السرطان... مرض يتحدى العلم والعلماء

 

شبكة النبأ: يعتبر مرض السرطان من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان بمختلف فئاته العمرية دون استثناء، وهو وبحسب بعض المتخصصين  مجموعة من الأمراض التي تتميز خلاياها بالعدائية و النمو والانقسام غير المحدود ولها القدرة على غزو الأنسجة المجاورة وتدميرها، أو الانتقال إلى أنسجة بعيدة في عملية نطلق عليها اسم النقيلة. وهذه القدرات هي صفات الورم الخبيث على عكس الورم الحميد، والذي يتميز بنمو محدد وعدم القدرة على الغزو وليس لهُ القدرة على الانتقال أو النقلية. كما يمكن تطور الورم الحميد إلى سرطان خبيث في بعض الأحيان. ولاتزال أسباب هذا المرض غير معروف إلى الآن حيث لا يزال مدار بحث العلماء، وفي هذا الشأن فقد كشفت دراسة جديدة أن عدد مرضى السرطان سيرتفع أكثر من 75 بالمئة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030 مع ارتفاع حاد لا سيما في البلدان الفقيرة لأنها تعتمد على أنماط حياة "غربية" غير صحية. وذكرت الدراسة التي اجرتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية في ليون بفرنسا أن العديد من البلدان النامية من المتوقع أن تشهد ارتفاعا في مستويات المعيشة في العقود المقبلة.

لكنها أضافت أن هذا التحسن قد يكون له ثمن وهو زيادة حالات السرطان المرتبطة بسوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة والعادات السيئة الأخرى المرتبطة برغد العيش وأمراض مثل سرطانات الثدي والبروستاتا والقولون والمستقيم. وقال فريدي براي من قسم معلومات السرطان بالوكالة الدولية لبحوث السرطان "السرطان هو بالفعل السبب الرئيسي للوفاة في كثير من الدول مرتفعة الدخل ومن المتوقع أن يصبح سببا رئيسيا للمرض والوفاة في العقود القادمة في كل مناطق العالم."

وهذه هي الدراسة الأولى التي تبحث كيف تتفاوت معدلات الاصابة بالسرطان بين البلدان الغنية والفقيرة بالقياس على تصنيفات التنمية كما يحددها مؤشر الامم المتحدة للتنمية البشرية. وخلص الباحثون إلى أن البلدان ضعيفة النمو ومعظمها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تزيد فيها أنواع السرطانات المرتبطة بالعدوى وخاصة سرطان عنق الرحم فضلا عن سرطانات الكبد والمعدة وسرطان كابوسي اللحمي.

وعلى النقيض من ذلك كانت الدول الغنية مثل بريطانيا واستراليا وروسيا والبرازيل بها أكثر أنواع السرطان المرتبطة بالتدخين مثل سرطان الرئة والسرطانات المرتبطة بالسمنة والنظام الغذائي. وقال الباحثون إن ارتفاع مستويات المعيشة في البلدان الأقل نموا من شأنه أن يؤدي على الأرجح إلى انخفاض عدد حالات السرطانات المرتبطة بالعدوى. لكن على الأرجح أيضا سيكون هناك زيادة في أنواع السرطانات التي عادة تشهدها الدول الأكثر ثراء.

وتوقع الباحثون أن البلدان متوسطة الدخل مثل الصين والهند وأفريقيا قد تشهد زيادة في عدد حالات السرطان تبلغ 78 بالمئة بحلول عام 2030. واشارت الدراسة التي نشرت في دورسة (لانست اونكولوجي) "Lancet Oncology" إلى أن الحالات في المناطق الأقل نموا من المتوقع أن تزيد بنسبة 93 بالمئة خلال نفس الفترة. بحسب رويترز.

وقال كريستوفر وايلد مدير الوكالة الدولية لبحوث السرطان إن الدراسة أظهرت "الطبيعة الديناميكية لأنماط السرطان" في جميع أنحاء العالم على مر الزمن. وأضاف "يجب على البلدان أن تأخذ في الاعتبار التحديات التي سيواجهها كل منها وأن تحدد أولويات التدخلات المستهدفة" مؤكدا على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية واتباع نظم الكشف المبكر وبرامج العلاج الفعال. وأنواع السرطان السبعة الأكثر شيوعا في العالم هي سرطانات الرئة والثدي والقولون والمستقيم والمعدة والبروستاتا والكبد وعنق الرحم.

