يوم القيامة وأي1... بداية العزلة الاسرائيلية

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يخوض الفلسطينيون معركة عالية المخاطر مع اسرائيل حول قضية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصا بعد إعلان إسرائيل عن بناء الآلاف من الوحدات السكنية في المنطقة المعروفة باسم تل "يوم القيامة" او اي 1، حيث باتت هذه المنطقة محور نزاع دبلوماسي متصاعد بين إسرائيل والفلسطينيين، بل ايضا بين إسرائيل والكثير من حلفائها الغربيين، إذ تلقى مشروعات الاستيطان الاسرائيلية في الأراضي المحتلة إدانة عالمية بشكل معتاد، غير ان منطقة اي 1 زادت من الجدل على الساحة الدولية بشكل غير مسبوق، فقد قامت عدد من حكومات دول الاتحاد الأوروبي مثل بريطانيا وفرنسا والسويد وحتى استراليا باستدعاء السفير الاسرائيلي لديها للاحتجاج على ما تراه ردا انتقاميا غير مقبول على تصويت الامم المتحدة لصالح الدولة الفلسطينية، ويرى المحللون ان هناك عدة اسباب تقف وراء المشروع الاستيطاني اي 1 ابرزها استعمل هذا المشروع كورقة ربح في صندوق الاقتراع القادم بالنسبة لزعماء اسرائيل، كما يمكن ان يكون رد انتقامي على تصويت الامم المتحدة لصالح الدولة الفلسطينية، فضلا عن عودة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى للمصالحة بعد النزاع الأخير مع اسرائيل، مما دفع اسرائيل للشعور بعزلة في منطقة الشرق الاوسط خصوصا بعد تغيير بعض الانظمة السياسية في بلدان ربيع العربي، في حين اعتبرت السلطة الفلسطينية ان مصادقة الحكومة الاسرائيلية على البناء الاستيطاني في المنطقة "إي 1" يعني نهاية عملية السلام وحل الدولتين، بينما حذر اغلب المحللين من ان تقضي خطة المستوطنات الإسرائيلية الجديدة على عملية السلام للشرق الأوسط برمته، فعلى الرغم من كل المفوضات والمعاهدات التي جرت بينهما حول الاستيطان الإسرائيلي، ما زالت مشاريع بناء المستوطنات وتوسيع الاستيطان على الأراضي الفلسطينية متواصلة على قدم وساق، وفي تزايد مستمر، مما يضع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في حالة غليان مستمر لا تحمد عقباه مستقبلا.

تل يوم القيامة

في سياق متصل المنطقة إي1 هي واحدة من اماكن معدودة حول القدس لم يطرأ عليها اي تغيير منذ ايام السيد المسيح وهي منحدر حجري ترابي قاحل واقع على الطريق المؤدي إلى الصحراء والبحر الميت، وإذا نفذت إسرائيل خططها التي أعلنتها فستكون المنطقة موقعا لمدينة استيطانية يهودية جديدة على ارض محتلة يرى الفلسطينيون انها يجب ان تكون جزءا من دولتهم التي حصلوا على اعتراف بها في الامم المتحدة.

شقت الطرق التي لا يبدو انها تصل إلى مكان ما وسط المنحدرات الصخرية ولا تجد ظلا يحمي من الشمس الحارقة سوى الذي توفره اعمدة الانارة في الشوارع، تعرف المنطقة ببساطة باسمها الاداري إي1 وهذه المنطقة الممتدة من اراضي الضفة الغربية، وأحيت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة قديمة للبناء في المنطقة بعد ان أغضبها التصويت الذي اجري في الجمعية العامة للامم المتحدة ومنح الفلسطينيين مكانة "دولة غير عضو" في الامم المتحدة، وحذر منتقدو الخطة فورا من ان توطين الإسرائيليين في المنطقة إي1 سيعزل القدس الشرقة ويقسم الضفة الغربية مما يحبط فعليا اي فرصة لاقامة دولة فلسطينية ذات مقومات للبقاء ويقضي على عملية السلام بالشرق الأوسط، وقال دانيال سيدمان مؤسس منظمة أرض القدس غير الحكومية التي تراقب التطور الحضري في القدس وحولها "هذه ليست مستوطنة عادية. انها مستوطنة يوم القيامة"، وأضاف "الرسالة التي يجب ان تتعلمها إسرائيل من تصويت الامم المتحدة هي اننا نسير على جليد هش للغاية..من خلال التهديد (بالبناء) في المنطقة إي1 فاننا نقف على الجليد الهش ونقفز"، ويرفض المؤيدون للمشروع وجهة النظر هذه ويقولون ان البناء في هذه المنطقة تأخر كثيرا ويمثل توسعا طبيعيا من مستوطنة معاليه أدوميم التي تضم اكثر من 30 الف مستوطن.

