سلفيو تونس... مساعي لإجهاض الديمقراطية

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تعاني بلاد ثورة الياسمين مهد الربيع العربي في الاونة الأخيرة، من مشكلة سياسية مجتمعية اثارت مخاوف كبيرة لدى الشعب التونسي، وتتمثل بالنفوذ والممارسات التي تمثل المد السلفي المتنامي بقوة، كما تشير الأحداث في تونس مؤخرا، وعلى الرغم من أن التنظيمات السلفية موجودة في تونس منذ سنوات، إلا أن ظهورها الجديد مؤخراً جاء مختلفاً، لأن السلفيين يريدون دورا اكبر للشريعة في تونس الجديدة وهو ما يزعج النخبة العلمانية التي تخشى من قيامهم بفرض رؤيتهم على الجميع، مما يؤدي في النهاية الى تقويض الديمقراطية الوليدة في البلاد، حيث تسعى الحركة السلفية الجهادية المعروفة بإسم انصار الشريعة والمقربة من تنظيم القاعدة الى اقامة دولة اسلامية ترفض الديمقراطية، في المقابل تسعى السلطات التونسية الى  تدارك الوضعِ وتصحيحِ اتجاه البوصلة قبل فوات الأوان، مما وضع دولة تونس بين حكم النهضة والعنف السلفي، خصوصا بعدما ارتفعت وتيرة الهجمات على مدى الاشهر الأخيرة، التي  قامت بها جماعات سلفية على فنانين ومعارضين متهمة إياهم بالاساءة للاسلام، ومنذ الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي العام الماضي زاد التوتر الديني في تونس بسبب الخلاف على دور الاسلام في الحكم والمجتمع، غير ان الخلاف بين السلفيين والنخبة الحاكمة وايضا النخبة المحكومة سيشكل عقدة سياسية مجتمعية في تونس حالياً, وربما سيكون وجود السلفيين خطرا جديدا قد يبدد منجزات الثورة.

الخطر السلفي

فقد قال الرئيس التونسي منصف المرزوقي ان تونس هونت من حجم التأثير السلبي لمجموعة صغيرة من الاسلاميين المتشددين على قدرة البلاد على اجتذاب المستثمرين واصلاح الاقتصاد، وحضر المرزوقي اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة لاول مرة منذ ان جاءت به انتفاضة الربيع العربي الى السلطة وقال انه يدعو لارسال قوة سلام عربية الى سوريا لانهاء الحرب الاهلية هناك، وفي لقائه الذي جاء بعد اسبوعين من مقتل محتجين واقتحام ونهب السفارة الأمريكية في العاصمة التونسية تحدث المرزوقي مع مجموعة من المديرين التنفيذيين والمصرفيين في نيويورك عن الاصلاحات السياسية والاقتصادية في بلاده على أمل جذب استثمارات تحتاج اليها تونس، وفجر الاحتجاجات اسلاميون يلقون على واشنطن مسؤولية فيلم انتج في الولايات المتحدة يسيء للنبي محمد.

وقال المرزوقي بعد ان القى كلمة خلال مأدبة عشاء خاصة أقامها مجلس الاعمال للتفاهم الدولي "تقدر الشرطة التونسية وجود 3000 فقط من هؤلاء السلفيين في دولة تعدادها عشرة ملايين"، وأضاف "كان هناك نقص في الاجراءات الامنية. لم نتوقع ان يكون هؤلاء الناس على هذا القدر من العنف. الان هذه اشارة انه علينا ان نوقف هذه الظاهرة والا سيضرون بصورة بلادنا."

وتطارد السلطات التونسية الزعيم السلفي سيف الله بن حسين زعيم جماعة انصار الشريعة الاسلامية المتشددة في تونس الذي يعتقد انه كان وراء الهجوم على السفارة الامريكية يوم 14 سبتمبر ايلول، وقال المرزوقي "ظننا من قبل انهم قلة وان معهم عددا قليلا من الناس وانهم ليسوا خطرين. لكننا ادركنا الان انهم خطرون جدا جدا"، واندلعت الاحتجاجات التونسية بعد ثلاثة ايام من مهاجمة محتجين القنصلية الامريكية في بنغازي في حادث اسفر عن مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا وثلاثة امريكيين آخرين، وادان المرزوقي الهجوم على مواقع دبلوماسية امريكية وقال انها تشكل خطرا على علاقته بواشنطن وهي حليف سياسي واقتصادي هام. وبدأ الاقتصاد التونسي الذي يعتمد على السياحة بشدة ينتعش ببطء وان ظل أقل من نسبة 3.5 في المئة المستهدفة هذا العام في نمو الناتج المحلي الاجمالي.