إصابة الرجال

في السياق ذاته يتوقع خبراء بريطانيون زيادة احتمال إصابة الرجال بمرض السرطان خلال حياتهم بنسبة النصف. وقال مركز بحوث السرطان البريطاني ان زيادة النسبة الى خمسين من مجموع مئة، بزيادة عن النسبة الحالية وهي 44 لكل مئة شخص، تتعلق في الاساس بمن هم اطول عمرا، حيث يعد العمر من اخطر العوامل المؤثرة بمرض السرطان.

وتشير الدراسات الى زيادة الاصابة بمرض السرطان في محيط الرجال خلال السنوات الخمسة عشر المقبلة، اكثرها الاصابة بسرطان الامعاء والبروستاتا والجلد (المعروف بالميلانوم) ويعزى فضل النجاة من المرض الى افضل سبل رصد وتشخيص المرض والعلاج. ويعني التقدم الطبي توفير افضل فرص النجاة من الاصابة بالسرطان التي تضاعفت بالفعل خلال الاربعين عاما الماضية. ويعتقد الخبراء، من خلال اجراء المزيد من الابحاث، ان استمرار التحسينات يكفل التغلب على المرض.

وتوصل فريق من الباحثين لدى معهد وولفسون للطب الوقائي في كوين ماري، وجامعة لندن، ومركز بحوث السرطان البريطاني الى نتائجهم من خلال استعراض ادلة سابقة للاصابة بمرض السرطان ومعدلات الوفيات وبيانات من خضعوا لدراسات في بريطانيا. وتوقع الباحثون انه بحلول عام 2027 من المتوقع تشخيص اصابة نحو 416 ألف بريطاني بالسرطان مقارنة باصابة نحو 324 ألف شخص عام 2010.

وبالنسبة للرجال سيتجاوز الرقم 221 ألف شخص، من الرقم المسجل عام 2010 وهو 164 ألف شخص. وبحلول عام 2027 سيجري تشخيص اصابة ما يزيد على 194 ألف سيدة مقارنة باصابة 160 ألف سيدة عام 2010، وهو ما يعني ان احتمالات الاصابة في نطاق اعمار النساء سيسجل 44 من كل مئة سيدة، بزيادة من 40 لكل مئة سيدة.

وقال هاربال كومار، بمركز بحوث السرطان البريطاني، ان الارقام تتيح نظرة على المستقبل والتحديات المنتظرة. وتبذل جهود حثيثة للتوصل الى طريقة فعالة تتيح رصد سرطان البروستاتا.

فليس جميع اصابات سرطان البروستاتا تشكل خطورة بالغة او تهدد حياة المريض، فبعض المرضى يعيشون بحالتهم المرضية دون اي مشكلات. لكن الاطباء مازالوا يفتقدون التحاليل الفعالة التي يمكنها رصد هذه الاورام وتحديد ايها اكثر امنا بمفردها.

وقال الان هوايت، رئيس منتدى صحة الرجال واستاذ امراض الرجال في جامعة ليدز ميتروبوليتان ان تحديا آخر يدفع الرجال الى اجراء فحوص الاصابة بالسرطان حتى حال اجراء تحليل جيد للتشخيص. فعلى سبيل المثال على الرغم من تعرض الرجال الى زيادة خطر الاصابة بسرطان الامعاء مقارنة بالنساء، نجد ان عددا قليلا نسبيا من هؤلاء الرجال من يقومون باجراء فحوصات.

وقال هوايت "من بالغ الاهمية ان يغتنم الرجال اي فرصة تفضي الى اجراء فحصوصات لتشخيص المرض." واضاف "بعض الرجال يساورهم شعور باليأس حيال السرطان وفحوصاته، لكن ان حدث ورصدت الاصابة في وقت مبكر، يكون من الاسهل علاج هؤلاء المرضى." وقال هوايت انه من المهم ادراك ان بمقدورنا فعل اشياء تفضي الى الحد من خطر اصابتنا بالسرطان، من بينها الحد من تناول المشروبات الكحولية، والاقلاع عن التدخين، وممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي. بحسب بي بي سي.

