الطائرات المسيرة... سلاح الحروب القادمة

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: باتت الطائرات بدون طيار الوسيلة العسكرية الانسب -من عدة أوجه- في العالم وخاصة امريكا، حيث اصبحت الطائرات الأمريكية بدون طيار بمثابة الحواس لقوات الجيش الأمريكي في حملته الحربية ضد ما يسمى بالحرب ضد الارهاب من خلال عمليات القتل المستهدف وهي من احدث الإستراتيجيات العسكرية للولايات المتحدة الامريكية، في حين تتزايد ردود الفعل الدولية الرافضة لاستخدام الطائرات من دون طيار في الهجمات العسكرية، في ضوء الغضب المتصاعد على ما تقوم به طائرات أمريكية من هجمات قاتلة في باكستان واليمن، ويسقط معظم ضحاياها من المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ، ويعتقد المحللون أن انتشار الطائرات بلا طيار وطائرات القتال بلا طيار – حتى في تصميماتها الأكثر بساطة- يشكل مجموعة من التحديات أو المخاطر الجديدة امام الامن العالمي مستقبلا.

حيث أصبحت الطائرات بلا طيار جزءاً من الحرب الدعائية في المناطق الساخنة من العالم كأفغانستان وباكستان واليمن وايران وعلى نحو خاص في الشرق الأوسط، بينما تتجه اغلب البلدان في العالم بخطى ثابتة باتجاه تطوير الطائرات بدون طيار على الرغم من بعض الشكوك حول قدرات الطائرات بلا طيار، لكنها اظهرت سجالات في الآونة الأخيرة في البلدان المُصنعة لهذه الطائرات. وذلك لدواع تكنولوجية واقتصادية وعسكرية وأخلاقية، وعليه في ظل السباق التسلح المتسارع دون ردع من لدن المنظمات الدولية الداعية للحد من انتشار وتقنين تداول السلاح في أنحاء العالم، ربما ستستشرف هذه الحرب الباردة الحرب العالمية الثالثة في المستقبل القريب، وبهذا تصبح حرب الطائرات بدون طيار ركنا رئيسيا في التخطيط الاستراتيجي الحربي في البلدان المتقدمة، وكذلك نموذجاً جديداً من نماذج الحرب، التي ربما تكون بديلة لمعارك البرية في المستقبل.

طائرة عسكرية بدون طيار الى الفضاء

فقد تطلق الولايات المتحدة الى الفضاء طائرة بدون طيار تابعة لسلاح الجو في اطار مشروع ما زال هدفه موضع تكهنات، وسوف تطلق الطائرة التي تعرف باسم "اكس-37بي" من كاب كانافيرال في فلوريدا (جنوب شرق)، حسب ما اعلنت القاعدة العسكرية في باتريك، ويصل حجم الطائرة التي تزن خمسة اطنان ويبلغ طولها 8,9 امتار، حوالى ربع حجم المركبة الفضائية الاميركية اتلانتس التي كانت اخر مركبة تنطلق الى الفضاء في تموز/يوليو 2011. وقد خصصت لتبقى 270 يوما في المدار، وستكون مهمة هذه الطائرة متابعة التجارب التكنولوجية الفضائية في المدار وعلى ان تعود بكل امان الى الارض مع نتائج التجارب، وقامت هذه الطائرة برحلة تجريبية ناجحة لمدة 469 يوما في المدار قبل ان تحط في حزيران/يونيو في كاليفورنيا (غرب)، وكانت طائرة مماثلة قامت عام 2010 برحلة استمرت سبعة اشهر. بحسب فرانس برس.

