دور الاخوان المسلمين في الاردن

الاردن مابين الاخوان والازمة الاقتصادية

جاسم محمد

علاقات الاخوان المسلمين

اتسمت العلاقة التاريخية بين الجماعة والنظام الملكي في الاردن بطابع ودي قائم على تبادل المنافع، فقد اخذت الجماعة شكل جمعية خيرية بمباركة الاردن وافتتح الملك عبد الله الاول المقر الاول للجماعة في 19/11/1945. وشكل الانفتاح السياسي في 1989 مرحلة هامة في تاريخ الجماعة، واعتبرت خيار المشاركة في الانتخابات سواء البرلمانية او البلدية قرارا استراتيجيا ومجالا مهما يمكن استثماره، وبادرت الجماعة الى انشاء حزب جبهة العمل الاسلامي عام 1992 الذراع السياسي للجماعة، وقوة شوكة " جمعية المركز الاسلامي " العصب الاقتصادي لجماعة الاخوان والتي تتضمن مؤسسات ومصالح كبيرة على مستوى الاردن.

فبدأ الحكم بسلسلة تشريعات وسياسات كقانون انتخابات "الصوت الواحد" الذي خاض على اساسه "الاخوان" باسم حزب جبهة العمل الاسلامي انتخابات عام 1993، الذي أدى الى اضعاف دورهم في مجلس النواب وتراجع حضورهم، وتمخض عن ذلك اقرار الاغلبية البرلمانية لمعاهدة وادي عربة عام 1994. لقد كان تاثير العامل الاقليمي والدولي واضحا على علاقة النظام السياسي في الاردن بالجماعة، مثلا ادت احداث سبتمبر 2001 الى تعزيز التعاون الامني والسياسي بين الاردن والولايات المتحدة في مكافحة الارهاب، خلق فجوة مابين الحكومة والاخوان حتى انتخابات 2003.

 التطورات الاقليمية انعكست على الحالة الداخلية وعززت من اجندة التيار المتشدد من"الاخوان" فاخذ تضخيم مؤسساتهم الاجتماعية والمدنية، وبدا الحديث عن "دولتهم" الذاتية الموازية للدولة وقد سبق ان تعرض الاخوان الى خسارة فادحة في انتخابات 2007. ولم تستطع الجماعة ان تترجم مشروعا حقيقيا يتناسب مع المتغيرات الكلية والجزئية التي تطفو على السطح.[1]

التعديلات الدستورية

وشهد الاردن خلال هذا الشهر، نوفمبر 2012 احتجاجات بعد قرار الحكومة رفع اسعار المشتقات النفطية بنسب راوحت بين 10 بالمئة و53 بالمئة لمواجهة عجز موازنة العام الحالي في بلد يستورد معظم احتياجاته النفطية وبحسب النسور فان "عجز الموازنة وصل الى 5,5 مليارات دينار (حوالى 7,7 مليارات دولار) من اجمالي الموازنة البالغة قيمتها 9 مليارات دينار (حوالى 12,7 مليار دولار."

وقالت الحكومة انها ستقوم بتعويض الاسر التي لا يتجاوز دخلها السنوي عشرة الاف دينار (حوالى 14 الف دولار) بمبلغ 420 دينارا على مدار السنة (حوالى 592 دولارا. وادى القرار الى رفع اجور وسائط النقل العام في البلاد بنسبة 11 بالمئة لوسائط النقل العاملة على الديزل و9 بالمئة لوسائط النقل العاملة على البنزين بما فيها سيارات الاجرة. ورافقت تلك الاحتجاجات اعمال شغب ادت الى مقتل واصابةعشرات اخرين بينهم رجال امن وتسجيل عدد من حوادث شغب وسرقة وتكسير لممتلكات عامة وخاصة واعتداء على مراكز امنية. ومن جانب اخر، دعا حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة في الاردن الحكومة الى "الغاء" قرار رفع الدعم عن اسعار المشتقات النفطية "فورا" او "تجميده". وقال حمزة منصور امين عام الحزب في رسالة موجهة الى رئيس الوزراء عبد الله النسور، حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها "نطالبكم باعلان الغاء القرار فورا او تجميده على الاقل لان امن الوطن واستقراره وحياة ابنائه والحفاظ على مقدراته اولى من الحرص على انفاذ القرار".كما طالب ب"الافراج الفوري عن جميع المعتقلين.

