تحسين الأداء الوظيفي... دراسات ونتائج

 

شبكة النبأ: الاهتمام بالجانب الإداري والوظيفي أصبح اليوم من الأولويات المهمة التي تسعى العديد من الدول الى تحقيقها في سبيل الوصول الى الأهداف المطلوبة سواء كانت خدمية او إنتاجية، حيث تواصل تلك الدول وبحسب بعض المتخصصين اعتمادها بعض الدراسات والنتائج التي تخص أداء وعمل الموظف والمسؤول وبلورة بعض النظريات المهمة، وخلق الأجواء الصحية والمناسبة لجميع العاملين لزيادة وتحسين مستوى الأداء لديهم، وهذا ما تظهره بعض الدراسات الخاصة بهذا الجانب. حيث أظهرت دراسة واسعة ان الأشخاص المعرضين لضغوط كبيرة في عملهم يزيد احتمال اصابتهم بذبحة قلبية بنسبة 23 % عن اولئك الذين لا يعانون من الضغط. وكانت دراسات سابقة اشارت الى ان الضغط يساهم في الاصابة بامراض في شرايين القلب الا ان باحثين اوروبين نشرت نتائج دراستهم مجلة "لانسيت" الطبية، اكدوا هذا الرابط من خلال تحليل واسع النطاق اجري على نحو 200 الف شخص في اوروبا.

واوضح مارسيل غولدبرغ الباحث في معهد انسيرم واحد معدي الدراسة "من اصل مئة الف الى 120 الف ذبحة قلبية تسجل سنويا في فرنسا يعزى 3400 الى 4000 حادث من هذا النوع الى عامل الخطر هذا". وشملت الدراسة اشخاصا يعملون من سبع دول هي بلجيكيا والدنمارك وفنلندا وفرنسا هولندا وبريطانيا وسويسرا تمت متابعة وضعهم بين عامي 1985 و2006.

وتم تقييم الضغط النفسي في العمل من خلال ملئ استمارات أسئلة شملت خصوصا العمل الزائد المطلوب والطلبات المتضاربة التي يواجهها الاشخاص والوقت المتاح لتنفيذ المهمات المطلوبة.

وكان متوسط عمر المشاركين 42,3 عاما وتوزع عددهم مناصفة بين الرجال والنساء. وبلغت نسبة النساء المعرضات للضغط النفسي 15,3 % في حين ان الدراسات السابقة كانت تقيم هذه النسبة ب12,5 الى 22,3 %. بحسب فرنس برس.

ومن خلال تنسيق المعطيات، اظهر الباحثون ان الاشخاص الذين يعانون من ضغط يواجهون احتمالا اكبر بنسبة 23 % للاصابة بذبحة قلبية لكن بعد دراسة السكان بشكل عام (الذين يعانون من ضغط ام لا) تبين لهم ان الضغط في العمل مرتبط باحتمال اكبر للاصابة بذبحة نسبته 3,4 %. واعتبر معهد انسيرم ان هذا الاحتمال "طفيف" لكن "يجب الا يستهان به" مشددا على ضرورة تجنب الضغط في العمل وهو امر قد يكون له "اثر اجابي" على عوامل خطر اخرى مثل التدخين والكحول التي يرتبط استهلاكها جزئيا بالضغط.

غذاء صحّي

في السياق ذاته وجدت دراسة جديدة أن الغذاء الصحيّ للموظفين يجعلهم أكثر إنتاجية، وبالتالي فإن النظام الغذائي غير الصحي والتدخين وقلة الرياضة جميعها عوامل تؤثر في الإنتاجية. وذكر موقع «لايف ساينس» الأميركي أن الباحثين بجامعة بريغهام يونغ، وجدوا أن خيارات أسلوب الحياة غير الصحية للشخص قد تنتج عنها مستويات أعلى فعلياً في أوقات العمل غير المنتجة. ووجد الباحثون أن الموظفين ذوي الغذاء غير الصحي أكثر عرضة بنسبة 66٪ لضعف الإنتاجية مقارنة بمن يتناولون بانتظام الحبوب الكاملة والفواكه والخضار.

