مصر... بين دولة مدنية وأمارة إسلامية

عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: تتجدد المخاوف لدى العديد من أبناء مصر الذين يخشون من تحول بلادهم الى إمارة إسلامية متشددة تقودها الأطراف بعض المجموعات السلفية المتعصبة التي تسعى الى فرض أرائها وأفكارها ومعتقداتها على جميع فئات الشعب، ويرى بعض المراقبين ان الجماعات السلفية المتشددة تسعى الى تثبيت وجودها في مصر بشتى السبل خصوصا في هذه الفترة التي تحكم فيها جماعة الإخوان المسلمين التي تتقارب معهم في الكثير من الأفكار والتوجهات، وهو ما ساعد تلك الجماعات والإطراف وعزز موقفها حتى أصبحت تمارس عملها بحرية مطلقة، الأمر الذي ادخل البلاد بأزمات ومشاكل كبيرة أثرت سلبا على الواقع الأمني والاقتصادي للبلاد التي تشكوا الفقر والإهمال، وفي هذا الشأن وضمن تحركات هذه الجماعات في سبيل السيطرة والوصول الى مركز القرار السياسي في مصر فقد تظاهر مئات السلفيين في ميدان التحرير في وسط القاهرة للمطالبة بالاحتكام للشريعة الاسلامية في كل ما يتعلق بسن القوانين في الدستور الجديد. وجاءت التظاهرة محدودة نظرا لتأجيل الاحزاب والقوى السياسية الاسلامية تظاهرات "جمعة الشريعة" التي يريدونها مليونية. واتفقت أحزاب الحرية والعدالة والنور والعمل الجديد والبناء والتنمية والشعب على تأجيل مليونية "تطبيق الشريعة" ، وذلك لإعطاء فرصة للنقاش حول مسودة الدستور والتوصل الى توافق.

وتنص المادة الثانية في دستور مصر الذي وضع في العام 1971 على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وهو ما توافقت القوى السياسية علي بقائه في الدستور الجديد. وقال منظمو التظاهرة انها تمهد لتظاهرة اوسع . وانطلقت مسيرة السلفيين مباشرة بعد صلاة الجمعة من مسجد الفتح في ميدان رمسيس الى ميدان التحرير حيث تجمع المئات من أنصار التيار السلفي. ورفع المتظاهرون الذي اطلق معظمهم لحاهم وارتدوا جلابيب بيضاء او سوداء اعلام سوداء كبيرة كتب عليها "لا اله الا الله محمد رسول الله"، وهتفوا "اسلامية اسلامية" و"الشعب يريد تطبيق شرع الله". وارتدى متظاهرون فانلات طبع عليها "عيش حرية شريعة إسلامية". وشهدت التظاهرة مشاركة سيدات منتقبات في زي اسود.

والقى عدد من قادة المتظاهرين خطبا تبين اهمية تطبيق الشريعة من فوق المنصة التي اقاموها في قلب ميدان التحرير. وقال احد الخطباء ان "محاولة تطبيق الشريعة الاسلامية ليس صراعا سياسيا ولكنه صراع من اجل هوية البلاد". ويطالب المتظاهرون بعدم استخدام لفظ "مبادئ او احكام الشريعة الاسلامية" بل لفظ "الشريعة الاسلامية".

وقال الشيخ جمال صابر، الداعية السلفي، أثناء مشاركته في التظاهرة "اي دستور في العالم لا يمكن ان يخالف معتقدات اغلبية السكان" وتابع "الاسلام والاسلام فقط هو الذي يمكن ان يقود البشرية". واضاف صابر بحزم "القران هو الذي يحكم البلاد والعباد"، وتابع "نحن على استعداد ان ننزل للشوارع كل جمعة وكل شهر وان نبات ليلتنا في الشوارع حتى يتم تطبيق الشريعة الاسلامية".