استهداف قطاع غزة

وكانت اسرائيل استهدفت يوم 13.11.2012، في غارة جوية على غزة، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، احمد الجعبري، بعملية عسكرية متدحرجة على قطاع غزة سمّتها "عامود السحاب"، ادّت الى مقتل 66 شخصا واصابة مئات الفلسطينيين، وردّت عليها الفصائل الفلسطينية باطلاق صواريخ على اسرائيل.

في اعقاب ذلك بحث الملك الاردني عبدالله الثاني مع المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية حول الشرق الاوسط توني بلير ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجنوب اسيا اليستر بيرت في لقاءين منفصلين التطورات الراهنة في المنطقة، بخاصة تداعيات العدوان الاسرائيلي على الرغم من ان المملكة قد اثبتت استقرارها النسبي على مدى العامين الماضيين، الا انها لم تكن محصنة تماما من الاضطرابات [2]

الحراك الداخلي والربيع العربي

فمنذ بداية الثورة في تونس تتظاهر المعارضة الاسلامية التقليدية في الاردن بقيادة الاخوان المسلمين. كما دعت الى اجراء تغييرات على القانون الانتخابي تتيح تمثيلا اكبر في البرلمان، وتعمل في النهاية على تحويل الاردن الى ملكية دستورية.

وفي الاشهر الاولى من الانتفاضات التي عمت ارجاء العالم العربي كان الملك عبد الله قادرا على التخفيف من زخم الحركة باقالة حكومته والانفاق بسخاء والشروع في الاصلاح الدستوري الحقيقي. وقد نالت التغييرات في ميثاق المملكة قبولا شعبيا وتم اعتبارها خطوة اولى ايجابية. وكما كان متوقعا رد الاخوان المسلمون على التغييرات باعلانهم مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقررة لكانون الاول/ديسمبر 2012. اما نائب المرشد العام للاخوان زكي بني ارشد فقد وصف تلك السياسة بسوء التقدير في حديث له مع جريدة الشرق الاوسط. [3]

لقد عمت المظاهرات بعض ارجاء الاردن مطلع عام 2011، شانها شان العديد من الدول الاخرى في المنطقة. وتصدرت لائحة مطالبهم انهاء الفساد وخفض اسعار الغذاء واجراء اصلاحات سياسية جادة. وقد استجاب الملك عبد الله باقالة الحكومة ورفع رواتب موظفي الجهاز المدني واعادة الاعانات وبدء عملية حقيقية لاصلاح الدستور. ومن اجل تامين الاعانات فقد زاد من عجز الموازنة. وقد لاقت هذه الخطوات شعبية كبيرة مما اتاح للملكية تحمل الموجة الاولية من الانتفاضات الاقليمية. حيث كشف تقرير امني سري انه تم ضبط خلية تخريبية من جنسيات عربية واردنية يطلقون على انفسهم 'التكفيريون' في محافظة الكرك, والتي حاولت اشعال المحافظة وانتقلت الى باقي المناطق في عي ومؤتة والمرج بالاضافة الى كشف عدد من الخلايا الارهابية التي كانت تستغل صفة اللجوء عبر الحدود الاردنية السورية. [8]

لكن تفاقم المشكلة بسبب الضغوط الاقتصادية المتزايدة حيث ادت الاضطرابات في سوريا الى دخول ما يقرب من مائة الف لاجئ الى الاردن مما فرض تكاليف مالية باهظة وتحميلا على موارد الدولة الطبيعية النادرة بالفعل - وخاصة المياه في مدينة المفرق الجافة، بالقرب من مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين الاخذ في الاتساع. وفي الوقت نفسه فان التطورات الاقليمية قد اخافت السياح فابعدتهم عن المملكة مما قوض من الاقتصاد الضعيف بالفعل وزاد في معدل بطالة الشباب المرتفع (حوالي 30 في المائة حاليا).[8]

ازمة النفط والمحروقات

 كانت سياسة الحكومة المصرية بتخفيض امداد الغاز الرخيص الى الاردن ضربة موجعة للشعب الاردني قد اجبر عمان على شراء السلع بتكاليف باهظة في السوق المفتوح وهذا ما جعل الامور اكثر سوءا. وقد اضطر الملك عبد الله الى زيادة الرواتب الشهرية الحكومية بنسبة 28 دولارا في العام الماضي 2011 لكي يتوافق ذلك مع ارتفاع اسعار السلع، وعلى سبيل المثال في استطلاع جرى مؤخرا قال 76 بالمائة من الاردنيين ان رواتبهم لا تتماشى مع ارتفاع تكاليف المعيشة. [4] و [8]

