الاجازات الدراسية

بيروقراطية ومزاج ام معيارية في التطبيق

علي اسماعيل الجاف

يواجه الفرد معاناة كبيرة في الحصول على الاجازة الدراسية من اجل اكمال دراسته العليا في داخل البلد، ويسعى ويبذل جهودا" استثنائية لاتوصف في الحصول على القبول والمصادر، الذي بات امرا" سهلا" في الدول المتقدمة بمجرد اكمال استمارة التقديم والضغط على زر send في الانترنيت ونحن باقون في جلب مستمسكات واوراق وترجمة ومراجعات وموافقات وضوابط صارمة وقاتلة وتعليمات تطبق على من لايملك شخصا" او معينا"...، من جامعة داخل البلد او خارج البلد وربما يسافر لمرة او لثلاث مرات من اجل معرفة تلك الجامعة والاطلاع على سياستها بصورة اولية.

ونقول هنا بإمكان التعليم العالي ان تكون الجهة الراعية لاحتضان افرادنا ومواردنا البشرية بفتح او استحداث جهة داخل وزارتها تقوم بجلب الموافقات الرسمية في القبول من خارج القطر وفتح الملف الدراسي بصورة عاجلة دون انتظار الموافقات والتأييدات والمصادقات والوثائق التي تأخذ من الطالب وعائلته وقتا" ومالا" وجهدا" لايوصف في المراجعات وربما لايملك قوت عياله فكيف يقوي على القيام بذلك وفق معادلة البيروقراطية والمزاج في التطبيق؟

فنرى اليوم وجود فئات تعاني وتمر بكل مراحل البيروقراطية والمراجعات، وفي النهاية يصل الى وزارته التي كان يعتقد ستسهل عليه الامر والموضوع واذا بها تضع عليه شروطا" اخرى: عدم الحاجة لهذا الاختصاص، لا رغبة لدائرتنا او وزارتنا للحصول على حملة دراسات عليا في هذا المجال، لانريد تمكين وتطوير منتسبين في هذا الفرع، لايوجد ضمن خطتنا السنوية او الخمسية ان يقوم خريج شهادة (س) بإكمال دراسته العليا... فأصبح الامر مزاجيا" وبيروقراطيا" دون ان يكون معياريا" في التطبيق والاحتضان للكفاءة ودعمه وتشجيعه على اكمال دراسته، بدأنا نضع امام صاحبنا الولهان والحالم بخيال الدراسات العليا، الروتين القاتل والمحطم للمواهب والقدرات والكفاءة والخبرات بسبب: "التعليمات والضوابط".

عندما نشاهد البلدان الاخرى المجاورة ولانقول المتقدمة والمتطورة، تجلب جامعات متكاملة لغرض فتح دراسات عليا دون وجود عامل العمر او المعدل او الموافقة من الوزارة او الدائرة وتكون المخرجات في خدمة البلد. فمن واجب الوزارة احتضان موظفيها ودعمهم، ونرى اليوم، في الدول المتقدمة والمتطورة، يدفعون مبالغ خيالية لمواردهم البشرية لإكمال الدراسات العليا دون وجود لمفهوم البيروقراطية.

 فأنا اليوم أناشد وزير التعليم العالي ان يقوم بالتدخل في فرض موضوع الدراسات العليا على الوزارات، وان يكون هناك خطة سنوية خاصة بالتمكين (100) موظف او منتسب من كل دائرة في المحافظة، وبالمثل للطلبة الخريجين حسب السنين ليكون التمكين واسعا" وليس محددا" على فئات معينة دون الاخرى.

 اما ان ننتظر ونتأمل والهند البلد الذي يخرج الآلاف سنويا" من العراقيين وغيرهم لايملك مانملكه من موارد او ماليزيا، تخرج طلبة دراسات عليا في اللغة العربية، التي اصبحت من البلدان المتطورة جدا". لقد ظلم الشاب الذي اصبح رجلا" كبيرا" والكبير الذي اصبح كهلا" عجوزا"، فأسعفوا من بقى من مواردنا بشرية تعتبر رأس مال غير مستثمر! فلا يجوز ان نعطي اجازة وفق المواربة والمحاباة والتنظير لفئة ونحجز لهم مقاعد خارج القطر في جامعات متطورة جدا"، ونترك الفقراء يعانون وينتظرون ويأملون وكلنا آمل بوزاراتنا ان تحذو حذو الدول المتقدمة ونفتح التقديم دون عوائق وعقبات وبيروقراطية ومزاجية، ارجوكم ارحموا شبابنا الذي يريد ويسعى للتطوير دون الوقوف امام طموحاته... وان نقف قليلا" لنتمعن بالمقولة التالية:

"الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة

وقاضي حاجته كالمتشط بدمه في سبيل الله يوم بدر وأحد

وما عذب الله أمة الا عند استهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم..."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 7/شباط/2013 - 26/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م