وتبيّن أيضاً أن الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة إلا في المناسبات أكثر عرضة بنسبة 50٪ لتسجيل مستويات أقل في الإنتاجية، مقارنة بمن يمارسون التمارين بانتظام، أما المدخنون فهم أكثر عرضة بنسبة 28٪ مقارنة بغير المدخنين. وقال الباحث المشارك بالدراسة جيمس بوب، إن «دراستنا تؤكد أن ضعف إنتاجية الموظف مرتبط بالسلوك الصحي الضعيف، وارتفاع الأخطار الصحية، ووجود أمراض مزمنة».

وأشار إلى أن «هذه المعلومات مهمة لأن عدد الموظفين الذين يعانون دهوناً زائدة بالجسم، وغذاؤهم ضعيف، ويعانون السكري وأسلوب حياة غير نشيط، ارتفع إلى مستويات غير مسبوقة في البلاد». وتبيّن أيضاً أن عدداً من العوامل المرتبطة بالعمل والشخص تسهم في تراجع الإنتاجية في العمل، بينها عدم توفر الوقت الكافي لإتمام المهام، وعدم توافر الدعم التقني الكافي، إضافة إلى الإجهاد المالي.

من جهة اخرى نصح مختصون الموظفين بالحرص على تناول كميات وفيرة من السوائل على مدار فترات العمل خلال فصل الصيف، الذي ترتفع خلاله درجات الحرارة بشكل كبير. وقال خبير التغذية راينهارد كارل أوبلاكر، من مدينة مولدورف إم إن الألمانية: «يجب على الموظفين تناول ما يقرب من ثلاثة لترات من السوائل على مدار فترات العمل في فصل الصيف». وأفاد بأنه يُمكن للموظف الحصول على لتر آخر من السوائل عند اتباعه نظاماً غذائيا متوازنا، عن طريق تناول الفاكهة مثلاً، مشيراً إلى وجود قاعدة عامة في هذا الأمر ألا وهي: يجب الإكثار من تناول السوائل خلال فصل الصيف، بحيث يتم إمداد الجسم بضعف كمية السوائل التي يتم تناولها خلال فصل الشتاء.

وكي يتجنب الموظف ارتفاع معدل السعرات الحرارية، التي يحصل عليها، عند إكثاره من تناول السوائل، ينصح خبير التغذية الألماني بضرورة الاقتصار على تناول المياه المعدنية أو الشاي غير المُحلى بالسكر. وأشار أوبلاكر إلى ضرورة عدم تفويت وجبة الغداء، حتى وإن كانت درجة الحرارة مرتفعة للغاية، ولا يشعر الموظف بالجوع، مشددا على أنه ينبغي على الموظف تناول أي وجبة خفيفة خلال فترة ما بعد الظهيرة، حتى وإن لم يكن يشعر بالجوع.

وأوضح الخبير الألماني مدى أهمية ذلك، بأن الموظف يكون بحاجة إلى الطاقة لإتمام مهام عمله على نحو جيد؛ فإذا لم يتناول الموظف أي أطعمة خلال عمله، فسرعان ما يشعر بالتعب والإرهاق، ما قد يؤدي إلى إصابته بضعف التركيز. وعن نوعيات الأطعمة، التي يُفضل تناولها بالنسبة للموظفين، أكدّ أوبلاكر ضرورة تناول وجبات خفيفة قدر الإمكان، لافتاً إلى أن السلَطة تتناسب جيداً مع هذا الغرض؛ لأنه يصعب على المعدة هضم نوعيات الأطعمة الأخرى خلال فصل الصيف أكثر من أي وقت آخر.

