تشافيز... عودة تكرس سلطانه وتزعج خصومه

 

شبكة النبأ: انتهت الانتخابات في فنزويلا بعد منافسة شديدة بين تشافيز ومنافسه المحافظ إنريكي كابريليس كما كان مقرر لها حيث تم أعادة الرئيس هوغو تشافيز الذي حكم البلاد من عام 1999 لولاية ثالثة من ست سنوات، ويرى بعض المراقبين ان الرئيس الفنزويلي تشافيز قد نجح في أخفى الكثير من الحقائق واستطاع ان يخدع الرأي العام ويخفي شخصية الدكتاتورية من خلال إجراء بعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي ساعد بها الفقراء والتصدي لقضاياهم هذا بالإضافة الى اعلان شعار العداء للسياسة الأمريكية التي تعد الشريك التجاري الأقوى لفنزويلا والمستورد الأول لصادراتها النفطية حيث استطاع وبتلك الممارسات من تعزيز سلطته الرئاسية التي اتصفت بالظلم والاستبداد وقمع الأصوات. وفيما يخص الانتخابات الأخيرة فقد حقق الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز فوزا مريحا في انتخابات الرئاسة ما قد يمدد فترة حكمه إلى 20 عاما وتعهد بتعميق ثورته الاشتراكية التي أدت إلى استقطاب بلاده العضو في منظمة اوبك. واحتفل عشرات الآلاف من أنصار تشافيز السعداء في الشوارع المحيطة بقصر الرئاسة في وسط كراكاس ولوحوا بقبضاتهم في الهواء ورددوا اسم تشافيز بعدما فاز الرئيس على مرشح المعارضة هنريك كابريلس بأكثر من تسع نقاط مئوية.

وستسمح الفترة الرئاسية الجديدة التي فاز بها تشافيز ومدتها ست سنوات للرئيس بتعزيز سيطرته على اقتصاد فنزويلا عن طرق تمديد موجة من التأميمات والمضي قدما في دعم حلفاء اليسار في أمريكا اللاتينية وحول العالم. وقال تشافيز من شرفة القصر الرئاسي وهو يلوح بنموذج لسيف الاستقلال للبطل سيمون بوليفار "حقيقة كانت هذه معركة ممتازة .. معركة ديمقراطية." وأضاف "فنزويلا ستمضي في طريق الاشتراكية الديمقراطية والبوليفارية في القرن الواحد والعشرين."

والفوز في الانتخابات انتصار غير عادي لزعيم كان قبل شهور قليلة يخشى على حياته لمعاناته من مرض السرطان. وفاز تشافيز بنسبة 54.4 في المئة من الأصوات بعد فرز 90 في المئة من الأصوات بالمقارنة مع 54 في المئة فاز بها كابريلس.  وجاء فوزه بفارق أقل من فوزه في عام 2006 على منافسه بفارق 25 بالمئة من الأصوات فيما يعكس تنامي الاستياء من فشله في علاج مشكلات أساسية مثل انتشار الجريمة وانقطاع الكهرباء والفساد. بحسب رويترز.

وردا على هذه المخاوف قال تشافيز إنه سيصبح أكثر فعالية في فترة رئاسته التي تبدأ في العاشر من يناير كانون الثاني. وأضاف "اليوم نبدأ دورة جديدة للحكومة نلتزم فيها بتلبية احتياجات الناس بفعالية أكبر.. أعدكم بأنني سأكون رئيسا أفضل." ويرجح أن يثير فوز تشافيز موجة بيع للسندات الفنزويلية التي قفز سعرها في الاسابيع القليلة الماضية بسبب توقعات في وول ستريت بإمكانية فوز كابريلس.

واطلقت الالعاب النارية في العاصمة كراكاس عند الاعلان عن اعادة انتخاب تشافيز الذي وعد خلال حملته ب"ترسيخ الثورة البوليفارية". وكتب الرئيس في حسابه على موقع تويتر فور اعلان فوزه "شكرا لشعبي الحبيب! تحيا فنزويلا! يحيا بوليفار! الحمد لله! شكرا لكم ولكن جميعا!" وبعد قليل ألقى كابريليس كلمة من مقر حملته الانتخابية اكد فيها على التزامه بعدم الطعن في النتائج فهنأ الرئيس وشكر الناخبين الذين منحوه ثقته وعددهم زاد عن ستة ملايين. وقال الحاكم السابق لولاية ميراندا ثاني اكبر ولايات فنزويلا عدديا "حتى نفوز، يجب ان نعرف كيف نخسر"، وهو نجح في توحيد غالبية تيارات المعارضة اليمينية واليسارية خلفه ما مكنه من تسجيل نتيجة تاريخية لمرشح معارض منذ وصول هوغو تشافيز الى السلطة.