ويعتقد الخبراء ان نحو اربع من كل عشر حالات اصابة بالسرطان تنجو من الاصابة باتباع هذه الطرق. ويتوافر في بريطانيا اجراء فحوص لرصد الاصابة بسرطان الامعاء والثدي وعنق الرحم. كما يمكن للرجال طلب اجراء تحاليل طبية حال القلق من الاصابة بمرض سرطان البروستاتا، على الرغم من كون هذه الفحوصات اقل من حيث فعاليتها.

خطر التصوير الشعاعي

على صعيد متصل أظهرت دراسة نشرت في مجلة "ذي لانست" الطبية البريطانية أن التعرض المتكرر للأشعة الصادرة عن أجهزة المسح (سكانر) قبل سن الخامسة عشرة قد يزيد ثلاثة مرات خطر الإصابة لاحقا بسرطان في الدماغ أو في الدم (لوكيميا). لكن الباحثين وهم بريطانيون وكنديون وأميركيون أوضحوا أن هذا الخطر "ضئيل" بشكل عام.

ومع ذلك، أوصوا بالحد قدر المستطاع من كمية الأشعة المؤينة الصادرة عن أجهزة المسح واللجوء إذا أمكن إلى تقنيات أخرى ملائمة. وقد أجريت الدراسة على 178604 مرضى دون الثانية والعشرين من العمر خضعوا لتصوير بجهاز سكانر بين العامين 1985 و2002 في مستشفيات بريطانية. وبينت للمرة الأولى وجود علاقة مباشرة بين كمية الأشعة المتلقاة في الطفولة وخطر الاصابة بسرطان في الدماغ أو في الدم.

وبحسب الدراسة، فإن التعرض في الطفولة للأشعة المؤينة الناجم عن صورتين او ثلاث صور للدماغ ملتقطة بجهاز سكانر أي لستين ميليغراي من الأشعة قد يزيد ثلاث مرات طر الإصابة بسرطان في الدماغ في السنوات المقبلة. ويرتفع خطر الاصابة باللوكيميا ثلاث مرات بعد التعرض لخمسين ميليغراي من الأشعة على مستوى النخاع الشوكي. بحسب فرنس برس.

وتجرى حاليا دراسات أخرى، أبرزها في أستراليا وكندا، لتحديد مخاطر أجهزة المسح المخصصة للأطفال. ومن المتوقع أن تصدر نتائجها بعد سنة أو سنتين. ودعا الباحث مارك بيرس من جامعة نيوكاسل إلى توخي الحذر، قائلا إن "تخفيض كمية الأشعة يجب أن يحظى بالأولوية لدى اختصاصيي الأشعة ولدى المصنعين على السواء". وأوصى باستبدال التصوير الشعاعي إذا أمكن بالتصوير بالرنين المغنطيسي الذي لا يعرض المريض للأشعة المؤينة. واضاف "الأهم هو عدم استعمال جهاز المسح إلا إذا كان استعماله مبررا بالكامل من الناحية السريرية".

بعض المسببات

في السياق ذاته وجدت دراسة جديدة أن عدداً من الأدوية المخصصة لخفض ضغط الدم، تزيد خطر الإصابة بسرطان الشفة عند الأشخاص البيض ربما لأنها تزيد من إمكانية تعرّضهم لأضرار أشعة الشمس. وذكر موقع «هلث داي نيوز» الأميركي أن الباحثين العاملين في برنامج «قيصر برماننت مديكال كير» في أوكلاند، وجدوا أن بعض أدوية الضغط ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الشفة.

وأشار العلماء إلى أن سرطان الشفة نادر جداً حتى بين الذين يتناولون هذه الأدوية، غير أنهم لفتوا إلى أن النتائج الأولية لا ينبغي أن تقنع المرضى بوقف تناول الأدوية المذكورة. وقال الباحث غاري فريدمان: «إنه من المهم حقاً التأكيد أن هذا الخطر بسيط، وهو سرطان نادر يعالج عادة بسهولة ولا يهدد للحياة». وأشار إلى أن الحماية من الشمس، عبر استخدام الكريمات المخصصة لذلك والقبعات، يمكن أن يقلل من ضرر الأشعة الشمسية التي قد تؤدي إلى سرطان الشفة. بحسب يونايتد برس.

