التوازن البيئي... المعادلة الضامنة

شبكة النبأ: يتحكم توازن النظام البيئي في شكل الحياة على كوكب الأرض، حيث ان الطبيعية وما تحتويها من كائنات حية تتفاعل في ما بينها بتجانس واستمرار كي تبقى حية، ويختل النظام البيئي عندما يطغى كائن من هذه الكائنات على آخر، لذا فان صحة البيئة مرهونة بحماية الكائنات المهددة بالانقراض، فاليوم وبعد التغيرات والتقلبات البيئية والمناخية نجد ان بعض الأصناف من الحيوانات والنباتات معرض للانقراض، والبعض الأخر انقرض فعلا، وهذا هو الإنذار الأشد خطورة شكل الحياة في الكرة الأرضية، حيث تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى انقراض الحيوانات بين اعتداء الإنسان على بيئتها الطبيعية إضافة إلى التغيرات المناخية كما أن الإنسان نفسه يقتل عمدا الكثير من الحيوانات لأسباب مختلفة. فهناك عصابات متخصصة في إنتاج الألماس في مناطق الحروب والأزمات تقوم عمدا بقتل الغوريلات كما أن الأسواق في أفريقيا لا تخلو من لحوم حيوانات برية مصنفة على أنها نادرة، كما تزيد في الوقت الحالي عمليات صيد الأفيال بشكل غير مسبوق في غرب أفريقيا لاسيما من قبل تجار العاج. ولا تنجو الأفيال عادة من عمليات الصيد إلا إذا كانت تحت حراسة مشددة، لذا فمن أجل صحة البيئة نحتاج لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات، وهو ما يسمى بالتنوع البيئي، ولذلك فإن فقدان نوع واحد يمكن أن يؤدي إلى فقدان أنواع أخرى، لأن الأنواع تعتمد على بعضها البعض، وعليه فأن التوازن والتنوع البيئي هما سر وإكسير الحياة على كوكبنا الأرضي.

الحفاظ على الكائنات المعرضة للانقراض

فقد قال علماء إن العالم يحتاج إلى 76 مليار دولار سنوياً من أجل تقليل المخاطر التي تتعرض لها الكائنات المعرضة للانقراض وكذلك لإقامة محميات طبيعية، ويقول الباحثون إنه بحلول عام 2020 سوف تبرز الحاجة لاتفاق عالمي من أجل التأكيد على الوصول لهذا الهدف وهو حماية الكائنات المعرضة للانقراض، ويؤكد العلماء أن هذه المخصصات- التي قد تسبب الإحباط بسبب ضخامتها- تمثل خمس ما ينفقه العالم سنويا على المشروبات الغازية، وهي تمثل أيضا، حسب مانشرته مجلة العلوم "ساينس"، واحدا بالمئة من قيمة الأنظمة البيئية التي تهدر سنويا، وكانت حكومات عالمية قد وافقت عام 2002 على تقليل معدلات الفاقد في التنوع البيئي بشكل كبير على مستوى العالم بحلول عام 2010، لكن الوقت المحدد لإتمام المهمة حل وانقضى دون أن تقل معدلات الفقد بل ارتفعت.