ويعيش اكثر من نصف مليون إسرائيلي الان في اراض احتلتها اسرائيل في حرب 1967 ويزعمون ان لهم حقا تاريخيا وتوراتيا في الاراضي التي يقول الفلسطينيون انها ملكهم، وتبلغ مساحة منطقة إي1 نحو 12 كيلومترا مربعا فقط لكنها منطقة حساسة من الناحية الجغرافية لانها لا تقع فحسب في "الخصر" الضيق من الضفة الغربية ولكنها ايضا تطل من الخلف على القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لهم، ومن شأن البناء في هذه المنطقة ان يعقد الجهود الرامية لتحديد معالم دولة متماكسة للفلسطينيين ويصعب الربط بين التجمعات العربية المحيطة، لكن المؤيدين للمشروع يقولون انه لا يعد خرقا لاي معاهدة سلام ويجادلون بانه سيكون هناك مساحة كافية على اي جانب من التل مما يسمح باقامة ممر واسع يربط بين مدينتي رام الله وبيت لحم في الضفة الغربية وتقع الاولى الى شمال القدس والثانية الى جنوبها.

وقال ايلي هار نير المدير العام لبلدية معاليه أدوميم "وسائل الاعلام تردد طوال الوقت اكاذيب بشأن هذا الصراع"، وأضاف "لا يمكن حتى ان ترى القدس من هنا. ما زال هناك ستة كيلومترات من الاراضي المكشوفة التي لا تتبع المنطقة إي1 أو معاليه أدوميم" قائلا انه يمكن استخدام هذه المساحة لشق طرق للفلسطينيين، وتنظر الولايات المتحدة أقوى حليف لإسرائيل للامر بشكل مختلف وحذرت الادارات الأمريكية المتعاقبة من اي بناء على المنطقة إي1 غير المأهولة بشكل كبير، وسارع البيت الأبيض بشجب الاعلان الذي تزامن مع انباء تفيد بأن الحكومة الاسرائيلية تعتزم ايضا بناء 3000 منزل اضافي في مستوطنات اخرى لم يتم الكشف عنها في الضفة الغربية والقدس الشرقية، لكن الاجواء كانت احتفالية في مستوطنة معاليه أدوميم القريبة التي سعدت بالخطوة الاسرائيلية. وحث السكان رئيس الوزراء الاسرائيلي على عدم الرضوخ للضغوط وان يمضي قدما في خطط تأخرت كثيرا بشأن إي1، وقال بيني كاشريل رئيس بلدية معاليه أدوميم "كل الحكومات المتعاقبة وعدت بالبناء هنا لكن ما تراه حولي هي تلال خاوية.. صخور ورمال لا شقق سكنية"، وأضاف للصحفيين الذين تجمعوا على قمة تل إي1 "آمل ان تأتي هذه الحكومة وبهذا القرار تعمل على الفور"، وأطلق الاسرائيليون بالفعل على المستوطنة المنتظرة اسم ميفاسيريت أدوميم أي بشائر أدوميم. ومعاليه أدوميم نفسها تعني المرتفعات الحمراء في اشارة الى الجبال المحيطة التي تكسوها الحمرة وقت الاصيل. بحسب رويترز.