نصائح مهمة

قس السياق ذاته يُمكن لموظفي العمل المكتبي تجنب الشعور بالكثير من المتاعب عند العمل لساعات طويلة على مكاتبهم، من خلال ضبط المقاعد على وضعية جلوس سليمة. ويقدم لارس أدولف من الهيئة الألمانية للسلامة والصحة المهنية بمدينة دورتموند، خطوات بسيطة لضبط المقاعد بشكل سليم: أهم قاعدة عند ضبط المقعد تتمثل في ملامسة القدمين للأرض على الدوام؛ لأن تعلق السيقان في الهواء يُمثل أكثر العوامل إجهاداً بالنسبة للظهر.

وظيفة مسند ظهر المقعد تتمثل في تدعيم ظهر الموظف وتخفيف الحمل الواقع عليه، حيث ينبغي ضبط وضعية المسند، بحيث يتلامس ظهر الموظف معه عند الجلوس. ويجب أن تتسم مساند المقاعد المستخدمة في الأعمال المكتبية بالقابلية للميل إلى الخلف، بحيث يتحرك المسند مع ظهر الموظف عندما يميل إلى الخلف. التمايل بالجسم وتحريكه يُعد شيئاً صحياً للغاية؛ لأن الثبات في موضع جلوس واحد بشكل دائم ولفترات طويلة يضر بصحة الظهر، لذا فإن مَن يحرص على التمايل بجسده من آن لآخر عند العمل على المكتب، يُمارس بذلك نشاطاً حركياً مفيداً لجسده بشكل عام ولظهره على وجه الخصوص. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ويُشكل الجلوس فترة طويلة على المكتب إجهاداً كبيراً للظهر، وقد يتسبب في الإصابة بشد عضلي والشعور بآلام، لكن يُمكن تجنب الإصابة بمثل هذه المتاعب من خلال اتباع بعض القواعد وممارسة بعض التمارين البسيطة. ويؤكد رئيس جمعية «الظهر السليم» في مدينة سيلسينغن الألمانية جورج شتينغيل، ذلك بقوله: «من المهم أثناء العمل المكتبي أن يتم التبديل بين فترات الجلوس من ناحية، وبين فترات الوقوف والحركة من ناحية أخرى». لذا ينصح شتينغيل موظفي العمل المكتبي بضرورة الجلوس على المكتب مدة لا تزيد على نصف أوقات العمل، موضحاً أهمية الالتزام بذلك بقوله: «يتسبب الجلوس في زيادة التحميل على الغضاريف، كما يؤدي إلى عدم سريان الدم داخل عضلات الظهر بشكل كافٍ». لذا ينصح شتينغيل الموظفين بضرورة الوقوف في ما يعادل ربع أوقات العمل، على الأقل، لافتاً إلى إمكانية مواصلة العمل آنذاك عن طريق استخدام المكاتب القابلة لتعديل ارتفاعها. أما عن أوقات العمل المتبقية بعد التبديل بين الوقوف والجلوس، فأوضح الخبير الألماني كيفية الاستفادة منها، بقوله «يتعين على الموظف أن يتحرك خلال أوقات العمل المتبقية»، لافتاً إلى ضرورة الوقوف والمشي بضع خطوات داخل المكتب، بعد كل ساعة جلوس على أقصى تقدير.

نظام نوبات العمل

على صعيد متصل خلصت دراسة جديدة إلى أن العمال الذين يعملون وفقا لنظام نوبات العمل المتغيرة أكثر عرضة للإصابة بأزمات القلب أو السكتة الدماغية مقارنة بالعمال الذين يعملون بساعات النهار المعتادة. ويشير تحليل لدراسات تضم 2 مليون عامل نشر بالمجلة الطبية البريطانية إلى أن العمل في نوبات يمكن أن يصيب ساعة الجسم البيولوجية بالإضطراب، ويكون له أثر عكسي على نمط الحياة. ومعلوم ان نظام نوبات العمل يرتبط بزيادة مخاطر ارتفاع ضغط الدم والإصابة بمرض السكري.