هيومن رايتس ووتش

فيما دعت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تدافع عن حقوق الانسان تونس الى التحقيق في سلسلة هجمات نفذها متشددون خلال الشهور العشرة الماضية وتقديم المسؤولين عنها إلى القضاء محذرة من ان الافلات من العقاب قد يشجع على ترسيخ العنف في تونس، وقالت المنظمة "الهجمات خلال الشهور العشرة الماضية جدت في أماكن مختلفة داخل البلاد على يد أشخاص لهم نفس اللباس والمظهر. وتصرف المهاجمون بشكل عنيف واستعملوا أسلحة مثل السيوف والهراوات والسكاكين لمنع تنظيم مهرجانات واحتفالات واعتدوا على الناس بالضرب ويبدو أن ذلك بسبب أفكارهم ولباسهم ونشاطهم."

وقالت جو ستورك نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش "إن عدم تحقيق السلطات التونسية في هذه الهجمات يرسخ ظاهرة إفلات المتطرفين دينيا من العقاب وربما يشجعهم على ارتكاب مزيد من العنف"، وتتعرض حركة النهضة الاسلامية التي تقود الحكومة منذ عشرة شهور لانتقادات من المعارضة تتهمها بالتواطؤ مع الجماعات الدينية المتشددة واستعمالها كذراع أمني لتأديب معارضيها. وتنفي النهضة الاتهامات وتقول انها تتصدى للعنف أيا كان مصدره وانها تسعى لفتح حوار مع هذه الجماعات بدل قمعها لاجتذابها إلى المشاركة في الحياة السياسية، وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الشهر الماضي ان عدد السلفيين المتشددين في تونس يقدر بحوالي ثلاثة الاف ولكنهم يمثلون خطرا حقيقيا ويهددون قيم المجتمع الحداثية ويجب التصدي لهم بالقانون.

واعتقلت السلطات سلفيين بتهم ممارسة العنف ضد معارضين او فنانين لكنها سرعان ما أطلقت سراحهم، ولكن بعد هجوم سلفيين على سفارة الولايات المتحدة الشهر الماضي احتجاجا على فيلم يسيء للاسلام اعتقلت الشرطة عشرات السلفيين. وستبدأ محاكمة قيادي بارز بجماعة انصار الشريعة هذا الأسبوع بتهمة تعكير الامن العام والاعتداء على السفارة. بحسب فرانس برس.

وانتقدت هيومن رايتس ووتش ما قالت انه "تقصير في التحقيقات و المحاكمات" محذرة من "تنامي شعور الضعف لدى أولئك الذين يستهدفهم غضب هذه العصابات"، وهاجم سلفيون في اغسطس اب مهرجانا احتفاليا بمناسبة اليوم العالمي للقدس في بنزرت شمالي تونس العاصمة مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن ثلاثة نشطاء. كما هاجم ملتحون الشاعر صغير اولاد احمد المعروف بانتقاده للاسلاميين. وتلقى الممثل لطفي العبدلي تهديدات بالقتل ومنع متشددون عرض مسرحية له قالوا انها تتضمن اساءات للاسلام، وقالت هيومن رايتس ووتش انها لم تتلق ردا على رسالة وجهت إلى وزيري العدل والداخلية تحدثت فيها بشكل تفصيلي عن هجمات نفذتها مجموعات ذات توجهات إسلامية على ما يبدو على أشخاص بسبب أفكارهم أو لباسهم معظمهم فنانون ومثقفون ونشطاء سياسيون، ووصفت المنظمة عدم تلقيها رد على رسالتها بانه "تقاعس السلطات عن الرد على الاعتداءات".

القاعدة

من جهة أخرى  دعا "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" حركة النهضة الاسلامية الحاكمة في تونس إلى "إلغاء" و"تجريم" قانون مكافحة الارهاب الموروث من عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وإلى "الابتعاد" عن "منهج بن علي في التعامل مع الشباب المسلم"، وقال التنظيم في "بيان إلى عقلاء الحركة الإسلامية في تونس" ان "هذا القانون سيء السمعة الهبت ظهورنا جميعا بسياطه، سلفيين ونهضة وغيرهم، يجب ان يسقط وتسقط مشتقاته كما سقط الطاغية بن علي ويجب ان يتوقف العمل به فورا وعلى الغيورين الشرفاء والأحرار في تونس ان يتحركوا لالغائه وتجريمه"، ووجهت السلطات القضائية في تونس مؤخرا تهما بموجب "قانون دعم المجهود الدولي لمكافحة الارهاب ومنع غسل الاموال" الصادر في 10 كانون الاول/ديسمبر 2003 إلى ثلاثين تونسيا بينهم 28 هاربون، للاشتباه في إرسالهم "جهاديين" تونسيين إلى سوريا لقتال القوات النظامية هناك.