وانتخب تشافيز رئيسا لاول مرة عام 1998 ب56% من الاصوات واعيد انتخابه عام 2000 ب56,9% من الاصوات. وفي العام 2002 تعرض العسكري السابق وهو نفسه انقلابي، لمحاولة انقلاب دبرتها اوساط الاعمال قبل ان يفوز عام 2004 باستفتاء حول مسالة اقالته دعت اليه المعارضة. وفي 2006 فاز مجددا وبفارق كبير في الانتخابات الرئاسية قبل ان يمنى بهزيمته الانتخابية الوحيدة عام 2007 حين رفض الفنزويليون اصلاحا دستوريا جديدا. غير انه عاد واقر تعديلا دستوريا يسمح للرئيس بالترشح لعدد غير محدود من الولايات الرئاسية من خلال استفتاء نظمه عام 2009. وهذا اللفتنانت كولونيل السابق البالغ من العمر 58 عاما والذي اضعفه مرض السرطان الذي تم تشخيصه لديه في حزيران/يونيو 2011، حظي مرة جديدة بدعم الطبقات الشعبية التي تمثل غالبية شعب فنزويلا البالغ عديده 28,9 مليون نسمة، ولا سيما بفضل البرامج الاجتماعية العديدة التي اقرتها حكومته. بحسب فرنس برس.

وسمحت هذه البرامج الممولة بفضل العائدات النفطية في هذا البلد الذي يملك اكبر احتياطي من النفط في العالم، بتحسين حياة العديد من المواطنين في مجالات الصحة والسكن والتربية. غير ان البلاد لا تزال تعاني من نسبة جرائم مرتفعة وتضخم مرتفع بلغ 26,7% عام 2011 بحسب البنك المركزي وفساد مستشر حيث تصنف فنزويلا في المرتبة 172 من اصل 182 على قائمة الدول الاكثر فسادا للعام 2011 التي اعدتها منظمة الشفافية الدولية. وتابع العالم الذي غالبا ما ينتقد شخص تشافيز وسياساته هذه الانتخابات عن كثب ولا سيما في الولايات المتحدة، الشريك التجاري الاول لفنزويلا والمستورد الاول لصادراتها النفطية.

الشفاء من المرض

في السياق ذاته اكد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز مجددا انه شفي من مرض السرطان وقادر على الحكم حتى العام 2019 على اقل تقدير. وعلى سؤال لمعرفة ما اذا كان شفي تماما من السرطان طرح عليه على شاحنة تسير وسط الاف من انصاره في مدينة غواريناس شرق كراكاس، اجاب تشافيز "اعتقد ان الجواب هو نعم، اشعر بانني في احسن حال". واضاف الرئيس ، "لو انني لا اشعر بالقوة لاحكم ست سنوات اضافية لما كنت هنا. وسنعمل بوتيرة سريعة".

وكان تشافيز خضع لعملية جراحية مرتين في 2011 و2012 بسبب سرطان مصاب به في منطقة الحوض لم تكشف طبيعته مطلقا لكن اضطره لمتابعة علاجات طبية مكثفة. وبعد ان ندرت اطلالاته على الساحة السياسية خلال بضعة اشهر تزامنت عودته بزخم مع بداية الحملة الانتخابية في تموز/يوليو. واقر تشافيز ايضا انه اضطر للتخفيف من وتيرة انشطته، وقال الرئيس الذي اعيد انتخابه باستمرار منذ 1998، "في السنتين الاوليين من الحكومة لم اهدأ مطلقا، لكن الجسم يذكرك ان عليك تخفيف الوتيرة". بحسب رويترز.

الى جانب ذلك قال الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز ان اطلاق ثاني قمر صناعي فنزويلي يظهر انجازات ثورته وقال تشافيز بعد خلال اتصال بالفيديو بين قصر الرئاسة ومركز اطلاق في صحراء جوبي بالصين وحفل باحد شوارع كراكاس "اننا نرى التاريخ..فنزويلا مع الصين في مقدمة التاريخ." وكان 12 مسؤولا فنزويليا موجودين في مركز الاطلاق بالصين قرب الحدود المنغولية لمشاهدة انطلاق الصاروخ حاملا القمر الصناعي "ميراندا." وبث التلفزيون الحكومي الفنزويلي ساعات من الاستعداد لاطلاق الصاروخ الى جانب العنوان الرئيسي"ثورة الفضاء..وجهة نظر سيادية."

