الاخوان المسلمين، التنظيم السري

شباب مصر ومارثون الثورات

جاسم محمد

هيكل تنظيم الاخوان

" أن التنظيم السري في جماعة الإخوان المسلمين هو من كان يحمل الفكر المتشدد والذي كان يرفض الرأي الآخر ويحاول إقصاء مخالفيه " هذا ما صرح به عبد الستار المليجي/عضو مجلس الشورى، بعد انشقاقه عن الاخوان في ندوة نظمها مركز المسبار للدراسات والبحوث في نوفمبر 2012، في دبي. [8] وحذر باحثون من الخطر المزدوج الذي تشكله جماعات الإسلام السياسي المتطرفة على دول الخليج العربي، عبر خطاب "ديني ـ سياسي" معلن، فيما يضمرون توقهم الوصول الى السلطة والمال في أغنى الدول العربية. وطالبوا الشباب في ندوة "شباب الإمارات درع الوطن" التي نظمها مركز المزماة للدراسات والبحوث بدبي، الحذر من الأكاذيب والمغريات التي تحيق بالبلاد، التفريق بين الدين السياسي والإسلام، لان الأول يسعى الى المال والسلطة ولا علاقة له بقيم الدين السمحاء.[9].[10]

التنظيم

ويعتبر تنظيم الاخوان المسلمين تنظيما مركزيا قائم على الصرامة والسمع والطاعة.

وقد صدر النظام الأساسي للحركة جمعيتها العمومية في8/9/1945 والمعدل في 30/1/ 1948 ومن اللائحة الداخلية العامة للحركة الصادرة عن مكتب الإرشاد يوم 2/11/1951.

تتألف حركة الإخوان المسلمين في مصر من عدد من الهيئات: (1) المرشد العام: "المرشد العام للإخوان المسلمين هو الرئيس الأعلى للهيئة، كما أنه رئيس مكتب الإرشاد العام والهيئة التأسيسية" (2) "ويبايعه الإخوان في الشعب المختلفة عن طريق رؤسائهم (3) و"يقوم المرشد العام بمهمته مدى حياته، ما لم يطرأ سبب يدعو إلى تخليه عنه" (4) الشعب والفروع الخارجية: "للمركز العام أن ينشئ للهيئة شعبا وفروعا في الدول العربية والإسلامية وغيرها. [1]. [12]

الأسر: وهي أصغر الوحدات التنظيمية في الحركة "بحيث لا يزيد عدد الأسرة عن خمسة يُختار أحدهم نقيبا للأسرة".

الشعب: "وهي أصغر الوحدات الإدارية" بحيث "يمكن أن تتكون شعبة في كل قرية أو بلدة".وهي تتألف من مجموعة الأسر الموجودة في تلك البلدة. "ويدير شؤون الشعبة مكتب مكون من خمسة أشخاص

المناطق: وهي تتألف من مجموع الشعب الواقعة في حدود مركز إداري مصري.

 المكاتب الإدارية: وهي تتألف من مجموع المناطق الواقعة في حدود أي محافظة من المحافظات المصرية. [1]. [12]

وربما يكمن سر استمرار الإخوان، على مدى 80 عاما، في قانون السمع والطاعة.

أن الاستقالات الأخيرة وقرارات الفصل بجماعة الإخوان المسلمين لم تكن أول أزمة يواجهها الإخوان على مدار تاريخهم، بداية من أزمة قبول «البنا» تبرعاً من قناة السويس، وحتى جماعة شباب محمد التي أعلنت انشقاقها عن الإخوان المسلمين عام 1939، إلى كمال الهلباوي في 2012 الذى استقال من الجماعة بعد الدفع بـ خيرت الشاطر، كمرشح رئاسى لها.. تاريخ طويل من الاستقالات والانشقاقات عن الجماعة. [2]

