|
شبكة النبأ: تخوض ايران نزاعات شرسة
مع جيرانها في منطقة الخليج منذ فترة طويلة لكنها برزت بشدة خلال
الاونة الاخيرة، ويسود العلاقات بينهما وبين حليف الخليج الولايات
المتحدة الامريكية مناخ من التوتر والتصعيد المتبادل والسجال الحاد على
عدة مستويات، مما يضع الأمن الاقليمي على المحك، ففي ظل تزايد التحشيد
العسكري الممثل بحرب الطائرات الساقطة ان صح التعبير بين الاطراف
المتخاصمة، فضلا عن ديمومة الحرب الباردة والحرب المخابراتية الساخنة
على ساحل الخليج، فقد تكشف المدة القادمة عن تزايد الاضطرابات على نطاق
أوسع في تلك المنطقة، كما حدث في قضية النزاع حول مضيق هرمز وقضية
الجزر الاماراتية الثلاث، كلها عوامل تنذر بكارثة لا تحمد عقباها فيما
لو اندلعت شرارة حرب هناك، وهذا هو سبب توجس زعماء الدول المتنازعة،
مما قد يسرع من عجلة الدوران نحو قدر الحرب المحتومة، على الرغم من
السطور الأخيرة لهذا الحرب لم توثق بعد.
حرب الطائرات
فقد قالت القوات المسلحة الإيرانية إن إيران استولت على طائرة تجسس
أمريكية بلا طيار كانت تحلق في مجالها الجوي فوق الخليج في أحدث تطور
في سلسلة من الانتهاكات الأمريكية المزعومة للأراضي الإيراني، وسلط
الحادث الضوء على التوترات في منطقة الخليج حيث تسعى كل من جمهورية
إيران الإسلامية والولايات المتحدة لإظهار قدراتهما العسكرية على الممر
الملاحي وسط مواجهة بسبب برنامج إيران النووي.
وهددت إيران مرارا بإغلاق مضيق هرمز إذا تعرضت لأي هجوم عسكري.
ويقول قادة عسكريون أمريكيون إنهم لن يسمحوا بحدوث ذلك. ويمر عبر
المضيق 40 بالمئة من شحنات النفط الخام المنقولة بحرا على مستوى العالم،
وقال بيان منشور على موقع الحرس الثوري الإيراني إن الطائرة من طراز
سكان إيجل وإنها كانت تجمع معلومات فوق مياه الخليج ودخلت المجال الجوي
الإيراني عندما أنزلتها الوحدة البحرية التابعة للحرس الثوري، وأضاف
البيان أنه تم الاستيلاء على الطائرة قبل أيام قليلة ولم يحدد أين وقع
الحادث وما إذا كانت الطائرة أسقطت أم تحطمت، ونشر الحرس الثوري
الإيراني ما قال إنه لقطة فيديو للطائرة سكان إيجل أثناء فحصها من قبل
مسؤولين عسكريين تحت لافتة مكتوب عليها "سنسحق الولايات المتحدة"،
وقالت البحرية الأمريكية إنها لم تفقد أيا من طائراتها بلا طيار فوق
الخليج في الآونة الأخيرة.
وقال متحدث باسم القوات البحرية الأمريكية بالقيادة المركزية في
البحرين "إن البحرية الأمريكية على علم كامل بأماكن مركباتها الجوية
بلا طيار التي تعمل في منطقة الشرق الأوسط. عملياتنا في الخليج تقتصر
على المياه والمجال الجوي الدوليين المتعارف عليهما، "ليس لدينا أي
تقارير تفيد بفقدان اي من طائرات سكان إيجل في الآونة الأخيرة"، وإذا
تأكد صحة ما اعلنته ايران سيكون الحادث على ما يبدو جزءا من حرب سرية
غير معلنة ضد برنامج طهران النووي تتضمن اغتيالات وتجسس وأعمال تخريب،
وتصنع شركة بوينج الطائرات من طراز سكان إيجل. ووفقا لموقع الشركة فإن
الطائرة طولها أربعة أقدام والمسافة بين باع الجناحين عشرة أقدام
(ثلاثة أمتار). بحسب رويترز.