واعلن شيوخ تيار السلفية "الجهادية" في تونس ان الشرطة اعتقلت 800 من انصار التيار يشتبه انهم وراء مهاجمة السفارة الاميركية في العاصمة تونس. وطالب هؤلاء خلال لقاء الخميس مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي باطلاق سراح الموقوفين و"إلغاء" قانون مكافحة الارهاب،ى وأضافت "القاعدة" في البيان الذي نشرته "وكالة نواكشوط للأنباء" الموريتانية المستقلة "ارتأينا أن ندعو إخواننا عقلاء الحركة الإسلامية في تونس عامة وحركة النهضة خاصة إلى تدارك الوضعِ وتصحيحِ اتجاه البوصلة قبل فوات الأوان، تفويتا للفرصة على أعداء الداخل والخارج المتربصين بالصحوة (الاسلامية) المباركة في تونس". بحسب فرانس برس.

وقالت "ما وددنا (..) ان نرى عودة الممارسات القمعية لعهد بن علي بعد الثورة التونسية المباركة في ظل حكومة النهضة التي انتخبها الشعب التونسي المسلم المتعطش لدينه وهويته وحريته لتسوسه بالشريعة و ترفع عنه الظلم وتنهي معاناته مع السياسات البوليسية السابقة وتحقق له العدل الذي وعدته به في حملتها الانتخابية، وتابعت "بدل كل ذلك نسمع الآن أخبارا عن محاكمات وعشرات من التونسيين مطاردين بموجب قانون الإرهاب الأمريكي المبدإ والمنشإ، والذي لا يزال ساري المفعول في تونس ما بعد الثورة التي جاءت لتحرر الشعب التونسي ومن ورائه الشعوب العربية والإسلامية من الطغيان المحلي والعالمي"، ودعت إلى "الحذر من عودة النظام (التونسي) البائد الذي ما زالت بقاياه وفلوله متغلغلة في مفاصل الدولة وعلى رأسها الجيش والأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام، وهي فلول وأقلية فاسدة مفسدة مستعدة للتحالف مع الشيطان لإفشال المشروع الاسلامي والإيقاع بين أبناء الحركة الإسلامية"، ويقدر مسؤولون رسميون عدد السلفيين في تونس بحوالي 10 آلاف، بينهم نحو 3 آلاف "يمكن أن يشكلوا خطرا" بحسب ما اعلن مؤخرا الرئيس التونسي الذي قال إن بعض السلفيين الجهاديين "يتعاملون مباشرة مع (تنظيم) القاعدة وبالتالي يشكلون خطرا كبيرا".

صراع التصريحات

في سياق متصل انتقد حزب التحرير الاسلامي التونسي المتشدد تصريحات الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الاخيرة خلال زيارته للولايات المتحدة واتهمه ب"الكفر اوالفسق اوالعمالة" كونه قدم نفسه للغرب "كمسؤول يعادي البديل الاسلامي ويضمن عدم إقرار الشريعة الاسلامية" في تونس، بحسب الحزب، وقال رضا بالحاج الناطق الرسمي باسم حزب التحرير في بيان "ان تقديم المرزوقي نفسه للغرب كمسؤول يعادي البديل الاسلامي ويضمن عدم إقرار الشريعة الاسلامية في دستور البلاد (التونسية) وقوانينها، هو أمر فوق كونه يصنف كفرا أو فسقا أو ظلما، فإنه بمقياس الحضارة التي ينتمي إليها (المرزوقي) جينيا على الأقل، هو موقف مقرف مخز يجعله في أحسن الاحوال مثل الرويبضات (التافهين) الذين سبقوا وحكموا البلاد"، واعلن المرزوقي أن من بين السلفيين في بلاده من يتعامل "مباشرة" مع تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري. بحسب فرانس برس.

وأضاف حزب التحرير في بيانه الذي حمل عنوان "دعوة اكيدة وصريحة للمرزوقي أن يلزم غرزه ويصمت" ان "تصريحات المنصف المرزوقي المفترض أنه رئيس البلاد لوسائل الاعلام الاجنبية، في الولايات المتحدة الامريكية أخيرا، مخزية إلى درجة تقتضي الإدانة والمحاسبة"،وتابع "إنه من العيب والعار أن يتكلم المرزوقي عن أبناء شعبه وبلده إسلاميين أو سلفيين أو غيرهم، عند الخصم والعدو بتلك الطريقة الفاضحة، فالرؤساء الذين يحترمون بلدانهم لا يبيعون قضاياها ومشاكلها إلى الاجنبي، لا مقابل مال ولا مقابل مغانم سياسية، ولا سيما أنه من المعلوم أن من يفعل ذلك يضع نفسه في دائرة العمالة".