مركزية التنظيم الصارمة

أن تنظيم جماعة "الإخوان المسلمين "، له هيكلية شديدة صارمة ومركزية، يتموضع فيها كل المنتمين للجماعة، تسمح للتنظيم أن يتحكم فيهم بدرجة عالية من الصرامة، مما يضمن نوع من الوحدة الممارسية، بين مكونات التنظيم، (....). هذا الشكل من التنظيم لا يتوفر في حالة الدعوة السلفية. ويكون الضبط في أعلى درجاته بين الرموز و القيادات، إذ يمثلون مركز الدعوة، و مرجعيتها، ومعهم طبقة عالية من التلاميذ القريبين منهم. ولكن هذا التنسيق والترتيب، يتضاءل كلما ابتعدنا، عن هذا المركز الرمزي و القيادي (المشايخ وطلابهم الكبار)، وكذلك المركز الجغرافي.[4]

أن تيار المحافظين" داخل الاخوان يحرص على المحافظة على التنظيم "ورسالته الدعوية والاجتماعية" أما "الإصلاحيين" الذين يرون أن هناك حاجة إلى مزيد من المشاركة السياسية والإصلاحات الداخلية. وان الانشقاقات ناتجة عن صراع الأجيال [5]

وقد اعتبر القائد العام لشرطة دبي، ضاحي خلفان، أن الهيكل التنظيمي للإخوان المسلمين يتشابه إلى حد كبير مع الهياكل التنظيمية لـ”عصابات المافيا” التي تسعى دائما للاستيلاء على الأموال، في حين قال عضو سابق في الجماعة إن “الإخوان” “يعرفون كل شيء ما عدا أمرين هما الدين والسياسة” بحسب ما جاء بموقع “سكاي نيوز”. [6]

تمويل التنظيم

وعن تمويل تلك الأحزاب يقول الخرباوي: "إن حزب العدالة والحرية الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين هو أغنى هذه الأحزاب لأن أفراد جماعة الإخوان يمولون هذا الحزب والجماعة في الأساس شديدة الثراء وميزانيتها في الحقيقة ميزانية دولة وفقا للتقارير الخارجية والتقارير الاقتصادية الداخلية ووفقا لتقديري الشخصي وأنا سبق أن كتبت في هذا الأمر، ثروة جماعة الإخوان تتجاوز المليار والنصف مليار جنيه هذه ميزانية مهولة ".[6] وذكر المليجي، الذي أمضى 40 عاما في الجماعة قبل أن يستقيل منها، أن “جماعة الاخوان تجهل الدين والسياسة، وتزعم غير ذلك”، موضحا أن “الجماعة لا تريد الكشف عن أموالها وتمويلها، وترفض أن يبحث أحد من أعضائها عن إجابات لهذه الأسئلة”. [8]

الانشقاقات والفصل داخل التنظيم

وشهدت جماعة الإخوان المسلمين بعد الثورة 2011، أكبر حالة فصل واستقالات لأعضائها، نتيجة الخلاف في الرؤى وكان اللافت هو أن من المفصولين عدداً من القيادات التاريخية للحزب، مثل عبدالمنعم أبو الفتوح لترشحه للرئاسة وأبو العلا ماضي لتأسيسه حزب الوسط، ومحمد حبيب، وإبراهيم الزعفراني لتشكيكه في انتخابات المرشد العام، كما تم فصل داعمي أبو الفتوح، و10 من شباب الإخوان خالفوا قرار الجماعة بعدم الانضمام لأى حزب سوى الحرية والعدالة، وقاموا بتأسيس حزب التيار المصري، من بينهم: إسلام لطفي، وعبدالرحمن خليل، وآخرها استقالة على الهواء من كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم الإخوان في أوروبا. [3]

وقد وصلت الثورة الى مكتب الإرشاد. هذه حقيقة واقعة، الإخوان لم ينجوا من قطار التحرير وظهرت خمسة أحزاب للجماعة. وكل يوم نعرف أن الجماعة قامت برفض شباب من أعضائها ودخلت الإخوان نفق الانشقاق من أوسع أبوابه بما ينذر بخطر قادم علي الجماعة الحديدية وهذا ما حدث. فالبداية مجموعة من شباب الإخوان قاموا بتأسيس حزبا يحمل اسم التيار المصري غير حزب الجماعة الرسمي "لعدالة والحرية ".[6]