العجز في موازنة الدولة

 وبسبب انخفاض ايرادات الدولة وزيادة نفقاتها، عمل الى ارتفاع عجز الموازنة هذا العام 2012 الى ما يقرب من ثلاثة مليارات دولارات. وفي 2011 كانت منحة السعودية البالغة 1.4 مليار دولار قد اراحت عمان وابقتها قادرة على سداد ديونها، لكن بدون انتظام هذه المبالغ الضخمة سيظل العاهل الاردني يتحرك في محيط ضيق - تم تخصيص اكثر من 80 في المائة من ميزانية هذا العام البالغة 9.6 مليار دولار لرواتب موظفي الحكومة. وللمساعدة على تفادي العاصفة قام الملك عبد الله بتامين ملياري دولار في شكل قرض من "صندوق النقد الدولي" من المقرر صرفها في كانون الاول/ديسمبر. وفي البداية جعل "صندوق النقد الدولي" زيادة اسعار الوقود مؤخرا شرطا مسبقا لاي تمويل معتبرا اياها اصلاحا ضروريا.

وفيما يخص المساعدة المالية المباشرة تقوم الادارة الامريكية بالفعل بدورها المطلوب. وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقعت واشنطن اتفاقية تزود عمان بمائة مليون دولار اضافية كمساعدة مما يجعل اجمالي المنح الامريكية في عام 2012 حوالي 477 مليون دولار. ورغم ان هذا المبلغ - الذي يتضمن 284 مليون دولار لدعم الميزانية المترنحة في المملكة - يُعتبر ضخما بالنسبة لبلد يزيد عدد سكانه قليلا عن ستة ملايين نسمة الا انه ليس كافيا لمساعدة الاردنيين على الصمود في وجه العاصفة الاقليمية. ان الدعم الامريكي المستمر للتمويل السعودي المكمل ربما يساعد [في احتواء الازمة الاقتصادية]، لكن ينبغي فعل المزيد. [3]

وكان رد فعل رئيس الحكومة الجديد /النسور بالقول: "لم نتفاجا بردة فعل الشارع تجاه القرار'، معتبرا ان 'التراجع عن القرار سيؤدي الى نتائج اسوا من المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات.. ولا يمكن تاجيل مثل هكذا قرار والا فان الفاس ستدخل بالراس' [8]

واشار الى ان بلاده 'لم تتسلم اية مبالغ من الدول الخليجية خلال العام الحالي، باستثناء وديعة كويتية موجودة بالبنك المركزي بقيمة 250 مليون دولار لتنفيذ مشاريع تنموية'. واكد رئيس الحكومة الاردنية ان بلاده 'ليس لها ذراع تؤذي اخوانها من دول الجوار'. واضاف 'اننا لم نتدخل مطلقا في الشؤون الداخلية السورية، واننا نعمل على حماية حدودنا الشمالية مع سوريا'، معتبرا ان 'هذا الموقف لم يوافق دول اقليمية ويوافق البعض الاخر، ولكن ما يهمنا حماية حدودنا'. [5] [7]

التوترات مابين الاسرائيليين والفلسطينيين

اتخذ الملك عبد الله عددا من الخطوات للحد من التوترات بين الاسرائيليين والفلسطينيين. فهو لم يستضف المحادثات فحسب، وانما حاول كذلك تحسين المناخ بين الطرفين بالتفاوض مع اسرائيل في كانون الاول/ديسمبر على الافراج عن المائة مليون دولار شهريا من عائدات الضرائب الفلسطينية التي تم تحصيلها واحتجازها منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2011. كما كان العاهل الاردني اكثر نشاطا على الساحة الداخلية. فبعد حادث المفرق على سبيل المثال، اجتمع مع كل من المرشد الاعلى لـ جماعة الاخوان المسلمين همام سعيد ورئيس المكتب السياسي للمنظمة ارحيل غرايبة لتلطيف العلاقة المتازمة بين الطرفين.[4]