وختم بالحاج البيان بالقول "لا تكن يا مرزوقي زائفا مجوفا نخب هواء (الغرب)... فالزم حجمك ولا تكن خصما لله ولهذه الأمة"، ويدعو حزب التحرير الذي كان محظورا في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، الى "تطبيق الشريعة الاسلامية" وإقامة "دولة خلافة إسلامية"، وفي يوليو/تموز 2012 منحت الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية ترخيصا قانونيا لهذا الحزب.

شيوخ التيار السلفي

من جهتهم  حذر شيوخ قالوا إنهم "يمثلون التيار السلفي" في تونس، من تنفيذ أعمال "إرهابية" في البلاد ونسبتها الى التيار السلفي الجهادي، ونبهوا من "انفجار" السلفيين إن تواصل ما أسموه "الظلم والعنف" المسلط عليهم من الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية، وقال الشيخ خميس الماجري في مؤتمر صحفي بمسجد المركب الجامعي في المنار بالعاصمة تونس "لدينا معلومات متأكدة انه يخطط الآن لايجاد احداث عنف في البلد لا نعرف نوعيتها، إحراق نزل، تفجير أي شيء، وسيحملون التيار السلفي المسؤولية، نحن نحذر (من ذلك) ونحن أبرياء من كل حدث سيقع".

وفي السياق نفسه صرح الشيخ عماد بن صالح المكنى بأبو عبد الله التونسي "نخشى أن يتم تفعيل أي عمل اجرامي أو ارهابي (..) ثم ينسب الى السلفية، حتى يضرب هذا التيار وتتحول البلاد الى حرب بين تيارات عسكرية وبوليسية و ما شابه، ويذهب بنا الحال الى ما لا يحمد عقباه"، وندد المتحدث بما أسماه عملية "اضطهاد" للتيار السلفي في تونس منذ تعرض السفارة الامريكية في هذا البلد إلى هجوم نفذه مئات من المحسوبين على "التيار السلفي الجهادي".

وحذر الشيوخ من "تمرد" الشباب السلفي عليهم وانجراراهم إلى العنف إن تواصلت التضييقات الامنية عليهم، وقال خميس الماجري "نخشى أن تهتز ثقة الشباب في مشائخهم" مطالبا ب"وقف الظلم والعنف تجاه السلفيين"، "نحن ماسكون شبابنا ولكن لا نقدر أن نمسك شبابنا إذا تجاوز الصبر حده (..) وإذا لم يتوقف الظلم والعنف تجاه التيار السلفي"، وأضاف "نريد أن نمتص غضبة الشباب (السلفي) حتى لا يقوم بعملية (لم يوضحها) ، لا قدر الله قد تقع جزائر جديدة (في تونس) ، والآن يخطط لأن تقع جزائر جديدة" وذلك في إشارة الى المواجهات التي بدات تسعينات القرن الماضي بين الاسلاميين والنظام الجزائري وخلفت عشرات الالاف من القتلى.

ولفت إلى السلفيين في بلاده موجودون من أقصى شمال البلاد إلى أقصى جنوبها وأنهم "يزدادون كل يوم قوة وعددا وعدة ولا يمكن إقصاؤهم او إنكارهم، هذه حقيقة هناك أجيال جديد (من السلفيين) تظهر كل يوم من شباب (المدارس) الاعدادية والثانوية وغيرها وبالتالي يجب ان نتعامل معها بحكمة وبضبط النفس (لأنه) إذا تضغط عليها باستمرار ستنفجر"، وقال الشيوخ انهم التقوا الخميس الرئيس التونسي منصف المرزوقي ليطلبوا منه إطلاق السلفيين المعتقلين وإلغاء قانون مكافحة الارهاب الصادر سنة 2003 والذي وجهت بموجبه اتهامات لعشرات من السلفيين الذين سافروا إلى سوريا "للجهاد" ، وعدم تدخل الدولة في المساجد والسماح للطالبات المنتقبات بالدخول إلى قاعات الدروس ووجوههن غير مكشوفة، وتقدر مصادر رسمية عدد السلفيين في البلاد بحوالي عشرة آلاف، وعدد المتشددين منهم بحوالي ثلاثة آلاف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/تشرين الأول/2012 - 7/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م