امريكا والانتخابات الرئاسية... تنافس محموم وحرب كلامية ضروس

 

شبكة النبأ: تزداد حده الصراع الانتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية بين الرئيس اوباما ومنافسة الجمهوري ميت رومني مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، حيث شهدت خطابات الحملة الانتخابية بين المتنافسين تصعيدا غير مسبوق اتسم بلهجة التسقيط والاتهام بهدف تعزيز فرص الفوز، ويرى بعض المراقبين ان هنالك مؤشرات مبدئية تفيد بان الرئيس الأمريكي الحالي باراك اوباما قد يفوز بولاية ثانية، خصوصا بعد ان استفاد الأخير من بعض الأخطاء المهمة التي وقع فيها منافسة وتسببت بقلب الكثير من النتائج والتوقعات وعززت من شعبيته بحسب بعض الاستطلاعات حيث ضاعفت نتائج عدة استطلاعات رأي تظهر تقدم الرئيس الاميركي باراك اوباما الضغط على المرشح الجمهوري ميت رومني لكي يستخدم اول مناظرة مباشرة بينهما من اجل تحسين مواقعه بشكل كبير.

واظهرت استطلاعات الرأي التي اجريت مؤخرا ان اوباما يواصل تقدمه في الولايات الحاسمة التي ستقرر نتيجة الانتخابات الرئاسية في 6 تشرين الثاني/نوفمبر ما يعمق الفارق على المستوى الوطني بينه وبين المرشح الجمهوري.

ونفى مساعدو اوباما مزاعم الجمهوريين بانهم يحتفلون بالفوز مبكرا، لكن المتحدثة باسمه جين بساكي قالت ان طريق ميت رومني الى البيت الابيض يبدو انه "يضيق". وأضافت "من الارجح اننا نحن من سيصل وليس هم". ويبدو ان تراجع رومني في استطلاعات الرأي ناجم عن الضرر الذي الحقه به نشر فيلم فيديو التقط له سرا ويقول فيه ان 47 بالمئة من الاميركيين يصوتون لاوباما لانهم يعتمدون على الحكومة ولا يدفعون ضرائب. وخفف حاكم ماساتشوستس السابق من حدة لهجته قائلا انه "يتألم" لوضع الاشخاص الذين يواجهون صعوبات في ايجاد عمل، مشددا على ان "للحكومة" دورا في الاهتمام بهؤلاء. لكنه أضاف "سنصر على ان يحظى هؤلاء بفرصة للعمل اذا كانوا قادرين على ذلك لاننا لن نخلق مجتمعا يعتمد على الحكومة.

وتنافس المرشحان على اصوات العمال في ولاية اوهايو المتأرجحة حيث ظهر رومني الى جانب اسطورة الغولف جاك نيكلاوس المتحدر من الولاية فيما سخر اوباما من محاولات منافسه الجمهوري الوقوف في وجه الصين. وقال اوباما في تجمعين انتخابيين في اوهايو "انه يتحدث بحدة عن الصين" متهما منافسه باستثمار بعض من ثروته الشخصية في مصانع تعمل على نقل وظائف الى الصين. واضاف "حين تسمعون لهجته الحادة وهذه الاعلانات التي يمررها وتعد بتشديد اللهجة تجاه الصين، يتبين انها لا تحظى بمصداقية".

وهاجم رومني من جهته اوباما لانه عجز عن منع خسارة 582 الف وظيفة في السنوات الاربع الماضية وحمله المسؤولية لتراجع القطاع الصناعي "بسبب منافسة من دول خارجية، لا تعتبر في غالب الأحيان عادلة". وقال رومني في كليفلاند في احد التجمعات التي عقدها في اوهايو سأصف الصين بانها تتلاعب بالعملة". واضاف "يجب الا يسرقوا وظائف". واكد رومني ايضا انه سيفوز في اوهايو رغم ان استطلاعا للرأي اجرته جامعة كينيبياك وصحيفة نيويورك تايمز وشبكة سي بي اس اظهر انه تراجع بمقدار عشر نقاط في ولاية لم يسبق ان خسرها اي جمهوري نجح في الوصول الى البيت الابيض. واظهر استطلاع للرأي اجرته صحيفة واشنطن بوست ان رومني تراجع ثماني نقاط في الولاية فيما يبدو وضعه مقلقا في اوهايو.

وما قد يساعد اوباما واقع ان معدل البطالة في اوهايو، ورغم انه بقي مرتفعا في اب/اغسطس وبلغ 7,2%، لا يزال اقل بنقطة تقريبا من المعدل الوطني البالغ 8,1%. وهذه الولاية تعتبر ايضا مركزا لصناعة السيارات وصناعات اخرى متصلة بها استفادت من خطة انقاذ هذا القطاع التي اعدها اوباما في 2009. واظهر استطلاع كينيبياك ايضا ان رومني تراجع بتسع نقاط في ولاية ثانية مهمة هي فلوريدا ما يصعب بشكل اضافي طريق الجمهوريين الى البيت الابيض.

كما اظهر استطلاع اجراه معهد غالوب ان اوباما يتقدم بست نقاط على منافسه وتزداد نسبة التاييد له في الولايات الحاسمة التسع، بحسب معدل استطلاعات الرأي التي اجراها في الاونة الاخيرة موقع ريل كلير بوليتيكس. ولم تتوقع اي من حملتي المرشحين ان يفوز اوباما في اوهايو وفلوريدا بمثل هذا الفارق في تشرين الثاني/نوفمبر. بحسب فرنس برس.