وقال رجب احمد "الشريعة بالنسبة لنا خط احمر المسيحيون يحتكمون لشرائعهم فلماذا لا نحتكم لشريعتنا؟ دون ذكر مبادئ او أحكام". واصدرت جماعة الاخوان المسلمين بيانا حول الشريعة الاسلامية اكدت فيه حرصها على أن تكون الشريعة في موضعها اللائق من الدستور، بما يساعد البرلمان على وضع قوانين الشريعة الإسلامية موضع التقنين. بحسب فرانس برس.

واشار بيان الاخوان الي موافقتها على لفظ "مبادئ الشريعة الاسلامية" والتوافق حوله كما اشارت الى التوافق بين كل القوى السياسية على إضافة مادة في الأحكام العامة تنص على ما يلي "مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة"، وهو ما يعتبر محاولة من الجماعة لاتخاذ موقف وسطي بين السلفيين المتشددين لتطبيق الشريعة والليبراليون. وشدد بيان الجماعة التي ينتمي اليها رئيس الجمهورية في مصر الي ضرورة تهيئة المجتمع أولاً لفهم الشريعة وقبولها، والتدرج العملي في تطبيقها.

خلافات عقائدية

في السياق ذاته تبادلت الكنيسة القبطية ومجموعة سلفية الاتهامات بشأن مصير فتاة مسيحية مختفية قال السلفيون انها اعتنقت الاسلام وتزوجت من مسلم بينما اكد قائمقام الكنيسة الانبا باخوميوس انها ما زالت قاصرا ولا يحق لها قانونا الزواج مطالبا وزارة الداخلية بإعادتها الى أسرتها. وكانت الفتاة القبطية سارة اسحق عبد الملك (14 عاما) من منطقة الضبعة في محافظة مرسي مطروح (شمال غرب) اختفت منذ قرابة شهر وتقدم والدها ببلاغ الى النيابة العامة بشأن اختفائها، الا ان "الجبهة السلفية" التي تتمتع بنفوذ واسع في مرسى مطروح اكدت انها اعتنقت الإسلام وتزوجت من مسلم.

وقال الانبا باخوميوس في تصريحات نشرتها الصحف المصرية "هل القانون يسمح لطفلة عمرها 15 سنة بالزواج؟ هل تم أخذ رأى أهل الفتاة قبل الزواج بحكم أنها قاصر؟ هل أخذت الفتاة جلسات النصح والإرشاد؟". ونفت الجبهة السلفية في بيان "ادعاءات الكنيسة وبعض الناشطين الأقباط" بأن الفتاة اختطفت كما نفت ان تكون قاصرا. وقال البيان ان "سارة أعلنت إسلامها وأهلها يعلمون أنها أعلنت إسلامها والكنيسة تعلم أنها أعلنت إسلامها" مضيفا ان "الفتاة ليست قاصرا ولو كنا نعلم أنها طفلة قاصر ومخطوفة فنحن أول من يبحث عنها ويسلمها لأهلها عن طيب خاطر".

وقال الناشط الحقوقي المحامي القبطي نجيب جبرائيل ان "شهادة ميلاد الفتاة تؤكد انها من مواليد الاول من اب/اغسطس 1998 اي انها في الرابعة عشر من عمرها. وأضاف أنهم "عندما يقولون انها بالغة فهم يتحدثون عن البلوغ ليس بالمفهوم القانوني اي بلوغ سن الرشد (18 عاما) وانما بمفهومهم اذ يعتبرون ان اي فتاة تبلغ ويمكنها الزواج" بمجرد ان يأتيها الحيض. وتابع ان "وزارة الداخلية لم تفعل شيئا لإعادة الفتاة فهي لا تتعامل بالقانون وانما بمنطق الملاءمة مع السلفيين ومدير امن محافظة مرسى مطروح قال صراحة انه لا بد من التفاوض مع السلفيين". بحسب فرانس برس.

