قطر والعباءة السعودية

سياسة تغيير مبدا القوة في المنطقة

جاسم محمد

السياسة الناعمة

انتهجت قطر في العشر سنوات الاخيرة الماضية السياسة الناعمة للتغلب على مشكلة تحديد دورها في المنطقة خليجيا واقليميا للخروج من عقدة العباءة السعودية، والتهديدات الايرانية، لذا عملت وتعمل جاهدة على انتزاع دورها من خلال ـ الربيع العربي ـ.

 تعاني قطر، من عقدة جوارها مع السعودية حيث سبق وان اجتاحت القوات السعودية مخفر الحفوس القطري الحدودي عام 1992 واحتضان قوى المعارضة القطرية. وكذلك علاقتها مع دولة الإمارات الشبيهة بالمشكل السعودي. أما علاقتها مع البحرين فهي معقدة وهنالك خلافات حدودية.

لقد لعبت قطر وقناة الجزيرة دورا بارزا بنبش المشاكل والتي تحولت بعد ذلك الى ثورات ـ سلمية ـ وخاصة في مصر بازاحة النظام وابداله بنظام الاخوان المسلمين.

أما في تونس فقد سارعت قناة الجزيرة منذ اللحظة الأولى ـ لثورة ـ تونس بتقديم بث مباشر على مدار الأربع وعشرين ساعة وتابع الملايين فعاليات الثورة التونسية، وعندما نجحت ثورة تونس بالإطاحة بالرئيس زين العابدين علي تصاعدت موجة الإطاحة بأنظمة الحكم العربية الاخرى : مصر وليبيا واليمن والان سوريا التي تشهد انهيارا النظام.

لقد استثمرت قطر نفوذها الاقتصادي والمالي للإطاحة بأنظمة الحكم، ومساندة حركات الإسلام السياسي بالتغيير.[1]

 تعتبر قطر من اكثر الدول الخليجية، التي شهدت انقلابات او محاولات انقلابية فاشلة لعل ابرزها ما نشر في موقع الجمل للدراسات و الترجمة حسب التالي:

في عام 1972 نظم أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني عملية انقلاب لجهة الإطاحة بنظام ابن عمه أحمد بن علي آل ثاني. وفي عام 1995 نظم الأمير الحالي الشيخ حمد بن خليفة انقلاباً استطاع من خلاله الإطاحة بوالده الذي كان في تلك اللحظة يتلقى العلاج في أحد المشافي السويسرية [7] و [8]

ثورات الربيع العربي

فقد أوضحت صحيفة "THE GUARDIAN" البريطانية في 20 مايو 2012، في تحليل نشرته بصفحاتها أن دولة قطر كان لها دورًا كبيرًا في ثورات الربيع العربي في سوريا وليبيا. وأكدت الصحيفة على محاولة قطر منذ ثورات الربيع العربي، أن تضع نفسها في طليعة التحول بالمنطقة، وذلك عن طريق التدعيم العسكري للقوى المعارضة للعقيد الراحل معمر القذافي في ليبيا، ثم تدعيم اللاعبين الأساسيين في البلد الممزق ما بعد الثورة من خلال تكتيكات زعم بعض الدبلوماسيين أنها تضمنت شحنات أسلحة.

وذكرت الصحيفة أن قطر تم اتهامها مؤخرًا بأنها "تهرب" أسلحة للجيش السوري الحر المناهض لنظام بشار الأسد، وهو اتهام أنكره رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم الثاني على الرغم من الحقيقة المؤكدة أن قطر تؤيد جهارًا تسليح القوى المعارضة بسوريا.[2]

لعبت قناة الجزيرة،  دورا مهما،  سواء في عرض الثورات الشعبية التي أطاحت بالنظم في تونس ومصر وليبيا،  أو في تعزيز "الشرعية" لها. كما كان الإعلام الاجتماعي وصحافة المواطن عاملين رئيسيين في نشر الأخبار،  وتوصيل المفاهيم،  وحشد الدعم لهذه الأحداث الدراماتيكية. وقد أظهر الإعلام العربي قدرته على "تحفيز" التغيير الاجتماعي،  وأيضا قدرته على أن يكون في حد ذاته قوة اجتماعية رئيسية.

اعادة توزيع القوى

 هناك مفهوم إعادة توزيع للقوة في المنطقة العربية،  حيث أفسحت هذه التغيرات المجال أمام دول عربية أخرى،  بخلاف القوى المهيمنة التقليدية،  مثل السعودية ومصر، ،  للقيام بأدوار أكثر تأثيرا وفاعلية في الشئون الإقليمية. وتعد قطر مثالا بارزا في ـ الربيع العربي ـ.