وأشارت الدراسة إلى أن تقليل نوبات العمل الليلية يمكن أن يساعد العمال على التأقلم مع هذا النظام. وحلّل باحثون من كندا والنرويج 34 دراسة سابقة للتوصل إلى هذه النتائج، وخلصوا إلى نحو 17 ألف و 359 حالة إصابة بالشريان التاجي، وستة آلاف و 598 حالة أزمة قلبية، و1,854 ‎ حالة سكتة دماغية ناجمة عن نقص وصول الدم إلى المخ. وكانت كل هذه الحالات شائعة في عمال النوبات الليلية أكثر من غيرهم من العمال.

وقالت الدراسة التي نشرت بالمجلة الطبية البريطانية إن العمل بنظام النوبات كان يرتبط بزيادة في مخاطر الاصابة بأزمات القلب بنسبة 23 في المئة ، و24 في المئة زيادة في مخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، و5 في المئة زيادة في نسبة الإصابة بمرض السكتة الدماغية.

ولكن الدراسة قالت أيضا إن نظام نوبات العمل لم يكن مرتبط بزيادة معدلات الوفاة بسبب أمراض القلب وأن المخاطر النسبية المرتبطة بمشكلات القلب كانت "متواضعة". وقد أخذ الباحثون العوامل الأخرى مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية للعمال ونظامهم الغذائي والصحة العامة في الاعتبار عند التوصل لهذه النتائج.

وقال دان هاكام الأستاذ المساعد بجامعة ويسترن في أونتاريو بكندا إن عمال النوبات الليلية كانوا أكثر عرضة لمشكلات تتعلق بالنوم وتناول الطعام. وقال هاكام: "يبقى عمال النوبات الليلية مستيقظين طوال الوقت وليست لهم فترات راحة محددة، ويكونون في حال نشاط دائم للجهاز العصبي، وهو شيء ضار لأمور مثل البدانة ونسبة الكوليسترول." ويقول الباحثون إن برامج الفحص الطبي قد تستطيع تحديد ومعالجة عوامل الخطورة لدى عمال النوبات، مثل ضغط الدم المرتفع ومستوى الكوليسترول.

وأضافوا أن عمال النوبات يمكن أيضا أن تتم توعيتهم بشأن الأعراض التي ينبغي عليهم التعرف عليها والتي قد تكون مؤشر لوجود مشكلات بالقلب في وقت مبكر. وقالت جين وايت، مدير قسم البحوث والمعلومات بمعهد السلامة المهنية والصحة إن هناك أمور معقدة تحيط بموضوع العمل في نوبات. وقالت وايت: "يمكن أن تؤدي إلى اضطراب الشهية والهضم، والاعتماد على المهدئات أو المنشطات، بالإضافة إلى المشاكل الاجتماعية والعائلية." وأضافت: "وهذا بدوره يمكن أن يؤثر على الأداء في العمل ويزيد من احتمالية حدوث أخطاء وحوادث في العمل، وكذلك يكون لها تأثير سلبي على الصحة."

وقالت وايت إنه ينبغي أن تكون هناك إدارة جيدة لنظام نوبات العمل. وأضافت: "هناك حلولا بسيطة وعملية يمكن أن تساعد الأفراد على التكيف مع نوبات العمل مثل تجنب النوبات الليلية الدائمة، ووضع حد لساعات العمل اليومي لا تزيد عن 12 ساعة كحد أقصى، وضمان أن يحصل العمال على نوم لمدة ليلتين كاملتين على الأقل بين النوبات المتغيرة بين النهار والليل."

وقالت إلين مايسون، وهي ممرضة قلب رفيعة المستوى بمؤسسة القلب البريطانية، إن وجود مخاطر متزايدة لدى أفراد نوبات العمل "أمر ضئيل نسبيا". وأضافت: "لكن الكثير من البريطانيين لا يعملون في نوبات العمل المعتادة من التاسعة إلى الخامسة، وبالتالي تعد هذه النتائج ذات أهمية كبيرة." وقالت مايسون: "سواء كنت تعمل في نوبات عمل ليلية، أو في المساء، أو في ساعات العمل المعتادة، فتناول الطعام الصحي، والقيام بالتدريبات، والإقلاع عن التدخين يمكن أن يحدث فرقا كبيرا لصالح صحة قلبك".