وكانت الاستعدادات للبناء قد بدأت منذ فترة طويلة وهناك جسر مغلق جاهز يربط بين معاليه أدوميم وشقيقتها المنتظرة بينما يتجه مفترق طرق رئيسي الى داخل إي1 من الطريق السريع المتجه الى البحر الميت، واذا اتجهت الى المخرج في يومنا هذا فلن تجد الا رعاة أغنام من البدو يسيرون وراء أغنامهم التي تبحث عن العشب وسط الصحراء المترامية، ووضعت السلطات الاسرائيلية عام 2006 خططا لترحيل البدو العرب الى موقع آخر. لكنها لم تتحرك بعد لتنفيذ ذلك وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان هذه الخطوة هي تحديدا لافساح الطريق امام تنمية منطقة إي1 .

دفعة في الانتخابات

مع اقتراب انتخابات 22 يناير كانون الثاني تحدى نتنياهو معارضة دولية مستمرة منذ فترة طويلة للمستوطنات وأعلن عن خطط لبناء ما لا يقل عن ثلاثة آلاف منزل في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين بعد اعتراف الأمم المتحدة الفعلي بالدولة الفلسطينية، ويمكن أن يساعد تحدي أوروبا حيث تم استدعاء عدد من سفراء اسرائيل لتقديم احتجاجات من جانب حكومات بريطانيا وفرنسا واسبانيا والسويد والدنمرك في تعزيز تأييد الناخبين اليمينيين لرئيس الوزراء المحافظ، وقال دبلوماسي غربي في القدس "خشينا ان يتسابق السياسيون لاظهار أيهم أشد صرامة مع الفلسطينيين. غير أننا كنا نأمل أن يظهر نتنياهو مزيدا من ضبط النفس. وهذا لم يحدث"، وأضاف الدبلوماسي "لم نكن نريد ان يذهب الفلسطينيون الى الامم المتحدة أثناء حملة انتخابات اسرائيلية لهذا السبب بالتحديد"، ورفضت إسرائيل الاحتجاجات الأوروبية والنداءات للتراجع بشأن حملة الاستيطان قائلة إنها "ستدافع عن مصالحها الحيوية حتى في وجه الضغوط الدولية"،

لكن الحكومة أمرت في هذه المرة باجراء "أعمال تخطيط" جديدة في واحدة من أشد المناطق حساسية في الضفة الغربية تعرف باسم "إي-1". وإقامة مساكن إسرائيلية على تلالها يمكن أن يقسم الضفة الغربية إلى قسمين.

وينظر كثير من الاسرائيليين بشكل تقليدي إلى الامم المتحدة وكثير من الحكومات الاوروبية على انها متعاطفة بوجه خاص مع القضية الفلسطينية، وقال نتنياهو أثناء زيارته للولايات المتحدة الحليف الرئيسي لإسرائيل "الأمريكيون يتفهمون ذلك" في إشارة إلى الحجج التي قدمها لدعم سياسات حكومته. وأضاف "الأوروبيون لا يتفهمون ذلك"، لكن لم يكن هذا هو الحال دائما بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك اوباما وخاصة بشأن قضية الاستيطان ومسألة ما اذا كانت اسرائيل قد تهاجم البرنامج النووي لايران في تحد لنداءات واشنطن لمنح الخيارات الدبلوماسية مزيدا من الوقت.

لكن اوباما لم يكن أبدا على قمة قوائم أكثر الشخصيات شعبية في اسرائيل ويبدو أن التوتر بينه وبين نتنياهو لم يضر بفرص رئيس الوزراء في استطلاعات الرأي التي تتوقع أن يحقق الفوز في الانتخابات القادمة، وقال تامير شيفر الباحث في العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس إن خطة نتنياهو الاستيطانية كانت "ما يتوقعه منه ناخبوه" وتنبع من اعتبارات سياسية داخلة، وأضاف "قد يكونون قلقين في حزب ليكود (الذي يتزعمه نتنياهو) من أن يختار الناخب اليميني بدلا منهم حزب هابايت هايهودي (الديني المتطرف)"، وحتى الآن لم يؤد الغضب الاوروبي بشأن خطة الاستيطان الى أي عقوبات ضد اسرائيل. وأي اجراءات عقابية قبل الانتخابات ستدعم ما قاله الخصوم السياسيون لنتنياهو بأنه يعمق العزلة الدبلوماسية لاسرائيل، وقال جيديون راهات باحث العلوم السياسية في الجامعة العبرية "أعتقد ان هناك اعتبارات انتخابية (وراء خطوات نتنياهو الاستيطانية)"، وأضاف "لكنه اعتاد أيضا على ان (اوروبا والولايات المتحدة) لا تضايقانه كثيرا والآن يبدو أنهما غيرا قواعد اللعبة"، غير أن شيفر قال "سيتعين أن يحدث شيء غير معتاد إلى حد كبير أو غير متوقع حتى لا يرأس نتنياهو الحكومة القادمة .. انها حسابات رياضية بسيطة .. يسار الوسط ليس لديه مقاعد كافية في البرلمان" لتشكيل ائتلاف.