 لقد استخدمت قطر أدوات متعددة من القوة،  معتمدة في ذلك على القوة/الناعمة،  مستغلة قدراتها الاقتصادية والمالية و نشطت قطر في لعب دور الوسيط في النزاعات الإقليمية،  والمشاركة بدور ريادي في المؤسسات الدولية،  حيث نجحت عام  2008 في التوسط لإبرام "اتفاق الدوحة" لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان. وفي عام  2010، توسطت من أجل وقف إطلاق النار في السودان بين حكومة الخرطوم ومتمردي دارفور،  الأمر الذي عزز من سمعتها كوسيط . بالإضافة إلى ذلك،  قادت قطر الجامعة العربية لاتخاذ إجراءات ضد سوريا كما عززت قطر من نفسها كمستضيف للأحداث الرياضية الدولية الكبري،  مثل كأس العالم،  ودورة الألعاب الأوليمبية. [3]

استثمارات قطر في الخارج

اعلن السفير القطري لدى فرنسا محمد جهام الكواري لفرانس برس ان قطر تدرس امكانية استثمار عشرة مليارات يورو (12,8 مليار دولار) في شركات فرنسية كبرى. وتستقطب فرنسا المستثمرين القطريين حيث اشتروا فريق سان جيرمان الباريسي لكرة القدم، واستحوذوا على حصة 3% من شركة توتال العملاقة للطاقة اضافة الى حصص في شركة البناء فينشي والمجموعة الاعلامية لاغاردير. واتهمت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن خصوصا قطر "بالاستثمار بكثافة" في الضواحي التي يعيش عدد كبير من المسلمين وقالت ان عددا من الدول الاجنبية التي لم تسمها تريد تعزيز الاصولية الاسلامية في فرنسا. [4]

أما وزير الموازنة جيروم كاهوزاك فقال إن "شراكة إستراتيجية تبنى حاليا بين البلدين"، لكنه رفض الخوض في التفاصيل. وأضاف أن "هذه الشراكة الاستراتيجية لم نبدأها نحن لكن يمكن أن نواصلها تحت سلطتنا"، مؤكدا أن "اليسار مثل اليمين على الأقل، يملك حس الدولة ومصلحة البلاد". وقال الوزير السابق برونو لومير عن "تأييده" لفكرة تشكيل لجنة تحقيق برلمانية حول استثمارات قطر في فرنسا، التي اقترحها النائب ليونيل لوكا.

وصرح لومير بأن الاستثمارات الأجنبية في فرنسا "موضع تساؤل، ليس أمرا عاديا أن تتمكن قطر من الاستثمار بعشرات الملايين من اليورو في الرياضة والأحياء بدون أن نفهم الاستراتيجية على الأمد لطويل". وأسهبت زميلته السابقة في الحكومة ناتالى كوسوسكو موريزيه في الحديث عن هذه المسألة لمحطة كانال بلوس. وقالت "يجب السعي إلى الاستثمار الأجنبي لكن يجب أن يكون مؤثرا، وخصوصا في هذه الظروف التى نشعر أنها غامضة قليلا". وقال النائب اليميني "سواء كان بلدا فقيرا أو قوة كبرى...... لكن إلى أي حد انحدرت فرنسا لتقبل بذلك؟ هذا جنون".[5]

وقد سجل حجم أصول جهاز قطر للاستثمار نموا بنسبة 15% بين يوليو – سبتمبر 2012 ليبلغ نحو 115 مليار دولار وفق معهد الصناديق السيادية في نشرته لسبتمبر 2012، محافظا على الترتيب الذي أصدره المعهد في يوليو 2011 حيث صنف الجهاز في المرتبة 12 وبجملة بقدر 100 مليار دولار. [6]

انتشال البنوك الاوربية

 أشارت مصادر العربية، إلى أن الدوحة بدأت محادثات مع سبعة بنوك كانت تعاني من أزمات مالية متراكمة بسبب الكساد الاقتصادي في أوروبا. يشار الى أن قطر استثمرت في نادي باريس سان جرمان لكرتي القدم واليد، ودخلت في رأسمال المجموعة النفطية توتال الفرنسية وشل النفطية البريطانية، واستثمرت 5 مليارات دولار في سوق الأسهم الصيني، وشراء المبنى الذي يضم صحيفة لو فيغارو في باريس وشراء %6 من حصة ايبردرولا في اسبانيا، ومتجر هارودز في لندن بـ 2.2 مليار دولار في عام 2010، بالإضافة لتمويلها %95 من مشروع برج شارد في لندن. وبلغت قيمة استثمارات قطر الخارجية خلال عام 2011 نحو 6.027 مليارات دولار، وفقاً لتقرير مؤتمر الأمم المتحدة للاستثمار لعام 2012، بزيادة قدرت بنحو %223.5 عن 2010 والتي بلغت 1.863 مليار دولار. [6]

دعم الحركات الاسلامية

تتمتع قطر بعلاقات جيدة مع ايران، في الوقت نفسه فهي تحافظ على مستوى عال من العلاقات مع اسرائيل ايضا. والى جنب علاقاتها مع الولايات المتحدة فهي تفتح مكاتب لحركة حماس، فهي استطاعت ان تجمع المتضادات.