أحداث وسنوات

هوغو تشافيز ولد 28 يوليو 1954 رئيس فنزويلا الواحد بعد الستين. وهو رئيسها الحالي. صار رئيسا للبلاد في 2 فبراير عام 1999. يعرف بحكومته ذات السلطة الديمقراطية الاشتراكية واشتهر لمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية السياسي والاقتصادي مع معاداته للإمبريالية وانتقاده الحاد لأنصار العولمة من الليبراليين الحديثين وللسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية. لتشافيز سجل عسكري مع الجيش الفنزويلي. قام بمحاولة انقلاب فاشلة عام 1992 م ضد حكومة كارلوس أندريس بيريز وتوجهاتها اللبرالية الحديثة وأودع إثرها السجن. بعدما أطلق سراحه عام 1994, أسس حركة الجمهورية الخامسة وهي حركة يسارية تعلن أنها الناطق السياسي باسم فقراء فنزويلا.

1998: انتخاب تشافيز مرشح تحالف احزاب يسارية رئيسًا بـ56 في المئة من الاصوات في كانون الاول (ديسمبر).

1999: تشافيز ينظم استفتاء لانشاء جمعية وطنية تأسيسية ودستور فنزويلي جديد تمت المصادقة عليه باكثر من سبعين في المئة من الاصوات.

2000: اعادة انتخاب تشافيز رئيسًا لولاية من ست سنوات بـ56,9 في المئة من الاصوات.

2001: تبني 49 قانونًا يجيز بعضها تأميم الاراضي والنفط والمصارف ويثير غضب وتظاهرات المعارضة.

2002: بعد اضرابات عديدة في قطاع النفط، اتحاد عمال فنزويلا ومنظمة ارباب العمل (فيديكاماراس) يطالبان في السادس من نيسان (ابريل) برحيل تشافيز في تظاهرة ضخمة ضد القصر الرئاسي. اسفر قمع التظاهرة عن سقوط 19 قتيلاً وعشرات الجرحى. في 11 نيسان (ابريل) قامت قيادة اركان الجيش بمحاولة انقلاب.

12نيسان (ابريل): قائد القوات المسلحة لوكاس رينكون يعلن أن تشافيز وافق على الاستقالة. وبعد يومين (14 نيسان/ابريل) تشافيز يعود الى الرئاسة بمساعدة عسكريين موالين له وخصوصًا بفضل تعبئة الآلاف من انصاره الذين خرجوا الى شوارع كراكاس.

2003 الثاني من شباط (فبراير): يوم اضراب عام نظمت خلاله المعارضة حملة توقيعات تدعو الى اقالة الرئيس.

29 ايار (مايو): اتفاق بين الحكومة والمعارضة لتنظيم استفتاء حول احتمال اقالة الرئيس لانهاء الازمة السياسية.

2004: تشافيز يفوز بالاستفتاء بـ59 في المئة من الاصوات.

2005: المعارضة تقاطع الانتخابات التشريعية وحزب تشافيز يفوز بكل مقاعد مجلس النواب.

2006: اعادة انتخاب تشافيز رئيسًا بـ62 في المئة من الاصوات.

2007: رفض اصلاح دستوري جديد اراده تشافيز عبر استفتاء.

2009: المصادقة في استفتاء (54,36 في المئة) على تعديل دستور 1999 لاتاحة اعادة انتخاب الرئيس بلا قيود.

2010: 26ايلول (سبتمبر): الحزب الحاكم يفوز بالانتخابات التشريعية لكن المعارضة تحصل على اربعين في المئة من المقاعد. 17 كانون الاول (ديسمبر): البرلمان يمنح تشافيز صلاحيات استثنائية تخوله من الحكم بمرسوم طيلة 18 شهراً.

2011:

10 حزيران (يونيو): تشافيز يخضع لجراحة في هافانا لاستئصال ورم سرطاني في حوضه.

20 تشرين الاول (أكتوبر): بعد عدة حصص علاج بالاشعة في كوبا، يعلن تشافيز أنه شفي من المرض.

2012

26 شباط (فبراير): تشافيز يخضع مجددًا لجراحة لاستئصال ورم سرطاني ويخضع في الاسابيع التالية لمعالجة بالاشعة في هافانا تبعده عن الساحة السياسية.

09 تموز (يوليو): تشافيز يقول مجددًا إنه "تعافى تمامًا" من السرطان.

7 تشرين الاول (اكتوبر): اعادة انتخاب تشافيز رسميًا لولاية رئاسية من ست سنوات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 10/تشرين الأول/2012 - 23/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م