ربيع الغش الإلكتروني

هادي جلو مرعي

شهد هذا العام أسلوبا غير مألوف في الغش الإمتحاني من خلال إستخدام التقنيات الحديثة (البلوتوث) مثلا، من خلال (ياقة القميص) أو بإجراء عمليات جراحية في الأذن تجريها عيادات خاصة، عدا عن إستيراد (لاقطات) من الخارج عالية التقنية وهي المقصودة بالزراعة في الأذن مع صفقات تسريب الأسئلة من قبل مدراء مراكز إمتحانية لاسيما إن الإمتحان كان يجرى في وقت مابعد الظهيرة في أغلب المدارس الثانوية بدليل إن الدرجات العالية التي حصل عليها كثر من الطلبة الممتنحنين لاتتناسب مع المستويات المتدنية لطلبة رسبوا في الدورين الأول والثاني ما أثار موجة من الغضب لدى الناجحين في الدور الأول الذين خرجوا في مظاهرات لاتشبه مظاهرات المطالبين بدور رابع.

دليل آخر توفر من مراكز التصحيح الإمتحاني حيث توجد رزم كاملة تتشابه فيها الأجوبة وحتى الأخطاء وصفها التربويون والمختصون وخبراء بأنها غير مسبوقة، ثم إمتد فساد الدور الثالث لذي يسميه البعض الدور التكميلي حفاظا على ماء الوجه الى العديد من الجامعات وتم ضبط حالات غش إلكتروني من خلال أجهزة الموبايل وبإستخدام التقنيات الآنفة وتقنيات أخرى لايجوز التطرق لها إحتراما للحشمة البالغة والنفاق المجتمعي والإلتزام الديني الكاذب عند طبقات إجتماعية متعددة، أجد نفسي مضطرا لأشير لها عل حلا يأتي وأدري إنه لن يأتي، فنفوذ المفسدين في تعاظم في كل القطاعات ومنها التربية والتعليم، وخاصة أن من الطلاب الممتحنين من هو إبن لهذا المسؤول أو ذاك ولايمكن التصادم معه لامن قبل المدير ولامن قبل الأساتذة المراقبين خاصة وإن العراقيين صاروا مثل عود الثقاب يشتعل لمجرد الإحتكاك نتيجة طغيان مادي وأخلاقي وحضور لم يألفوه منذ مئات السنين جعلهم يتحولون الى وحوش. ثم من يستطيع ان يكشف غش بنت جامعية أو في الثانوية تستخدم مفاتنها لكتابة المادة المدرسية؟

بالأمس أيضا وكنت أسأل رجلا طيبا عن أحواله وهل مازال يعمل في قيادة السيارة الكبيرة؟ فأخبرني إنه ترك ذلك العمل وتحول الى بيع قطع غيار سيارات يتجول بها في التقاطعات بعد أن تعرض لحادث تافه نتيجة كثرة (الزعاطيط) في الشوارع وكان آخر حادث تعرض له حين مس بسيارته سيارة (شرطي) وأشار الى إنه تعهد بتصليح السيارة (السايبا) التي هي أفشل واتفه مادخل الى العراق من سيارات عبر تاريخه المليء بالفشل والمحاباة للخارج، لكن الشرطي ظل (يتعنطز) ويتصل بهذا النقيب وذاك الرائد ناسيا إن الضباط بمختلف الرتب هم أكثر من الهم على القلب في العراق خاصة وإن لدينا الجيش المنحل وضباطه بعشرات الألوف والجيش الحالي الذي إمتلأ بالضباط (كهرش الخيار).

لا أمل في علاج الفساد في العراق، وهكذا أكد أحد أشهر خطباء الجمعة بعد أن صار أسلوب حياة ومصدر تمويل للقوى السياسية الطامحة بالحضور والنفوذ دون الإلتفات الى متطلبات الشعب الواقعية وحالة الحرمان التي يعيش وبعد أن تأكد السياسيون من إنهم يحكمون شعبا فارغا يصوت للمرشح حتى لو كان يعيش في كوم زبالة، وما أكثر الزبالة في العراق.

ملاحظة أخيرة، ربيع الغش الإلكتروني في العراق أقل خطرا وتأثيرا من ربيع الثورات العربية.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/تشرين الثاني/2012 - 28/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م