(دولة العراق الاسلامية)... خطر يقتات على التناحر السياسي

 

شبكة النبأ: مع توتر الأوضاع السياسية في العراق مؤخرا تتصاعد موجات العنف الإرهابية بشكل مضطرد، حتى أصبحت أعمال العنف مشهدا شبه يومي يتكرر على الأرض العراقية،  ويؤدي الى قتل المئات من الضحايا، سواء كانوا من العناصر الأمنية او من أفراد الشعب، وللقاعدة او ما يعرف ب دولة العراق الاسلامية حصة الاسد في تنفيذها، إذ يرى الكثير من المحللين بأن الضعف الأمني في البلاد، ناتج عن عدة اسباب ابرزها الخلافات السياسية الداخلية والصراعات المستدامة بين السياسيين الكثير من العقبات أمام تحسن الأمن خاصةً في الآونة الأخيرة، إذ تشكل تلك النزاعات احد ابرز العوامل التي تغدي ديمومة هذه الأزمة، عدم كفاءة بعض القيادات العسكرية، وهذا ما يوضح بأن المؤسسة العسكرية غير متماسكة، في حين تضع بينما تلعب التدخلات الإقليمية دورا كبيرا وراء العجز الأمني في البلاد، من خلال نقل أزمات تلك الدول وتداولها داخل العراق، ويرى المحللون آخرون ان تصاعد العنف مؤخرا بشكل كبير   

ينذر بزيادة حدة الازمة السياسية فمحاولة لإشعال حرب طائفية، إذ تسعى من خلالها القاعدة وبعض الأطراف الإقليمي الى استعادت هيمنتها مجددا، وبث روح الطائفية بين أبناء الشعب العراقي لأشعل فتيل الحرب الطائفية من جديد، فيما يرى مراقبون بأن هذه الموجة من هجمات الإرهابية زادت من المخاوف بشأن عودة العنف الواسع النطاق، وقد أعتبرها البعض تصفية حسابات أيضاً من ميراث الحرب الأهلية، التي تثير قلقا شديدا في نفوس الشعب العراقي، ليصبح عدم الاستقرار هاجسا مرعبا لهم، فهو يضع مستقبل العراق خلف قضبان العنف، ويقول بعض الخبراء بهذا الشأن أنه من الصعب إصلاح وضع الأمني العراقي إذا ما تحسن الوضع السياسي بدرجة كبيرة، وعليه فان غليان الازمات وتكاثرها سيبقي الامن من الأزمات المستدامة حتى في المستقبل القريب.

سلسلة هجمات بالسيارات المفخخة

فقد قتل 25 شخصا على الاقل واصيب نحو سبعين اخرين بجروح في سلسلة هجمات بينها انفجار ثلاث سيارات مفخخة استهدفت مناطق متفرقة في العراق، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية، وقال مصدر في وزارة الداخلية ان "خمسة اشخاص بينهم جندي قتلوا واصيب حوالى 14 بينهم ثلاثة جنود بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة"، واضاف ان "الهجوم استهدف نقطة تفتيش للجيش العراقي في منطقة المحمودية (30 كلم جنوب بغداد)"، واكد مصدر طبي في مستشفى المحمودية تلقي جثث خمسة اشخاص ومعالجة 14 جريحا بينهم عدد من الجنود العراقيين، بدون ذكر مزيد من التفاصيل، وتجري اعمال عنف متكررة في المحمودية التي كانت تعد احدى مناطق "مثلث الموت" الواقع جنوب بغداد خلال موجة العنف التي بلغت ذروتها بين عامي 2006 و2008، وقال ضابط في الجيش العراقي ان "ستة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب حوالى عشرين اخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة على الطريق الرئيسي قرب معسكر التاجي (25 كلم شمال بغداد)".

