إصدارات جديدة: العصر النووي الثاني

 

 

 

 

الكتاب : العصر النووي الثاني.. الإستراتيجية والأخطار وسياسات القوى الجديدة.

الكاتب: وبول براكن

الناشر: الدار العربية للعلوم

عدد الصفحات: 375 صفحة

ترجمة: بسام شيحا وسعيد الحسنية

عرض: جورج جحا

 

 

شبكة النبأ: قال أستاذ وباحث استراتيجي جامعي أمريكي إننا الان إزاء عصر نووي ثان غير العصر النووي الاول وهو يحتاج الى فهم ومعالجة جديدين تجنبا لوقوع كارثة. وختم بول براكن استنتاجاته في المقدمة التي كتبها لكتابه المترجم الى العربية بقوله إن علينا ان نتدبر أمر العصر النووي الثاني كي لا يتدبر هو أمرنا. ورد ذلك في الكتاب الذي حمل عنوانا هو (العصر النووي الثاني.. الاستراتيجية والاخطار وسياسات القوى الجديدة).

ورد الكتاب في 375 صفحة متوسطة القطع وصدر عن (الدار العربية للعلوم ناشرون) في بيروت وقام بترجمة الكتاب الى العربية عن الانجليزية بسام شيحا وسعيد الحسنية. وبول براكن هو مؤلف كتاب (نيران في الشرق) وكتاب (القيادة والسيطرة للقوى النووية) وهو أستاذ الادارة والعلوم السياسية في جامعة ييل بالولايات المتحدة ويعمل في عدة لجان استشارية تابعة لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) كما يعمل مع شركات متعددة الجنسيات في الشؤون الاستراتيجية والتكنولوجية.

وقال براكن "لا أعتقد انه من الممكن تفادي مشاكل عصر نووي جديد بالقول إن الاسلحة النووية خطرة أو فظيعة. فهذه الحجة لم تنفع في الحرب الباردة ولن تنفع الان. غير ان اخراج القنبلة من النظام الدولي صعب على نحو استثنائي لان العصر النووي الثاني ـ بعكس سابقه ـ لا مركزي بوجود صانعي قرار نووي مستقلين كثر في أقاليم حيوية من العالم اضافة الى القوى العظمى في العالم. "فالقنبلة مكون جوهري في السياسات الدفاعية والخارجية في الشرق الاوسط وشرق آسيا وجنوب آسيا وأصبحت متجذرة بعمق في هذه المناطق. بل ان نظاما أكبر تشكل من التفاعلات والروابط التي تربط بين هذه الاقاليم والقوى الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند) وكلها تملك القنبلة. لهذه القوى الكبرى والقوى الثانوية والمجموعات الصغرى ثقافات وآراء مختلفة جوهريا وهي أكثر تنوعا بما لا يقاس من اللاعبين النووين خلال الحرب الباردة."

وأضاف يقول "المطلوب رؤية بعيدة المدى للمشكلة. يجادل البعض بالقول إنه ينبغي لنا التفكير في انتشار القنبلة كما لو انه عرض بطيء لازمة الصواريخ الكوبية" في إشارة الى المواجهة سنة 1962 بين الاتحاد السوفيتي الذي نشر صواريخ في كوبا وبين الولايات المتحدة وانتهى بسحب الصواريخ السوفيتية. وقال إن هذا البعض يرى انه ينبغي التعامل مع هذا الامر كسلسلة من الخطوات والخطوات المضادة التكتيكية الفردية للابتعاد عن أي مواجهات مباشرة يمكن ان تؤدي الى الحرب "بهذه الطريقة تعاملت الولايات المتحدة مع انتشار القنبلة خلال العقدين الماضيين. "لكنني لا أوافق على هذه الرؤية بل أعتقد اننا بحاجة الى اطار أوسع إذ ان تأسيس السياسة على مهارة الخطوات والخطوات المضادة الفردية يهمل العلاقة التي تربط بين هذه الافعال.

بدلا من الخطوات التكتيكية والخطوات التكتيكية المضادة المعزولة نحن بحاجة الى النظر الى العصر النووي الثاني على انه مشكلة طويلة الامد ـ مشكلة تدوم خمسين عاما ـ اذا أردنا المنظور والأرضية اللازمين لفهمه."ثمة نظام نووي متعدد الاقطاب يتشكل وهذا النظام يمتلك تفاعلاته الخاصة به وبينما هو آخذ في النضوج سيخضع لتغيرات قوية... إن فهم هذا النظام المكوّن من قوى رئيسية ومجموعات صغيرة أمر جوهري لتجنب كارثة أمنية وصدمات كبرى قد لا يكون النظام الدولي قادرا على امتصاصها.

"من المرجح ان يحفل العصر النووي الثاني بسباقات تسلح نووي اقليمية وأزمات اقليمية وتنافس نووي بين القوى العظمى ولكن لا بد لنا من الاعتراف بهذا النظام الاكبر بهذه المجموعة الاوسع من الدول الكبرى والثانوية اذا أردنا للسياسات المتعلقة بالتعامل مع العصر النووي الثاني ان تكون فعالة... هنالك ما يدعونا للتفاؤل لقد نجح العالم في اجتياز الحرب الباردة بمزيج من البراعة والحظ..."

ومضى يقول "إن القوى الكبرى مثل روسيا والصين والهند الى جانب القوى النووية الثانوية مثل باكستان واسرائيل وكوريا الشمالية وعلى الارجح ايران ليست واثقة الى اين يتجه العالم حيث ترى هذه القوى ان هناك الكثير من الاحتمالات المختلفة في ما يتعلق بالمستقبل. "إن انخفاض القدرة الامريكية ـ سياسيا واقتصاديا ـ على فرض النظام في مناطق مختلفة وعدم وجود بنى جديدة واعدة (مؤسسات حكم ديمقراطية ومصالح ذاتية) للقيام بذلك وانتشار تكنولوجيات عسكرية متقدمة من جميع الانواع كل هذا جعل من غير المحتمل ان تتخذ هذه الدول الخطوة الاستثنائية المتمثلة بنزع اسلحتها بقرار ذاتي." بحسب رويترز.

وقال "الآن في العصر النووي الثاني تخيل حدثا ارهابيا نوويا أو كارثة أمنية اسرائيلية. اذا لم تفكر الحكومة الامريكية في هذين الامرين مسبقا فمن الممكن بسهولة ان يحدث تحول ايديولوجي حاد بدافع العاطفة وليس العقل وقد تحدث ايضا تصعيدات متهورة ـ بما فيها ردود نووية امريكية ـ يمكن ان تجعل مشكلة سيئة اشد سوءا." وختم بالقول "وهذا يفضي الى استنتاج جوهري استنتاج كان صحيحا ايضا في العصر النووي الاول : اذا لم نتدبر أمر العصر النووي الثاني فان العصر النووي الثاني سيتدبر أمرنا."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/كانون الثاني/2013 - 17/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م