أما الجمعية التابعة لزوجة امير قطر، فتعد احدى المؤسسات التي تعمل في اطار توسيع النفوذ القطري في المنطقة. وحسب مركز يافا للدراسات فان هذه الجمعية قدمت في الآونة الاخيرة دعما ماليا قدره 196 مليون دولار الى اكبر مجموعة وهابية مصرية تدعى "انصار السنة".

 ويبذل الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امير قطر جهودا حثيثة للعب دور "شيخ العرب". واستقبل امير قطر قبل فترة في الدوحة خالد مشعل ومحمود عباس لتأكيد ذلك الدور. ورغم ان هذا المشروع لقي معارضة واسعة داخل حماس ولم يطبق على ارض الواقع لكنه يظهر بان قطر تسعى جاهدة لتهميش السعودية في ملف السلطة الفلسطينية وغزة. [7] و [8]

زيارة امير قطر الى غزة

كشفت مصادر مطلعة لوكالة فارس شبه الرسمية الإيرانية, أنه تم تحديد مقار إقامة ومكاتب عدد من قادة حركة "حماس" خلال زيارة أمير قطر, الشيخ حمد بن خليفة الثاني,اواخر شهر اكتوبر 2012 لقطاع غزة, واستهدفتها هجمات إسرائيلية فيما بعد الصواريخ.

وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظرا لحساسية المعلومات لوكالة "فارس", أن أمير قطر أهدى قادة "حماس" عددا من ساعات اليد والأقلام الحبرية, التي بثت إشارات منخفضة التردد للأقمار الصناعية الإسرائيلية. وأضافت المصادر أن مسئولين في الجيش الإسرائيلي استخدموا تلك الإشارات فيما بعد لتحديد مواقع كبار مسئولي حركة حماس.

وكانت إسرائيل استهدفت يوم 13.11.2012، في غارة جوية على غزة، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس، أحمد الجعبري، بعملية عسكرية متدحرجة على قطاع غزة سمّتها "عامود السحاب"، أدّت إلى مقتل 66 شخصا وإصابة مئات الفلسطينيين، وردّت عليها الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ على إسرائيل. [9]

الخلاصة

علاقة قطر بالاخوان/الاردن

تعتبر قطر البوابة الخليجية الاولى التي شهدت هجرة الاخوان الى الخليج خاصة من مصر وفلسطين وسوريا وغيرها من الدول ضمن باب العمالة الاجنبية.

أما علاقة قطر مع الاخوان وخاصة اخوان الاردن، فهي تعود الى عام 1999 عندما غادرت قيادات الاخوان بينهم خالد مشعل الى قطر، لذا يعتبر عام 1999 علامة بارزة في تاريخ الاخوان في المملكة الاردنية وزادت تعقيدا في اعقاب اقامة خالد مشعل في قطر تاركا دمشق في اعقاب تأزم الوضع في سوريا اواخر 2012. وبعد صعود الاخوان المسلمين في مصر 2012، صعد نجم الاخوان في الاردن واخذوا يحاولون بتحقيق مكاسب سياسية بتحريك الشارع الاردني مستغلة الضغوطات الاقتصادية.

ولا يستبعد ان يكون قطع الغاز المصري عن الاردن ان يرجع الى ضغوطات اخوانية على المملكة الاردنية باستضافة خالد مشعل في عمان واطلاق يد الاخوان.

وهذا ما اكدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية حين كشفت أن المخاوف الأردنية تزداد حول الأسباب الخفية وراء قطع إمدادات الغاز المصري إلى الأردن، قائلة: "إن الأمر ذو دوافع سياسية حيث تهدف الحكومة المصرية الإسلامية إلى دعم وتعزيز الاحتجاجات التي يقودها الإخوان المسلمون في الأردن للضغط على حكومته لإجراء المزيد من الإصلاحات في البلاد ".