طائرة بدون طيار تتحول لصاروخ

على الصعيد نفسه توصلت آخر الاختراعات العسكرية إلى تصميم طائرة تحلق بدون طيار في الوقت ذاته يمكنها أن تتحول إلى صاروخ موجه ضد أهداف عسكرية ميدانية للعدو وبدقة عالية، وجاء في تقرير نشر على مجلة تايم الأمريكية، أن أبرز مميزات هذا الإختراع الجديد هو إمكانية حمله في الحقيبة الخلفية على ظهر الجندي خلال المعركة، حيث يمكنه التحكم بها من خلال مفتاح للتحكم عن بعد لتطير وتضرب المنطقة المرغوبة بدقة عالية جدا من خلال البث المباشر للكاميرات المركبة عليها والموصولة بشاشة صغيرة يحملها المستخدم. بحسب لـ CNN.

وألقى التقرير الضوء على أن هذه الطائرة الجديدة يبلغ عرضها 60 سنتيمترا ووزنها ستة باوندات (نحو 2.7 كيلوغراما) وتتمتع بقدرات عالية للتحليق والمناورة تماما كشقيقاتها الأكبر حجما الأمر الذي يعطي سهولة أكبر لتوجيهها وإسقاطها على الأهداف، وأشار التقرير إلى أن السعر النهائي لهذا التصميم لم يتم تحديده، إلا أن الترجيحات تشير إلى أن سعرها سيتراوح بين 40 إلى 150 ألف دولار.

مقاتلة اوروبية بدون طيار

من جهة أخرى نجح نموذج تجريبي لطائرة قتالية بدون طيار اوروبية تحمل اسم نورون في اول اختبار للتحليق من قاعدة في جنوب فرنسا، كما اعلنت الشركة المصنعة داسو افياشن، واكدت وزارة الدفاع الفرنسية في بيان ان هذه الطائرة "تدشن الجيل المقبل للطائرة القتالية بطيار او بدون طيار، على امل المحافظة على الاستقلال الاوروبي في هذا المجال"، معتبرا انه "تحد كبير على الصعيدين التقني والصناعي على حد سواء"، وحلقت الطائرة التي تشبه جناحا طائرا بدون ذيل عمودي لتكون خفية قدر الامكان، 25 دقيقة تحت مراقبة طيارين تمركزا على الارض، و"نورون" نموذج لاختبار وتطوير تقنيات يمكن ان تستخدم يوما ما في طائرة قتالية بدون طيار ستزود بها القوات الجوية الاوروبية بحلول 2030.

وحاليا تستخدم الطائرات بدون طيار الموضوعة في الخدمة، في المراقبة واحيانا تطلق صواريخ في مهمات محددة، لكنها لا تنافس اطلاقا اداء الطائرات القتالية.

وفي الوضع الحالي للافكار الاستراتيجية المطروحة، يمكن استخدام الطائرات القتالية بدون طيار في اليوم الاول من النزاع لتدمير الدفاعات الدوية للخصم، لكنها لن تحل محل الطائرات الحربية بطيار.

وقال المدير العام الفني لداسو ايريك غوندوان "لا احد يتصور اليوم المستقبل بطائرات بدون طيار فقط"، وخلافا لوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) التي يفترض ان تطلق قريبا استدراج عروض لانتاج اول مقاتلة بدون طيار، لن تتوفر لدى الاوروبيين ميزانية تخصص لهذا النوع من الاسلحة قريبا، وبانتظار ذلك، تدعو داسو الحكومات الاوروبية المهتمة، الى تمويل برنامج عرض تشغيلي بطريقة تحمي خبرات المهندسين، وقال ايريك ترابييه المدير العام الدولي للمجموعة نفسها "علينا ان نصمد عشرين عاما". واضاف عند عرض نموذج من نيرون امام صحافيين ان "السؤال الاستراتيجي المطروح على الدول هو: هل نحتفظ بالقدرات الاستراتيجية اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل؟"، وقدمت باريس ولندن هذا الصيف دفعة اولى بقيمة خمسة ملايين يورو الى داسو والمجموعة البريطانية للصناعات الجوية (بي ايه اي) للتفكير معا في مقاتلة اوروبية بدون طيار للمستقبل. بحسب فرانس برس.