ويأتي هذا التجاذب فيما شهدت مصر جدلا واسعا حول سن زواج الفتيات وحول النص في الدستور الجديد للبلاد الذي يجري اعداده حول الالتزام بالمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الطفل والتي وقعت عليها مصر. وثار الجدل بسبب رفض الاحزاب السلفية الاشارة الى المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفل وبمكافحة الاتجار بالبشر في الدستور وتأكيد عدد من ممثليهم وقياداتهم ان الشريعة الاسلامية تجيز بحسبهم للفتاة الزواج فور بلوغها اي بمجرد ان يأتيها الحيض وهو ما احتجت عليه الاحزاب غير الدينية والمنظمات النسائية.

من جهة اخرى لم يقبل محمد طلعت عزف ترانيم مسيحية في حفل أنشدت فيه أناشيد إسلامية بمدينة المنيا جنوبي القاهرة أقيم من أجل دعم الوئام بين أتباع الديانتين لذلك تدخل ومعه متشددون إسلاميون آخرون لوقف الحفل. وقال طلعت "ببساطة إذاعة الأغاني المسيحية والكنسية (في حفل عام) غير مقبولة." وأضاف "مصر إسلامية لذلك علينا جميعا أن نقبل القيم الإسلامية منعا لحدوث أي نزاع."

ويقول محللون إنه منذ انتخاب الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يونيو حزيران يحاول متشددون إسلاميون فرض رؤاهم على الآخرين. وعلى الرغم من عدم توفر معلومات يعول عليها بشأن التيارات الاجتماعية في مصر يعتقد كثيرون أن حالات الترهيب الديني تزايدت. وقال مؤسس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد "لا شك أن معدل الممارسات الغريبة والعنيفة من جانب متشددين إسلاميين زادت بدرجة هائلة منذ انتخاب مرسي." وأضاف "في شهور قليلة رأينا من هذه الحوادث أكثر مما رأيناه خلال سنوات قبل مرسي."

وعلى الرغم من أن الحوادث متفرقة لكنها كما يقول نشطاء حقوقيون تمثل نمطا سلوكيا جديدا من الانتهاكات في الشارع يتحدى سلطة الدولة ووعود مرسي بحماية الحريات الشخصية. وتتزايد الأمثلة على ذلك من طعن شاب كان يسير مع خطيبته بالشارع إلى قيام معلمة منتقبة بقص خصلات من شعر تلميذتين لأنهما رفضتا التحجب. وبرزت هذه الأفعال في عناوين الصحف المحلية بعد أن أثارت مخاوف معتدلين يقلقهم صعود الإسلاميين الذين قمعهم الرئيس السابق حسني مبارك بشدة لكنهم برزوا كقوة سياسية رئيسية منذ الإطاحة به في انتفاضة شعبية في مطلع العام الماضي.

ولا يبدو أن الكثير قد تغير في العاصمة القاهرة حيث لا يزال من الممكن مشاهدة شبان يسيرون بالشوارع ممسكين بأيدي شابات وحيث ما زالت تباع الجعة كما تنطلق من قوارب الترفيه التي تجوب النيل أصوات الموسيقى الشعبية التي يرفضها الإسلاميون. والأهم بالنسبة لقطاع السياحة الذي يعمل به نحو واحد من كل ثمانية عمال مصريين أن الأمور عادية في المنتجعات التي تطل على البحر الأحمر والتي تعد مصدر جذب رئيسيا للسياح الغربيين.

لكن نشطاء يقولون إن المتشددين يستعرضون عضلاتهم بدرجة أكثر من ذي قبل خاصة في بعض المناطق النائية من مصر التي يسكنها 83 مليون نسمة. وتزايدت مخاوف الأقلية المسيحية في مصر وهي الأكبر في الشرق الأوسط من العنف الطائفي الذي زاد سوءا في الأسابيع الأخيرة من حكم مبارك والشهور الأولى من الإدارة العسكرية لشؤون البلاد بعد سقوط الرئيس السابق يوم 11 فبراير شباط عام 2011. وقبل أسابيع من سقوط مبارك قتل 23 مسيحيا في تفجير كنيسة في مدينة الإسكندرية الساحلية في الساعة الأولى من عام 2011. وعلى مدى خمسة أشهر من بداية حكم العسكريين أشعلت النار في أكثر من كنيسة في القاهرة وأحرق عدد من بيوت المسيحيين ومتاجرهم. وقتل 15 شخصا وأصيب مئات في حوادث عنف طائفي في مايو أيار 2011.

