السياحة... بين التنافس والفائدة والترفيه

 

شبكة النبأ: يعتبر القطاع السياحي واحد من اهم القطاعات الرئيسية للعديد من دول العالم التي تسعى الى بناء قوة اقتصادية متكاملة، و شهدت السياحة في الفترة الأخيرة نمواً ملحوظا لكونها وبحسب بعض المتخصصين تسهم بزيادة الدخل القومي من خلال توفير العملات الصعبة، وتشغيل الأيدي العاملة وغيرها من الأمور الأخرى، هذا بالإضافة الى كون هذا القطاع يشهد اليوم حربا تنافسية شديدة بين اغلب دول العالم في سبيل استقطاب اكبر عدد من الزوار، وفي هذا الشأن فقد أظهر تقرير جديد صدر أن رحلات التسوق في المتاجر الفاخرة التي يقوم بها مواطنو الدول التي حققت مؤخرا نموا اقتصاديا كبيرا والإقامة في فنادق تتيح الاستغناء عن التكنولوجيا وحجز عطلات عبر التلفزيونات الذكية هي من بعض الاتجاهات السياحية المتوقع ان تسود في المستقبل. وتوقع "تقرير الاتجاهات العالمية" الذي أعدته مؤسسة يورومونيتور انترناشونال للأبحاث استمرار الزيادة في العروض السياحية التي تخصص للسائحين الذين يقومون برحلات تسوق وتحسنا في الرحلات إلى الشرق الأوسط بعد انتفاضات الربيع العربي وان يهتم الأمريكيون بالسفر الى مناطق كانت خارج نطاقهم من قبل.

ومن المتوقع أن يتدفق متسوقون من البرازيل وروسيا والهند والصين أو ما يطلق عليها مجموعة دول (بريك) ذات الاقتصادات سريعة النمو على مدن أوروبا لشراء سلع كمالية. وتقدر المفوضية الأوروبية للسياحة أن يخصص الزوار الصينيون لأوروبا ثلث ميزانيتهم السياحية للتسوق كما تقدر يورومونيتور أن 95 في المئة من السياح الصينيين الذين يترددون على متاجر لوي فيتون في باريس هم يقومون برحلات منظمة.

وتقع فنادق الشرق الأوسط داخل أو بجوار الأسواق التجارية لاستغلال هذا الاتجاه ومن المقرر الانتهاء من بناء تسعة مراكز تجارية كبرى في أنحاء المنطقة خلال الفترة بين 2012 و2014. ومن بين تلك المراكز (ياس) في أبو ظبي الذي سيضم سبعة فنادق. وبعد تراجع بلغ عشرة في المئة في السياحة العام الماضي بسبب تداعيات الربيع العربي فإن سنة 2012 واعدة من حيث احتمال انتهائها بنمو إيجابي للسياحة في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه حتى 2013 وما بعده.

ويساعد السائحون الهنود على انتعاش السياحة في الخليج من خلال التوجه بأعداد كبيرة لأسواق المنطقة لشراء المعادن النفيسة لهدايا الزواج والاستثمار. ورغم أن التقرير يظهر أن أي نمو في الرحلات السياحية سيكون مصدره أسواق آسيا والمحيط الهادي وأمريكا اللاتينية وشرق أوروبا فإن السائحين الامريكيين يظهرون اهتماما خاصا بدول كانت من قبل محظورة عليهم مثل كوريا الشمالية وليبيا وكوبا وميانمار بفضل الحد من قيود السفر هناك. بحسب رويترز.

كما برز في التقرير دور أجهزة التلفزيون الذكية باعتبارها وسائل حيوية جديدة للعاملين في مجال التسويق السياحي لاستغلال الجهاز في الاتصال المباشر مع العملاء من خلال تمكينهم من القيام بحجز فوري عبر التلفزيون أو عبر روابط الانترنت. كما أظهر التقرير أن الزبائن سيرغبون أيضا في الابتعاد عن الأجهزة التكنولوجوية في فنادق تتيح الاستغناء عنها وان من المتوقع ان تزدهر السياحة في المنتجعات الصحية والرحلات النهرية حتى عام 2016 .