واطلقت فرنسا في 2003 برنامج نورون بدعم من ايطاليا والسويد واسبانيا وسويسرا واليونان. وقد كلفت 406 ملايين يورو تقدم فرنسا نصفها، وتقاسمت داسو نصف العمل مع الشركة السويدية ساب والايطالية الينا (مجموعة فينميكانيكا) واليونانية "هيلينيك ايروسبيس انداستري" والاسبانية كازا التي انجزت المحطة على الارض، والسويسرية "ار او آ جي"، وفي المجموع عمل 300 شخص في هذا البرنامج، كما قال غوندوان، وسيقوم هذا النموذج التجريبي بمهمة اخرى لرصد اهداف والاستطلاع عبر الافلات من الرادارات والقاء قنبلة من مخزن في جسم الطائرة، وقال غوندوان ان حوالى مئة تجربة اخرى ستجرى على الطائرة حتى 2014، في فرنسا وسردينيا والسويد.

هجمات طائرات بلا طيار

على الصعيد ذاته رفضت قاضية اتحادية محاولة من جانب صحيفة نيويوك تايمز لاجبار الحكومة الأمريكية على كشف مزيد من المعلومات بشأن القتل المستهدف لاشخاص يعتقد ان لهم صلات بالارهاب بينهم مواطنان أمريكيان، وقالت القاضية بالمحكمة الجزئية الأمريكية كولين مكماهون في مانهاتن ان ادارة الرئيس باراك أوباما لم تخالف القانون برفضها طلب صحيفة نيويورك تايمز الافصاح عن المبررات القانونية لعمليات القتل المستهدف وهي استراتيجية قالت الصحيفة ان ادارة الرئيس السابق جورج بوش هي التي فكرت فيها اولا بعيد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001.

وبدت مكماهون مترددة فيما يبدو بشأن الحكم الذي أصدرته وأشارت في قرارها الى ان الكشف عن هذه المعلومات يمكن ان يساعد الجماهير في فهم "هذه العملية الكبيرة المتنامية التي نخوضها منذ أكثر من عشر سنوات بتكلفة كبيرة من الارواح والأموال... (وفي أذهان البعض على الاقل) من الحرية الشخصية."

لكنها قالت ان الحكومة ليست ملزمة بتسليم المواد التي طلبتها الصحيفة بموجب قانون حرية المعلومات الاتحادي على الرغم من ان هذه المواد في حيازتها، ويقع قرار مكماهون في 68 صفحة، وكانت الصحيفة واثنان من محرريها هما تشارلي سافيدج وسكوت شين قد أقاموا دعوى ضد الحكومة لكشف تفاصيل عن برنامجها لاستخدام طائرات بدون طيار بما في ذلك قتل المواطنين الامريكيين أنور العولقي وابنه عبد الرحمن البالغ من العمر 16 عاما في هجومين منفصلين في اليمن اواخر عام 2011، وانتقدت منظمات الحريات المدنية برنامج الطائرات بدون طيار على اعتبار أنه من الناحية الفعلية يعطي الضوء الأخضر للحكومة لقتل أمريكيين دون خوض العملية المناسبة وفقا للدستور. بحسب رويترز.

ورفض وزير العدل الامريكي اريك هولدر هذا الرأي، ومن بين المواد التي طلبتها صحيفة نيويورك تايمز مذكرة قالت الصحيفة في اوائل اكتوبر تشرين الاول 2011 ان مكتب الاستشارات القانونية بوزارة العدل الامريكية أعدها. واستشهدت الصحيفة بأشخاص قرأوا الوثيقة، وقالت نيويورك تايمز ان هذه المذكرة فوضت "بالاستهداف القانوني" لانور العولقي وهو رجل دين أمريكي المولد انضم الى جناح تنظيم القاعدة في اليمن وأصدر توجيهات بتنفيذ العديد من الهجمات، وقالت الصحيفة انها تعتزم الطعن على قرار مكماهون.