علاقة اخوان الاردن بحركة حماس

في اوائل ايلول (سبتمبر) 2012، استقال ثلاثة من كبار قادة جماعة الاخوان المسلمين في الاردن من المكتب التنفيذي للمنظمة بعد التصويت على حل القسم السياسي في الجماعة، وهو احد المكونات القليلة المتبقية للمنظمة التي يسيطر عليها المعتدلون. وقد جاءت الاستقالات ليس فقط احتجاجا على قرار المكتب التنفيذي، وانما ايضا على الارتباط الوثيق والمتزايد للاخوان المسلمين بحركة حماس. وتواجه جماعة الاخوان المسلمين في الاردن ازمة داخلية ما بين قيادة الضفة الشرقية التقليدية المعتدلة و الكتلة المؤيدة لحركة حماس. وقد تفاقمت هذه الانقسامات مؤخرا بسبب محاولات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والرامية الى استغلال ميزان القوى المتغير داخل جماعة الاخوان المسلمين من اجل تدعيم اجندة الاخوان في المملكة الاردنية.! [1]

وذهب المحلل السياسي بصحيفة الراي خالد فخيدة الى اتهام اخوان مصر بانهم الذين صنعوا الازمة في الاردن ما دفع الحكومة الى الترفيع في اسعار الغاز بعد قطع الغاز المصري بدل ان يستمر وباسعار انسب كما انتظر الاردنيون بعد سقوط مبارك.

وقال فخيدة "ما جرى ان الغاز المصري ظل سائلا باتجاه اسرائيل وقطع عن الاردن من قبل التنظيم العالمي للجماعة الذي يحكم الشقيقة مصر الان حتى يرضخ الاردن لابتزازه السياسي بتكييف قانون انتخاب على مقاس الجماعة وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الاسلامي حتى تتمكن من السيطرة على صناعة القرار في المملكة".

وهو ما كانت اشارت اليه صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية حين كشفت في عدد سابق ان المخاوف الاردنية تزداد حول الاسباب الخفية وراء قطع امدادات الغاز المصري الى الاردن، قائلة: "ان الامر ذو دوافع سياسية حيث تهدف الحكومة المصرية الاسلامية الى دعم وتعزيز الاحتجاجات التي يقودها الاخوان المسلمون في الاردن للضغط على حكومته لاجراء المزيد من الاصلاحات في البلاد".[9]

انقسامات داخل الاخوان

كانت جماعة الاخوان المسلمين في الاردن دائما منقسمة ايديولوجيا بين الصقور والحمائم، وهو انقسام افاد الجماعة وعزز من موقفها من الناحية التاريخية. فالحمائم – ومعظمهم من الضفة الشرقية -- عملوا كقادة للحركة ووسادة عزلت النظام عن القاعدة الاكثر راديكالية في المنظمة. ومع ذلك، ففي 30 نيسان (ابريل) 2008، تم انتخاب همام سعيد، وهو عالم دين راديكالي، مرشدا اعلى، وهو اعلى منصب في جماعة الاخوان المسلمين. وقد كان صعود همام سعيد الى السلطة مثيرا للجدل، حيث خلق ديناميكية تضع الاسلاميين في المملكة في مواجهة مباشرة مع الدولة [1]

الخلاصة

ان تاريخ الاخوان المسلمين في المملكة الاردنية، يعود الى منتصف عقد الاربعينيات من القرن الماضي، ورغم التناقضات فقد حرصت العائلة الهاشمية والحكومات الاردنية على احتضان الاخوان باعتبارهم جزء من هذا الوطن. لكن مع صعود حماس في الضفة الغربية ازدادت شهية، بعض التيارات داخل الاخوان والتي وصفت بالصقور، ليكونوا اكثر راديكالية ضمن تاثرهم بسياسات وقادة حماس في الضفة الغربية دون ان يعتمدوا او ياخذوا المصالح الوطنية للاردن. العلاقة مابين الاخوان والحكومات الاردنية اتسمت يالتذبذب، لذا يعتبر عام 1999 علامة بارزة في تاريخ الاخوان في المملكة الاردنية عندما ابعدت قيادات الاخوان، بينهم خالد مشعل، المقيم حاليا في قطر.

وفي اعقاب صعود الاخوان المسلمين في مصر صعد نجم الاخوان في الاردن واخذوا يعملون على تحقيق مكاسب سياسية من خلال محاولتهم بحصد اكثر من المقاعد البرلمانية وتحريك الشارع الاردني مستغلة مزاج الشارع الواقع تحت الضغوطات الاقتصادية، واستغلال الاخوان ايضا القضية الفلسطينية في خطابهم وما تتعرض له الضفة الغربية والفلسطينيين من عمليات استهداف وقتل اسرائيلي ومجازر وحشية. المراقبون السياسيون يحملون احيانا حماس ردود فعل الحكومات الاسرائيلية، التي يدفع ثمنها الالاف من الابرياء الفلسطينيين.

