اصدارات جديدة: اعيان الشام والعلمانية في سوريا

 

 

 

الكتاب: أعيان الشام وإعاقة العلمانية في سورية

الكاتب: صقر ابو فخر

الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان

عدد الصفحات: 175 صفحة متوسطة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

شبكة النبأ: قال الكاتب الفلسطيني صقر ابو فخر في كتابه 'أعيان الشام وإعاقة العلمانية في سورية' ان اعيان الشام بمعنى مدينة دمشق حالوا دون تطور سوريا بعد الاستقلال الى دولة ديمقراطية.

ورأى ان المثلث المؤلف من ملاك الاراضي والتجار ورجال الدين ادى الى اعاقة العلمانية في سوريا.

جاء كتاب صقر ابو فخر في 175 صفحة متوسطة القطع وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان.

وتحت عنوان (مدخل) كتب المؤلف يقول 'الاطروحة الرئيسية في هذا الكتاب هي ان اعيان مدينة دمشق لاسباب تاريخية متراكمة حالوا دون ان تتطور سورية بعد الاستقلال سنة 1946 الى دولة ديمقراطية حديثة.

'وإن عدم تطورها على هذا النحو لم يكن خيارا خالصا للحكام الذين تعاقبوا على السلطة السياسية بل ان اسبابا تاريخية واجتماعية واقتصادية ودينية كانت تعيق مثل هذا التطور منها ركاكة البنية التجارية للمدينة في عصر اندماج السوق السورية بالسوق العالمية في القرن التاسع عشر وغلبة مالكي الارض على الحياة الاقتصادية للمدينة ودور رجال الدين (وبينهم كثير من مالكي الارض والتجار) في السعي الدائم لتلطيف الصراعات الاجتماعية بصفة كونهم وسطاء اجتماعيين بين الفلاحين والملاكين الذين كانوا مرتبطين الى حد بعيد بعلاقات اخوية متوارثة والطابع المحافظ للصناعيين والحرفيين ورجال الاعمال'.

وفي هامش عن هذا الامر قال الباحث 'كان الفلاحون والملاكون الكبار ينتمون على العموم الى الطائفة الدينية نفسها الامر الذي اعاق ظهور الصراعات الطبقية بصورتها الحديثة'.

اضاف يقول 'وهذه العناصر كلها تشابكت معا لتصبح سببا رئيسا من بين اسباب اخرى في عدم تبلور فئة اجتماعية (او طبقة اجتماعية) تتبنى عضويا مفاهيم الحرية والتعددية وتحمل مشروعا سياسيا' جديا لبناء نظام سياسي ديمقراطي معاصر'.

ومضى صقر ابو فخر يقول 'سأحاول ايضا البرهنة على ان مثلث ملاك الارض والتجار ورجال الدين وهم اعيان دمشق اعاقوا العلمانية في سورية ايما اعاقة جراء الطابع المحافظ لهذا الثالوث التاريخي ومهدوا الطريق جراء فشل سياستهم الاقتصادية لاكتساح الارياف البائسة معالم الدولة الحديثة المتبرعمة الامر الذي ادى الى اقصاء المدينة نفسها ولو جزئيا عن الافكار العلمانية وعن التيارات السياسية الديمقراطية وإلى تهميش الارياف التي وجد ابناؤها في الاحزاب العلمانية ملاذا يعدهم بالمساواة والمواطنية المتساوية ووجدوا في الجيش ميدانا للترقي الاجتماعي'.

وزاد على ذلك قوله 'وهذه العملية المركبة والمتفاعلة كانت على الارجح الاساس الذي ادى الى ظهور الدولة التسلطية المعاصرة في سورية. وبهذا المعنى فان التسلط (او الاستبداد) لم يكن مجرد خيار للحاكم او للجماعة الحاكمة بقدر ما كان نتيجة غير محسوبة تماما لهيمنة الاعيان على السياسة والثروة في المدينة العاصمة لا لسوريا وحدها بل لبلاد الشام تقريبا'.

وتحت عنوان (من دولة متصدعة الى دولة محطمة) كتب المؤلف يقول 'حاولت النخب السورية التي وصلت الى الحكم في اثناء الانتداب الفرنسي والتي ورثت دولة متصدعة ان تؤسس دولة متماسكة. الا ان احفاد هذه النخبة بـ 'قوتهم' المسلحة سنة 2011 ربما يحولون سوريا اليوم الى دولة محطمة غدا'.

وقال 'ان جانبا من الاحتجاجات التي اندلعت في سورية في 15-3-2011 لا علاقة لها بالديمقراطية ولم تتخذ شكل الاحتجاج السياسي في سياقه الديمقراطي' وإنما كانت في شكل احتجاجات طائفية ثأرية أو عرقية.

وتابع قائلا 'اما الفئات التي خرجت الى الاحتجاج (في القامشلي في 2-6-2005) فيمكن تصنيفها كالتالي: 1/سكان الارياف المهمشة المحيطة بالمدن. 2/ضواحي المدن التي تعج بالعاطلين عن العمل. 3/النازحون من مناطق القحط الى ضواحي المدن. 4/ابناء الطبقة الوسطى المتعلمون والباحثون عن مكانة اجتماعية تليق بشهادتهم والذين ما عادوا يطيقون نظاما استبداديا. 5/ مناضلون ومثقفون ومفكرون وكتاب وناشطون في هيئات المجتمع المدني. 6/اكراد وتركمان وأبناء اقلية قومية'.

وتحت عنوان (المثال السوري) قال صقر ابو فخر 'ان التسلسل الطبقي للفئات الاجتماعية في مدينة دمشق وهي المدينة التي تصنع الثروة والسياسة معا كان على النحو التالي: ملاكو الارض على رأس الهرم الاجتماعي ويليهم رجال الدين فالاغوات الذين تحولوا من سلطة لحفظ النظام الى تجار حبوب ومواش ثم التجار الصغار وهم اصحاب الدكاكين والمحلات البسيطة في الاسواق التقليدية كالحميدية فالحرفيون. اما الفلاحون فهم خارج نطاق المدينة مع انهم يرتبطون بمالكي الارض من اعيان المدينة برباط وثيق. وبطبيعة الحال لا توجد حدود مرسومة بين هذه الفئات على الاطلاق'.

وتحت عنوان (استعصاء الحداثة) قال المؤلف 'استعصت مفاهيم الديمقراطية والعلمانية والحداثة على المدن التقليدية مثل دمشق ولم تتمكن من اختراق اسوارها جديا جراء هذه الشبكة المتينة من المصالح التي ادارها الاعيان من مالكي الارض ورجال الدين والتجار ولا سيما المتحدرون من الآغوات وسيطروا بذلك على الفلاحين وأرباب الحرف والصنائع'.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/شباط/2013 - 4/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م