 لكن نتائج استطلاعات الرأي الاخيرة تؤكد ما اظهرته مؤشرات متزايدة ايضا بانه سيكون على رومني تحقيق قفزة كبرى من اجل الوصول الى البيت الابيض. وقال بيتر براون مساعد مدير معهد الاستطلاع في جامعة كينيبياك ان "الحاكم رومني شهد اسبوعا سيئا في وسائل الاعلام وقد ظهر ذلك في هذه الولايات الحاسمة". واضاف براون ان الضجة التي اثارها موقف رومني من نسبة ال47 بالمئة من الاميركيين "لعبت بالتاكيد دورا بارزا" في تقدم اوباما.

على صعيد متصل أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز ومؤسسة إبسوس تقدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بفارق خمس نقاط مئوية على منافسه الجمهوري ميت رومني في الوقت الذي يعزز فيه تفوقه في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وكشف الاستطلاع الذي أجري على الإنترنت تقدم أوباما على رومني بين الناخبين المحتملين بهامش 48 بالمئة مقابل 43 بالمئة. ويتقدم أوباما في استطلاعات الرأي منذ السابع من سبتمبر أيلول الجاري بعد فترة قصيرة من المؤتمر العام للحزب الديمقراطي.

ويتقدم أوباما على رومني بفارق يزيد على عشرة بالمئة فيما يتعلق بالسمات الشخصية من الجاذبية إلى القدرة على حماية الوظائف الأمريكية إلى التحلي بسمات الشخصية الرئاسية. ولم يتقدم رومني إلا في كونه رجلا متدينا حيث يتفوق بنسبة 43 بالمئة مقابل 34 بالمئة لأوباما. وأشارت جوليا كلارك منظمة الاستطلاعات في إبسوس إلى أنها تتوقع أن يضيق الفارق قليلا بين المرشحين في استطلاعات الرأي لكنها ترى أن فرصة أوباما في الفوز بانتخابات الرئاسة المقررة في السادس من نوفمبر تشرين الثاني تتراوح بين 70 و80 بالمئة.

سلبية اوباما

في السياق ذاته اتهم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية ميت رومني الرئيس الاميركي باراك اوباما ب "السلبية" التي قال انها ادت الى "الفوضى" وذلك بعد اعمال العنف الدامية في العالم الاسلامي التي سببها فيلم مسيء للإسلام انتج في الولايات المتحدة. واعتبر رومني في كلمة القاها في بلمونت (ماساتشوستس، شمال شرق) ان نظرية اوباما التي مفادها ان "تلاشي الزعامة الاميركية سيهدأ الغضب علينا ويجلب لنا تاييدا، لم تفشل فقط بل ادت الى المزيد من الفوضى". واضاف "ان السياسة الخارجية للرئيس اوباما هي سياسة سلبية وانكار". وهاجم رومني تصريحات اوباما التي قال فيها ان اعمال العنف في العالم الاسلامي هي "عقبات على الطريق". بحسب فرنس برس.

واعتبر رومني ان "مثل هذا التأكيد بشان احداث صادمة يكشف ان الرئيس لا يدرك حقيقة، خطورة الرهانات التي نواجهها في الشرق الأوسط". وأضاف "ان هذا يضع الولايات المتحدة وأصدقائها وحلفائها، تحت رحمة ما يحدث واولئك الذين يريدون بنا شرا". وقال "نحن راينا رد فعل ملتبس وبطيء ومتضارب على الهجوم الارهابي في ليبيا، ورفض مصارحة الاميركيين بشان ما حدث وفشلا كاملا في تفسير التهديد الارهابي المتعاظم الذي نواجهه في المنطقة". وسخرت المعارضة الجمهورية من تغيير الحكومة الاميركية لروايتها بشان الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي شرق ليبيا الذي قتل فيه سفير واشنطن في طرابلس، قبل ان تقر بان الهجوم "عمل إرهابي" من فعل القاعدة.

كلينتون وسباق الرئاسة

من جانب أخر رفض الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون استبعاد احتمال دخول زوجته وزيرة الخارجية الحالية هيلاري كلينتون سباق الرئاسة في العام 2016. وخسرت هيلاري كلينتون (64 عاما) ترشيح الحزب الديموقراطي لها لخوض معركة الرئاسة في 2008، ومنذ ذلك الوقت صرحت مرارا انها لن تسعى الى ان تكون اول رئيسة اميركية. وردا على سؤال مباشر حول احتمال خوض زوجته سباق الرئاسة بعد 4 سنوات في حال اعادة انتخاب الرئيس باراك اوباما في تشرين الثاني/نوفمبر، المح بيل كلينتون في مقابلة مع شبكة "سي بي اس" الى ان ذلك امر محتمل. بحسب فرنس برس.

وقال كلينتون "ليست لدي اية فكرة حقيقية عن القرار الذي ستتخذه". واضاف ان زوجته متعبة بعد كل هذه السنوات المرهقة من العمل في مجال الخدمة العامة، فقد كانت السيدة الاولى لفترة ثماني سنوات عندما كان رئيسا في الفترة من 1993 حتى 2001، وبعد ذلك شغلت منصب سناتور عن ولاية نيويورك، وتشغل الان منصب وزيرة الخارجية. وقال انها تريد ان "تاخذ اجازة، لكي ترتب امورها وتؤلف كتابا". وتابع "اعتقد انه يجب ان نعطيها فرصة لتنظيم حياتها وتقرر ما الذي تريد ان تفعله".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/تشرين الأول/2012 - 16/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م