الحوار الأمريكي الايراني... فوق الطاولة أم تحتها؟

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: رفض مرشد الجمهورية الايرانية بشكل قاطع اي حوار ثنائي مباشر وعلني مع الولايات المتحدة، بدواع يصفها معظم المراقبين بأيدولوجية بحته، كون ايران سبق لها وان اجرت عشرات الحوارات الثنائية مع واشنطن في غرف بعيدة عن الانظار، كان لها دورا في رسم التوجهات السياسية والمتغيرات الجوهرية التي حدثت في الشرق الاوسط.

فبخطاب ناري تقليدي انتقد خامنئي عرض بايدن قائلا انه منذ ثورة 1979 اهانت الولايات المتحدة ايران بصورة خطيرة وواصلت هذا بتهديدها بالقيام بعمل عسكري.

وقال خامنئي في كلمة أمام مسؤولين وأعضاء في قوة الطيران الايرانية ونقلها موقعه الالكتروني الرسمي ان "بعض الاشخاص السذج تعجبهم فكرة التفاوض مع أمريكا لكن المفاوضات لن تحل المشاكل."

وأدلى خامنئي بهذه التصريحات بعد ايام فقط من قول جو بايدن ان الولايات المتحدة مستعدة لعقد اجتماع ثنائي مع القيادة الايرانية، وهو ما رحب به الرئيس الايراني احمدي نجاد بشكل ضمني وسريع، على الرغم من معارضة خامنئي، وهو ما يزيد من هوة الخلاف القائمة بينهما على الرغم من دعوة الرئيس نجاد الايرانيين الى البقاء "موحدين وراء المرشد الاعلى"!

فقد قال نجاد متوجها الى الولايات المتحدة في خطاب في طهران في الذكرى ال34 للثورة الاسلامية ان "تغيير اللهجة ضروري لكنه غير كاف. توقفوا عن توجيه السلاح نحونا وانا شخصيا سأتفاوض معكم".

واضاف "فعلتم كل شيء لمنعنا من ان نصبح (بلدا) نوويا وفشلتم. ان افضل حل هو التعاون والتفاهم"، داعيا الى "حوار في اطار الاحترام والعدالة وليس تحت الضغط".

وبحسب المعلن ان الاتصال بين الولايات المتحدة وايران حاليا يقتصر على المحادثات بين طهران وما يطلق عليه مجموعة الدول الخمس زائد واحد حول برنامج ايران النووي المثير للجدل والتي من المقرر ان تستأنف في 26 فبراير شباط في قازاخستان.

المرشد كما يرى اغلب المحللين لا يريد لصورة نظامه المتشدد ان تهتز في نظر مريديه واتباعه، سيما ان الاخير طالما تمسك بشعار الشيطان الاكبر والعدو الاوحد المتجسد بالولايات المتحدة الساعية الى النيل من المسلمين والعرب على حد سواء. حيث قال "اذا كان بعض الناس يريدون ان يترسخ الحكم الامريكي مرة اخرى في ايران فان الأمة ستثور لمواجهتهم. "لقد دمرت السياسة الامريكية في الشرق الاوسط والامريكيون يحتاجون الان الى لعب ورقة جديدة. هذه الورقة هي جر ايران الى المفاوضات."

وبعيدا عن قبول المرشد او رفضه المعلن، الا ان الحديث يدور حاليا عن حوارات واتفاقيات يعد لها بين طهران وواشنطن تهدف بطبيعة الحال الى التهدئة وعودة التموضعات الحالية الى سابق عهدها ما قبل الاحداث في سوريا، وهو ما سعت الولايات المتحدة الى الكشف عنه بشكل تدريجي بعد سلسلة التصريحات الاخيرة لمسؤوليها في البيت الابيض او البنتاغون على حد سواء.

اذ قال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي إنه يرى علامة على تغير في نهج الإدارة الأمريكية الجديدة في التعامل مع ايران. مشيرا الى انه، "متفائل وأشعر ان هذه الادارة الجديدة تسعى هذه المرة على الاقل الى تغيير توجهها التقليدي السابق بشأن بلادي."

وعلى هامش هذا المؤتمر، التقى صالحي رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب. وقال صالحي "اجرينا نقاشا مثمرا جدا استمر من 45 دقيقة الى ساعة، ونحن عازمون على متابعة هذه المناقشات". وكان صالحي اشاد برغبة المعارضة في اجراء حوار مشروط مع النظام. واجرى صالحي ايضا محادثات منفصلة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن.

ويجمع المتابعين للشؤون الامريكية ان الولايات المتحدة تسعى بعد تجديد ولاية أوباما الى انتهاج مواقف اكثر واقعية مع مستجدات الاحداث السياسية والاقتصادية داخليا وخارجيا، سيما التحولات الخطيرة لما اعقب ما يسمى الربيع العربي وصعود نجم الجماعات الاسلامية المتطرفة، الى جانب تداعيات الأزمة المالية التي تربكها بشكل ملحوظ.

حيث قرر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا تأجيل ارسال مجموعة قتالية تقودها حاملة طائرات الى الشرق الأوسط بسبب ما وصفه بضغوط الميزانية.

وذكر مسؤولون أنه كان من المقرر أن تغادر السفينتان الولايات المتحدة لتتجها إلى الشرق الأوسط.

وهو قرار يصب في صالح الآراء المؤكدة على وجود قرار التهدئة، سيما أن للولايات المتحدة حاملة طائرات واحدة فقط في منطقة الخليج الحساسة، بعد ان كانت ولعدة سنوات تنشر حاملتي طائرات في تلك المنطقة بسبب التوتر مع ايران.

وتملك واشنطن حاليا حاملة طائرات في المنطقة هي يو اس اس جون ستينيس التي سيتم استبدالها في آذار/مارس بحاملة الطائرات يو اس اس دويت ايزنهاور والتي كان من المفترض ان تنضم اليها ترومان.

ووصف المتحدث القرار ب"الحذر" واوضح ان سلاح البحرية يبقى قادرا على النشر "السريع" لحاملات الطائرات. واضاف ان الجيش الاميركي "يبقى مستعدا للرد على اي حدث وتهديد في المنطقة".

وقال مسؤول اميركي آخر طلب عدم كشف هويته ان بانيتا تحدث في هذا القرار مع الرئيس الاميركي باراك اوباما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 13/شباط/2013 - 3/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م