طائرات في سماء اسرائيل... هل وصلت الرسالة؟

 

شبكة النبأ: اسقطت الطائرات المسيرة بدون طيار التي جابت سماء اسرائيل قبل ايام نظرية احتكار التفوق التقني الذي طالما تفاخرت به على خصومها وحلفاء بشكل دائم، مدخلة مؤسساتها السياسية والعسكرية والاستخبارية في هستيريا غير مسبوقة وارباك تجلى من خلال فوضى التصريحات الرسمية وغيرها التي اعتقبت ذلك الخرق.

واكثر ما تخشاه اسرائيل هو سقوط نظرية حصانتها الامنية ومشاريعها في هذا الصدد، سيما انها وضعت جميع بيضها في سلة ما اسمته القبة الحديدية الذي سقط مدويا امام الطائرات المسيرة التي خرقت اجواءها.

وتشكو اسرائيل بحسب الخبراء العسكريين نقطة ضعف قاتلة تتمثل بافتقارها لعمق دفاعي قادر على حماية امن سكانها ومنشآتها الحساسة، الامر الذي وجد فيه المراقبون رسالة قوية عصفت في صميم اسرائيل، تفضي الى انها باتت مكشوفة امام الجميع. فهل وصلت الرسالة الى اسرائيل كما يراه البعض؟ وهل فعلا تقف ايران وراءها؟ هذا ما سيكشفه تقادم الايام.

ضعف دفاعاتها

اذ نقل عن مسؤول عسكري ايراني قوله ان اختراق طائرة بلا طيار أجواء اسرائيل يكشف ضعف الدفاعات الجوية الاسرائيلية. وأعلن الجيش الاسرائيلي أن سلاح الجو اسقط طائرة دون طيار بعد أن عبرت إلى جنوب إسرائيل إلا أنه لم يتضح بعد من أين جاءت الطائرة.

ونقلت وكالة فارس للانباء عن جمال الدين ابرومند نائب منسق الحرس الثوري الايراني قوله ان الواقعة تثبت ان نظام الدفاع الصاروخي الاسرائيلي المعروف باسم القبة الحديدية "لا يعمل ويحتاج الى قدرات ضرورية."

ونظام القبة الحديدية الذي شاركت الولايات المتحدة في تمويله يهدف الى اسقاط الصواريخ القصيرة المدى لا الطائرات التي تحلق ببطء. وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان هذا النظام تمكن من تعقب 80 في المئة من الاهداف التي تعامل معها في مارس آذار حين اطلق أكثر من 300 صاروخ وقذيفة مورتر على جنوب اسرائيل.

وقالت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أفيتال ليبوفيتش إنه تم رصد الطائرة في باديء الامر فوق البحر المتوسط في منطقة قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى الغرب من إسرائيل وبمجرد دخولها المجال الجوي الإسرائيلي رافقتها طائرات تابعة لسلاح الجو وأسقطتها طائرة حربية اسرائيلية فوق غابة بمنطقة غير مأهولة قرب الحدود مع الضفة الغربية بعد أن اتجهت شرقا وقطعت مسافة حوالي 56 كيلومترا عبر صحراء النقب في جنوب إسرائيل.

وكتبت ميري ريجيف النائبة بالبرلمان الاسرائيلي - وهي متحدثة سابقة باسم الجيش - في موقع تويتر تقول ان الطائرة التي اسقطت كانت "طائرة ايرانية دون طيار اطلقها حزب الله".

وأرجع المسؤول العسكري الايراني الزعم بأن الطائرة بلا طيار هي ايرانية الصنع الى "عملية نفسية" اسرائيلية لكنه لم ينف او يؤكد هذه المزاعم. وقال ابرومند "النظام الصهيوني له أعداء كثيرون."

وفي واقعة واحدة على الاقل اطلق حزب الله طائرة بلا طيار نحو اسرائيل. وفي 2010 أسقطت طائرة حربية اسرائيلية بالونا في صحراء النقب بالقرب من مفاعل ديمونة النووي الاسرائيلي.

ونشر الجيش الاسرائيلي لقطات مصورة بالفيديو مدتها 10 ثوان لما قال انها عملية اعتراض في الجو. وشوهدت في اللقطات طائرة صغيرة مجهولة قبل لحظات من تدميرها بصاروخ اطلقته طائرة مقاتلة.

وهددت اسرائيل بقصف المواقع النووية الايرانية اذا فشلت المساعي الدبلوماسية في وقف الانشطة النووية التي تعتقد انها تهدف الى حيازة اسلحة نووية. وتنفي طهران هذه المزاعم. وردت ايران بالتهديد بضرب القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة ومهاجمة اسرائيل اذا تعرضت اراضيها لاي هجوم.

الاشتباه بحزب الله

الى ذلك قالت تقارير إعلامية إسرائيلية رسمية إن الاعتقاد يتعزز لدى الجيش الإسرائيلي بوقوف حزب الله اللبناني خلف الطائرة العاملة بدون طيار، وذلك في وقت اعتبر فيه وزير الدفاع، أيهود باراك، أن بلاده "تدرس ردها" على هذا الحادث.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن إذاعة الجيش إشارتها إلى تزايد الاعتقاد بوقوف حزب الله خلف الطائرة التي يستمر العمل على فحص حطامها. ولم تتبنَّ أي جهة المسؤولية عن إرسال الطائرة، عن أن وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، أشاد بقائد سلاح الجو وبالعملية الناجحة لاعتراض الطائرة وقال إن بلاده "تنظر بخطورة إلى محاولة انتهاك مجالها الجوي" وأنها "سوف تدرس ردها على هذا الحادث،" دون أن يحدد الجهة التي يعتقد أنها تتحمل مسؤولية العملية.

أما النائب الليكودي، أوفير أكونيس، فأعاد التذكير بأنه قد سبق له التحذير من خطر تعرض المنصات العائمة لاستخراج الغاز الإسرائيلي في البحر المتوسط لاعتداءات من خلال إسقاط طائرات صغيرة بدون طيار عليها، غير أن تحذيراته لم تؤخذ على محمل الجد.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الحادث وقع في منطقة جبل الخليل، بعدما رصدت وحدة المراقبة الجوية الطائرة فوق البحر في منطقة قطاع غزة حيث حلقت شرقًا باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

ورفض الناطق باسم الجيش الإسرائيلي الإدلاء بتفاصيل حول الجهة التي تقف وراء إطلاق الطائرة، غير أن الإذاعة الإسرائيلية قالت بأن الاعتقاد السائد هو أنها لم تنطلق من قطاع غزة ولم تكن مزودة بمتفجرات بل كانت في مهمة استخباراتية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 11/تشرين الأول/2012 - 24/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م