السياحة البريطانية

في السياق ذاته أطلقت المتاجر والفنادق في لندن وفي ظل الازمة الاقتصادية حملة لاستمالة السياح الصينيين الذين يتمتعون بقدرة شرائية عالية فثمة باعة يتكلمون اللغة الصينية وطعام فطور يتضمن اطباقا صينية وحليب الصويا وصرافات الية موصولة مباشرة بالصين. والصينيون يشكلون سوقا تتوسع باستمرار وقد قاموا بحوالى 70 مليون رحلة الى الخارج اي بارتفاع يزيد عن 20 % في غضون عام. وهم ايضا مستهلكون كبار. وهذه نعمة للاقتصاد البريطاني الذي خرج للتو من الانكماش في الفصل الثالث لكنه لا يزال ضعيفا.

وتقول باتريسيا ييتس من هيئة السياحة البريطانية "فيزيت بريتن" "فلينفقوا الاموال!" مضيفة ان السائح الصيني ينفق ثلاث مرات اكثر من السائح العادي في بريطانيا، اي 1600 جنيه استرليين (2600 دولار). وتضيف "هم على الرحب والسعة في المتاجر حيث تراجع الطب المحلي".

متجر هارودز الفاخر في حي نايتسبريدج يوظف 70 شخصا يتحدثون لغة الماندارين ولديه اكثر من مئة صراف الي موصول مباشرة بمصارف صينية مما يسمح بتجنب كلفة التحويلات. وتوضح ناطقة باسم هارودز "الصينيون ينتظرون اخر المنتجات التي تصدر بكميات محدودة". وعلى رأس القائمة: المجوهرات والموضة والنبيذ. وفي اكسفورد ستريت جادة التسوق الرئيسية في لندن يبحث هاري غاو وهو يرتدي معطفا من الفرو وحذاء رياضيا مذهبا، عن منتحات لمصممين عالميين. ويؤكد هذا الطالب في تصميم الازياء من وينزهو في شرق الصين "لندن هي عاصمة الموضة".

وزار 149 الف سائح صيني بريطانيا العام الماضي وانفقوا حوالى 240 مليون جنيه استرليني. وهو مستوى قياسي لبريطانيا لكنه ضئيل بالنسبة لدول اوروبية اخرى ولا سيما في فرنسا التي استقبلت نحو مليون سائح صيني العام الماضي. وتقول باترسيسا ييتس "منافسونا الاوروبيون يسجلون نتائج افضل منا بكثير. نريد فعلا ان ندخل السوق الصينية". وهي مسؤولة عن الاستراتيجية التجارية في "فيزيت بريتين" التي ارسلت اكبر وفد لها الى شانغهاي العام الماضي.

وفي فندق الخمسة نجوم "لاندمارك" في لندن يمكن للنزلاء الان الاختيار بين وجبة فطور بريطاني تقليدية مع بيض مقلي والنقانق مع خليط من الرز وحليب الصويا. ويوضح مسؤول التسويق في الفندق الفخم يان-بينغ ميو "ردود الفعل على ذلك ايجابية جدا". ولاندمارك توفر لهؤلاء النزلاء قدر الامكان غرفا في الطابقين الثالث والثامن اللذين يعتبران رقمي حظ.

لكن صعوبة الحصول على تأشيرة دخول الى بريطانيا هي من الاسباب التي غالبا ما تذكر لتفسير العدد الضعيف نسبيا للسياح الصينيين في بريطانيا. ويمكن لهؤلاء التوجه الى 25 دولة اوروبية بتأشيرة دخول شينغين واحدة الا ان عليهم الحصول على تأشيرة دخول اخرى الى بريطانيا تتطلب اجراءات ادارية كثيرة.

ومطلع كانون الاول/ديسمبر اكدت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي ان الحكومة تفكر باعتماد تأشيرة دخول عبر الانترنت للصينيين وخدمة سريعة للحصول على تأشيرة دخول لبعض الزوار الصينيين. وفي الوقت عينه انفقت الحكومة ثمانية ملايين جنيه استرليني لجذب 233 الف زائر اضافي بحلول العام 2020. وهذه مبادرات اتت ثمارها خلال "بوكسينغ داي" اي يوم الاربعاء الماضي الذي شكل بداية التنزيلات. بحسب فرنس برس.