وقارن الباحثون بيانات لأكثر من 700 مريض في كاليفورنيا الشمالية مصاب بسرطان الشفة، مع قرابة 23 ألف شخص آخرين، ووددوا أن الأشخاص البيض الذين يتناولون بعضاً من أدوية خفض الضغط هم أكثر عرضة أربع مرات للإصابة بسرطان الشفة خلال فترة خمس سنوات. وبدا أن الخطر يزداد مع مدّة الاستخدام، والخطر الطبيعي هو قرابة (واحد في كل 100 ألف).

الى جانب ذلك ذكر باحثون في مركز أبحاث السرطان البريطاني في جامعة برمينغهام وباحثون في مركز أبحاث السرطان في معهد بيتسون الاسكوتلندي أن خطر الإصابة بسرطان الأمعاء يرتفع على نحو ملحوظ لدى الأشخاص الذين يحملون مورثات «آي بي سي» معيبة ويتضمّن نظامهم الغذائي كميات كبيرة من الحديد. ونقلت مجلة «سيل ريبورتس» البريطانية عن الباحث في مركز أبحاث السرطان في معهد بيتسون أوين سانسوم قوله: «قطعنا شوطاً طويلاً في فهمنا لأسباب تطور سرطان الأمعاء». وأضاف: «لاحظنا في دراســـتنا أن مورثة «آي بي سي» كانت معيبة في 8 من بين 10 حالات من سرطان الأمعاء»، مستدركاً أنه «حتى الآن، لم نتمكن من فهم العلاقة السببية بين المورثة والسرطان». بحسب يونايتد برس.

ولفت إلى أن «من الواضح أن الحديد يؤدي دوراً رئيساً في السيطرة على تطورّ سرطان الأمعاء لدى الأشخاص الذين يحملون هذه المورثة المعيبة». وأجرى سانسوم وزملاؤه دراسة على فئران قسموها قسمين، الأول قدّموا إليه أطعمة غنية بالحديد، فيما قدّموا للثاني أطعمة لا تحوي الحديد. ولاحظوا أن الخلايا التي تحوي مورثة «آي بي سي» المعيبة ماتت لدى الفئران التي تناولت أطعمة لا يوجد فيها حديد، ولم يتطوّر سرطان الأمعاء لديها، في حين أن الفئران التي كان نظامها غنياً بالحديد، والتي لم تكن مورثة «آي بي سي» عندها معيبة، لم يتطور لديها سرطان الأمعاء، حتى بعد إعطائها أطعمة غنية بالحديد. يذكر أن مورثة «آي بي سي» هي من المورثات الكابتة للورم وتتحكمّ بالنمو الخلوي فتحمي بالتالي الخلية من تشكل السرطان.

من جانب اخر صنف مركز ابحاث السرطان التابع لمنظمة الصحة العالمية الغازات المنبعثة من محركات الديزل بين المواد الاكيدة المسببة للسرطان لدى البشر. وكان المركز ومقره ليون في فرنسا، صنف في 1988 محركات الديزل باعتبارها من مسببات السرطان المحتملة لدى الانسان (المجموعة 2)، كما قال المركز في ختام اجتماع عمل. وقال الخبراء المجتمعون في ليون انه بات لديهم اليوم ما يكفي من الادلة ليبرهنوا ان التعرض للغازات المنبعثة من محركات الديزل مرتبط بخطر متزايد للاصابة بسرطان الرئة، بما يتيح تصنيف هذه الغازات ضمن مجموعة المواد الاكيدة المسببة للسرطان لدى البشر (المجموعة 1). ومنذ 1971، تم تقييم اكثر من 900 عنصر وتصنيف اكثر من 400 منها بين مسببات اكيدة او محتملة للسرطان لدى الانسان.