انشقاقات الشباب

أجرت قيادات الإخوان السابقين والمنشقين اجتماعات عديدة عن الجماعة/الاخوان من أجل ترتيب تأسيس حركة تحت اسم "حركة الإخوان المسلمون الجدد"، وتجرى هذه القيادات المشاورات مع شباب الإخوان المستبعدين بقرارات تعسفية واضطهاد من قبل بعض قيادات الجماعة سواء من مكتب الإرشاد أو خارجه، وذلك عقب مخالفتهم لتعليمات المكتب بعدم الانضمام لعدد من الائتلافات والحركات الثورية، إضافة إلى جيل الوسط الإخواني الذى أصبح يرفض مبدأ السمع والطاعة العمياء دون تدبر القرارات أو مناقشتها الأمر الذى يتناقض مع عقيدة الإخوان كما يقول البعض "لا تناقش ولا تجادل في قرارات المكتب".[5]

 ومن القيادات المنشقة الدكتور كمال الهلباوي، وعبد الستار المليجي، والدكتور محمد حبيب، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وتم فصل من دعمه من أعضاء الجماعة، وثروت الخرباوى، وأبو العلا ماضي الذى أسس حزب "الوسط"، وإبراهيم الزعفراني الذى شكك في انتخابات المرشد العام، وعشرة من الأعضاء الذين انشقوا عن الجماعة لتأسيس حزب "التيار المصري"، ومن بينهم إسلام لطفي وعبد الرحمن خليل واللذان كان لهما دور في نشاط الائتلافات الثورية بعد 25 يناير، وكانوا قد تلقوا تعليمات بعدم الانضمام لأى حزب سياسي بخلاف "الحرية والعدالة"، وأحمد بان عضو المؤتمر العام لحزب الحرية والعدالة وغيرهم من المنشقين ومقدمي الاستقالات من القيادات في عدد من المواقع الإخوانية السابقة. وفي إبريل 2011 استقال إبراهيم الزعفراني القيادي الإخواني بالإسكندرية وعضو مجلس شورى الجماعة بها، وكان عضوًا بالإخوان لأكثر من 45 عامًا، وتتسع ظاهرة الانشقاقات داخل جماعة الإخوان لتشمل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذى خالف رأى الجماعة ورفض الطاعة العمياء عندما أبدى استعداده للترشح لرئاسة الجمهورية.

والدكتور كمال الهلباوي، أحد أبرز قياديي الإخوان في التنظيم الدولي حتى عام 1997 حيث كان متحدثًا باسم الإخوان في أوروبا، ومن المنشقين عن الجماعة القيادي بالإسكندرية هيثم أبو خليل، مدير مركز "ضحايا لحقوق الإنسان"، والذى تقدم باستقالته من الجماعة في نهاية مارس 2011.[5]

وسبق أن قال الدكتور محمد عفيفي - أستاذ التاريخ الحديث ورئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة "الإخوان المسلمون" سيتعاملون مرحليا مع المجلس العسكري بإيجابية حتى رحيله، ولن يحكموا وحدهم وسوف يواجهون انشقاقات في الجسم الشبابي، وهذه الانشقاقات تحقق جزء منها". [6]

ابتعاد الاخوان عن مبادئ حسن البنا

أما الإخواني المنشق عبدالستار المليجي فيقول عن وجود خمسة أحزاب للإخوان علي الساحة السياسية: «كل الأحزاب الإسلامية تلعب علي ورقة أن مفتاح شخصية المواطن المصري هو التدين.. فكل هذه الأحزاب تغازل المواطن المصري (...) ويضيف قائلا: ''مكتب الإرشاد انحرف تماما عن المبادئ الأساسية التي تأسست من أجلها جماعة الإخوان وأصبح يستورد فكرا وهابيا أو تكفيريا خارج الإطار المتفق عليه ".[6]

يقول الأستاذ ثروت الخرباوي المحامي بالنقض والباحث في شئون الحركات الإسلامية والقيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين الانشقاق الذي دب في صفوف الإخوان بوجود 5 أحزاب للإخوان علي الساحة السياسية (....) في الواقع أن الأحزاب المتعددة تدل" (...) على أن هناك صراعات مكتومة داخل الإخوان وعندما حدثت الثورة وظهر الإخوان علي سطح المائدة السياسية كان لابد لهذه الصراعات أن تخرج للعلن.[6]