فقد ارتفع عدد الزوار الى المتاجر بنسبة 31,3 % في وسط لندن في محيط اكسفورد ستريت. وهذه النتائج الجيدة عزيت الى الزبائن الصينيين ومن الشرق الاوسط "الذين سيكون لديهم تأثير كبير على التنزيلات هذا الموسم" على ما يوضح ريتشارد براون من شركة "غلوبال بلو" المتخصصة بالمشتريات غير الخاضعة للرسوم.

السياح في باريس

من جهة اخرى تشهد العاصمة الفرنسية باريس ارتفاعا في عدد السياح بنسبة 1,5%، بحسب ما كشف بول رول المدير العام لمكتب السياحة في باريس خلال مؤتمر صحافي. و سجلت العام الماضي نسبة قياسية من السياح، مع 15,6 ملايين زائر من بينهم 8,4 ملايين أجنبي. وخلال الفصل الاولمن عام 2012، تراجع عدد الفرنسيين الذين زاروا باريس بنسبة 3,2% وذلك بسبب الأزمة والانتخابات التي امتدت على أربع عطل في نهاية الأسبوع، فضلا عن العطل المطولة.

غير أن عدد الزوار الدوليين قد ارتفع بنسبة 6%، بالمقارنة مع الفترة عينها من العام 2011، وذلك بفضل أسعار الصرف. وازداد عدد الاميركيين الذين يتصدرون قائمة السياح في باريس بنسبة 14,6% مع 670 ألف فرد، يليهم البريطانيون (ارتفاع بنسبة 7,9%) مع 503 ألف فرد، ثم اليابانيون (ارتفاع بنسبة 6,2%) مع 251300 فرد. وفي المقابل، انخفض عدد الإسبان بنسبة 22% ليصل إلى 193200 فرد.

وقد ارتفع عدد السياح الآسيويين بنسبة 7,3% ليبلغ 1,2 مليون زائر. وقد سجل أعلى ارتفاع في اوساط السياح القادمين من منطقة الشرق الأدنى والاوسط (ارتفاع بنسبة 19,6%). أما نسبة السياح القادمين من أميركا اللاتينية ، فهي ارتفعت بمعدل 7,2% لتبلغ 283 ألف زائر.

الى جانب ذلك تلازم سكان باريس سمعة سيئة لدى السياح والفرنسيين الاخرين الذين يعتبرونهم متعجرفين غير مهذبين وانانيين مما دفع وسائل النقل المشترك الى اطلاق حملات في محاولة لاعادة فرض اللياقة وحسن الضيافة في مدينة الانوار.وفي باريس تبدأ الحكاية في مطار رواسي-شارل ديغول الذي صنف في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 اسوأ مطار في العالم على مدونة موقع محطة "سي ان ان" الاميركية، ليس فقط بسبب الانفاق المعتمة في المحطة رقم 1 فضلا عن "عدم مبالاة الموظفين" حيال ركاب الترانزيت.

باريس احد الوجهات السياحية الرئيسية في العالم التي يرتبط اسمها بمنتجات فاخرة مثل العطور والشمبانيا والازياء الراقية، تخلف خيبات امل كبيرة لدى السياح الذي يكتشفون فظاظة سكانها. وقد شخص طبيب نفساني ياباني مقيم على ضفة نهر السين منذ 30 عاما ما سماه "اعراض باريس" التي تضرب مواطنيه الذي يواجهون الشوارع القذرة وقطارات الانفاق المكتظة ونظرات الباريسيين الفارغة.

ويقول "يأتون مع صورة مختلفة بعدما قرأوا مقالات كثيرة عن فرنسا. ولا يمكنهم ان يتصورا الاستقبال العدائي واللامبالاة. انهم يشعرون بالخوف ويعتريهم القلق". والزوار ليسوا الوحيدين الذين يشتكون من انتهاكات اصول اللياقة. وقد فرضت كلمة نفسها في الكلام السياسي الفرنسي وهي "الفظاظات" اي هذه التصرفات الصغيرة النافرة التي تعيق النظام العام كالحديث بصوت عال عن الحياة الشخصية عبر الهاتف او التدخين في امكان ممنوعة او وضع القدم على المقاعد ودفع الركاب الاخرين في الشارع من دون الاعتذار.