إيران

في حين ذكرت وسائل إعلام إيرانية إن إيران استولت على طائرتي مراقبة صغيرتين بدون طيار أمريكيتي الصنع في الاشهر السبعة عشر الاخيرة، وسلطت عدة حوادث ترتبط بالطائرات التي تعمل دون طيار في العام الاخير الضوء على التوتر في الخليج حيث تستعرض كل من إيران والولايات المتحدة قدراتهما العسكرية في المنطقة في إطار مواجهة بسبب برنامج إيران النووي، وقال القائد البحري الأميرال أمير راستيجاري لوكالة فارس للأنباء إن وحدات الدفاع الجوي الإيراني أنزلت الطائرتين الخفيفتين من طراز آر كيو 11 ريفن في حادثين في أغسطس آب 2011 ونوفمبر تشرين الثاني 2012، وقال راستيجاري دون أن يخوض في التفاصيل "قام مركز الجهاد والبحث التابع للجيش بفك شفرة كثير من بيانات هاتين الطائرتين"، وتبلغ المسافة بين طرفي جناحي الطائرة من هذا النوع 1.36 متر ويبلغ مداها عشرة كيلومترات ويستخدمها الجيش الأمريكي في مهام استطلاع للطيران المنخفض. بحسب رويترز.

والطائرة من انتاج شركة إيروفايرونمنت، وقالت إيران في الرابع من ديسمبر كانون الأول إنها استولت على طائرة أمريكية بدون طيار لجمع المعلومات من طراز سكان إيجل في مجالها الجوي فوق الخليج في الأيام القليلة السابقة لكن الولايات المتحدة قالت إنه لا توجد أدلة تؤيد ذلك الزعم، وقالت البحرية الأمريكية إنها لم تفقد أي طائرة بدون طيار في المنطقة. وطائرات سكان إيجل وطولها 1.25 متر من إنتاج شركة بوينج ويستخدمها في المنطقة الجيش الأمريكي وبلدان أخرى أيضا، وقالت الولايات المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني إن طائرات حربية إيرانية أطلقت النار على طائرة أمريكية بدون طيار في المجال الجوي الدولي. وقالت إيران إن الطائرة دخلت مجالها الجوي للتجسس على منصات النفط الإيرانية وإنها سترد "بحسم" على أي اختراق لمجالها الجوي.

باكستان

من جانب آخر قالت مصادر بالمخابرات وزعماء قبليون إن هجوما بطائرة أمريكية بدون طيار أودى بحياة قيادي بارز بحركة طالبان الباكستانية ونائبه وثمانية اخرين في شمال غرب باكستان مما قد يحدث تغيرا كبيرا في ميزان القوى بمنطقة وزيرستان معقل طالبان، وقالت مصادر المخابرات وسكان إن مولوي نذير وزير - المعروف أيضا باسم الملا نذير - قتل ليل الأربعاء عندما أصابت صواريخ منزلا في منطقة وزيرستان الجنوبية قرب الحدود مع أفغانستان.

وكان نذير نجا من هجوم واحد سابق على الأقل شنته طائرة بلا طيار وأصيب بجروح قبل ذلك بأسابيع في هجوم بقنبلة يعتقد أنه من تنفيذ خصوم من طالبان، وقالت مصادر إن عددا من قادته البارزين ونائبه راتا خان قتلوا أيضا في الهجوم الذي وقع بمنطقة أنجور أدا قرب وانا عاصمة وزيرستان الجنوبية، وكان نذير طرد المتشددين الأجانب من منطقته وآثر مهاجمة القوات الأمريكية في أفغانستان ووقع اتفاقات لوقف الأعمال العدائية مع الجيش الباكستاني في عامي 2007 و2009. وتسبب ذلك في نشوب خلافات بينه وبين بعض القادة الآخرين في حركة طالبان الباكستانية لكنه أكسبه سمعة بأنه عضو "طيب" في طالبان بين البعض في الجيش الباكستاني، وقال شاهد عيان إنه جرى الإعلان عن خليفة نذير أمام آلاف المشاركين في جنازته. ويترقب الناس ما إذا كان صلاح الدين الأيوبي الذي ينتمي لقبيلة وزير وهي نفس قبيلة نذير سيواصل اتباع سياسات سلفه.