أما في الاردن فقد فجر إطلاق مجموعة من القيادات الإخوانية لمبادرة جديدة، تسعى لبلورة "تيار إسلامي جديد"، تحت مسمى "المبادرة الوطنية للبناء"، أو وثيقة "زمزم"، سيلا من الجدل والآراء داخل أروقة جماعة الإخوان المسلمين. ان هذه التصريحات أشارت إلى أن إطلاق المبادرة جاء "بسبب إهمال الحركة الإسلامية" لبعض القضايا الداخلية، و"توجهها" نحو القضايا العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية، بحسب ما قال لـ"الغد" أحد نشطاء المبادرة محمد المجالي، ونفي الغرايبة في تصريحات لـ"الغد"، أن تكون المبادرة "بديلا" عن الحركة الإسلامية، أو "مناكفة لها"، وقال: "هي ليست ردا على مقاطعة الانتخابات، وليست انشقاقا، ولا انفكاكا عن أحد.. هي مبادرة اجتماعية لإيجاد تيار إسلامي عريض، يضم بين صفوفه إخوانا وغير إخوان".[7]

وحذر الدكتور سالم حميد رئيس مركز المزماة للدراسات والبحوث في ندوة دبي نوفمبر 2012 من الأكاذيب والمغريات التي تحيق بالبلاد، قائلا "الإخوان المسلمين نجحوا في أن يستهدفوا الإمارات، ولكنهم فشلوا تماما في هزيمتها". وقال "الإخوان في مصر شحنوا الشعب وأعطوه جرعة زائدة من أمنيات الاصلاح، وعندما نزلوا لأرض الواقع وجدوا الشعب يحمل سقفا أكبر من قدراتهم، اليوم مرسي الذي يعاني من حالة الإحباط لم يتمكن من مواجهة الطموح."[9]. [10]

الاخوان والدستور

أما الباحث عبد الرحيم علي في مركز الاهرام والمتخصص في الحركات الاسلامية فقال:" الإخوان لن يستطيعوا الاستمرار". لانهم خائفون ويعتبرونها فرصة لن تعوض، وكل تصريحات الإخوان والسلفيين وحتى مرشحيهم للرئاسة تؤكد أنهم يدركون أن الوضع الحالي فرصة سانحة للانقضاض علي السلطة.ولجأوا إلى اسلوب الخطف وتخوفهم من وضع الدستور أولاً رغم أن الدستور لن يأخذ أكثر من شهرين وما هي أسباب اصرارهم علي إجراء الانتخابات أولاً ثم بعد ذلك يختار المجلس لجنة لتأسيس الدستور خاصة أن توجد قيمة دستورية عليا تقول إنه لا يجوز لأي هيئة ينظم عملها الدستور أن تختار من يضع الدستور أو تضع هي الدستور.[11]

الخلاصة

أعطى الإخوان المصريين عنصر السبق الزمني أولوية على عنصر الكفاءة القيادية، مما أورث الحركة تصلبا داخليا وجمودا واضحا بعد رحيل الإمام المؤسس وشيخوخة الجيل الرائد. فلم يكتف التنظيم بحرمان القاعدة من اختيار القيادة، وإنما حرمها من اختيار القادة المحليين العليا فقد نص النظام الأساسي على أن مجلس إدارة كل شعبة يتألف "من رئيس يختاره المركز العام. وهذه القيادات لا تترك مجالا للمرونة داخل التنظيم.

حركة الإخوان في مصر امتازت بظاهرة فريدة في التنظيمات، وهي أن السلطة التأسيسية والسلطة الرقابية اجتمعتا في أيدي هيئة واحدة، فأدى ذلك إلى خللين: أولهما حرمان الغالبية الساحقة من الأعضاء من حقهم في السلطة التأسيسية: أي في انتخاب القيادة، وثانيهما: انعدام الرقابة على السلطة الرقابية.

وتجاوزت صلاحيات المرشد العام الحدود لتصبح مطلقة ويبدو ان السلطة المطلقة فتحت شهية الاخوان عند استلامهم السلطة عندما منح مرسي لنفسه صلاحيات فاقت المحكمة الدستورية. فالمرشد "يقوم بمهمته مدى حياته"، وهذا خلل كبير في الصلاحيات.