وخلال اجتماع عقد لمناقشة اتفاقية التنوع الأحيائي في مدينة ناغويا اليابانية، في نفس العام، التزمت الحكومات بإعادة سلسلة الأهداف التي يتعين تحقيقها بحلول عام 2020، ولكن كان هناك فقر في المعلومات حول مدى تكلفة حماية هذه الكائنات وإقامة محميات طبيعية، ويعتقد بعض الخبراء أن عدم الوضوح في المعلومات المالية ساعد الحكومات التي عارضت الاجتماع في تحقيق أهدافها، ولهذا فقد استطاع عدد من الباحثين في الجامعات ومنظمات الرعاية وضع تفاصيل بالتكاليف المحتملة من أجل الحفاظ على الكائنات المهددة بالانقراض، كما عمل الباحثون أيضا على تكاليف إقامة المناطق المحمية وتوسيع مساحتها لتغطي 17 بالمئة من الأراضي والمناطق الساحلية، وأكد دونال ماكارثي خبير الاقتصاد البيئي من مؤسسة آر إس بي بي التي أجرت الدراسة أن المبالغ المحددة كبيرة، وقال في تصريحات لبي بي سي الإخبارية :"إن تكاليف الحد من التهديدات للكائنات المعرضة للانقراض يمكن أن تصل إلى خمس مليارات دولار سنويا، ولكن تكلفة تأسيس وإقامة شبكة عالمية شاملة من المناطق المحمية سوف يكلف أكثر بالتأكيد وقد تزيد تكلفته عن 76 مليار دولار سنويا"، واستخدم الباحثون تكلفة حماية الطيور المهددة بالانقراض كمثال للعمل على تكاليف حماية باقي الفصائل المهددة، حيث تمت مناقشة الخبراء حول العالم لتحديد المبالغ التي تستهلكها إجراءات الحماية من أجل وضعها في قائمة الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة ومواردها، والتي تضم أكثر الفصائل المهددة، وقال الخبير الاقتصادي :"النقطة الرئيسية في نتائج تحليلنا هي تكاليف الحفاظ على أكثر الفصائل المهددة، أقل نسبيا نظرا لأنها تكون أصغر حجما، مثل نوع الطيور المعروف باسم "قبرة رازو" والذي يعيش في جزيرة رازو الواقعة ضمن أرخبيل كاب فيردي أو الرأس الأخضر القريب من غرب سواحل شمال أفريقيا"، وأضاف ماكارثي :"ويقول الخبراء أن تكلفة الحفاظ على الكائنات يمكن أن تكلف أقل من مئة ألف في السنة خلال السنوات العشر التالية"، إن تكاليف حماية المناطق البرية التي تم العمل عليها تتضمن إحصائيات حول حماية المواقع من التهديدات مثل إزالة الغابات والصيد الجائر والحصاد قبل الموعد وكذلك تطوير المناطق المحمية"، ويؤكد دونال ماكارثي أنه عندما نقارن بين هذه التكاليف التي تبلغ 76 مليار دولار مع بعض أوجه الإنفاق العالمي نكتشف أننا ندفع ثمنا ضئيلا للغاية، ويوضح :"إنه جزء فحسب مما ننفقه نحن كمستهلكين على المشروبات الغازية كل عام والتي تكلف نصف تريليون دولار، كما أن إجمالي ماسيتم إنفاقه على الفصائل والمواقع المحمية أقل من نصف ماندفعه كعمولات بنكية في أكبر البنوك الاستثمارية بوول ستريت"، ويعتقد بعض العلماء أنه من غير المؤكد أن يستطيع العالم توفير مثل هذه المبالغ الضخمة في ظروف الأزمة المالية العالمية. بحسب البي بي سي.

حيث يؤكد تيم بينتون من جامعة ليدز أنه يمكن أن يتم اتخاذ إجراءات صعبة، وقال: "بعض الفصائل في أماكن عديدة هامة جدا لطريقة عمل النظام البيئي، وبعضها ليس كذلك، ولهذا أعتقد أننا عندما نحاول الحفاظ على كل شيء في كل مكان فإننا يجب أن نفكر بصورة أكثر استراتيجية في وسط هذه الأزمة المالية العالمية لتحسين صور الحفاظ على التنوع الأحيائي"، في حين يشعر الدكتور آندي جارفيس من المركز الدولي للزراعة الاستوائية في كولومبيا أنه سيكون من الصعب تحقيق الأهداف والتمويل، مؤكدا أن النمو العالمي للسكان وتغير أنماط الاستهلاك يزيد الضغط على النظام الغذائي، ويضيف جارفيس :"توفير هذا المال، والتأكد من أننا نحافظ على أولويات خدمات النظام البيئي سيكون شيئا رائعا، ولكن شيئا من هذا لايتوقع حدوثه"، غير أن دونال مكارثي يؤكد أن العلم بالحد الأدنى لتكاليف تحقيق الأهداف لدى الحكومات التي وافقت على اتفاقية التنوع الأحيائي سيضفي واقعية على المناقشات، ويضيف :"الطبيعة لاتبقى ساكنة، نحن نتحدث عن فناء لا رجعة فيه لفصائل نادرة وملايين السنوات من التطور التاريخي التي يجب أن توضع في الاعتبار، وهذه المبالغ التي نتحدث عنها ليست فواتير علينا سدادها ولكنها استثمار في رأس المال الطبيعي."