وذكر ضابط بالجيش مؤخرا إن الجيش له قاعدة كبيرة في وانا حيث تمركز نذير ورجاله. وقاد نذير عملية سلام صعبة بين المتشددين والجيش هناك غير أن تحالف الجيش مع الولايات المتحدة وهجمات الطائرات بدون طيار هددا الهدنة بين الجانبين، وأضاف "البرنامج (الخاص بالطائرات بدون طيار) يجعل الأمور صعبة للغاية بالنسبة لنا. نذير هو القيادي البارز الوحيد بين المتشددين الذي لا يزال على استعداد ليكون حليفا"، وأضاف "إذا قرر الوقوف بجانب (زعيم طالبان الباكستانية) حكيم الله سينضم آلاف المقاتلين إلى الصفوف الأمامية في مواجهة الجيش الباكستاني. من مصلحتنا تحييده إن لم يتحالف معنا لأننا بذلك نستطيع توجيه مواردنا ضد المتشددين المناوئين للدولة بفعالية أكبر"، وشن المتشددون سلسلة من الهجمات في باكستان خلال الأشهر الماضية بما فيها قتل 16 عامل إغاثة بالرصاص وهجوم شنه عدة انتحاريين على مطار في مدينة بيشاور بشمال باكستان، وقال سكان إن السوق الرئيسية في وانا أغلقت يوم الخميس حدادا على روح نذير، وأصيب نذير في تفجير في نوفمبر تشرين الثاني ويعتقد على نطاق واسع أن إصابته كانت نتيجة لخصومات مع قادة آخرين في طالبان. وقتل ستة آخرون في نفس الهجوم، وبعد التفجير بفترة قصيرة طلبت قبيلة وزير التي ينتمي إليها نذير من قبيلة محسود التي ينتمي لها زعيم طالبان حكيم الله محسود مغادرة المنطقة. وكثيرا ما استهدف رجال حكيم الله محسود الجيش الباكستاني. بحسب رويترز.

وقال سكان محليون إن أربعة رجال لقوا حتفهم في وزيرستان الشمالية في هجوم آخر بطائرة دون طيار. ولم يتسن على الفور معرفة هويات القتلى، وتشير البيانات التي جمعها مكتب الصحافة الاستقصائية من تقارير إخبارية إلى أن ما يتراوح بين 2600 و3404 باكستانيين قتلوا في هجمات الطائرات بدون طيار بينهم ما يتراوح بين 473 و889 أفادت تقارير بأنهم مدنيون، ومن الصعب التحقق من الخسائر في صفوف المدنيين إذ يتعين على الصحفيين الأجانب الحصول على تصريح من الجيش بزيارة المناطق القبلية على طول الحدود الأفغانية، وغالبا ما يغلق مقاتلو طالبان أيضا المواقع التي تتعرض لغارات الطائرات بدون طيار فور وقوعها ومن ثم فإن الصحفيين الباكستانيين لا يمكنهم رؤية الضحايا، ويقول بعض الباكستانيين إن الهجمات بطائرات بدون طيار تمثل انتهاكا للسيادة الوطنية ودعوا إلى وقفها، ويقول باكستانيون آخرون بينهم بعض سكان المناطق القبلية إنها تقتل قادة طالبان الذين أرهبوا السكان المحليين.

اليمن

على الصعيد نفسه تظاهر العشرات من رجال القبائل المسلحين في جنوب اليمن احتجاجا على هجمات بطائرات دون طيار يقولون إنها قتلت مدنيين أبرياء وزادت الغضب من الولايات المتحدة، وقتل ثلاثة متشددين على الأقل يشتبه بأنهم على صلة بتنظيم القاعدة وبينهم قائد محلي في هجوم بطائرة دون طيار في بلدة رداع في خامس هجوم من نوعه في المنطقة خلال عشرة أيام، وقال أحد رجال القبائل المشاركين في اعتصام أمام مبنى حكومي في رداع لرويترز عبر الهاتف إن سبعة مدنيين على الأقل قتلوا في الغارت التي وقعت في الآونة الأخيرة.