وفي حين أن تفاصيل الاسكان الاستيطاني في المستقبل في الضفة الغربية والقدس الشرقية مازالت غير واضحة ويقول مسؤولون اسرائيليون ان أي بناء في المنطقة إي-1 لن يكون قبل أكثر من عام لا يزال أمام إسرائيل وأوروبا مجالا للمناورة، وقال دانييل سيدمان وهو خبير اسرائيلي في شؤون المستوطنات "لا نعرف أين ستبنى الوحدات. لا أعتقد أن أحدا يعرف. ربما يسعون الآن لمعرفة أين ستبنى"، وقالت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة التي تخوض الانتخابات القادمة زعيمة لحزب وسطي جديد في بيان إن خطة الاستيطان "تعزل اسرائيل وتشجع الضغوط الدولية"، لكن بدا أيضا أنها تلمح إلى أن نتنياهو ربما يكون يخادع"، وقالت "على أي حال (البناء) لن يحدث."

الفلسطينيون

في المقابل قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "اذا قررت اسرائيل البدء في البناء في منطقة إي 1 وصادقت على قرارات الاستيطان فيها فاننا نعتبر هذا قرارا اسرائيليا بنهاية عملية السلام وقرارا اسرائيليا بانهاء حل الدولتين، وهو نهاية لاية فرصة للحديث عن السلام في المستقبل"، واضاف "توجهنا الى مجلس الامن لاستصدار قرار بوقف مشروع الاستيطان الاسرائيلي في اي 1 ونطلب من المجتمع الدولي التدخل لوقف هذا المشروع الاستيطاني فورا للحفاظ على عملية السلام"، بدوره اعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه "ان هذا القرار الاستيطاني هو تحد واستخفاف بالمجتمع الدولي ورسالة تحدي اسرائيلية للعالم اجمع الذي ادان الاستيطان وطالب اسرائيل بوقفه"، وشدد ابو ردينه ان "الشعب الفلسطيني وقيادته لن يسكتوا على بقاء هذا الاستيطان لانه غير شرعي ويجب ان يزول"، واعتبر ابو ردينة ان اسرائيل تصعد حملتها ضد الشعب الفلسطيني واراضي الدولة الفلسطينية وهذا سيؤدي الى نتائج خطيرة اذا لم تتراجع اسرائيل عن هذه القرارات". بحسب فرانس برس.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكد في وقت سابق بان الاستيطان في ارض دولة فلسطين خاصة ما يسمى مشروع (اي1) الذي اعلنت عنه اسرائيل هو "خط احمر لا يمكن السكوت عليه" وانه سيتم اللجوء الى كل الاساليب المشروعة والقانونية لوقف هذا "القرار الخطير"، وقال عباس خلال استقباله اعلاميين وصحافيين فلسطينيين في مقر الرئاسة في رام الله "لقد توجهنا الى كافة الأطراف الدولية من أجل منع هذا القرار الاستيطاني، وإذا حصل فسنلجأ إلى كل الأساليب المشروعة والقانونية"، مشددا على ان "هناك ما يمكن أن نقوله ونفعله لمنع هذا القرار الخطير"، ورغم ان عباس لم يذكر التوجه الى المحكمة الجنائية الدولية لوقف القرار الا انه بدا واضحا ان القيادة الفلسطينية تدرس التوجه لهذه المحكمة كاحد الخيارات، فقد قال الرئيس الفلسطيني ان "لجنة فلسطينية خاصة من خبراء ومختصين ومن القيادة الفلسطينية تبدأ اليوم اجتماعاتها بهدف دراسة الوضع القانوني الجديد لفلسطين بعد ان اصبحت دولة".