المهام المنزلية والرياضة

من جهة أخرى ربما يبدو الأمر غريبا، أو غير مألوف لكثير من الأشخاص، لكن بالفعل يُمكن للموظفين التخلص من الضغط العصبي الناتج عن العمل، عن طريق الانشغال بتأدية بعض المهام المنزلية كالطهي أو تنظيف المنزل أو كي الملابس. وأكدت أستاذ علم النفس المهني بجامعة هومبولت الألمانية بالعاصمة برلين البروفيسور آنكاترين هوبه أنه «على الرغم من أن الأمر يبدو مضحكاً وفكاهياً للوهلة الأولى، إلا أن الانشغال بتأدية مهام المنزل يُسهم بالفعل في تحقيق توازن بين ضغوط العمل وبقية مناحي الحياة على نحو جيد؛ إذ تتطلب تأدية مثل هذه المهام قدراً من التركيز، ومن ثمّ يتحول تركيز الإنسان عن أعباء العمل وضغوطه إلى هذه المهام».

وضربت الخبيرة الألمانية مثالاً على ذلك بأن منَ يكرس اهتمامه مثلاً لإعداد وجبة العشاء في المساء، يُمكنه بذلك التخلص من التفكير في ما سببه له العمل من ضغوط وأعباء طوال اليوم. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

 وأضافت هوبه «من المهم أن يختار الموظف إحدى المهام المنزلية التي يُفضلها والتي تبعث على شعوره بالسرور»، لذا فإن مَن يكره مثلاً استخدام المكنسة الكهربائية، لن يُنفعه استخدامها على الإطلاق في التخلص من أعباء العمل؛ ومن ثمّ أكدت هوبه ضرورة أن يقوم الموظف بتأدية المهام المنزلية الأخرى، التي يُفضلها كطهي الطعام أو غسل الملابس مثلاً. وأكدت أن تأدية المهام المنزلية يُمكن أن يُسهم في التخفيف من أعباء وضغط العمل، لاسيما بالنسبة لموظفي العمل المكتبي؛ حيث غالباً ما يعملون طيلة النهار وهم جالسون على المكتب، لذا يُفضل أن يقوموا بتأدية بعض المهام بأيديهم في المساء.

وعادةً ما تمتد آثار يوم العمل الشاق إلى فترة المساء؛ إذ يعاني الموظف إجهادا جسديا، يظهر في صورة شد عضلي، وإرهاق ذهني بسبب انشغال عقله بمشكلات العمل. وقال البروفيسور إنغو فروبوزه من المركز الصحي التابع للجامعة الرياضية بمدينة كولونيا الألمانية، إن تدفق هرمونات الضغط العصبي إلى الدورة الدموية يزداد بشكل كبير في هذا الوقت، ما يستلزم مواجهتها بشكل سريع، لافتاً إلى أن ممارسة الرياضة يُمكن أن تُساعد على التخلص من ذلك. وأضاف فروبوزه «تحتوي خلايا الإنسان على نوعيات معيّنة من المستقبلات المسؤولة عن مراقبة كمية هرمونات الضغط العصبي، التي يتم إفرازها بالجسم، وإذا ازداد معدل إفراز هرمونات الضغط العصبي بشكل كبير، تدق هذه المستقبلات ناقوس الخطر وتجعل الجسم يفرز إنزيماً معيّناً لمواجهة هرمونات الضغط العصبي»، لذا فكلما ازدادت هذه المُستقبلات لدى الإنسان، ازدادت أيضاً سرعة استجابة جسمه في التصدي لهرمونات الضغط العصبي؛ ومن ثمّ كان بإمكانه الاسترخاء على نحو أفضل.