الماريوانا وسرطان الخصية

على صعيد متصل قالت دراسة امريكية ان الشبان الذين يدخنون الماريوانا أكثر عرضة للاصابة بسرطان الخصية من الرجال الذين لم يتعاطوها قط. وقال باحثون في الدراسة التي نشرت في دورية السرطان ان هذه العلاقة تبدو مرتبطة بنوع واحد من الاورام يعرف باسم الورم الخصوي غير المنوي. وقالت فيكتوريا كورتسيس من جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس انجليس التي قادت فريق البحث "هذه ثالث دراسة على التوالي تظهر زيادة بأكثر من الضعف في خطر الاصابة بهذا النوع الفرعي من سرطان الخصية بين الشبان الذين دخنوا الماريوانا." وأضافت "أشعر شخصيا بالحاجة الى التعامل بجدية مع هذا الان" مشيرة الى زيادة معدلات الاصابة بسرطان الخصية خلال القرن الماضي بصورة لا تفسير لها.

وهذا البحث لا يعتبر دليلا دامغا على ان الماريوانا تتحمل هذه المسؤولية وحتى لو كانت كذلك فالخطر ليس كبيرا. فالجمعية الامريكية للسرطان تقول ان خطر الاصابة بسرطان الخصية يهدد رجلا واحدا من بين كل 270 رجلا تقريبا وانه نظرا لتوفر علاجات فعالة فان خطر الموت نتيجة لهذا المرض يتقلص الى واحد في كل خمسة الاف رجل. وحتى الان لا يعرف الكثير عن أسباب المرض. وتقول كورتسيس ان الخصية المعلقة من عوامل الخطر كما ان التعرض للمبيدات والهرمونات مرتبط بالاصابة بالاورام. بحسب رويترز.

واستخدمت الباحثة وزملاؤها بيانات 163 شابا اصيبوا بسرطان الخصية مقارنة بمجموعة أخرى من 300 رجل لم يصبوا بالمرض. وطرحت اسئلة على المجموعتين متعلقة بالصحة وتعاطي المخدرات بين عامي 1987 و1994 . ومن بين المصابين بالسرطان دخن 81 في المئة الماريوانا في فترة ما بينما انخفضت هذه النسبة الى 70 في المئة في المجموعة المقارنة التي لم تصب بالسرطان.

الى جانب ذلك كشفت مزحة لشاب أمريكي أن فحص الحمل المنزلي، ربما يساعد في كشف الإصابة بسرطان الخصية. وكانت المواقع الاجتماعية قد عجت مؤخراً بحادثة المراهق، 17 عاماً، الذي قام، وفي سبيل المزحة، بإجراء فحص الحمل المنزلي، وكانت النتيجة "إيجابية"، وهي حادثة أكدتها صديقة الشاب إلا أن الخبراء أكدوا أنه يمكن رصد الإصابة بأنواع من سرطان الخصية باستخدام اختبار الحمل المنزلي، مشددين على أن الاختبار قد يكون مفيداً كأداة للتشخيص فقط.

وتقول جمعية السرطان الأمريكية إن ختبارات الحمل تعمل عن طريق رصد هرمون يسمى "بيتا هتش سي جي" هو هرمون غليكوبروتيني ينتج خلال الحمل بعد الإخصاب بقليل من قبل خلايا الأرومة الجنينية، كما أنه يلتقط هرموناً تفرزه بعض الأورام السرطانية، وليس كل أنواع سرطان الخصية. بحسب CNN.

وأوضح د. تيد غانسلر، مدير المحتوى الطبي لجمعية السرطان الأمريكية، أنه "أثناء التشخيص، قلة فقط من الرجال المصابين بسرطان الخصية ترتفع معدلات هرمون "بيتا-هتش سي جي" بشكل كاف، يمكن رصدها باختبار الحمل المنزلي." وشرح غانسلر، قائلاً بأن العديد من الدوريات الطبية وثقت حالات إصابة بأنواع مختلفة من السرطان، وبين الجنسين، منها البنكرياس، والرئة، والأمعاء، وأنواع أخرى من السرطان، وارتفعت فيها معدلات الهرمون بشكل يتيح نتائج إيجابية بكشف الحمل المنزلي. وتوضح جمعية السرطان الأمريكية بأن العثور على ورم بالخصية هو المؤشر الأول للإصابة بالسرطان، وعند اكتشاف ذلك على المرء أن يسارع باستشارة طبيب.

