السكتة الدماغية... مرضى السكري والمدخنون أبرز ضحاياها

 

شبكة النبأ: تُعد السكتة الدماغية من أكثر الأسباب الشائعة للوفاة على مستوى العالم في وقتنا الحالي، ويساعد الإلمام بأسبابها وأعراضها وسُبل الوقاية منها على تجنب هذا الخطر الداهم.

وأوضح البروفيسور مارتن غروند، من الجمعية الألمانية لطب الأعصاب بالعاصمة برلين، أن السكتة الدماغية لها أسباب عدة، إلا أنه غالباً ما يكون نقص تدفق الدم إلى المخ السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالسكتات الدماغية، الذي يحدث نتيجة الإصابة بتصلب أحد الشرايين السباتية بفعل الترسبات ألا الكلسية.

وعن وظيفة الشرايين السباتية، يقول غروند «يعمل الشريانان السباتيان على توصيل الدم إلى المخ وتوزيعه على الأوعية الدموية الصغيرة، فإذا حدث تكلس لأحد الشريانين، أي ترسبت فيه بعض المواد، مثل الكوليسترول أو الأملاح الجيرية، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل وصول الدم إلى المخ».

وأشار غروند إلى أن مثل هذه الترسبات لا تستدعي القلق على الإطلاق، لأنه يُمكن للشريان الآخر سد هذا العجز في ضخ الدم إلى المخ.

واستدرك طبيب الأعصاب الألماني أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن الشريان المصاب بالتضيق، الذي لم يعد يؤدي وظيفته، يقع حينئذ تحت ضغط شديد. وبفعل هذا الضغط تنطلق الجسيمات الكلسية الصغيرة إلى المخ، ما قد يؤدي إلى سد الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة هناك، ومن ثمّ إلى الإصابة بالسكتة الدماغية.

ويلتقط الجراح الألماني، إنغو فليسنكمبر، طرف الحديث، ويقول «إن اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وزيادة الوزن والتدخين، وكذلك العوامل الوراثية تندرج ضمن الأسباب الشائعة لتصلب الشرايين، ومنها إلى الإصابة بالسكتات الدماغية». بحسب الوكالة الالمانية للأنباء.

وأردف فليسنكمبر، عضو الجمعية الألمانية لطب الأوعية الدموية وجراحتها بالعاصمة برلين، «تزداد الخطورة بشكل كبير إذا ما اجتمع أكثر من عامل من هذه العوامل لدى شخص واحد، إذ يتضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المدخنين من مرضى السكري مثلاً».

أعراض محيرة

فرّق أخصائي جراحة الأوعية الدموية فليسنكمبر بين نوبات السكتة الدماغية المصحوبة بأعراض وغيرها التي لا تصاحبها أعراض، موضحاً «تزداد خطورة السكتات الدماغية المصحوبة بأعراض عن غيرها؛ لأن قلة تدفق الدم لا تُعد المشكلة الأساسية، إنما يُعد تناثر الترسبات الكلسية داخل الدم ووصولها إلى المخ هو المشكلة الحقيقية».

وإذا ظهرت أعراض الإصابة بالسكتة الدماغية وتبيّن انسداد أكثر من 70% من الشرايين، فيُشير فليسنكمبر حينئذٍ إلى ضرورة إجراء عملية جراحية في غضون أسبوعين، كي يتم تجنب الإصابة بسكتات دماغية لاحقة قد تكون أكثر شدة، مشيراً إلى أنه سيكون هناك خياران، هما: الاستئصال الجراحي للترسبات الكلسية أو تركيب دعامة. وفي هذه الحالة عادةً ما ينصح الأطباء بالاستئصال الجراحي.

وعلل فليسنكمبر سبب ذلك بقوله «ينخفض خطر الإصابة بسكتة دماغية جديدة عند استئصال الترسبات جراحياً»، لافتاً إلى أنه نادراً ما تنشأ ترسبات كلسية مرة أخرى في المكان نفسه بعد الجراحة.

أما عن السكتة الدماغية التي لا يُصاحبها أعراض، فأوضح الجراح الألماني أن المريض هنا لا يُعاني أية مشكلات على الرغم من زيادة الترسبات الكلسية داخل شرايينه، لافتاً «يُمكن التفكير في هذه الحالة فيما إذا كان من الممكن التصدي للعواقب التي قد تلحق بالمريض والحد من خطر إصابته بسكتة دماغية جديدة من خلال تناول الأدوية بدلاً من الخضوع للجراحة».

وأكدّ طبيب الأعصاب الألماني على ضرورة توخي الحذر أيضاً بعد إجراء الجراحة، موضحاً بقوله «ظهور ترسبات كلسية في الشريان السباتي يُشير إلى وجود مشكلة حقيقية في الأوعية الدموية، وبذلك قد يرتفع خطر الإصابة بالأزمات القلبية أيضا»، لذا يجب ألا يعتقد المريض بعد خضوعه للجراحة أن كل شيء سيُصبح على ما يُرام بمجرد استئصال الترسبات الكلسية الموجودة في الشريان السباتي لديه، لافتاً إلى أن اتباع أسلوب حياة صحي يُعد أفضل طريقة للوقاية من تصلب الشرايين والسكتات الدماغية، وكذلك لتجنب الإصابة بسكتة دماغية جديدة لدى الأشخاص الذين خضعوا بالفعل للجراحة.

علاج ووقاية

يوضح طبيب الأعصاب الألماني أنه إذا تم اكتشاف الإصابة بتصلب الشرايين مبكراً فغالباً ما يُمكن السيطرة على الحالة من خلال تناول بعض الأدوية، وتغيير أسلوب حياة المريض، «ويُساعد استخدام أدوية خفض ضغط الدم وخفض نسبة الكوليسترول، وأحياناً مضادات تخثر الدم، على تنظيف جدران الأوعية الدموية من الترسبات العالقة بها، وفي تجنب تشقق الترسبات وسريانها داخل الدم».

وأضاف الطبيب الألماني أن وجود ترسبات كلسية قليلة على الشريان السباتي لا يُمثل مشكلة كبيرة طالما تم تشخيص الحالة بشكل مبكر، لكن إصابة المريض بأعراض السكتة الدماغية حتى لو استغرقت دقائق معدودة فقط هي التي تُشير إلى خطورة الحالة، حيث يستدعي ذلك إجراء تدخل جراحي أو تركيب ما يُسمى ب«الدعامة» التي تعمل على دعم الأوعية الدموية، ومن ثمّ تُبقيها مفتوحة من أجل ضخ الدم بداخلها.

ويلتقط البروفيسور فولف شيبيتس، رئيس قسم الأمراض العصبية بالمستشفى الإنجيلي بمدينة بيلفيلد الألمانية، طرف الحديث ويقول إن اتباع ألا أسلوب حياة صحي يعني ممارسة الرياضة بشكل كافٍ، بحيث تتم ممارستها لمدة لا تقل عن 20 إلى 30 دقيقة يومياً، وكذلك الابتعاد عن تناول الأطعمة الغنية بالدهون والأملاح، والإكثار من الفواكه والخضراوات، وكذلك الإقلاع عن التدخين.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 17/تشرين الثاني/2012 - 2/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م