وكانت الولايات المتحدة قالت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي إن
طائرات حربية إيرانية أطلقت النيران على طائرة مراقبة أمريكية بلا طيار
كانت تحلق في المجال الجوي الدولي. وقالت إيران إن الطائرة دخلت مجالها
الجوي مضيفة أنها سترد "بحسم" على أي انتهاك خارجي لمجالها الجوي، وبعد
أيام من الواقعة كتب سفير إيران لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي إلى بان
جي مون الأمين العام للأمم المتحدة يشكو من تكرار الانتهاكات الأمريكية
المزعومة للأجواء الإيرانية واصفا إياها "بالتصرفات غير القانونية
والاستفزازية"، وقال خزاعي إن طائرات أمريكية دخلت جنوب إيران سبع مرات
في أكتوبر تشرين الأول حول بوشهر حيث توجد محطة الطاقة النووية الوحيدة
في إيران، وقبل عام من ذلك اليوم أعلنت القوات الإيرانية استيلاءها على
طائرة استطلاع أمريكية بلا طيار في شرق إيران كانت القوات الأمريكية في
أفغانستان المجاورة قالت إنها مفقودة، وأعلن قادة عسكريون إيرانيون
آنذاك إنهم استخرجوا معلومات تقنية قيمة من الطائرة وإنهم يقومون
بتفكيكها لدراستها كي تستفيد من ذلك الصناعات العسكرية الإيرانية،
وتعتقد الولايات المتحدة وحلفاؤها أن إيران تحاول تصنيع قنبلة نووية في
حين تقول إيران إن برنامجها له أهداف سلمية محضة، وهددت إسرائيل بقصف
المواقع النووية الإيرانية إذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات المفروضة
على إيران في وقف أنشطتها النووية.
وفي أكتوبر أسقطت إسرائيل طائرة بلا طيار إيرانية الصنع أطلقها حزب
الله اللبناني على إسرائيل، وطبقا للبيانات التي تنشرها شركة بوينج إن
الطائرات بلا طيار من طراز سكان إيجل لا تحتاج إلى مهبط للطائرات إذ
يمكن إطلاقها بواسطة آلة لاطلاق الطائرة من عربة متحركة أو من سفينة
صغيرة، ويمكن للطائرة أن تقوم بمهام مبرمجة سلفا أو موجهة بواسطة
النظام الأمريكي لتحديد المواقع عالميا وتحمل الطائرة نظاما للتحكم في
الطيران، ويتم استعاداتها باستخدام نظام يعرف باسم "سكاي هوك".
تقليص حاملات الطائرات الامريكية
فيما أعلنت البحرية الامريكية ان عدد حاملات الطائرات الامريكية في
منطقة الخليج سيتقلص لفترة تصل الى شهرين من حاملتين الى حاملة واحدة
نظرا لعمليات صيانة غير متوقعة أدت الى تعديل عمليات النشر، وستكون هذه
المرة الاولى منذ ديسمبر كانون الاول عام 2010 التي لن تتواجد فيها
حاملتان في منطقة الخليج لفترات طويلة نظرا لتصاعد التوترات مع ايران،
والتعديل الذي أعلنت عنه البحرية ووصفته بانه "غير معتاد" يرجع الى
اكتشاف عمليات صيانة ضرورية في الحاملة نيميتز التي كان من المفترض ان
تحل في منطقة الشرق الاوسط محل الحاملة دوايت ايزنهاور الموجودة حاليا
في الخليج، وبدلا من ذلك ستعود الحاملة ايزنهاور الى الولايات المتحدة
في ديسمبر حيث ستقوم البحرية باستبدال سطحها الذي تنطلق منه الطائرات
على ان تعود الى منطقة الشرق الاوسط اوائل العام المقبل لتبقى هناك
لعدة شهور، وقالت البحرية الامريكية ان الحاملة نيميتز ستعود الى
المنطقة فور الانتهاء من عمليات الصيانة. بحسب فرانس برس.
سقوط طائرة اف-15 سعودية
على الصعيد نفسه اعلن مسؤول في وزارة الدفاع السعودية سقوط مقاتلة
من طراز اف-15 في المياه الاقليمية للمملكة في منطقة الخليج، موضحا ان
البحث عن الطيار ما زال جاريا، ونقلت وكالة الانباء السعودي عن المسؤول
قوله "بينما كانت احدى الطائرات المقاتلة من نوع اف-15 تابعة للقوات
الجوية الملكية في مهمة تدريبية روتينية (...) تعرضت لحادث عرضي ادى
الى سقوطها في المياه الاقليمية" في الخليج، واضاف ان "المقاتلة كانت
بقيادة الملازم طيار فهاد بن فالح المصارير في منطقة التدريب الليلي
بقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالمنطقة الشرقية"، واكد ان "البحث ما
يزال جاريا عن الطيار (...) والجهات المختصة شكلت فريقا فنيا للتحقيق
في اسباب سقوط الطائرة"، وكانت مقاتلة من الطراز ذاته تحطمت اثناء مهمة
تدريبية في المنطقة الشمالية الغربية اواخر نيسان/ابريل الماضي ونجا
قائدها. بحسب فرانس برس.