الكائنات المندثرة

فيما كشفت الأمانة العامة لاتفاقية التجارة الدولية في الكائنات المهددة بالانقراض، عن تلقيها نحو 67 اقتراحاً من ممثلي ما يزيد على 50 دولة، تدعو إلى تعديل القواعد التي تحكم التجارة الدولية في بعض أنواع الحيوانات والنباتات البرية، بهدف حمايتها من خطر الاندثار، واقترحت تلك الدول توسيع قائمة الكائنات "المحمية"، بموجب الاتفاقية الدولية، وإضافة أنواع أخرى، اعتبرت أنها تواجه هي الأخرى نفس الخطر، دون أن تتضمنها القائمة الحالية، ومنها الدب القطبي، وأسماك القرش، وأخشاب مدغشقر الصلبة، بحسب الأمانة العامة للاتفاقية الدولية، ودعت عدة دول أفريقية، منها بوركينا فاسو وكينيا ومالي وتوغو إلى مد الحظر على تجارة عاج الأفيال، بينما اقترحت تنزانيا أن يقتصر تقنين صيد الفيلة على أراضيها للأغراض غير التجارية فقط، في إشارة من جانبها إلى أن أعداد الفيلة لم تعد مهددة بالانقراض، ونقلت إذاعة الأمم المتحدة عن أمين عام اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض، جون سكانلون، قوله إن كافة المقترحات التي تلقتها الأمانة العامة سيتم طرحها في المؤتمر العالمي للحياة البرية، المقرر عقده في العاصمة التايلاندية بانكوك. بحسب السي ان ان.

وأضاف المسؤول الدولي قائلاً إن "قضية الفيل الأفريقي والاتجار غير المشروع في العاج، وتجارة العاج القانونية، ربما تكون هي القضية الأكثر إثارة للجدل"، وأضاف أن "الأمر المشترك بين جميع الأطراف، وبين جميع الدول الأفريقية، هو أننا يجب أن نفعل شيئاً"، وتابع بقوله: "علينا أن نتخذ مزيداً من الإجراءات لوقف الارتفاع الحالي في عمليات الصيد الجائر، والتجارة غير المشروعة فيما يتعلق بالأفيال وعاج الأفيال.. إننا نجد أن مستوى قتل الأفيال غير القانوني، يجعل عددها يتراجع في جميع مناطق القارة الأفريقية"، من جانبها، دعت الولايات المتحدة، في اقتراح لها قدمته إلى الأمانة العامة للاتفاقية، إلى فرض حظر تام على تجارة منتجات الدب القطبي التجارية، وأكدت أن آثار التغير المناخي تهدده بالانقراض.

الصيد الجائر

في سياق متصل قتل بصورة غير مشروعة عدد قياسي من حيوانات وحيد القرن الأفريقي في جنوب أفريقيا هذا العام بسبب استخدام قرونه في الطب الصيني واعتقاد منتشر في جنوب شرق آسيا دون أساس علمي أنها قد تشفي من مرض السرطان، وقد ارتفعت قيمة تداول قرون وحيد القرن إلى نحو 65 ألف دولار للكيلوجرام لتصبح أغلى من الذهب، وقالت وزارة البيئة في بيان إن جنوب أفريقيا -موطن لأكثر من 20 ألف حيوان من وحيد القرن أو نحو 90 في المئة من كل حيوانات وحيد القرن في أفريقيا- فقدت 455 حيوانا حتى يوم الثلاثاء هذا العام لتتجاوز 448 حيوانا قتلت طوال عام 2011، وكان يقتل حوالي 15 حيوانا في السنة قبل عشر سنوات الامر الذي يعكس تزايد الطلب من آسيا، وتشير دراسة اجراها ريتشارد ايمسلي وهو خبير في هذا المجال إلى أن عدد الوفيات غير الطبيعية من وحيد القرن في جنوب أفريقيا سواء من خلال الصيد غير المشروع أو الصيد القانوني قد بلغت مستوى الآن سيؤدي على الأرجح إلى انخفاض اعدادها. بحسب رويترز.