المفروشات المنزلية

في السياق ذاته ربطت دراسة علمية صدرت مؤخراً بين المواد التي يتم إضافتها على المفروشات المنزلية، كالمقاعد والستائر والسجاد، لتحول دون سرعة اشتعالها، وبين الإصابة بأمراض عديدة، في مقدمتها مرض السرطان، والتشوه الهرموني لدى الأفراد. وبينت الدراسة، التي نشرت على مجلة تايم الأمريكية أن الباحثين، ومن خلال تفحصهم للمفروشات في عدد من المنازل بالولايات المتحدة، ومن خلال تحليل الهواء داخل هذه المنازل، تمكنوا من ربط وجود نوع واحد على الأقل من الغازات السامة الصادرة عن هذه المفروشات في 85 في المائة من المنازل.

وكشفت الدراسة أن من بين هذه الغازات السامة الصادرة عن المفروشات، غاز "ثنائي الفينيل متعدد الأثير،" والذي يسبب تسمم الكبد والغدة الدرقية بالإضافة إلى التسبب بمشاكل بالجهاز العصبي، بحسب ذكرته وكالة حماية البيئة الأمريكية، حيث تم منع استخدامه في العام 2004 في عمليات تصنيع المفروشات. بحسب CNN.

ووجد الباحثون آثار لغازات سامة أخرى مثل "دي دي تي" و "تريس" اللذان لهما علاقة على البناء الهرموني عند الأفراد، وخصوصا عند الأطفال وتم منعهما أيضا قبل أعوام عديدة. ونقل التقرير على لسان أحد الباحثين، روبين دودسون "ما يثير القلق أن العديد من هذه الغازات لها صلات بأمراض كالسرطان والتشوه الوظيفي للهرمونات، الأمر الذي من الضروري الالتفات إليه."

القنبلتين الذريتين

من جانب اخر أظهرت دراسة أمريكية ان الاشخاص الذين نجوا من القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناجازاكي وهم أطفال يواجهون مخاطر أكبر من المعتاد للإصابة بسرطان الغدة الدرقية بعد مرور أكثر من 50 عاما على تعرضهم للإشعاع. وخلايا الغدة الدرقية أكثر ضعفا بوجه خاص في مواجهة الاشعاع المؤين وهو النوع الذي تسرب من انصهار قلب المفاعل النووي في تشرنوبيل والقنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على اليابان.

ورصدت الدراسة التي نشرت في الدورية الدولية للسرطان the International Journal of Cancer حالات جديدة من الاصابة بالسرطان بين اناس كانوا في اليابان اثناء التفجيرين الذريين في عام 1945 وبين اشخاص لم يكونوا هناك. وبصفة اجمالية ظهرت 371 حالة اصابة بسرطان الغدة الدرقية في الفترة بين عامي 1958 و2005 بين نحو 105 الاف شخص نجوا من قنبلتي هيروشيما وناجازاكي الذريتين.

ولم تجد الدراسة أدلة تذكر على ان الاشخاص البالغين الذين تعرضوا للإشعاع كانوا أكثر عرضة للاصابة بسرطان الغدة الدرقية في وقت لاحق. لكن بالنسبة للاطفال الذين تعرضوا للاشعاع كانت النتيجة مختلفة. ووجدت الدراسة ان 36 في المئة من 191 اصابة بسرطان الغدة الدرقية في اشخاص كانوا اطفالا أو مراهقين في ذلك الوقت هو على الارجح بسبب تعرضهم للاشعاع.

وقال كيوهيكو مابوتشي الباحث في المعهد القومي للسرطان في بيثيسدا بولاية ماريلاند الذي عمل في الدراسة "سرطان الغدة الدرقية من أكثر انواع السرطان حساسية للاشعاع." وقال "نسيج (الغدة الدرقية) الاصغر سنا ربما كان أكثر حساسية للاشعاع - هذا أحد الافتراضات." وتطلق الغدة الدرقية هرمونات تساعد في تنظيم عمليات الايض في الجسم. وتعمل الغدة بنشاط على وجه خاص في اوقات النمو السريع والتطور في الاطفال والمراهقين. بحسب رويترز.