واكد مصدر طبي في مستشفى الكاظمية (شمال) تلقي جثث ستة اشخاص ومعالجة اكثر من عشرين جريحا اصيبوا في الانفجار، وبعد نصف ساعة انفجرت سيارة ثالثة في منطقة الشعلة في شمال بغداد، وقال المصدر في الداخلية ان "انفجار سيارة مفخخة عند اطراف منطقة الشعلة ادى الى مقتل خمسة اشخاص على الاقل واصابة 12 اخرين بجروح"، واضاف ان "الانفجار وقع قرب سوق شعبي، واكد مصدر طبي في مستشفى الحكيم الواقع في الشعلة "تلقي خمسة قتلى بينهم امرأة و13 جريحا بينهم امرأتان وثلاثة اطفال"، وقال علي جاسم (41 عاما) صاحب ورشة لتصليح السيارات قرب موقع الانفجار "انفجرت شاحنة صغيرة بعد وصولها بوقت قصير داخل المرأب القريب من سوق +الساحة+ ما ادى الى مقتل واصابة عدد كبير بينهم نساء واطفال"، واضاف جاسم الذي اصيب اثنان من اصدقائه بجروح بالغة "احترقت حوالى خمس سيارات وتضررت سيارات اخرى جراء الانفجار"، واضاف بانفعال ان "المسؤولين منشغلون بالمناصب فقط ونحن نعاني من الانفجارات". بحسب فرانس برس.

وفي بيجي (200 كلم شمال بغداد) قال ضابط في الشرطة برتبة مقدم ان "خمسة اشخاص بينهم شرطي قتلوا واصيب سبعة بينهم اثنان من الشرطة بجروح في هجوم مسلح استهدف حافلة تابعة لشركة نفط الشمال، عندما كانت تنقل رواتب موظفين شمال مدينة بيجي"، واشار الى تمكن دورية للجيش من ملاحقة المسلحين الذين فروا الى جهة مجهولة واستعادة الاموال المسروقة، واكد مصدر طبي في مستشفى بيجي تلقي خمس جثث ومعالجة سبعة جرحى.

وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) قال الملازم اول عبد غايب من الشرطة ان "اثنين من عناصر الشرطة قتلا واصيب خمسة اخرون بجروح جراء اشتباكات مع مسلحين مجهولين في قضاء البعاج" بغرب الموصل، واكد مصدر طبي تلقي جثتين لشرطيين ومعالجة الجرحى الخمسة.

الى ذلك، قتل شخص واصيب 12 اخرون في هجمات في محافظتي ديالى وصلاح الدين، وفقا لمصادر امنية وطبية، ففي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان "مسلحين مجهولين اغتالوا احد عناصر الصحوة في حي الكاطون، في وسط بعقوبة"، واضاف ان "ثلاثة اشخاص اصيبوا بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة امام منزل في منطقة الكاطون" شرق بعقوبة، وجرح ثلاثة اشخاص في انفجار عبوتين لاصقتين استهدفتا سيارتين مدنيتين في بعقوبة وناحية الخالص (20 كلم شمال بعقوبة)، وفقا للمصدر، واكد مصدر طبي في مستشفى بعقوبة العام تلقي جثة ومعالجة ستة جرحى اصيبوا في الهجمات.

وفي ناحية الطوز (175 كلم شمال بغداد) قال قائمقام الناحية شلال عبدول ان "ستة من عناصر الامن الكردي اصيبوا بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم عند ناحية سليمان بيك، الى الجنوب من الطوز"، واكد مقدم في الشرطة اصابة ستة من عناصر الشرطة الكردية بانفجار عبوة ناسفة في الموقع نفسه، وفي هجوم اخر، قال مصدر في شرطة الطوز ان "مسلحين مجهولين اغتالوا احمد صلاح، صهر نائب رئيس الجبهة التركمانية، بالرصاص في رأسه امام مبنى دائرة صحة الطوز"، واكد الطبيب بهاء حسن من مستشفى الطوز تلقي جثة الضحية.

القاعدة طرف اساسي

في سياق متصل تبنى تنظيم القاعدة في العراق اغتيال النائب السني عيفان العيساوي بالاضافة الى موجة الهجمات الدامية اسفرت عن مقتل 88 شخصا، حسبما افاد بيان نشر على مواقع جهادية، وتبنت القاعدة سلسلة من الاغتيالات ضد قيادات الصحوات التي شكلها شيوخ الانبار لمحاربتها، وعلى راسهم مؤسسها الذي قضى بتفجير في نهاية عام 2007، وقضى العيساوي النائب عن القائمة العراقية عندما قام انتحاري يرتدي حزاما ناسفا بتفجير نفسه جنوب مدينة الفلوجة اثناء تفقده مشروع تشييد شارع هناك، وكان العيساوي مسؤولا عن ملف الصحوة الذين تمكنوا من طرد عناصر القاعدة في الفلوجة بعد ان كانت ابرز مقاعل التنظيم، وقتل 88 شخصا في سلسلة تفجيرات بين 15 الى 17 من الشهر الجاري، استهدفت معظمها مدن ذات غالبية شيعية، بينهم 33 قتيل بتفجير بسيارتين مفخختين. بحسب فرانس برس.