وخف العنف منذ انتخاب مرسي بالمقارنة بالعام الماضي لكن أحداثا عنيفة تقع بين وقت وآخر. وفي أغسطس آب أصيب نحو 16 شخصا خلال هجمات على كنيسة قرب القاهرة. ويقول مسيحيون إن الجو بشكل عام أصبح ينطوي على تهديد بشكل متزايد في وقت صار فيه وجود المتشددين السلفيين في الحياة العامة أكثر وضوحا. وقال كريم جوهر وهو مسيحي كان أحد منظمي الحفل الذي تم وقفه في المنيا "أفعال المتطرفين تقلق المصريين جميعا لا المسيحيين وحدهم."

ومنذ مقتل الشاب المسلم الذي كان يسير مع خطيبته بالشارع في يوليو تموز بمدينة السويس تواترت تقارير عن حوادث مختلفة كان متشددون أطرافا فيها. و قال غريب محمود وهو بقال في السويس في بلاغ قدمه للسلطات ضد مجموعة من السلفيين إنهم هددوا "بإقامة الحد" على ابنه بقطع لسانه بعدما زعموا أن الابن يسب الدين. وظهرت في أماكن أخرى ما سمت نفسها جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وفي أول أيام عيد الأضحى وزعت جماعة تسمي نفسها "جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بيانا في قرية وبلدة بمحافظة كفر الشيخ شمالي القاهرة حذرت فيه من أنها ستلجأ إلى "استعمال القوة" ضد من يخالفون تعليماتها التي قالت إن من بينها أن ترتدي تلميذات المدارس وطالبات الجامعة زيا يناسب التعاليم الإسلامية.

وتحدث مسيحيون في حي شبرا بالقاهرة عن أعمال تخويف مشابهة ضدهم. وأطلع فيكتور يونان (83 عاما) الذي يملك متجر "المحبة" للهدايا على ما قال إنها رسالة تهديد تلقاها ويعتقد من أسلوبها أن كاتبها متشدد إسلامي. وأكد مرسي للمسيحيين الذين تقدر نسبتهم بين السكان بعشرة في المئة خلال حملته الانتخابية أنه سيحميهم. لكن كثيرين منهم لا يزالون قلقين.

وينطبق نفس الشيء على المسلمين المعتدلين الملتزمين دينيا في بلد محافظ بطبعه لكنهم يخشون أن يطبق المتشددون القانون بأيديهم. ويتذكر هؤلاء أعمال العنف في الثمانينات والتسعينات حين شنت الحكومة حملة واسعة ضد المتشددين. ويمثل من يحاولون فرض رؤاهم الدينية على المجتمع صداعا لجماعة الإخوان المسلمين وأحزاب إسلامية أخرى دخلت الحياة السياسية بعد الإطاحة بمبارك.

وقال محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان إن تلك المجموعات التي تسعى لفرض رؤيتها لا تمثل الجماعة أو معظم المعتدلين المصريين. وأضاف أنهم أقلية من المتشددين وعبر عن أمله في أن تختفي الحوادث قريبا. وينتقد البعض الإخوان ويقولون إنهم لم يوضحوا رؤية إسلامية معتدلة بشكل مناسب مما ترك المجال أمام متشددين للترويج لأفكارهم بشأن حقوق المرأة والمسيحيين ضمن أفكار أخرى.

