العرق وقضايا المحكمة الجنائية تشعل سباق الرئاسة الكينية

 

شبكة النبأ: تتشكل التحالفات التي كونها المتنافسون الرئيسيون في انتخابات الرئاسة الكينية التي ستجرى في مارس آذار على نفس منوال منافسة سياسية على السلطة تتسم بطابع عرقي الى حد بعيد تحولت الى اراقة للدماء في تصويت عام 2007.

ويقود رئيس الوزراء رايلا اودينجا واوهورو كينياتا نجل الرئيس المؤسس لكينيا المعسكرين الرئيسيين المتنافسين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستجرى في الرابع من مارس.

وتثير المنافسة بين كينياتا وهو من قبيلة كيكويو المهيمنة واودينجا المنتمي لقبيلة ليو شبح الاشتباكات القبلية التي اعقبت انتخابات 2007 وقتل فيها اكثر من 1200 شخص وشرد الالاف من منازلهم.

وقال مزاليندو كيبونجيا الذي يرأس وكالة وطنية شكلت للمصالحة بين القبائل بعد العنف "لا اريد ان اكون متشائما ...لكن التاريخ يقول انه في كل مرة تكون فيها ليو وكيكويو في جانبين مختلفتين يكون هناك عنف.

"ماذا تتوقع؟ سياساتنا تدور حول العرق. في افريقيا الديمقراطية تدور بحسابات العرق لا الايديولوجيا."

عامل آخر قد يؤدي الى عدم الاستقرار في اعقاب الانتخابات في كينيا مركز القوة الاقتصادية في شرق افريقيا هو موعد مثول كينياتا امام المحكمة الجنائية الدولية بعد شهر من انتخابات مارس. ويواجه وزير المالية السابق محاكمة في لاهاي بشأن دوره المزعوم في العنف الانتخابي قبل خمس سنوات.

واذا فاز كينياتا بالرئاسة ثم توجه لحضور جلسات المحكمة فقد ينتج فراغ سياسي بعد فترة قصيرة من تنصيبه. وتتهمه المحكمة الجنائية الدولية بتوجيه الشبان من قبيلته كيكويو لقتال ابناء قبيلة ليو التي ينتمي اليها اودينجا خلال اراقة الدماء التي حدثت عامي 2007 و2008. وينفي كينياتا ارتكاب اي اخطاء. بحسب رويترز.

وللفوز من الجولة الاولى في الرابع من مارس يتعين على المرشح ان يحصل على اغلبية مطلقة من اصوات الناخبين المسجلين البالغ عددهم 14.3 مليون. وليس مؤكدا فوز اي مرشح من الجولة الاولى وهو ما يعني اجراء جولة اعادة في ابريل نيسان.

ويتقدم اودينجا السباق وفقا لاغلب استطلاعات الرأي لكن كينياتا يأتي على مقربة منه في المركز الثاني. ويزيد احتدام التنافس السياسي التوتر العرقي والعكس صحيح.

والاتهامات الموجهة من محكمة جرائم الحرب لكينياتا وهو نائب لرئيس الوزراء ونجل بطل الاستقلال جومو كينياتا ستمثل بلا شك عائقا امام محاولته الرئاسية.

وشكل كينياتا تحالف اليوبيل مع الوزير السابق وليام روتو الذي تتهمه المحكمة الجنائية الدولية أيضا بتحريض الشبان على القتال في 2007.

وكون اودينجا في المقابل تحالفا منافسا هو الائتلاف من اجل الاصلاح والديمقراطية المدعوم من نائب الرئيس كالونزو موسيوكا لمحاولة كسر الهيمنة التقليدية لقبيلة كيكويو على الرئاسة.

وينتمي اثنان من رؤساء كينيا الثلاثة منذ الاستقلال الى قبيلة كيكويو باستثناء الرئيس السابق دانييل اراب موي وهو من قبيلة كالينجين مثل روتو.

