إيران وطبول الحرب... معركة حتمية مع وقف التنفيذ!

 

شبك النبأ: إن تزايد التحشيد العسكري من خلال المناورات العسكرية بالشرق الأوسط وبيع الأسلحة وصنعها، يبرز عدة معطيات تطرح عدة تساؤلات حول موازين الحرب الوشيكة بين إيران وكل من الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الخليج، إذ إن الإطراف المتخاصمة تكثف شراء أسلحة وصناعتها بحجة مواجهة الاخطار والتهديدات الإقليمية، وإن هذه الصفقات تسلط الضوء بشكل كبير على سباق التسلح الجديد الذي يجعل منطقة الشرق الاوسط واحدة من أكثر مناطق العالم خطورة وعدم الاستقرار على المستوى الامني، فمازالت الاستعدادات والسجال الحاد بين ايران ودول الخليج يغذي الحرب الباردة والحرب المخابراتية الساخنة على ساحل الخليج، وقد تكشف المدة القادمة عن تزايد الاضطرابات على نطاق أوسع في تلك المنطقة، فما حدث في قضية النزاع حول مضيق هرمز والعلاقات السودانية الإيرانية، فضلا عن احتدام المعارك الكلامية بشدة مفرطة وعلى نطاق غير مسبوق، مما يصفح عن مدى الضعف الداخلي والحقيقي الموجود لدى البلدان المتنازعة، كلها مؤشرات تمثل الشرارة التي قد تتسبب في مواجهة حتمية في الشرق الأوسط، وبالتالي تؤدي الى قرع متصاعد لطبول الحرب، وهذا يشعل لهيب الصراع الحربي في المجالات خلال الفترة المقلبة، ولهذا يبقى مشهد الحرب الوشيكة بين ايران وخصومها بين الكر والفر وغير محسوم لحد الآن.

صاروخ عابر للمحيطات

فقد خلص تقرير داخلي للكونجرس الامريكي الى ان ايران ربما لم تعد في طريقها لامتلاك صاروخ عابر للمحيطات بحلول عام 2015، وتثير الدراسة شكوكا في وجهة نظر تعتنقها منذ فترة طويلة وكالات المخابرات الامريكية بان ايران قد تكون قادرة على اختبار اطلاق صاروخ صاروخ عابر للقارات بحلول عام 2015 اذا حصلت على "مساعدة خارجية كافية"، وقال التقرير الذي اعدته هيئة ابحاث الكونجرس التي تعمل بشكل حصري لحساب اعضاء الكونجرس "من غير المؤكد على نحو متزايد ما اذا كانت ايران ستكون قادرة على امتلاك القدرة على امتلاك صاروخ عابر للقارات بحلول 2015"، واضاف التقرير ان ايران لا تتلقى على ما يبدو قدرا كبيرا من المساعدة اللازمة ولاسيما من الصين او روسيا لبلوغ هذا الهدف، ويصعب ايضا على ايران بشكل متزايد الحصول على مكونات ومواد معينة مهمة بسبب العقوبات الدولية المرتبطة ببرنامجها النووي المتنازع عليه. بحسب رويترز.

وقال الدراسة التي اعدها ستيفن هيلدريث المتخصص في الدفاع الصاروخي انه بالاضافة الى ذلك فلم تظهر ايران برنامجا لتجارب اطلاق الصواريخ من النوع الذي يعتبر بشكل عام ضروريا لانتاج صاروخ عابر للقارات، ويبدو ان هذه الدراسة اكثر الدراسات غير السرية تفصيلا قامت بالبحث في البرامج الصاروخية والفضائية الايرانية المثيرة للجدل حتى الان، ولم تتناول الدراسة البرنامج النووي الايراني الذي اثار مخاوف دولية من انه قد يؤدي الى انتاج اسلحة نووية خلال وقت قصير.