التحالف الاميركي مع الاخوان في مصر و المنطقة، صعد من سقف المطالب الاخوانية، ليصبحوا اكثر جراة وتحديا للحكومات. المملكة الاردنية لا يمكن اعتبارها ابدا بانها طرف في السلام الفلسطيني العربي/ الاسرائيلي بقدر ماتكون شريك رئيسي للسلام، وحليف تاريخي وستراتيجي للاسلام المعتدل وفي مواجهة الارهاب والتطرف.

الاردن حجر زاوية

الموقع الجيوبولتك للاردن خلق منه حجر زاوية لامن المنطقة ومصد في وجه الحركات الجهادية، حيث تحيط المملكة الاردنية مساحات سياسية ساخنة: الازمة السورية وتداعياتها في الشمال القت بضلالها على الوضع في الاردن، والتي نتجت عنها، هجرة عشرات الالاف من السوريين داخل وعلى امتداد الحدود الاردنية السورية، هذه الازمة كلفت الاردن ماديا اضافة الى انها دفعت الاردن لان يدخل حالة انذار، نتيجة استغلال اطراف اقليمية لحركة الاجئيين السوريين داخل الاردن. ان نظام الاسد يسعى الى زعزعت امن المنطقة من اجل تخفيف الضغوطات التي تشهدها سوريا من المجتمع الدولي. وهذا ما افادت به اعترافات بعض المعتقلين الذين عبروا الحدود الاردنية السورية بشكل غير شرعي، بهدف تشكيل شبكة خلايا ارهابية تهدف الى تنفيذ عمليات ارهابية وتقجير داخل الاردن خلال الاشهر الاخيرة من هذا العام 2012.

اما حدود الاردن الغربية مع فلسطين فهي الاصعب، لذا يعتبر الاردن صمام امان للمنطقة. اما العراق فيمتد على الحدود الشرقية للملكة، وهو ايضا شهد تغيرات سياسية كثيرة ومازال لا ينعم بالاستقرار السياسي والامني مع معاناة الارهاب. ولايمكن فصل الاحداث الداخلية في الاردن اي الحراك الداخلي عن مايجري في مصر والضفة الغربية، تطور الحراك داخل الاردن جاء تماما في اعقاب العدوان الاسرائيلي على الضفة الغربية يوم 12 نوفمبر 2012.

ان استهداف اسرائيل للضفة الغربية اشعلت الحراك الداخلي وصعدت من لهجة الخطاب الاخواني في الاردن. اما ما يجري في مصر فان الاخوان يتعاملون على الارض في خارطة طريق تتماشى مع شروط الادارة الاميركية واتفاقياتهم السرية والعلنية، لكن تبقى اهدافهم باقامة الخلافة الاسلامية مؤجلة، وسط تشتيت اهتمام المواطن المصري والعربي.

اما قرار مصر اي الاخوان بايقاف صادرات الغاز الى الاردن فاحتمال ان يكون متصلا بما يجري في الاردن من حراك ومن الازمة في سوريا بهدف توسيع رقعة " الربيع العربي " في المنطقة.

هذه الاحتمالات جاءت بعد رفض الحكومة الاردنية لضغوطات خارجية باستخدام حدودها مع سوريا للعمليات العسكرية.ان ستراتيجية الحكومات الاردنية القائمة على اعتبار "الاردن اولا" يضع الاخوان المسلمين في الجانب الاخر.

.........................................

المصادر

(1) ـ دراسة، عماد خضر 7/7/1429 هـ

 (2) ـ ميدل ايست 18.11.2012

(3) ـمعهد واشنطن للشرق الادنى، دراسة ديفيد شينكر

(4) معهد واشنطن، دراسة ديفيد ماكوفسكي

(5) ـ المرصد السياسي، سلسلة دراسات 1585، حسن براري

(6) ـ المرصد السياسي، سلسلة دراسات 1588، حسن براري

(7)ـ النهار المصرية

(8)ـ مهند بن موسى، شمس الاردن

(9) ـ صحيفة الراي، مقال خالد فخيدة

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 28/تشرين الثاني/2012 - 13/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م