وعلى الرغم من ان كينياتا وروتو يشددان على انهما سيتعاونان مع المحكمة الجنائية الدولية لا يعتقد اغلب الكينيين ان يمثل الاثنان امام المحكمة في لاهاي اذا فازا بالانتخابات وذلك وفقا لمسح نشرته مؤسسة ابسوس سينوفيت لاستطلاعات الرأي في مطلع ديسمبر كانون الاول.

وفي بلد تعد فيه النخبة السياسية منذ فترة طويلة فوق القانون يرى كثيرون ان كينياتا سيرى فوزه برئاسة البلاد سبيلا لتجاهل المحكمة الجنائية الدولية.

ويشيرون على سبيل المثال الى الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي يتحدى اتهام المحكمة الجنائية الدولية له بالتورط في جرائم حرب مزعومة ارتكبتها قواته في اقليم دارفور بغرب السودان.

ومن شأن عدم تعاون رئيس منتخب مع المحكمة ان يقلق المستثمرين الاجانب والحكومات الغربية التي حثت القادة الكينيين على ان يتخذوا نهجا صارما ضد الافلات من العقاب.

وقال المعلق السياسي والنشط المناهض للفساد جون جيتونجو "هذه الانتخابات قضية واحدة: المحكمة الجنائية الدولية ولا شيء غيرها."

ويقول المعلقون السياسيون ان كينياتا قد ينتهي به الامر في حال انتخابه الى الخوف من مغادرة البلاد مثل البشير. ويقول المحلل المستقل علي خان ساتشو ان كينيا وهي اكبر اقتصاد في شرق افريقيا تواجه خطر خفض قيمة اصولها من جانب المستثمرين مثلما حدث مع السودان.

ويقول البنك الدولي ان كينيا شهدت اقل فترات نمو لها في العقود الثلاثة الماضية خلال اعوام الانتخابات او التي اعقبتها مباشرة. وتتوقع الحكومة نموا قدره نحو خمسة بالمئة هذا العام ارتفاعا من 4.3 في المئة العام الماضي لكن من شأن اي تفجر للعنف ان يؤثر على السياحة والاستثمار والتجارة الاقليمية والنقل.

وقال ساتشو "ائتلاف اليوبيل الذي يتحالف فيه المتهمان من جانب المحكمة الجنائية الدولية يمثل اشكالية تماما. "كينيا مرتبطة بشدة بالاقتصاد العالمي اكثر من اغلب الدول الافريقية وفي بعض النواحي يمثل هذا التحالف اهانة للمجتمع الدولي. ستكون هناك عواقب خاصة عواقب اقتصادية (العقوبات)."

كما رفعت جماعات حقوقية دعوى امام المحكمة العليا في كينيا تطعن فيها في أهلية روتو وكينياتا للانتخاب نظرا الى قضيتيهما في المحكمة الجنائية الدولية. ويواجه اودينجا تحديات ايضا بعد خلافه مع العديد من حلفائه السابقين الذين ساعدوه في الاقتراع الاخير ومن بينهم نائب رئيس الوزراء موساليا مودافادي. واضعف هذا الى حد ما محاولته الثالثة للفوز بالرئاسة.

ويقول محللون ان الحملات الانتخابية لاودينجا وكينياتا ستركز في جانب كبير منها على القبائل المتأرجحة ومنها ليوهيا التي ينتمي اليها مودافادي وهي ثاني اكبر قبيلة في كينيا لمحاولة ترجيح كفة التصويت.

ويقول روتو "هذه اللعبة هي لعبة ارقام. لا تتطلب سحرا ..هذه هي الاستراتيجية." ووعد اودينجا وكينياتا بالتركيز على قضايا مثل تحسين الاقتصاد وليس الاختلافات العرقية او قضية المحكمة الجنائية الدولية لتجنب الهاب المشاعر خلال الحملات.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/كانون الأول/2012 - 15/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م