وقال المحلل السياسي نبيل عبد الفتاح "آراء الإسلاميين بشأن المرأة ودور الشريعة (الإسلامية في المجتمع) والديانة المسيحية مبهمة. هم يقولون إنهم لا يمارسون التمييز لكن لا يقولون ما هي آراؤهم وما هي أهدافهم." وأضاف "لو ظنوا أن الناس ستقبل أي إجراء جديد متزمت أو تغييرات لمصر المعتدلة أقول لهم يجب أن يعيدوا التفكير."

ويبدو أن السلطات تطبق القانون ضد المتشددين بقدر الإمكان. وعوقب المتشددون الثلاثة الذين تسببوا في مقتل الشاب في السويس بالسجن 15 عاما لكل منهم في سبتمبر أيلول. لكن المسيحيين الذين زعموا أنهم تلقوا تهديدات في شبرا قالوا إنهم قدموا بلاغات إلى السلطات لكن لم يتم القبض على أحد.

وعوقبت المعلمة التي قصت خصلات من شعر التلميذتين بخصم شهر من راتبها ونقلت لوظيفة إدارية. وعاقبتها محكمة بالحبس ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لإدانتها باستعمال القسوة مع التلميذتين. وقال محام موكل من المعلمة إنه سيستأنف الحكم. وفي المنيا لم تتدخل الشرطة بشأن حادث الحفل الموسيقي الذي بادر المنظمون بإنهائه من تلقاء أنفسهم خشية اندلاع عنف طائفي في المدينة. بحسب رويترز.

وأقيم الحفل بمناسبة عيد الأضحى لكن ما أثار الإسلاميين الذين كانوا يرقبونه أن ترانيم مسيحية رددت داخل القاعة.لكن الشبان الذين دعوا للحفل قالوا إن حفلات مماثلة أقيمت من قبل في عهد مبارك بالمدينة ولم يعترض عليها أحد. وأقيم الحفل تحت شعار "نور وقت الظلمة (الظلام)". وقال علاء كباوي وهو مسلم حضر الحفل "لم يكن أكثر من تجمع وطني لمسلمين ومسيحيين لاحتفال مشترك بعيد الأضحى في وجود فرقة تنشد الأناشيد الإسلامية والمسيحية."

فبركة سلفية

على صعيد متصل تقدم يسري عبد الرازق، المحامي عن الفنانة إلهام شاهين، ببلاغ إلى النائب العام، المستشار عبد المجيد محمود، ضد الشيخ عبد الله بدر، المتهم بقضية سب وقذف ضد الممثلة المصرية، بعد وصفه لها بالزنا والفجور بأفلامها، على إحدى القنوات الفضائية المنتمية للتيار السلفي. واتهم البلاغ، الذي حمل رقم 13472، الشيخ بدر بتوزيع صور مفبركة ومزيفة للفنانة شاهين، ادعى أنها مشاهد مخلة بأفلامها، ومنها صور لإحدى ممثلات أفلام "البورنو"، قام بتركيب وجهها بدلاً منها، للإيحاء بأنها تقوم بتصوير مشاهد مخلة بالآداب، وذلك أثناء نظر الجلسة الأولى للقضية المرفوعة ضده.

وكان الشيخ بدر قد وصف شاهين بـ"الزنا والفجور" بأفلامها، وقال لها: "كام واحد قبلك، وكام واحد اعتلاكي في أفلامك باسم الفن؟" ووصف المحامي عبد الرازق ما يقوم به الشيخ بدر، بأنه بدافع الشهرة التي حصل عليها حالياً نتيجة ذلك، موضحاً أن موكلته "لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا الأمر، حتى توقف هذا الشخص عند حده، لاسيما وأنه قد تخطي حدوده للغاية، بإقدامه على تركيب تلك الصور"، بحسب قوله. وأضاف عبد الرازق، أن تقدمه ببلاغ إلى النائب العام ضد الشيخ بدر، هو أمر مستقل عن القضية المرفوعة ضده حالياً، بالسب والقذف.