وقال "إذا لم تمنع السلطات الهجمات الأمريكية فسوف نحتل المؤسسات الحكومية في البلدة"، وقال رجل آخر "الحكومة فتحت البلاد للأمريكيين كي يقتلوا مسلمين"، وكان المحتجون يحملون بنادق كما يفعل رجال القبائل اليمنيون عادة ولم ترد تقارير عن وقوع أعمال عنف"، وفي حادث منفصل قال مسؤول أمني في منطقة حضرموت بشرق اليمن رفض الكشف عن اسمه لرويترز إن أشخاصا يشتبه في كونهم مهربي مخدرات خطفوا ضابطا بالجيش في المنطقة، وأضاف المصدر أنه يعتقد أن الخطف الذي حدث في الصحراء القريبة من الحدود السعودية عمل انتقامي من عملية للجيش ضد تجارة المخدرات في المنطقة قبل نحو ثلاثة أيام أجبرت مجموعة من المهربين على الفرار من المنطقة. بحسب رويترز.

ولا يعلق المسؤولون اليمنيون بشأن من ينفذ بالضبط الهجمات بطائرات دون طيار أو من يصدر الأوامر بشنها. وأيد الرئيس عبد ربه منصور هادي صراحة شن الهجمات أثناء زيارة للولايات المتحدة في سبتمبر أيلول 2012، ونقل عن هادي قوله إنه يوافق شخصيا على كل هجوم. ولم يعلق هادي الذي أشاد به السفير الأمريكي في صنعاء لكونه أكثر فاعلية ضد القاعدة من سلفه على الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة، وتعتقد الحكومات الغربية أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو أنشط وأخطر أجنحة التنظيم العالمي وحاول التنظيم تنفيذ عدد من الهجمات ضد أهداف أمريكية، وقال مسؤولون قبليون وسكان إن عشرة مدنيين على الأقل بينهم فتاة عمرها عشرة أعوام قتلوا في رداع في سبتمبر أيلول في هجوم جوي أخطأ على ما يبدو هدفه وهو سيارة قريبة كانت تقل متشددين.

كينيا

على صعيد مختلف أعلنت إحدى المحميات الخاصة الشهيرة في كينيا أنها ستشتري طائرات مراقبة من دون طيار لمكافحة الوتيرة المتسارعة للصيد غير الشرعي الذي يطال حيوانات وحيد القرن، وقد طرحت محمية اول بيجيتا عرض اكتتاب لشراء أول طائرة من دون طيار مزودة بآلة تصوير وأجهزة استشعار تتبع حيوانات وحيد القرن التي يحمل كل منها رقاقة إلكترونية، وتأمل هذه المحمية التي تضم أربعة حيوانات وحيد قرن بيضاء من أصل الحيوانات السبعة المتبقية من هذا النوع، حشد 35 ألف دولار بحلول نهاية العام للمباشرة بصناعة هذه الطيارات الخاصة التي ستتولى تصميمها شركة "انيمند إنوفييشن". بحسب فرانس برس.

ومنذ فترة وجيزة، بات من الرائج اللجوء إلى طائرات من دون طيار لغايات بيئية أو لمراقبة الحيوانات البرية وحمايتها، وقد تبرعت مجموعة "غوغل" خمسة ملايين دولار للصندوق العالمي للطبيعة بغية شراء طائرات من هذا النوع، فضلا عن برمجيات تسمح بتحديد المناطق الأكثر تأثرا بالصيد غير الشرعي. وقد أعلنت محمية كروغر في جنوب افريقيا الثلاثاء أنها ستستخدم طائرة مراقبة مزودة بتقنيات عسكرية، بهدف الحد من الصيد غير الشرعي لحيوانات وحيد القرن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 10/كانون الثاني/2013 - 27/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م