الكتب المدرسية ترسخ العداء الفلسطيني الإسرائيلي

 

شبكة النبأ: أظهرت دراسة مولتها الحكومة الأمريكية ونشرت نتائجها أن الإسرائيليين والفلسطينيين يصوران بعضهما بعضا كأعداء في الكتب المدرسية وينفي كل منهما بشكل كبير تاريخ الطرف الاخر ووجوده، وقالت لجنة تتألف من علماء اجتماع مسلمين ويهود ومسيحيين تابعة لمجلس المؤسسات الدينية في الأراضي المقدسة إن الشبان الصغار يرثون من خلال الكتب الدراسية صراعا مستمرا منذ نحو مئة عام على الأرض والشرعية، وعلى مدى أكثر من عشر سنوات قامت الدول المانحة للسلطة الفلسطينية بالتحقق من المزاعم الإسرائيلية المتعلقة بالتحريض على العنف وحتى معاداة السامية في الكتب المدرسية الفلسطينية لكن التقرير قال إن الجانبين يتحملان اللوم على غرس هذا العداء، وقال دانيال بار تال من جامعة تل أبيب في إسرائيل وأحد الباحثين البارزين في مؤتمر صحفي "الكتب المدرسية تعرض روايات لتحفيز أفراد المجتمع على أن يكونوا جزءا من الصراع.. في المجتمعات المتصارعة لا يطلق الأشخاص النار على بعضهما بعضا فحسب لكنهما يتصارعان على تقديم روايات عن الاخر ورسم صورة للآخر ولأنفسهم"، ولاقت الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة رد فعل قويا من الحكومتين حيث عبر الفلسطينيون عن سعادتهم لتضمين إسرائيل في دراسة شاملة في حين وصفت إسرائيل -التي قاطعت التحقيق- الدراسة بانها "متحيزة وغير مهنية". بحسب رويترز.

وفحص فريق البحث الذي يتحدث اللغتين العربية والعبرية 168 كتابا مدرسيا واستهدف الحالات التي تتعرض بالنقاش للاخر وصنف الفقرات المتعلقة بالاخر بواحدة من خمس تسميات من "سلبية للغاية" إلى "إيجابية للغاية"، وفي دراسة اتبعت نظام التعمية المزدوجة اتفق الباحثون على المسميات في أكثر من 90 في المئة من الحالات وهي درجة من الاجماع يقول الباحثون انها تقدم قدرا من الدقة العلمية لم يكن متاحا في دراسات سابقة افتقرت للموضوعية، وصنفت الدراسة 84 في المئة من الفقرات التي تتحدث عن الاخر بأنها "سلبية" أو "سلبية للغاية" في الكتب الفلسطينية مقابل 49 في المئة في الكتب الإسرائيلية و73 في المئة في المدارس الدينية الإسرائيلية، لكن الدراسة التي اجراها مركز الابحاث ومقره القدس أوضحت أن معظم الفقرات التي صنفت بانها "سلبية للغاية" تصف الاخر "بانه عدو" بدلا من "لا انساني" أو "تشوه" صورة الاخر، ومن بين هذه الفقرات يصف أحد الكتب المدرسية الفلسطينية المقررة على الصف الثالث الثانوي "الاحتلال الصهيوني واغتصابه فلسطين وسلبه حقوق شعبها بأنه أساس الصراع"، ويقول كتاب مدرسي ديني إسرائيلي مقرر على الصف الرابع ان "إسرائيل دولة شابة محاطة بأعداء مثل حمل صغير وسط 70 ذئبا."

ووجدت الدراسة أيضا ان المدارس الحكومية الإسرائيلية تتصدى للنواحي السلبية في تاريخها مثل مذبحة 1948 في حق المدنيين الفلسطينيين العزل بشكل مباشر مقارنة بما تفعله المدارس الدينية الإسرائيلية والمدارس الفلسطينية، وتجاهلت معظم الخرائط في الكتب المدرسية الإسرائيلية والفلسطينية الطرف الاخر أو عرضت حدودا مؤقتة دون تسمية الجانب الآخر، واحتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة عام 1967 وضمت القدس الشرقية في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وسارعت من وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة في حين انسحبت من قطاع غزة عام 2005.

ويريد الفلسطينيون إقامة دولة في الضفة الغربية وغزة عاصمتها القدس الشرقية. وتوقفت محادثات السلام منذ 2010، وتكافح السلطة الفلسطينية التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية لبناء هوية ومؤسسات وطنية، وظلت السلطة الفلسطينية تستخدم الكتب المدرسية الأردنية والمصرية إلى ان بدأت في كتابة المنهج الخاص بها في عام 2000 الذي حذفت منه تدريجيا أي اشارة تتعلق بالمواجهات مع اليهود والاحتفالات بالاستشهاد، لكن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين لم يقتنعوا بهذه التغييرات ويقولون إن المواد الدراسية في المناهج الفلسطينية تواصل التحريض على الكراهية، وقدمت منظمات إسرائيلية غير حكومية في مرات كثيرة نتائج تزعم وجود تحريض على الكونجرس الأمريكي بالإضافة إلى البرلمانين الأوروبي والكندي، وقدمت وزارة الخارجية الأمريكية 500 ألف دولار لاجراء البحث بعد دراسة اجرتها بنفسها في مراجعتها الحقوقية السنوية للوضع في الأراضي الفلسطينية عام 2009 والتي انتقدت خلالها الكتب المدرسية الفلسطينية بوصفها "غير متوازنة ومنحازة وعديمة الدقة"، ورحب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بنتائج الدراسة الجديدة وقال بيان صادر عن مكتبه انها برأت ساحة الكتب المدرسية الفلسطينية من الاتهام الفاضح بانها تحرض على الكراهية تجاه الاخر، وقالت وزارة التعليم الإسرائيلية إن محاولة الدراسة تحديد أوجه تشابه بين نظامي التعليم الإسرائيلي والفلسطيني لا أساس لها من الصحة وليس لها أساس في الواقع، وأضافت الوزارة في بيان أرسل "نتيجة (البحث) توضح أن قرار عدم التعاون مع التحقيق كان له ما يبرره."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 7/شباط/2013 - 26/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م