وزاد الصيد غير المشروع بصورة كبيرة منذ عام 2007 عندما بدأت طبقة الأثرياء في الصين وفيتنام وتايلاند إنفاق المزيد على قرون وحيد القرن للطب التقليدي حيث كانت تستخدم قبل ذلك لعلاج الامراض مثل مس الشيطان، ويجري حوالي نصف الصيد غير المشروع في محمية كروجر الوطنية وهي محمية رئيسي في البلاد تغطي مساحة بحجم إسرائيل حيث تم نشر جنود وطائرات استطلاع في الأشهر الأخيرة للحد من عمليات الصيد، وقال محققون إن المحمية كانت نقطة محورية في سباق تسلح إذا استخدمت عصابات الصيادين برعاية العصابات الاجرامية الدولية الأسلحة ونظارات للرؤية الليلية وطائرات هليكوبتر لاصطياد الحيوانات.

حماية الطيور

على صعيد آخر يقوم مركز الامارات لتكاثر الطيور والمحميات بجهود كبيرة للحفاظ على طائر الحبارى في بيئته الطبيعية في البيض جنوب غرب الجزائر، سعيا للوصول الى اعداد كافية من هذا الطائر المهدد بالانقراض حتى يمارس الامارتيون هواية صيده "بشكل منظم"، وقد تم اطلاق 100 طائر في منطقة الزبوج التي تبعد 150 كيلومترا عن مدينة البيض (980 كيلومترا جنوب غرب الجزائر) تم تفقيسها وتربيتها في مختبر محلي تابع لمركز الامارات لتكاثر الطيور والمحميات، وتم وضع اجهزة ارسال على بعض الطيور لتسهل تعقبها بعد اطلاقها في البرية، كما يحمل كل طائر حلقة في رجله للتعرف عليه وعلى السنة التي جرى فيها تفقيسه وما اذا كان ذكرا ام انثى، وهذه المرة الثانية التي يطلق فيها الطائر المهدد بالانقراض بعد عملية ناجحة العام الماضي اطلق خلالها 560 طائرا، والهدف هذه السنة هو الوصول الى اطلاق الف طائر، من خلال عمليات تتم كل يوم او يومين. بحسب مديرية الغابات.

ويعمل مركز الامارات بالتعاون مع منطمة حياة الطيور العالمية (بيرد لايف انترناشيونال) وجامعة ايست انجلا البريطانية، في مشروع يدوم ست سنوات لحماية الحبارى في الجزائر واوزباكستان، بحسب المركز، ويهدف المركز الى "الدفاع عن نموذج لحماية الحبارى والصيد المستدام لها"، كما جاء في وثيقة الدعاية للمركز، والزبوج منطقة بعيدة جدا عن اي حياة مدنية، ويصعب الوصول اليها، اذ بمجرد ترك الطريق المعبدة يصبح من المستحيل الاستدلال في الصحراء القاحلة، وبالاضافة الى تميز هذه المنطقة ببعد السكان عنها ما عدا بعض البدو الرحل، فانها توفر النباتات والحشرات التي تتغذى عليها طيور الحبارى، لكن هذه البيئة الصعبة لم تمنع الصيادين المتنقلين في قوافل كبيرة من السيارات الرباعية المجهزة بكل وسائل الاتصال والاستدلال في الصحراء من الوصول الى اماكن تواجد الحبارى، شهادات كثيرة نقلتها الصحف عن "امراء الخليج" الذين يمارسون هواية صيد الحبارى باستخدام الصقور المدربة في منطقة البيض على وجه التحديد، وشاهد مخيما كبيرا في منطقة البنود جنوب البيض اكد احد السكان عند سؤاله انه لصيادين قطريين، الا ان مدير الغابات نفى ذلك، واكد مدير المشروع في مركز الامارات لتكاثر الطيور كيت سكوتلاند لوكالة فرنس برس ان "الخطر الحقيقي الذي يتهدد طائر الحبارى هو اتساع المراعي والصيد الجائر وحتى الصيد المنظم"، وتابع "هناك صيد منظم لا نعرف اسماء او جنسيات الذين يقومون به، فهؤلاء يتنقلون بقافلات محاطة بحراسة امنية، تمنعنا من سؤالهم"، اما سعيد الشنطي احد المسؤولين عن المشروع من الجانب الاماراتي فاوضح ان"الهدف الاخير للمشروع هو اكثار اعداد الطيور حتى يمكن تنظيم الصيد للاماراتيين لان ذلك فلكلور بالنسبة لهم لا يمكن الاستغناء عنه"، وتابع "القانون في الوقت الحالي يمنع الصيد لكن عندما تصبح الاعداد كبيرة يمكن تغيير القانون وتنطيم صيد مستدام". بحسب فرانس برس.