يتسم الهيكل التنظيمي للإخوان بمركزية شديدة صارمة، من خلال صلاحية المرشد وارتباط غالبية الهيئات به مباشرة. يشتمل الهيكل الحركي للإخوان على إخلال خطير بمبدأ التوازن بين السلطات، حيث طغت صلاحيات المرشد العام - على السلطتين التأسيسية والرقابية بينما يقتضي التوازن أن تكون التأسيسية قادرة على محاسبة الرقابية، والرقابية قادرة على محاسبة التنفيذية.

والمراقب للأحداث يجد أن المنشقين ينقلبون عكس ما تربوا عليه من فكر الإخوان فيما يتعلق بالسمع والطاعة دون نقاش، وكان أول وأشهر من انشق عن الجماعة هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذى كان أحد أعضاء الجهاز الخاص للإخوان.

ورفض الهلباوي أن تكون املاءات رئيس مصر من المرشد العام، كما هو الحال في إيران، مشيرًا إلى أن من قام بالثورة في مصر هو الشعب ولم تكن له قيادة، أما في إيران فالعلماء هم من قام بالثورة. لذا فالاخوان سرقوا ثورة الشباب والابعد من ذلك ان تكون مصر بأكملها خاضعة الى سلطة الاخوان والمرشد، اعتمادا على نظرية الاخوان القائمة على السمع والطاعة والعقوبات و تنفيذ تعليماته دون نقاش وتقبيل اليد.

وحول المخاوف على مستقبل مصر، قال عفيفي " إن الثورة ليست نزهة وتحتاج لوقت لتحقق مطالبها "، مشيرا إلى أن الثورات الراهنة تختلف عن سابقاتها في إشارة إلى من يعقدون مقارنات بين ثورة 25 يناير وثورة يوليو 1952. وان الاخوان في المعارضة، وهم يمثلون دور الدعاة يختلفون تماما عن اخوانية السلطة.

مايهدد تنظيم الاخوان وخاصة بعد استلام مرسي السلطة في نوفمبر 2012 هو الانشقاقات بين تيار الوسط داخل الاخوان وبين الشباب الذي بدا لا يتقبل مبدا السمع والطاعة في تنفيذ التعليمات دون نقاش.

ان الصرامة والرقابة داخل الاخوان واضحة من خلال الاجتماعات الدورية التي تكون عادة بين اسبوع واخر تنظيميا اما المؤتمرات التي يعقدها الاخوان للتنظيم الداخلي والخارجي مرة واحدة في السنة او مرة كل سنتين فهي لا تناقش التنظيم ومشاكله ولا يتم طرح اي انتقادات لقيادات الاخوان وتعتبر المؤتمرات اجتماعات علاقة عامة وتعارف اكثر من مناقشة مشاكل التنظيم او انتخاب القيادات التي اصبحت مفروضة عبر الهيئة التأسيسية التي تمثل اعلى الهيئات ولايتم تغيرها ابدا، معتمدة على عامل الزمن اكثر من الكفاءة والاداء.

 ووفقا الى تصريحات منشقين فانه، عندما يعقد مؤتمر للحزب يتم إرسال إخوان المنطقة لحضور المؤتمر ''بالتكليف'' فهناك تضارب مابين الحرية التي يدعون إليها وبين مايفرضونه. وهناك أيضا تخبط شديد في القرارات والتنفيذ وهذا نابع من عدم وضوح الرؤية وما هو الدور الحقيقي للإخوان والدمج ما بين العمل الدعوي والعمل السياسي والحزبي بصفة خاصة للمنافسة السياسية يشوه العمل الدعوي والبري. اي إن الإخوان يستغلون الدين في خدمة السياسة.

وقد ظلت السلطة التأسيسية محصورة في أيدي المرشد وزملائه أعضاء الهيئة التأسيسية وهم لا يمثلون أعضاء الحركة.

لذا ما قام به الشباب من انشقاقات داخل تنظيم الشباب هو نتيجة الى قطار الشباب في ميدان التحرير والذي نتج منه خمسة احزاب لحد الان ومن المتوقع ان يواجه الاخوان انشقاقات اكثر بعد ازمة الدستور والذي من المقرر ان يتم التصويت عليه في 15 ديسمبر 2012، اما المصريين في الخارج فقد ادلوا بأصواتهم في 12. 12. 2012.