موقف أمريكا

من جهتها حثت الولايات المتحدة إسرائيل على إعادة النظر في خطتها لإنشاء 3000 منزل جديد في أراض محتلة قائلة إن الخطوة غير بناءة بالنسبة لجهود السلام مع الفلسطينيين، وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض "نحث الزعماء الإسرائيليين على إعادة النظر في هذه القرارات التي اتخذت من جانب واحد والتحلي بضبط النفس لأن تلك الأفعال غير بناءة وتصعب استئناف المفاوضات المباشرة لإنجاز حل الدولتين"، واضاف "نؤكد مجددا معارضتنا القائمة منذ فترة طويلة للأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية والبناء في القدس الشرقية"، وبشكل منفصل قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان "تعارض الولايات المتحدة كل التحركات من جانب واحد بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية بالضفة الغربية وبناء مساكن في القدس الشرقية إذ أنها تعقد الجهود لاستئناف المفاوضات الثنائية المباشرة"، وأضاف "هذا يشمل البناء في المنطقة إي-1 نظرا لأن هذه المنطقة تنطوي على حساسية خاصة والبناء هناك يمكن ان يقوض جهود إنجاز حل الدولتين."

معارضة أوروبية

تعرضت إسرائيل للانتقاد من جانب عدة دول أوروبية بسبب قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توسيع البناء الاستيطاني بعد اعتراف الأمم المتحدة الفعلي بالفلسطينيين كدولة، واستدعت بريطانيا وفرنسا والسويد سفراء إسرائيل في عواصمها للتعبير عن رفضها لخطة لبناء ثلاثة آلاف منزل إضافي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وقبل زيارة نتنياهو لألمانيا حثت ألمانيا إسرائيل على الامتناع عن التوسع في البناء الاستيطاني بينما قالت روسيا انها تنظر بقلق شديد الى هذه الخطط.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان الخطط الاستيطانية ستوجه "ضربة قاضية تقريبا" لحل الدولتين للصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وأوضحت بريطانيا أنها لن تؤيد اي رد اسرائيلي قوي على قرار الامم المتحدة الذي طلبه الفلسطينيون بعد ان انهارت محادثات السلام عام 2010 بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني الاسرائيلي.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "نأسف للقرار الاسرائيلي الاخير بناء 3000 وحدة سكنية جديدة وانهاء التجميد لأعمال التطوير العمراني في المنطقة د 1. وقد دعونا الحكومة الاسرائيلية إلى العدول عن هذا القرار"، لكن متحدثا باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هون من شأن الحديث عن استدعاء السفير البريطاني في تل أبيب.

وعبرت فرنسا عن "بواعث قلق جدية" للسفير الإسرائيلي وذكرته بأن الاستيطان في الأراضي المحتلة غير مشروع و"عقبة" تعترض إحياء محادثات السلام مع الفلسطينيين، وقال مسؤول بوزارة الخارجية الفرنسية ردا على تقارير أفادت بأن باريس قد تستدعي سفيرها في تل أبيب "هناك سبل أخرى يمكننا أن نعبر بها عن عدم موافقتنا. بحسب رويترز.

رفضت اسرائيل انتقاد عدة دول أوروبية لقرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو توسيع البناء الاستيطاني بعد اعتراف الأمم المتحدة الفعلي بالفلسطينيين كدولة، وقال مسؤول في مكتب نتنياهو ان اسرائيل لن تخضع للضغوط. وأضاف "ستواصل إسرائيل الدفاع عن مصالحها الحيوية على الرغم من الضغوط الدولية ولا تعديل للقرار الذي اتخذ."

سؤال وجواب

ما هي منطقة E1 أو "شرق 1"؟

منطقة E1 اكتسبت اسمها من الاختصار لكلمة "إيست" باللغة الإنجليزية، والتي تعني "شرق،" بالعربية، وهي المنطقة التي قررت الحكومة الإسرائيلية بناء المستوطنات في الضفة الغربية فيها، وتبلغ مساحتها نحو 12 كيلومترا مربعا، وعند اكتمالها سوف ترتبط بضواحي القدس، البناء في منطقة E1 هو توسيع لواحدة من أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، "معاليه أدوميم،" والتي يسكنها حوالي 40 ألف نسمة، وسوف يتم دمجها مع منطقة القدس الكبرى.