تدريبات بحرية

على الصعيد نفسه قالت وسائل إعلام مرتبطة بالدولة إن قوات خاصة ووحدات غوص عسكرية إيرانية أجرت تدريبات على الدفاع عن الموانيء والسواحل الايرانية ضد هجمات وذلك خلال تدريبات بحرية لردع التهديدات للجمهورية الإسلامية، وتجري التدريبات التي تسلط عليها الأضواء الإعلامية بشدة وتحمل اسم "ولاية 91" في منطقة واسعة من مضيق هرمز إلى خليج عمان ومناطق شمالية من المحيط الهندي، وظهر قادة عسكريون بانتظام على التلفزيون الايراني يقولون إن التدريبات التي تستمر ستة أيام ستظهر كيف يمكن أن تدافع إيران عن نفسها، ونقلت وكالة فارس للأنباء عن القائد أمير راستجاري قوله "اليوم تجري (محاكاة) هجمات من قوات غازية على موانئنا وسواحلنا وتشتبك معها وحدات من البحرية وقوات العمليات الخاصة (من الطائرات الهليكوبتر)". بحسب رويترز.

واضاف أن فرق غوص تتدرب أيضا على مهاجمة سفن العدو، وقالت وكالة انباء الجمهورية الإسلامية الايرانية في تقرير منفصل إن تدريبات محاكاة لهجمات الكترونية وتدريبات للغواصات وتدريبات على زرع الألغام جرت أيضا، وهدد قادة بالحرس الثوري الايراني خلال العام الماضي بسد مضيق هرمز إذا هوجم بلدهم، وردت الولايات المتحدة بقولها إنها لن تسمح بأي تعطيل لحركة المرور التجارية عبر المضيق الذي يمر عبره أكثر من ثلث صادرات النفط المحمولة بحرا في العالم، وتحتفظ واشنطن بوجود عسكري كبير في المنطقة، وتجري ايران تدريبات عسكرية عدة مرات في العام ودأبت على الكشف عن تقدم في العتاد العسكري المصنوع محليا، ويقول محللون عسكريون إن ايران تبالغ دائما في تقدير قوتها العسكرية.

غواصة لا يكشفها الرادار

في السياق ذاته كشف تقرير عن نية الجمهورية الإيرانية الكشف عن أنواع من الغواصات الجديدة التي تم تطويرها وتعديلها محليا تتمتع بقدرات تمكنها من التحرك دون أن يتم رصدها من قبل أجهزة الرادار، ونقل التقرير الذي نشر على وكالة أنباء "فارس" الإيرانية على لسان قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي قوله "إن قواته تمتلك قدرات لا يطلع عليها أحد، مشيرا إلى إنتاج غواصات متطورة جدا لا ترصدها الرادارات،" مشيرا الى أنه سيتم تدشينها وإدخالها إلى الخدمة قريبا، وأضاف فدوي: "إن هذه الغواصات ستستخدم حسب حاجات قوات الحرس الثوري ووفق الخطط المستهدفة". بحسب السي ان ان.

وأشار فدوي إلى اتساع رقعة مهام هذه الغواصات، وأن هذه الرقعة "لا تنحصر بمنطقة جغرافية محددة،" موضحا أنها أكانت في الجيش أو قوات الحرس الثوري، فإنها تحظى بحرية الإبحار في المياه الدولية، حسب ما جاء في تقرير الوكالة.

توتر العلاقات مع الخليج

على صعيد آخر تهدد ثاني زيارة لسفينتين حربيتين إيرانيتين للسوادن فيما يزيد عن شهر بتعميق الانقسامات داخل الحكومة السودانية وإثارة استياء الدول الخليجية المانحة للخرطوم، وزارت سفينتان حربيتان ايرانيتان السودان في اكتوبر تشرين الأول بعدما اتهم السودان اسرائيل بقصف مصنع اسلحة في العاصمة الخرطوم. وامتنعت إسرائيل عن التعليق على الاتهام لكنها أتهمت السودان بتهريب اسلحة لقطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقد وصف مسؤولون سودانيون رسو سفينتين من الاسطول الثالث والعشرين الايراني هما المدمرة جمران وسفينة الامداد بوشهر لمدة ثلاثة ايام في ميناء بورسودان بانه زيارة روتينية لاعادة التزود بالوقود، وقال الصوارمي خالد المتحدث باسم الجيش السوداني ان الميناء استقبل زيارات مماثلة من سفن امريكية واوروبية ومن دول اخري، وذكرت محطة برس تي.في الإيرانية ان قادة الاسطول التقوا مع مسؤولين في الحكومة والبحرية السودانية. ونقلت عن عبد الله المطري قائد البحرية في بورسودان دعوته التوسع في العلاقات العسكرية بين ايران والسودان.