وقال رئيس مجلس ادارة الشركة الوطنية للسكك الحديد غيوم بيبي قبل فترة قصيرة "انها ظاهرة اجتماعية فرنسية جدا" وهو ينوي بمساعدة الدول توظيف نحو مئة "وسيط" لمكافحة هذه "الفظاظات" في القطارات. وتابع يقول "مهمتهم ستقوم على التذكير بانه لا ينبغي التدخين في القطار وعدم وضع الاقدام على المقعد وغيرها..".

وتواجه شركة "اي ار تي بي" التي تدير شبكة الحافلات وقطارات الانفاق الباريسية المشكلة نفسها اذ ان 97 % من مستخدمي شبكاتها يقولون انهم شهدوا ما لا يقل عن "تصرف فظ" واحد في الشهر المنصرم وقال 63 % انهم يتصرفون بطريقة فظة احيانا.

ويقول طارق عويجان سائق الحافلة في انيير-سور-سين (غرب باريس) والنقابي "البصق والشتائم امور منتشرة جدا". وهو يعتبر ان الاسوأ يجري في الحافلات الليلية لان "الناس يسرفون في تناول الكحول ويدخنون حشيشة الكيف ويضعون اقدامهم على المقاعد". واطلقت شركة "اي ار تي بي" خلال الخريف حملة بعنوان "من يبستم يسافر فرحا" وفي نهاية حزيران/يونيو علقت لوحات تقارن الركاب بالحيوانات فهنا الدجاجة التي لا تتوقف عن الكلام بصوت عال وهناك القرد الذي يترك نفاياته على المقعد واخيرا الحمار الذي يعيق اغلاق الابواب. بحسب فرنس برس.

ويقول دومينيك بيكار عالم الاجتماع صاحب كتاب "تهذيب لياقة وعلاقات اجتماعية" في العام 2007 "لا اعرف ان كانت هذه الحملات سيكون لها تأثير الا انها تلبي حاجة. الجميع يشتكي من ارتفاع في التصرفات الفظة. في كل الفئات الاجتماعية". وفي مواجهة هذه المشكلة، لكل طريقته. في مارسياك (جنوب غرب) خلال مهرجان الجاز الشهير الصيف الماضي فرض باتريك لوبينيا وهو صاحب مقهى رسما على "قلة الادب" فعندما يطلب الزبون "فنجان قهوة" يدفع 2 يورو اما اذا قال "فنجان قهوة من فضلك" فيدفع 1,80 يورو.

مدن أخرى

على صعيد متصل بلغ عدد السياح الواصلين إلى تركيا، خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2012، 21 مليونا و765 ألف سائح، من مختلف أنحاء العالم. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» أن «اتحاد الإدارات والفنادق السياحية للبحر الأبيض المتوسط في تركيا أصدر بياناً أشار فيه إلى زيادة في عدد السياح الواصلين إلى تركيا خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام مقارنة بالفترة عينها من العام الماضي، إذ تحققت الزيادة بفضل ارتفاع عدد السياح الذي شهده شهر أغسطس الماضي، بـ10٪، بعد انخفاض في الأشهر السبعة الأولى».

وجاء في البيان، أن عدد السياح الألمان، الواصلين إلى تركيا، ازداد بـ10٪ في الفترة المذكورة، في حين انخفض عدد السياح البريطانيين بنسبة 5٪. وحسب البيان، فإن عدد السياح العراقيين، ازداد بنسبة 40٪، فيما تسببت الأزمة السورية في انخفاض عدد السياح السوريين بـ38٪.

من جانب اخر اعلن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ ان هذه المدينة استقبلت 52 مليون سائح في 2012، وهو رقم قياسي يتضمن زيادة بمليوني سائح عن العدد الذي سجل في 2011. وقال بلومبرغ ان "مدينة نيويورك ما زالت تجذب الناس من جميع انحاء العالم الذي يريدون الاطلاع على ثقافتنا الفريدة من مطبخنا الى حدائقنا ومتاجرنا ومتاحفنا". واضاف "انها بداية جيدة لتحقيق هدفنا المحدد باستقبال 55 مليون زائر وعائدات تبلغ 70 مليار دولار في 2015". واكد بلومبرغ ان 41 مليونا من هؤلاء السياح كانوا اميركيين و11 مليونا اجانب. وبلغت عائدات السياحة 55,3 مليار دولار في اكبر مدينة اميركية. وقد بقيت نيويورك في 2012 الوجهة السياحية المفضلة في الولايات المتحدة.