لماذا تسببت خطة البناء برد فعل دولي مكثف؟.

بعد التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني بمنح الفلسطينيين وضع "دولة غير عضو بصفة مراقب،" أعلنت إسرائيل بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية ردا على ذلك، قائلة إن جزءا من ذلك البناء سيكون في منطقة E1، ويعتقد الفلسطينيون أن البناء هنا سيخفض أساسا مساحة الضفة الغربية إلى النصف ويمكن أن يعوق أيضا الوصول من الضفة الغربية إلى القدس الشرقية التي يرى الفلسطينيون أنها عاصمة لأي دولة فلسطينية في المستقبل. بحسب السي ان ان.

ما هو عدد المستوطنات الإسرائيلية هناك؟

المستوطنات هي البلدات الإسرائيلية المختلفة المساحات، والمبنية على الأراضي الفلسطينية، ووفقا لمجموعة "السلام الآن،" التي ترصد الاستيطان، هناك حاليا 137 مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، يعيش فيها نحو 325 ألف نسمة، كثير من المستوطنات، مثل "معاليه أدوميم،" تبدو تقريبا مثل أي مدينة إسرائيلية أخرى مع كل شيء موجود فيها، من السوبر ماركت إلى مراكز التسوق، وحتى المدارس.

ما هو وضع المستوطنات القانوني؟

الوضع القانوني للمستوطنات محل نزاع، فالأمم المتحدة وكثير من خبراء القانون الدولي يعتبرون هذه المستوطنات غير شرعية، ولكن إسرائيل وبعض الخبراء مثل يوجين روستو من كلية الحقوق بجامعة ييل، وجوليوس ستون، أستاذ القانون الدولي في جامعة سيدني، يقولون إنها "قانونية"، ويريد الفلسطينيون أن تتخلى إسرائيل عن معظم المستوطنات كجزء من حل الدولتين في المستقبل، ولكن الكثيرين يعتقدون أن ذلك الطلب غير واقعي بالنظر إلى حجم بعض المستوطنات.

كيف تؤثر المستوطنات في عملية السلام؟

المستوطنات هي سبب رئيسي لتعرقل أي مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين لسنوات عدة. إذ يقول الفلسطينيون إنهم سيعودون إلى الطاولة فقط إذا جمدت إسرائيل بناء المستوطنات، في حين أن حكومة بنيامين نتنياهو تريد مفاوضات من دون شروط مسبقة، والخلاف حول البناء الجديد في منطقة E1 من شأنه سكب الزيت على النار، إذ تعتقد الأمم المتحدة أنه قد يدمر أي فرصة لإيجاد حل الدولتين بشكل نهائي.

كيف يؤثر البناء في منطقة E1 على الفلسطينيين العاديين؟

بالنسبة للفلسطينيين العاديين في المنطقة فإن المخاوف مباشرة، إذ يقول عطا الله التيتي، وهو سائق سيارة أجرة في مدينة العيزرية بالقرب من القدس، إنه يخشى الطرق الالتفافية ونقاط التفتيش الإضافية إذا تم توسيع المستوطنات في منطقة E1، وأضاف: "إذا بدأوا البناء في هذه المستوطنة وأغلقوا الطرق علينا، فإن هذا سيعني أن رحلتي من الخليل إلى أريحا ستستغرق بين خمس ساعات إلى يوم كامل."

ماذا عن الناس الذين يعيشون حاليا في المستوطنة؟

رئيس بلدية "معاليه أدوميم" بيني كاشريل سعيد باحتمال توسيع مستوطنة، وهو المشروع الذي كان قيد الانتظار لسنوات، وقال: "هذا المكان.. هذا الحي السكني.. يقع ضمن معاليه أدوميم، وهو تابع لبلدية معاليه أدوميم، وجزء من الأراضي الحكومية، ويجب أن يتم البناء من أجل الأزواج الشبان في مجتمعنا."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 10/كانون الأول/2012 - 25/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م