ويقول محللون إن رسو السفينتين قد يعرقل جهود السودان للحصول على مساعدات ملحة يحتاجها من دول خليجية مثل السعودية التي يقلقها نفوذ إيران في المنطقة، وبعد ان فقد الخرطوم 75 بالمئة من انتاج البلاد من النفط نتيجة انفصال جنوب السودان العام الماضي سعت وزارة الخارجية السودانية لتعزيز العلاقات مع دول الخليج. ولكن العلاقات العسكرية مع إيران تقلق السعودية، وقال خالد الدخيل المحلل السياسي السعودي "ينبغي ان يدرك السودان ان السعودية لن تقبل بهذه الزيارة"، ولم تعلق المملكة رسميا علي الزيارتين ولكن صحيفة الرياض الموالية للحكومة قالت ان السودان يخاطر بعلاقاته مع الخليج. بحسب رويترز.

والتقي الرئيس السوداني عمر حسن البشير مع نظيره الإيراني محمود احمدي نجاد عدة مرات خلال العامين الماضيين لكن العلاقات الثنائية تثير جدلا داخل حكومة الخرطوم، ويقول دبلوماسيون إن وزارة الخارجية ترى العلاقات مع إيران عقبة امام الظفر بمزيد من الاستثمارات من دول الخليج واوروبا ايضا فيما تحاول الخروج من عزلتها وتغيير النظرة إليها كدولة اسلامية متشددة، وهون وزير الخارجية احمد كرتي من زيارات السفن الإيرانية وقال انه تعاون طبيعي بين الجيشين، وقال دبلوماسي غربي "ثمة صراع بين القوى المعتدلة التي تريد كسر العزلة والصقور في الجيش الذين لا يأبهون للغرب. يعتقدون ان محاولة كسب ود الغرب قضية خاسرة لذا ينصب اهتمامهم على ايران وحماس."

قادة الخليج ومصير الشاه

الى ذلك حذر اللواء رحيم صفوي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، قادة الدول العربية في الخليج من أن يكون مصيرهم "كمصير شاه إيران" محمد رضا بهلوي، الذي أطاحت به الثورة الإيرانية عام 1979، متهما إياهم بشراء الأسلحة من أجل "خدمة مصالح أمريكا وإسرائيل" كما انتقد الدور التركي بالمنطقة، ونقلت وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية للأنباء أن تصريحات صفوي، جاءت خلال مؤتمر صحفي بمناسبة انعقاد الملتقى الوطني للجغرافيا والتنمية والدفاع والأمن الوطني، وقالت الوكالة إن الدول العربية المطلة على الخليج "تشتري أسلحة من الدول الغربية بمئات المليارات من الدولارات ليس بهدف الدفاع عن شعوبها وعن الشعب الفلسطيني ومواجهة كيان الاحتلال الصهيوني، بل لخدمة مصالح أمريكا وإسرائيل في المنطقة". بحسب رويترز.

وحذر صفوي زعماء هذه الدول من أن يكون مصيرهم "كمصير شاه إيران الذي وقعت أسلحته بيد الشعب واستخدمها فيما بعد لإسقاط نظامه ومحاربة أميركا،" وفق قوله، واتهم صفوي أميركا بأنها "تسعى إلى زعزعة أمن المنطقة من خلال تدخلها بالشؤون الداخلية لدولها وتحريك بعض الدول كتركيا لزعزعة الاستقرار في سوريا" على حد تعبيره.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 6/كانون الثاني/2013 - 23/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م