وقال الباحثون انه لم يتضح ان كانت نتائج الدراسة لها تداعيات على الاطفال اليابانيين الذين كانوا يعيشون بالقرب من محطة فوكوشيما النووية التي انصهر قلب مفاعلها في مارس اذار الماضي بعد زلزال وموجات مد عاتية (تسونامي). وقال الباحث المتخصص في الاشعاع جون بويس من جامعة فاندربلت في ناشفيل بولاية تنيسي انه في حالة فوكوشيما ربما أدت عمليات الاجلاء السريعة الى تقليل مخاطر التعرض. وأشار بويس الى انه حتى بين الناجين من القنابل الذرية كانت مخاطر الاصابة بسرطان الغدة الدرقية منخفضة للغاية بالنسبة للذين تعرضوا لجرعة صغيرة فقط من الاشعاع.

رغبات قبل الوفاة

من جهة اخرى أظهرت نتائج دراسة أمريكية ان تنبيهات بالبريد الالكتروني ربما تشجع أطباء علاج مرضى السرطان على الحديث الى مرضاهم الميؤوس من شفائهم بشأن رغباتهم قبل الوفاة وتسجيل تلك الرغبات في سجلاتهم الطبية. وقال باحثون في تقرير نشر في دورية العلاج الاكلينيكي للاورام (جورنال اوف كلينيكال اونكولوجي Journal of Clinical Oncology) ان أطباء الاورام الذين يجري تذكيرهم كل مرة بأن أحد مرضاهم بدأ في تلقي العلاج الكيماوي هم على الارجح الذين سيلتفتون بدرجة أكبر بنسبة المثلين الى رغبات مرضاهم قبل ان تتفاقم شدة المرض.

وقالت جينيفر تيميل التي قادت الدراسة التي أجريت في مركز علاج السرطان بمستشفى ماساتشوسيتس العام في بوسطن "اذا انتهى عمر المريض.. لا قدر الله.. اثر حالة طبية طارئة قبل ان تتضح رغباته الطبية فانه يصبح دائما موقفا صعبا بالنسبة للاطباء والاسرة على حد سواء." وأضافت ان الاطباء يميلون عادة لانتظار ان تسوء حالة مرضاهم للغاية قبل ان يطرحوا عليهم فكرة البوح برغباتهم قبل الوفاة.. على سبيل المثال ما اذا كانوا يريدون من أطقم الرعاية الطبية اللجوء الى استخدام التنفس الصناعي والوسائل الاخرى في محاولة لاطالة اعمارهم. لكن التنبهات ربما تؤدي الى بدء هذه المناقشات مبكرا.

وقالت تيميل إن "المرضى المحتجزين بالمستشفى يكونون في حالة سيئة من الكرب وهو وضع انفعالي بدرجة كبيرة سواء للمرضى أو عائلاتهم." وأضافت "الجميع يعتقدون انه يحبذ ان تجري هذه المناقشات عندما يكون المرضى في حالة أقل ترديا." وأجرت تيميل وزملاؤها مسحا شمل أطباء وممرضات بخصوص مخاطبة مرضى السرطان قبل الوفاة من المصابين بحالات ميئوس من شفائها بما في ذلك الابلاغ عن الكيفية التي يود من خلالها من يقدمون الرعاية الصحية ان يطلب منهم اجراء مثل هذا الحديث.

ثم صمم الباحثون واختبروا نظاما بالبريد الالكتروني يذكر الاطباء عندما يلتقون مع مرضى يأتون لبدء جلسات العلاج الكيماوي ليفاتحوهم في البوح برغباتهم. وشملت الدراسة 100 شخص من المصابين بحالات متقدمة من سرطان الرئة. وبعد عام من بدء التنبيهات بالبريد الالكتروني عبر ما يزيد قليلا على ثلث المرضى عن رغبات تم توثيقها في سجلاتهم الصحية الالكترونية. بحسب رويترز.

وقال الباحثون انه بالمقارنة فانه خلال الفترة التي سبقت التنبيه كتب أقل من 15 في المئة من الاشخاص الذين تم تشخيص حالاتهم على انها اصابة بسرطان الرئة من الميئوس من شفائهم رغباتهم قبل دخول المستشفى. وخلال هذه الفترات الزمنية فان معظم المرضى الذين تم تسجيل رغباتهم تم ادراج اسمائهم في خانة عدم استخدام وسائل الانعاش بما يعني انهم لا يريدون من الاطباء اتخاذ اجراءات عنيفة لابقائهم على قيد الحياة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8/كانون الثاني/2013 - 25/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م