الشعب البحريني محاصر، والاعلام صامت!

علي ال غراش

في 14 فبراير 2011م. انطلقت الثورة البحرينية السلمية وهي مستمرة لغاية اليوم، والاعلام الخليجي والعربي يحاصر الثوار اعلاميا، والشعوب العربية بين الغائبة والمتجاهلة لثورة البحرين، البحرين التي تحولت الى سجن للمواطنين الثوار الشرفاء.

 

كنا نأمل ان يقوم الاعلام الحر الشريف في العالم العربي وبالذات في الخليج بتغطية الاحداث في البحرين ليتعرف العالم على ما يحدث هناك بشكل صحيح بدون تزييف من قبل اي جهة، وان تسمح الجهات المسؤولة في البحرين للاعلام العالمي بتغطية الاحداث بحرية تامة، حيث اشارت الاخبار من داخل البحرين عن وقوع جريمة انسانية من خلال محاصرة بلدة العكر وتحويلها الى سجن واستباحتها باطلاق رصاص الشوزن المحرم دوليا وبالغازات القاتلة، والهجوم على البيوت وترهيب الاهالي ومنع التجول واعتقال من يشتبه بهم وتعذيبهم بحجة مقتل شرطي؛ نحن ضد العنف من اي جهة كانت فالارواح غالية من مدنيين وعسكريين، واذا كان دم العسكري - من حمل الجنسية مؤقتا بالتجنيس وعين في السلك الامني للدفاع عن النظام وليس عن البلد والشعب – غالية، فدماء بقية المواطنين الاصليين ليست ارخص واقل قيمة !!. حيث سقط اكثر من مئة شهيد منهم الرضع والاطفال والنساء والشيوخ والشباب، واصابة المئات بالاضافة الى اعتقال وتعذيب المئات. فاين النظام من دماء المواطنين؟. واين دور الشرطة الذي ينبغي ان يكونوا في خدمة الشعب والدفاع عنهم وليس التحول الى اداة لقتل الشعب؟!.

كان ينبغي ان تشكل الجهات المسؤولة لجنة مستقلة لإثبات مقتل الشرطي وتحديد المتهمين للتحقيق معهم (فالمتهم بريء حتى تثبت ادانته) قبل القيام بالعقاب الجماعي لبلدة العكر، ولكن النظام مباشرة وكأن هناك تخطيط مسبق حيث لجأ الى اسلوب محاصرة البلدة ومعاقبة اهلها كتجربة ومحاولة جديدة عبر القمع الجماعي لإيقاف الثورة السلمية التي حققت انتصارات واستطاعت ان تكشف عن الجرائم وتعري المسؤولين امام الراي العالمي في مجال حقوق الانسان، وتفضح الحكومات الصامتة امام ارهابه، وهذه العملية من قبل النظام بتشديد الحصار تأتي بعد تصريح لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني بفتح تحقيق واسع النطاق في علاقات بريطانيا مع البحرين .. على خلفية قمع الاحتجاجات - هذا الاعلان شهد اهتماما اعلاميا دوليا وتغظية كبيرة، وبعد فشل خطاب العاهل البحريني الاخير المرفوض من قبل الشعب البحريني الثائر.

الثوار البحرينيون المسالمون الذين حافظوا على سلمية الثورة وعدم استخدام العنف بشهادة الجميع أكثر وعيا من ارتكاب حماقة بان تعطي النظام فرصة مثل هذه ليقوم باستغلالها وتضخيمها وشن حملة ضد الثوار بدون تحقيق في القضية.

نحن مع الثورات السلمية في المطالبة بالحقوق في كل مكان..، ونتمنى ان تبقى ثورة البحرين محافظة على السلمية حتى النصر كما بدأت، وعدم الانجرار مع مشروع النظام الذي يحاول تحويل الثورة السلمية الى عنف وحرب وحرق للارض من خلال طريقته باستخدام رصاص الشوزن والغازات السامة وقتل الثوار.

على النظام في البحرين ان يتفهم مطالب الشعب البحريني الثائر الصامد وان يساهم في انقاذ البلد بالانصات لهم والاستجابة الى مطالبهم بدون اللجوء الى العنف وسفك المزيد من الدماء الغالية، فالعالم والشعب البحريني اصبح غير منذ انطلاق الثورة البحرينة وسقوط الشهداء واعتقال المئات وتحمله لاصناف القمع وتقديمه افضل الدروس في الصمود والحراك السلمي، فهذا الشعب من المستحيل ان يقبل بالعودة الى ما قبل الثورة، فالبحرين بلد السلام والامان وهو غالي على اهله ومحبيه في العالم.

على الاحرار والشرفاء من شعوب منطقة الخليج والعرب وبالخصوص الاعلاميين والنشطاء، وجمعيات حقوق الانسان والدول الحرة الداعمة لحقوق الانسان دعم الشعب البحريني وفك الحصار والعقاب الجماعي عنه والسعي لايصال صوته وثورته وفضح الظلم وابراز الحقيقة المؤلمة من قتل واعتقال وتعذيب وترهيب وفصل للموظفين.

متى يتحرك الاعلام العربي الصامت وينصف ثورة البحرين السلمية الصامدة، فمن العار ان تبقى الشعوب العربية والاعلام العربي صامت امام ما يحدث في البحرين؟.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 1/تشرين الثاني/2012 - 16/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م