من الجانب الجزائري ينفي المدير العام للغابات محمد صغير نوال اي امكانية للصيد، كما ينفي كل الاخبار التي تتناقلها الصحف من وقت لاخر عن قوافل سيارات رباعية تجوب منطقة البيض تحت حماية امنية لصيد الحبارى، وبالنسبة للمسؤول الاول عن حماية النبات والحيوان في الجزائر فان "الحبارى لم ينقرض والدليل ان الطيور المستخدمة في التكاثر مصدرها الطبيعة"، ويقول هذا المسؤول بلهجة واثقة "لن نقبل ان يتم تنظيم اي صيد، اما الصيد غير القانوني فيمكن ان يحدث لان الصحراء الجزائرية واسعة جدا ويستحيل مراقبتها كلها"، والبيض ولاية شاسعة تتعدى مساحتها 70 الف كيلومتر مربع منها منطقة محمية تمتد على 500 كيلومتر مربع، تتكاثر فيها الحبارى وانواع الحيوانات الاخرى، بحسب احد حراس الغابات، ولا يسهر على حراسة هذه المنطقة الشاسعة سوى عشرة حراس، يساعدهم في ذلك بعض البدو الرحل، والمنطقة ممنوعة حتى على البدو الذين يملكون اكثر من عشرة رؤوس اغنام او ماعز، للحفاظ على الغطاء النباتي الذي يشكل احد مصادر الغذاء بالنسبة للحبارى، والمكان الوحيد المراقب بشكل جيد "ولا يمكن ان يحدث فيه اي صيد" هو منطقة تبعد حوالى الف كيلومتر جنوب غرب الجزائر، ويسيطر عليها الجيش باعتبارها تقع على الحدود مع المغرب، واكد مسؤول بمركز الامارات لتكاثر الطيور والمحميات لوكالة فرنس برس ان "الصيد المنظم" سيكون مفتوحا فقط للذين مولوا المشروع (الاماراتيين) الذي يكلف حوالى مليون دولار، ويبدو ان الصيادين القطريين يعرفون ذلك جيدا بما انهم قدموا طلبا للسلطات الجزائرية للسماح لهم بالقيام بنفس التجربة.. تربية طيور الحبارى ثم اطلاقها في الصحراء لملاحقتها وصيدها باستخدام الصقور المدربة.         

الحوت الأزرق

من جانب آخر يستخدم علماء استراليون التكنولوجيا العسكرية المخصصة لتحديد مواقع الغواصات لتعقب الحيتان الزرقاء النادرة على بعد مئات الكيلومترات من خلال التنصت على اغانيهم المميزة، ويمكن للحيتان الزرقاء التواصل مع بعضها بعضا على مدى حوض محيط كامل من خلال اطلاق اصوات ذات تردد منخفض او عن طريق الاغاني العميقة، بدأ علماء من وكالة القطب الجنوبي الاسترالية هذا العام في استخدام عوامات لتحديد الاتجاه مزودة بأجهزة لرصد صدى الصوت لتعقب اصوات الحيتان وهو تطور كبير على صعيد عمليات مراقبة الحيتان، وقال مايك دابل من الوكالة الاسترالية "اخيرا نحاول الحصول على تقييم واف للحيتان الزرقاء. على مدى عدة سنوات نبدأ في تسجيل تواريخ تبدل مواقعها ومن خلاله نقدر العدد الاجمالي لها". بحسب رويترز.

وعلى مدى 20 يوما في وقت سابق هذا العام سجل العلماء 103 مواقع للحيتان الزرقاء في منطقة تبلغ مساحتها اكثر من 10 الاف كيلومتر مربع باستخدام هذه التكنولوجيا، وقال دابل انه على الرغم من ان طول الحيتان الزرقاء يصل الى 33 مترا الا انه يصعب العثور عليها ولا يعرف عنها سوى القليل، وتقول الحكومة الاسترالية انها تأمل في ان يسهم تحسن عملية مراقبة الحوت الازرق وهو اكبر حيوان في العالم في المحيط المتجمد الجنوبي في منع انقراضه، وكان الحوت الازرق قد اوشك على الانقراض في اوائل التسعينيات عندما تم قتل ما يقرب من 250 الف حوت في عمليات الصيد.