في السياق ذاته يتوافد آلاف السياح الروس إلى دول البلطيق الثلاث التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي. وبات هذا الاقبال الجديد عند الروس على استونيا ولاتفيا وليتوانيا مصدر عائدات طائلة، بالنسبة إلى قطاع السياحة في هذه المنطقة التي تأمل أن يتم إلغاء تأشيرات الدخول بين روسيا والاتحاد الأوروبي. وأخبرت مارينا نيكونوفا التي قصدت تالين بناء على نصيحة أصدقائها "استأجرنا شقة في وسط تالين لمدة ثمانية أيام، ونحن جد سعيدين بوجودنا في العاصمة الاستونية حيث تسود أجواء العيد. وقد تفاجأنا بجودة الخدمات المقدمة، إذ أنه قيل لنا أن الشعب الاستوني لا يرحب بالروس".

وعلى الرغم من العلاقات المتوترة بين موسكو والجمهوريات السوفياتية الثلاث السابقة التي حازت استقلالها في العام 1991، تشهد السياحة في هذه البلدان إقبالا كثيفا من الروس في موسم الاعياد. وقد حجزت بالكامل فنادق عواصم هذه البلدان التي تقدم برامج خاصة بمناسبة رأس السنة موجهة للسياح الروس.

وتتوقع استونيا قدوم 70 ألف سائح روسي خلال موسم الأعياد، بحسب تارمو موتسو مدير التسويق السياحي في الهيئة المعنية بالسياحة في استونيا. وقد لفتت جولانتا بينولييني مديرة مكتب السياحة في فيلنيوس إلى أن "السياح الروس بدأوا بالوصول. وهم يحبون، مثل جميع السياح، التجول وارتياد المقاهي وحضور الحفلات. وينتهزون أيضا هذه الفرصة للتبضع. وجميع متاجرنا التجارية تضم أسواق ميلاد".

وفي دروسكينينكاي جنوب ليتوانيا، ازداد عدد السياح الروس بنسبة 44% بين العامين 2011 و 2012. ويعزى هذا الازدياد في نظر ريمانتاس باليونيس مدير مركز المعلومات السياحية في المدينة إلى "جودة الخدمات وأسعارها، فضلا عن غياب الحاجز اللغوي". وتقدم جميع فنادق هذه المنطقة خدمات واستشارات طبية بالروسية، وقد تم تشييد ساحة تزلج مسقوفة ومنتزه مائي منذ فترة وجيزة.

وتستقطب مراكز الاستجمام في فنادق جورمالا على ساحل لاتفيا السياح الروس. وكشفت كريستين سالا المسؤولة عن أحد الفنادف الكبيرة في هذه المدينة التي تقع على بعد 20 كيلومترا عن العاصمة ريغا "شكل الروس 31% من زبائننا في العام 2011، ونحن نتوقع نسبة مماثلة هذا العام أيضا". وتتلقى قنصليات دول البلطيق في روسيا كما هائلا من طلبات التأشيرات، وقد باتت طوابير الانتظار فيها جد طويلة. وفي العاشر من كانون الاول/ديسمبر وحده، تلقت قنصلية لاتفيا في موسكو عددا قياسيا من الطلبات تخطى 1150 طلبا واستدعى الاستعانة بموظفي دعم. بحسب فرنس برس.

وخلال الأشهر الأخيرة، أعربت موسكو عن استعدادها لإلغاء نظام تأشيرات الدخول، غير أن عواصم دول البلطيق الثلاث تؤكد أنه ينبغي بت هذه المسألة على الصعيد الاوروبي. وقد قال وزير الداخلية في ليتوانيا دايليس ألفونساس باراكوسكاس ان "السياح الروس يشكلون مصدر عائدات كبيرا، ليس بالنسة إلينا فحسب، بل أيضا للبلدان الأوروبية الأخرى. ونحن سندرج هذه المسألة في جدول أعمالنا".

الشواطئ الكينية

الى جانب ذلك قالت شركات سياحة إن عدد السائحين الزائرين للشواطئ الكينية تراجع بنسبة 22 بالمئة في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2012مقارنة بعام 2011 بسبب مخاوف من عنف الإسلاميين وتكلفة حقوق الهبوط في هذه الوجهة التقليدية التي يقصدها السائحون. وقطاع السياحة هو أحد مصادر العملات الأجنبية الرئيسية في كينيا بجانب الشاي والبستنة حيث جنى 98 مليار شلن (1.18 مليار دولار) العام الماضي مقتربا من تحقيق الإيرادات المستهدفة وهي 100 مليار شلن مقارنة مع 74 مليار شلن في عام 2010.