وعن فائدة ممارسة الرياضة في هذا الأمر، أوضح فيغلر «تعمل ممارسة الرياضة على إثارة الجسم وتحفيزه على تكوين مجموعات إضافية من المُستقبلات المسؤولة عن مواجهة هرمونات الضغط العصبي، لذا غالباً ما يتمتع ممارسو الرياضة بالقدرة على مقاومة الضغوط العصبية، التي يواجهونها في حياتهم، بشكل أفضل من غيرهم؛ إذ تعمل ممارسة الرياضة على التخلص من الشعور بالضغط العصبي بشكل أسرع». وأكد البروفيسور الألماني أن ممارسي الرياضة يمكنهم مقاومة هرمونات الضغط العصبي، واستعادة صفاء أذهانهم في غضون ست إلى ثماني ساعات فحسب، بينما تطول هذه المدة لتصل إلى 48 ساعة لدى الأشخاص غير المواظبين على ممارسة الرياضة.

الموظف والقائد

في السياق ذاته اظهر مسح اجرته شركة توظيف عمالة مؤقتة ان عددا كبيرا من العاملين الامريكيين مستعدون للكذب باختلاق حالة وفاة في الاسرة او الاصابة بمرض او الاستدعاء للقيام بواجبهم كمحلفين وذلك للتغيب عن العمل. واظهر مسح لمجموعة اديكو امريكا الشمالية ان 26 بالمئة من العاملين الذين شملهم المسح حصلوا على إجازة بعد الابلاغ عن حالات وفاة و27 بالمئة للاضطلاع بمهام المحلفين.

وكشف الاستطلاع الفصلي الذي اجري في اواخر شهر نوفمبر تشرين الثاني من خلال الهاتف ان 47 بالمئة من العاملين الدائمين قالوا انهم اتصلوا للابلاغ عن مرضهم كسبب لتغيبهم عن العمل. وأظهر المسح الذي شمل 522 موظفا دائما انه حين يتصل احدهم للابلاغ عن مرضه فان 72 بالمئة من زملائه يكونون على ثقة بانه يكذب. كما اظهر الاستطلاع ان احتمال ادعاء الرجل بوجود حالة وفاة للتغيب عن العمل يزيد مرتين عنه بالنسبة للنساء ويزيد اربع مرات في حالات ادعاء الاضطلاع بواجب المحلف للحصول على عطلة إضافية. بحسب رويترز.

وقالت ربع النساء و11 بالمئة من الرجال انهم يشعرون بالغيرة حين يغادر زميل لهم العمل مبكرا. وذكرت نسبة الثلثين ممن شملهم المسح انهم يتحملون اعباء اكبر في العمل وقالت نسبة 11 بالمئة ان مسؤوليات اكثر تلقى على كاهلهم حين يغادر زملاؤهم العمل مبكرا.

الى جانب ذلك أظهرت دراسة جديدة ان القادة يعانون إجهاداً أقل من الأشخاص الذين يحتلون مراكز أقل نفوذاً. وأفاد موقع «هيلث دي نيوز» الأميركي بأن دراسة أعدها باحثون أميركيون بينت انه خلافاً للاعتقاد السائد بأن القادة يجدون أنفسهم في وضع مجهد ويتحولون إلى مدمنين على العمل، فهم يشكون إجهاداً أقل من غيرهم. وأوضحت ان الباحثين سألوا 148 قائداً و65 شخصاً ليسوا في مركز القيادة عن مسببات إجهادهم، كما اختبروا معدلات هرمون الكورتيزول المرتبطة بالقلق والتوتر. وتبين ان من يشغلون مراكز قيادية كانوا أقل إجهاداً ونسبة الكورتيزول عندهم أقل من الآخرين ب27٪. وقال الباحثون ان «معدلات الإجهاد المنخفضة ترتبط بالمركز والسلطة الأكبر». لكن غاري شيرمان من جامعة هارفرد، وهو المعد الرئيس للدراسة، ذكر ان نتائج البحث لا تثبت ان القيادة مصدر راحة طبيعي من الإجهاد، إذ من الممكن ان من لديهم نسبة توتر وقلق أقل قادرون أكثر على احتلال مراكز في أعلى السلّم.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 5/كانون الثاني/2013 - 22/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م