعمل في مجال ترميم القطع القديمة، بحسب ما تذكر قائمة المعروضات في قسم الفن الاسلامي التي يشير الى وجود قطعتين مماثلتين ايضا تعرضان في متحفين اوروبيين آخرين.

وتنسب هذه القطع الى الاميرال بيالة باشا الذي عاش في القرن التاسع عشر، وهي كانت معروضة في المسجد الذي بناه وفي قصره العائد للقرن السادس عشر، غير ان ابحاثا معاصرة في المسجد لم تسمح بتحديد المكان الذي كانت توضع فيه هذه القطع، واعتبر اللوفر ان "الجواب الافضل على هذه المسألة يقوم على سياسة انفتاح وتعاون في المجال العلمي، تتطلع الى المستقبل مع احترام اعتبارات الجهتين والالتزام بالقوانين المرعية الاجراء".

فرنسا

من جانب آخر تم العثور في مدينة رين (غرب فرنسا) على انقاض معبد غالي روماني و550 مقبرة تعود للقرون الوسطى والحديثة، من بينها عدة توابيت رصاصية، وقد قام نحو ثلاثين عالم آثار من المعهد الوطني للابحاث الوقائية في مجال علم الآثار (إنراب) طوال 16 شهرا بتفتيش موقع يمتد على 8 آلاف متر مربع، فعثروا على انقاض معبد غالي روماني يعود للقرن الثالث، بحسب ما كشف مسؤولون من "إنراب"، وقد كشف العلماء النقاب عن 550 مقبرة مرموقة، من بينها ستة توابيت رصاصية تزن مئة كيلوغرام، وشرحت عالمة الانثروبولوجيا روزين كوليتر أن "أغلبية التوابيت كانت مخصصة لأنصار الثورة الفرنسية"، موضحة أن الرصاص مادة لا هوائية تسمح بالحفاظ على الجثث لمدة أطول. بحسب فرانس برس.

الى ذلك عثر على فخاريات تعود الى حقبة الاكا بين قطع اخرى خلال حفريات في قلعة ماتشو بيتشو جنوب شرق البيرو على ما قال مدير القلعة الاثرية الشهيرة، واوضح فارناندو استيتي مدير الموقع الاثري "لقد عثرنا على حوالى عشر قطع وقد اخرجت ونظفت" مضيفا ان الاكتشاف حصل الاسبوع الماضي على يد فريق من علماء الاثار المحليين كانوا يقومون بحفريات في الموقع، ومن بين القطع التي عثر عليها عدة اناءات وابريق واوان طقسية وحلى عنق مصنوعة من الحجر وقد تكون تقديمات الى "ابو" وهي ارواح الجبال التي كان يعبدها الانكا، وتعود هذه القطع على ما يبدو الى حقبة الامبراطور باتشاكوتيك بين 1438 و1470 على ما قال عالم الاثار كارلوس ديلغادو الذي اوردت تصريحه وكالة "اندينا" للانباء، والقطعة الفخارية الاقدم التي كشف عنها هي اناء شيمو يعود الى اسرة في القرن الحادي عشر سابقة لحضارة الانكا، واكتشف الاميركي هيرام بينغهام قلع ماتشو بيتشو الرائعة الواقعة على صخرة ارتفاعها 2400 متر في العام 1911. وهي مدرجة على قائمة الامم المتحدة للتراث العالمي. بحسب فرانس برس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 17/شباط/2013 - 7/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م