زيارة غزة

أن ما نشرته وكالة فارس، اواخر شهر اكتوبر 2012 حول الخفايا السرية لزيارة امير قطر الى غزة التي اقترنت بالعدوان الاسرائيلي، بالتأكيد تثير التساؤلات بسبب التقارب الزمني ما بين الزيارة والهجوم، وكذلك اغتيال الجنبري الذي يعتبر احد الاهداف المطلوبة الى اسرائيل. تقنيا ممكن ان تستغل اسرائيل ذلك ـ ان صح الخبر ـ من خلال ارسال جي بي اس/ أنتلسات. رغم ان الفكرة ساذجة واصبحت معروفة، لكن لايمكن تجاهلها. هذه الزيارة اعتبرتها العديد من مراكز الدراسات باللغز المحير.

الخلافات السعودية القطرية

ان ماضي الخلافات بين قطر والسعودية يعود الى عقد الثمانينيات من القرن الماضي عندما اقدم الجيش السعودي على اغلاق المعبر الحدودي بين قطر والامارات والذي يقع داخل الاراضي السعودية. والخلاف الاخر بين السعودية وقطر والذي تسبب بوقوع اشتباكات بين البلدين عام 1992، يتمثل في قاعدة "الحفوس" الحدودية، اذ اتهمت قطر آنذاك السعودية بالتدخل في شؤونها الداخلية والاساءة الى سلامة اراضيها. اما تغطية قناة الجزيرة المكثفة الى انتفاضة البحرين فوصفها البعض ضمن سياسة قطر المنافسة للدور السعودي في المنطقة.

سياسة الاصلاح

قطر الداعمة ـ للربيع العربي ـ والتغيير، هي ذاتها تواجه انتقادات انتهاكات حقوق الانسان خاصة اتجاه العمالة الاجنبية. وفي تقرير الى عميد كلية الحقوق في جامعة قطر الدكتور حسن عبد الرحيم السيد قال لصحيفة الشرق القطرية بتاريخ 01.03.2011:" إن السلطات القطرية فشلت في تأسيس مجلس الشورى ومحكمة دستورية عليا مع ان الدستور القطري ينص على تأسيسهما". ويعزو الدكتور التأخيرات الحاصلة في هذه المشاريع الى رغبة العائلة الحاكمة لفرض السيطرة المطلقة على البلاد بالكامل دون مشاركة الحكم مع المؤسسات الدستورية ولا الاحتكام إلى القانون.

على الصعيد الداخلي القطري يبدو ان قطر تسعى الى تكوين حكومة العائلة عبر تحالفات معقدة كتلك الحاصلة نتيجة زواج الامير حمد بن خليفة من عائلة المسند.

سياسة قطر الخارجية

لقد نجحت قطر في سحب القواعد الامريكية من السعودية الى قطر، بعد ان رفضت السعودية منح القوات الاميركية قاعدة الامير سلطان الجوية، لذا اصبحت العائلة الحاكمة في قطر هي الاقرب الى سياسات الولايات المتحدة في المنطقة.

ويمكن القول بان قطر ارادت من خلال الربيع العربي، توجيه رسالة مفادها بان قطر تتولى زعامة المنطقة ويذهب بعض المراقبون ابعد من ذلك بوصف دولة قطر "بدولة الشركة ". مازالت تعاني قطر عقدة جلباب السعودية، لذا فهي لا تتردد من الدخول في شراكات مالية واستثمارية مع دول غربية بينها فرنسا ودول اوربية مستغلة الازمات المالية لمنطقة اليورو وبريطانيا وازمات بعض المصارف والبنوك، هذه السياسة المالية والاستثمارية تطلق يد قطر في تلك الدول خاصة من الدول التي تتمتع بوجود جاليات اسلامية سلفية واخوانية مثل فرنسا التي باتت تعاني من تخمة السلفية وكذلك المانيا وبريطانيا.

قطر، لا تتردد باستضافة المطلوبين منهم في اوربا على اراضيها لتكون ملاذ للسلفية والحركات الجهادية في المنطقة. اما سياسة الاستثمارات القطرية فقد اثارت استغراب الكثير من الحكومات الاوربية مما طلب البعض منها الى ضرورة مراجعة ومراقبة الاستثمارات القطرية. دولة قطر اعتمدت منهج السياسة الناعمة ضمن مفهوم اعادة صياغة عوامل واطراف القوى في الشرق الاوسط بدل المنهج العسكري التقليدي.

.................................

المصادر

1 ـ وكالات

2 ـ صحيفة الجارديان 2مايو 2012

3 ـ دورية الاهرام الشهرية السياسة الدولية

4 ــ أ ف ب 22.11.2012

5ــ أ ش أــ باريس 30 نوفمبر 2012

 6 ـ العربية نت ـ 07.10.2012

7ـ صحيفة الوسط ـ 01.12.2012

8ـ مركز IMS للدراسات والابحاث الاستراتيجية

9 ـ وكالة فارس والوكالة الفرنسية

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/كانون الأول/2012 - 13/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م