الزنا أخر أدوات الوهابية

لتغيير النظام في سوريا

خضير العواد

لقد عملت الوهابية المستحيل من أجل تغير النظام في سوريا، فأرسلت مرتزقتها من جميع الدول تحت ضغط فتاوي وعّاظ السلاطين التي أظهرت القتال في سوريا من أعظم الجهاد، بل وصل بها الأمر التذلل الى إسرائيل وإعلان التحالف معها ضد الحكومة السورية من أجل الحصول على المساعدات في هذه الحرب الملعونة، ولم يكترث هؤلاء الوعّاظ بالقواعد الجماهيرية عندما غازلوا اليهود لأجل الحصول على المال والسلاح لأن هذه القواعد قد أسكرتها الطائفية حتى الثمالة فلم تجعلها تعي ماذا تفعل أو ماذا تقول فالهدف تغير النظام بأي وسيلة حتى وأن تطلب الأمر التحالف مع الشيطان المهم تغير الحكم في سوريا بأخر يقطع الطريق على حزب الله وبالتالي القضاء عليه، ولم تسأل هذه القواعد نفسها من المستفيد من كل هذا ؟؟؟؟

 كيف تسأل نفسها وهي لا تملك العقل الناضج الذي يميّز ما بين الأشياء، فقد فُرغت هذه العقول من كل شيء إلا من القتل والتدمير وقبلها التكفير، وبعد فشل كل الخطط وعدم صدق كل التوقيتات التي وضعت من أجل إسقاط النظام في سوريا، و دفع المليارات من الدولارات في تغطيت هذه الحرب الطاحنة ولكن ذهب كل شيء مهب الريح واصبح أغلبه رمادٌ تلعب به الرياح في كل مكان، وبعد أن خفتت نار الطائفية وبردت حمى الجهاد المزيف واستمرار القتال لفترة طويلة مما أدى الى تدهور معنويات القتلة والمجرمين وهم بعيدين عن زوجاتهم وعوائلهم فلم تجد المؤسسة الوهابية من أدوات تدفع المقاتلين الى القتال من جديد إلا النساء، ولكن كيف تجلب النساء الى سوريا والحرب مشتعلة وهي التي سقط عنها الجهاد في صحاح جميع المسلمين لأن المشهور عن رسول الله (ص) (جهاد المرأة حسن التبعل) (1).

 فاكتشف علماء الشيطان طريقة جديدة لجهاد المرأة من خلال إعطاء شرفها للقتلة، فكان زواج المناكحة الذي ابتدعه العريفي ولم يعرفه الإسلام قط بل هو زنا جَمَّلَهُ هذا الشيطان بعقد شرعي لساعة واحدة أو أقل حتى يتسنى لمجرم أخر أن ينكحها ولكنه نسى العدة للمرأة بعد كل نهاية عقد حيث يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة...) (2)، لأن الغاية الحقيقية هي التوالد والتكاثر من الزواج أي من خلاله يتم بناء المجتمع الإنساني ويجب أن يرافق هذا الزواج حفظ ماء الرجل أي حفظ الأنساب، لأن الشرائع السماوية نزلت لتطهر البشر من الرذائل والخبائث وترفعها الى الطهارة والكمال إذ يقول الله سبحانه وتعالى (ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون)(3) ويقول سبحانه وتعالى (محصنين غير مسافحين) (4)، وإذا أختلط ماء الرجال في الولد فأن التشريع الإسلامي رفض أن يتبناه أي رجل من الذين اشتركوا في الزنا بل يصبح أبن الفراش كما هي الحال مع قضية زياد بن أبيه الذي أشترك فيه أربع من الرجال حيث يقول رسول الله (ص): (الولد للفراش وللعاهر الحجر)(5)، علماً إن عقود الزواج (الزواج الدائم أو المنقطع أي المتعة) يجب أن تلحقها العدة وتختلف العدة ما بين ثلاث أشهر وعشرة أيام للدائم، والمنقطع وزواج الأمة خمس وأربعين يوماً، وفي حالة وفاة الزوج في جميعها أربعة أشهر وعشرة أيام.

 وهذه جميعها ضوابط وضعها الشارع المقدس من أجل طهارة النسب، ولكن صعبت على العريفي أن يرى نساء المسلمين طاهرات عفيفات وفي الوقت نفسه يرى نساء أغلب قادته من بني أمية كانت ترفع علم البغاء في الجاهلية كحمامة أم أبي سفيان جدة معاوية والزرقاء زوجة أبي العاص بن أمية جدة مروان وأمنة بنت علقمة بن صفوان أم مروان بن الحكم وسلمى بنت حرملة أم عمرو بن العاص وسمية بنت المعطل النوبية أم زياد وغيرهن كثير، وكيف يرى شباب المسلمين طاهري النسب وهو يرى اغلب أنساب قادته مطعوناً فيها كأبي سفيان ومروان ومعاوية وعمرو بن العاص وزياد أبن أبيه وغيرهم كثير، لهذا فقد حلل حرام الله الزنا وحرم حلال الله وهو زواج المتعة، من أجل أن ينفذ مخططات أسياده في تدمير الشعوب العربية والإسلامية بعد أن استعملوا جميع أسلحتهم من تكفير وقتل فلم يبقى لهم إلا شرف هذه الأمة والآن يدنسوه بفتاويهم الشيطانية الخبيثة.

...........................................

(1) قصص الأنبياء- للراوندي ص293

(2) سورة الطلاق آية 1

(3) سورة المائدة آية6

(4) سورة النساء آية24

(5) كتاب المسند – الإمام الشافعي ص188، سنن الدارمي – عبد الله بن بهرام الدارمي ج2ص152

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21/كانون الثاني/2013 - 9/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م