المراقبون اعتبروا اتفاق العسكر مع الاخوان على كتابة الدستور بعد الانتخابات خطوة غير نزيهة، فكان يفترض كتابة الدستور قبل الانتخابات وفوز الاخوان، هذه الخطوة سوف تمنع السلطة اي الاخوان كتابة الدستور وفق رغباتهم. ان ماذهب الي رئيس مصر الاخواني من قرارات ومن هيمنة على لجنة كتابة الدستور التي احتلت اكثر من 57% من أعضائها من الاسلاميين والابعد من ذلك فانهم رفضوا الاستماع الى مقترحات الاعضاء الاخرين من غير الاسلاميين مما حدى بالمجموعة الاخيرة الاستقالة.

الاخوان يواجهون الان معارضة الشارع المصري وربما اشد من معارضتهم الى الرئيس السابق مبارك، ومشهد ازمة الدستور وصفها البعض بانها ضحك على ذقون الشعب المصري، فالرئيس مرسي كان يحاول جس نبض الشارع المصري والعسكر والرأي العام، لذا بدأ بتسويف الوقت والمماطلة على التصويت على الدستور، اما تراجعه نسبيا عن موقفه، فممكن اعتباره تكتيكا لا تغيرا جذريا في موقفه الذي انتابه الغموض والضبابية، من اجل اجبار الشعب المصري على التصويت على الدستور يوم 15.12. 2012 وهو يراهن على اسلمة صناديق الاقتراع. يبدو ان العسكر أخذوا يتخذون خطوة الى الوراء، اقرب الى الشارع المصري والى المتظاهرين , وقد ظهرت تصريحات قائد الجيش المصري على ضرورة اتباع الحوار بين الرئيس واطراف المعارضة للوصول الى حل سلمي وكأنها خطوة باتجاه تخلي العسكر عن تحالفاته مع الاخوان. بعض الصحف الاجنبية /النيويورك تايمز، طلبت من العسكر فرض الاقامة الجبرية على الرئيس مرسي، فرغم ضعف هذا الاجراء بعد الانتخابات العامة في مصر فان هذا الاحتمال لايمكن تجاهله، وهو يعيد المتظاهرين الى المربع الاول في ميدان التحرير، السؤال يبقى مفتوحا: هل يستطيع الشباب ولادة ثورة جديدة بعد مارثون الثورات في مصر؟

........................................

المصادر

1 ـ موسوعة الاخوان /قراءة تحليلية ونقدية لنظام البنية الهيكلية لحركة الاخوان المسلمين الاولى بمصر

2ـ انشقاقات الاخوان منذ عهد البنا حتى اليوم

http://www.alma7zora.com/2012/05/blog-post_643.html

3 ـ مركز التأصيل للدراسات والبحوث

4 ـ الاخوان ويكليكس / http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title

5 أشهر الانشقاقات في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين/ 8 مايو 2012 / المصري

http://www.almesryoon.com/permalink/7093.html

5 ـ وكالة أ ش أ / المشهد 26.12.2011 دراسة الدكتور محمد عفيفي/ مؤرخ مصري

http://www.masress.com/rosasabah/119690

6 ـ أنشقاقات الإخوان تتوالى في مكتب الإرشاد /يارا سامى / صباح الخير /26.07.2011

7 ـ وطــن نــيــوز تشرين الثاني , 2012/

http://www.watnnews.net/NewsDetails.aspx?PageID=26&NewsID=67274

8 ـ ندوة نظمها مركز المسبار للدراسات والبحوث في دبي نوفمبر 2012     

http://www.almezmaah.com/homepage.aspx

9 ـ ميدل ايست اون لاين / http://middle-east-online.com/?id=1451129 ـ

10 ـ مركز المزماة للدراسات والبحوث بدبي /

http://www.almezmaah.com/homepage.aspx

11ـ مركز الاهرام للدراسات /عبدالرحيم علي: وصول الإخوان للحكم سيكشف ضعفهم

12 ـ الهيكل التنظيمي لحركة الإخوان المسلمين بمصر

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/كانون الأول/2012 - 6/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م