من جهته، قال نبيه الوحش، المحامى عن الشيخ بدر، إن "محكمة قصر النيل" ستنظر دعوى قضائية ضد إلهام شاهين بتهمة "التحريض على الفسق والفجور، وإشاعة الفحشاء بأفلامها"، لافتاً إلى وجود "مقاطع حقيقية يتم تداولها في هذا الشأن." وقال المحامى، الشهير برفع دعاوى قضائية على الفنانين، إن شاهين هي من بدأت الهجوم على الإسلاميين في عدة قنوات فضائية، وعليها أن تتحمل تبعات ذلك من دعاوى قضائية ضدها، وإن هجوم بدر عليها لم يكن بداعي الشهرة على حد قوله، ولكنه جاء في إطار رده على الهجوم على الإسلاميين من أشخاص موجودين على الساحة حالياً، ضمنهم إلهام شاهين.

من جانبها، قالت الفنانة الهام شاهين إن عدد القضايا التي رفعتها ضد الشيخ بدر وصلت إلى نحو 7 قضايا تضمن قضايا سب وقذف، و ازدراء أديان، بالإضافة لقضايا خاصة بالتشهير ضدها بسبب الصورة العارية التي قام بتركيبها لها والتي لا تخصها على الإطلاق. وأضافت أنها علمت بأن الشيخ السلفي رفع ضدها دعوى قضائية، يتهمها فيها بالتحريض على ما يقول بأنه فجور بأفلامها القديمة، مشيرة إلي تصريحات سابقة له يقول فيها إنه لم يشاهد أفلامها.

وتساءلت شاهين قائلة: "إذا كانت أفلامي كذلك من وجه نظرهم، فلماذا يشاهدونها؟"، كما وصفت قضايا بدر ضدها بـ"الفشنك" التي لا تستند على أدلة، مقارنة بقضاياها التي يثبت فيها السب والقذف والتشهير علناً، وعلى الهواء. كما نفت شاهين اتهامها بأنها أساءت للإسلاميين في بعض البرامج الفضائية، وقالت إنها مسلمة لا يمكن لها أن تقوم بذلك، ولكنها فقط أشارت لما أقدم عليه من يسيئون للدين الإسلامي ومبادئه، بالسب والقذف ضد الفنانين والمبدعين، والهجوم عليهم.

وأفاد البلاغ ضد الشيخ السلفي بأن "الصور مخالفة للحقيقة"، وقام المشكو في حقه بتوزيعها على القنوات الفضائية والإخبارية، التي تتداولها عنه بأنها تخص الشاكية، كما تعرض لها بالسب والقذف، مستندا على الصور المفبركة. واتهم البلاغ الشيخ بدر بتناول الشاكية بألفاظ لا تخرج عن شخص مسلم، متخذاً من أسلوب السب والقذف وسيلة للهجوم على شخصها. بحسب CNN.

واعتبر البلاغ أن الشيخ يسعى من خلال سبه هذا، إلى أن يرهب الشاكية في استكمال اجراءاتها القانونية ضده، وأن أعمالها الفنية أكبر من أن يقوم أمثاله بتقييمها أو التعليق عليها، مستغلاً الدين كستار، وهى أعمال فنية أقرتها الجهات الرقابية، التي تحظى بتقدير اجتماعي لدى الشعب المصري. وكانت تصريحات بدر قد أثارت غضب الفنانين، الذين طالبوا الرئيس محمد مرسي، خلال لقاء خاص، بالتدخل لوقف الهجمة الشرسة من قبل متشددين منتمين لتيارات إسلامية، في إشارة إلى أزمة الفنانة إلهام شاهين. وفي أعقاب اللقاء، قام المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، الدكتور ياسر علي، بالاتصال بشاهين ونقل إليها تقدير الرئيس لشخصها وفنها، وشدد على أن الهجوم عليها يمثل رأياً فردياً، تتبرأ منه الدولة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/تشرين الثاني/2012 - 28/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م