غير أن مسؤولين قالوا إن عدد السائحين الذين وصلوا إلى مومباسا بوابة العبور إلى ساحل المحيط الهندي انخفض إلى 121472 سائحا في الفترة بين يناير كانون الثاني وأغسطس آب من العام 2012من 156521 سائحا في نفس الفترة من العام الماضي. وعزا المسؤولون هذا التراجع إلى إلغاء رحلات طيران عارض رئيسية إلى مومباسا.

وقال سام إكواي رئيس الرابطة الكينية لأصحاب الفنادق ومورديها "في هذا العام وحده شهدنا إلغاء خمس رحلات طيران عارض رئيسية على الأقل تطير مباشرة من أسواقنا الرئيسية إلى مومباسا." وكانت بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا أصدرت لرعاياها تحذيرات من السفر إلى كينيا بعد مقتل سائح بريطاني قرب منتجع لامو الساحلي العام الماضي.

ودخلت قوات كينية في وقت لاحق إلى الصومال في مسعى للتخلص من جماعة متشددة ذات صلة بتنظيم القاعدة نسبت إليها مسؤولية هجمات في المنطقة مما أثار على ما يبدو هجمات انتقامية بالقنابل والأسلحة النارية في العاصمة نيروبي ومدينة مومباسا الساحلية. ومما أثار قلق السائحين أيضا مخاوفهم بشأن تكرار أعمال العنف التي اندلعت بعد انتخابات رئاسية مثيرة للخلاف في عام 2007 وكذا أعمال الشغب الدامية التي شهدتها مدينة مومباسا والقتال بين القبائل في مناطق ساحلية باتجاه الشمال. بحسب رويترز.

وقال إكواي إن ما سماه التكلفة العالية للهبوط في مومباسا ساهمت في تراجع عدد السائحين بينما تسببت المخاوف من القراصنة الصوماليين في رسو عدد قليل فقط من السفن السياحية في المنتجع الساحلي خلال العام الجاري حتى الآن.

السياح في البرازيل

من جهة اخرى يقع السياح الذين يصلون إلى مرفأ ريو ضحية عصابة مؤلفة من سائقي سيارات أجرة وشاحنات صغيرة خاصة، بحسب ما ذكرت صحيفة "أو غلوبو" المحلية. فالزوار البرازيليون والأجانب الذين وصلوا إلى ريو بحرا واجهوا صعوبات مع سائقي الأجرة. فقد أجبرهم السائقون على سلوك ممرات سياحية في كوركوفادو وكوباكابانا مقابل 125 دولارا على الأقل، بحسب الصحيفة. أما سائقو الشاحنات الصغيرة الملزمون باحترام الطرقات التي حددتها البلدية مسبقا، فقد طلبوا 30 دولارا للفرد الواحد للذهاب إلى كوركوفادو وقرروا عدم الانطلاق إلا بعد أن تمتلأ شاحنتاهم ب15 راكبا.

وأشارت صحيفة "أو غلوبو" إلى أن هذه الفوضى بدأت بعد عشر دقائق من إجراء أمانة سر البلدية المعنية بشؤون النقل عملية مراقبة في منطقة المرفأ التي تصل إليها سفن كثيرة في هذه الفترة من نهاية السنة. وخلال هذه العملية المسماة "سيارات أجرة شرعية"، قام المراقبون البلديون بتعليق عمل السائقين المرخصين من البلدية لأنهم كانوا ينتهكون النظام ولا يبرزون مثلا السعر المحدد مسبقا لكل وجهة. بحسب فرنس برس.

وقال أمين سر النقل كارلوس روبرتو أوسوريو للصحيفة "سنستدعي تعاونيات الأجرة ونحدد العقوبات التي سنطبقها". يذكر أن 5,4 ملايين سائح زاروا البرازيل هذه السنة، بحسب الأرقام التي نشرها هذا الأسبوع مجلس السياحة البرازيلي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8/كانون الثاني/2013 - 25/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م