كما تحطمت مقاتلتان فرنسية من طراز ميراج وسعودية من نوع اف-15
اثناء التدريب في منطقة تبوك شمال غرب المملكة في حين نجا الطياران
منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، وفي العشرين من كانون الاول/ديسمبر
2011، تحطمت طائرة من طراز "هوك" بينما كانت في مهمة تدريبية في منطقة
تبوك ايضا، وفي 24 ايار/مايو 2011، تحطمت مقاتلة من طراز اف-15 ايضا
وقتل قائدها خلال طلعة تدريبية في منطقة قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية
بالمنطقة الشرقية ايضا.
مناطق حدودية محظورة
الى ذلك اتهمت ايران المملكة العربية السعودية بالقيام بأنشطة تنقيب
في مناطق حدودية محظورة في رد على الرياض يجيء في إطار التنافس على
النفوذ الاقليمي بين البلدين بعد ان شكت السعودية من انتهاك ايران
لحقول نفط وغاز في الخليج، واتهمت السعودية ايران باثارة الاضطرابات
بين الشيعة في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط وهو الاتهام الذي تنفيه
طهران، ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن رامين
مهمانباراست المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية قوله في مؤتمره
الصحفي الاسبوعي بطهران "يبدو ان السعودية اتخذت اجراءات بشأن انشطة
تنقيب في مناطق حدودية محظورة"، واضاف "تم ارسال التنبيهات اللازمة وتم
نقل وجهة نظر بلادنا والتزامنا باتفاقيات الحدود الى السفير السعودي في
طهران"، وكان المتحدث يرد على سؤال بشأن مذكرة سعودية الى الامم
المتحدة بان ايران انتهكت أراضيها قرب حقول نفط وغاز في الخليج، ومضى
المتحدث يقول "نرى ان أي خلافات يمكن تسويتها في اجواء من التعاون
واعتماد روح المشاركة والتفاهم"، ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن عبد
الله المعلمي السفير السعودي لدى الامم المتحدة قوله إنه بعث برسالة
الى الامين العام للامم المتحدة بان جي مون "توضح انتهاكات إيران
للاتفاقيات والمعاهدات الرسمية الموقعة من قبلها مع المملكة"، وأفاد
الخطاب بان زورقين تابعين للبحرية الايرانية اعترضا سفينة تخص شركة
أرامكو السعودية وان الطائرات الهليكوبتر الايرانية حلقت عدة مرات فوق
حقل غاز في الحصبة، وقال مهمانباراست إن الخطأ يقع على عاتق الجانب
السعودي، ومضى يقول "وقع الانتهاك من جانب شركات سعودية واذا كان سيتم
متابعة هذه المسألة فيجب مساءلة الجانب السعودي." واضاف "تخضع مناقشة
الحدود المائية بين ايران والسعودية للقوانين الدولية والوثائق بين
البلدين"، وقال تلفزيون (برس تي في) الرسمي الايراني الناطق
بالانجليزية إن ايران كانت قد تحفظت هذا الشهر على سفينة صيد سعودية
كانت قد دخلت مياهها الاقليمية الجنوبية
وقالت وسائل اعلام سعودية إن حرس الحدود السعودي احتجز 15 ايرانيا
الشهر الماضي حاولوا دخول السعودية بالاستعانة بزورق، وتقول ايران إن
سيادتها على الجزر محل النزاع لا تقبل التفاوض ونقل عن مهمانباراست
تحذيره من ان بلاده ستفكر في قطع العلاقات الدبلوماسية مع الامارات إن
هي واصلت المطالبة بالسيادة على الجزر الثلاث رغم ان التلفزيون الرسمي
الايراني نفى لاحقا تفكير الجمهورية الإسلامية في مثل هذه الخطوة. |