تهريب العاج

كما قالت السلطات في هونج كونج انها ضبطت ما قيمته 26.7 مليون دولار هونج كونج (3.5 مليون دولار) من الأنياب والزخارف المصنوعة من العاج والمهربة من افريقيا في اكبر عملية ضبط تقوم بها الجزيرة للعاج الذي لا يزال هناك طلب كبير عليه رغم الحظر الدولي، وذكرت حكومة هونج كونج ان ضباط الجمارك في هونج كونج وقوانغدونغ المجاورة صادروا العاج الذي يبلغ وزنه الاجمالي 3.8 طن في مداهمات لميناء حاويات، وقال متحدث حكومي "انه اكبر عدد من الانياب على الاطلاق يتم ضبطه في هونج كونج في عملية مصادرة واحدة"، وذكرت الحكومة ان ضباط الجمارك عثروا على 972 نابا وحلية من العاج في حقائب من الخردة البلاستيك داخل حاوية وصلت من تنزانيا. بحسب رويترز.

وعثر على 237 نابا في اليوم التالي في حاوية تحمل بقوليات من كينيا، ونقلت وسائل اعلام في هونج كونج عن مسؤولي الجمارك قولهم انهم لا يعتقدون ان اغلب العاج كان متجها للبر الرئيسي للصين، ونقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست عن مسؤول الجمارك الكبير في هونج كونج لام تاك فاي قوله "نعتقد ان جزءا صغيرا كان سيذهب الى البر الرئيسي بينما البقية الى اماكن اخرى في المنطقة مثل اليابان وتايوان"، وكانت هونج كونج من اكبر مستوردي وتجار ومصنعي المنحوتات ومنتجات العاج الاخرى من العاج قبل حظر التجارة الدولية فيه عام 1990 .

العثور على نوع من السلاحف كان يظن أنه منقرض

على صعيد مختلف أعلنت السلطات في ارخبيل غالابوس الواقع في الاكوادور أنها اكتشفت نوعا من السلاحف كان يظن أنه انقرض، منذ نفوق سلحفاة معمرة في تموز/يونيو الماضي، وقد ظن ان نفوق تلك السلحفاة الملقبة ب "جورج الوحيد" أدى إلى انقراض هذا النوع من السلاحف الذي يعرف علميا ب "غوتشيلوني أبيجدوني"، إذ كان "جورج" يعتبر السلحفاة الوحيدة المتبقية من هذا النوع في هذه المحمية الطبيعية المعزولة الواقعة في قلب المحيط الهادئ على بعد ألف كيلومتر من سواحل الإكوادور، غير أن نفوقها "لا يعني في نهاية المطاف اندثار هذا النوع من السلاحف العملاقة"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن إدارة المنتزه الوطني في غالابوس استند إلى دراسة علمية بينت وجود سلاحف اخرى من هذا النوع، وقد أظهرت هذه الدراسة التي اجريت بالتعاون مع جامعة ييل الأميركية "وجود 17 سلحفاة" من النوع عينه، بعد تحليل 1600 عينة، على ما أفادت المصادر عينها، وقد رصدت هذه السلاحف الجديدة على بركان في جزيرة إيزابيلا التابعة للارخبيل، كما جزيرة بينتا حيث نفق "جورج الوحيد". بحسب فرانس برس.

ومن المزمع نشر هذه الدراسة عما قرب في مجلة "بيولوجيكل كونسرفيشن"، وقد تم في إطارها رصد تسع سلاحف أنثى، وثلاثة ذكور وخمسة صغار لم يعرف بعد إذا كانت من الذكور او الإناث، وهي تتمتع جميها بالمجين عينه الذي كان يتمتع به "جورج الوحيد"، وقد نفق "جورج الوحيد" إثر أسباب طبيعية، وباءت جميع المحاولات الرامية إلى تكاثر هذا النوع بالفشل، وهو كان يعتبر رمزا للكفاح من أجل حماية البيئة، وقد أدرجته حكومة الإكوادور في تموز/يوليو الماضي في تراثها الوطني، يضم أرخبيل غالابوس حوالى عشرة أنواع مختلفة من السلاحف يتراوح عددها بين 30 و40 ألف سلحفاة. وهو مندرج منذ ثلاثة عقود في قائمة التراث العالمي التي وضعتها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 12/كانون الأول/2012 - 27/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م