ارتفاع حصيلة الضحايا

كما اعلنت مصادر رسمية ان حصيلة ضحايا سلسلة الهجمات التي وقعت في مناطق متفرقة في العراق ارتفعت الى 29 قتيلا و120 جريحا، وكانت مصادر رسمية تحدثت الخميس عن مقتل 22 شخصا واصابة 91 اخرين بجروج في سلسلة هجمات في مناطق متفرقة من العراق، بينها هجوم انتحاري، وقال الطبيب رائد الجبوري مدير صحة محافظة صلاح الدين ان "الحصيلة النهائية لضحايا انفجار سيارة مفخخة في بلدة الدجيل (60 كلم شمال بغداد) هي 11 قتيلا و72 جريحا".

وفي محافظة كربلاء وكبرى مدنها كربلاء (100 كلم جنوب بغداد) اعلن المتحدث باسم دائرة صحة المحافظة جمال مهدي عن "ارتفاع حصيلة الهجمات الى خمسة قتلى و29 جريحا"، وادى اعتداء آخر الى جرح 17 شخصا بينهم ثمانية زوار افغان، بحسب ما قال السفير في بغداد محمد انورزاي، وادى انفجار حافلة صغيرة مفخخة مركونة قرب الطريق السريع في بلدة القاسم في محافظة بابل (جنوب بغداد) الى مقتل سبعة اشخاص واصابة 18 اخرين بجروح، وفقا لمصادر امنية وطبية. بحسب فرانس برس.

ووقعت الهجمات الاعنف في محافظة كركوك، وكبرى مدنها كركوك (240 كلم شمال بغداد) حيث قتل ما لا يقل عن 31 شخصا واصيب 190 اخرون في هجومين احدهما انتحاري بسيارة مفخخة، وقال العميد سرحد قادر من شرطة كركوك "استهدف هجوم انتحاري بسيارة مفخخة مقرا للحزب الديمقراطي الكردستاني في وسط كركوك"، واضاف " بعد وقت قصير انفجرت سيارة مفخخة مركونة على مسافة قريبة من موقع الانفجار الاول، مستهدفة مسؤول تنظيمات الحزب الديمقراطي في كركوك محمد كمال"، دون مزيد من التفاصيل.

وشهدت مدينة كركوك اجراءات امنية مشددة اثر وقوع الهجوم الذي تزامن مع توتر في العلاقات بين حكومة بغداد واقليم كردستان، اثر تشكيل قيادة عمليات دجلة لتتولى مسؤوليات امنية في مناطق متنازع عليها بين الجانبين، الامر الذي ترفضه بشدة حكومة الاقليم، وفي الحويجة (50 كلم غرب كركوك)، قال مصدر في الشرطة ان "شرطيا قتل واصيب اخر بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم في احدى قرى الحويجة" واكد الطبيب في مستشفى الحويجة تلقي جثة الشرطة ومعالجة اخر، وفي هجوم اخر، قتل خمسة اشخاص على الاقل واصيب حوالى اربعين اخرين بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مقر لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، واشارت حصيلة اولية الى مقتل اربعة وجرح ثلاثين في الهجوم ذاته. بحسب فرانس برس.

الى ذلك تبنى تنظيم القاعدة في العراق الهجمات الدامية التي وقعت في 31 كانون الاول/ديسمبر الماضي في عموم العراق وادت الى مقتل حوالى 23 شخصا وجرح اكثر من ثمانين اخرين، حسبما افاد بيان نشر على مواقع جهادية، وجاء في البيان ان "العمليات التي شملت مساحات واسعة في العراق  (31 كانون الاول/ديسمبر) نفذها ما يسمى  دولة العراق الاسلامية استمرارا لسلسلة المواجهات ...ثأرا لاعراض الحرائر في السجون"، وقتل 23 شخصا على الاقل بينهم ثمانية من رجال الشرطة واصيب 83 بجروح في سلسلة تفجيرات بعبوات وسيارات مفخخة استهدفت في 31 من كانون الاول/ديسمبر الماضي مناطق متفرقة في العراق، واستهدفت اغلب الهجمات التي تزامنت مع زيارة الاربعين لمرقد الامام الحسين في كربلاء، زوار شيعة اضافة الى قوات الامن العراقية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/كانون الثاني/2013 - 12/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م