شارع العرب في كوالا لامبور

هادي جلو مرعي

الماليزيون مثلنا بالضبط يحبون تسمية الشوارع بمسميات دول ومدن وشخوص عظيمة، وهي عادة عند شعوب الأرض جميعا بإستثناء إن النوايا تختلف من بلد لآخر ومن زعيم لسواه.

من شوارع العاصمة الماليزية شارع يسمى "شارع العرب" وربما سمي بهذا الإسم تيمنا بالعرب الذين يزورون ماليزيا ويتنعمون بما فيها من جمال وطبيعة خلابة وأجواء أخاذة ونساء واطعمة وأسواق ومتنزهات وحتى مدارس وجامعات ومستشفيات يعالجون فيها وربما إستثمارات من كل صنف ونوع بإعتبار إن العرب أصحاب فلوس لاعقول، بينما يغفل البعض عن آثار قد تظهر لاحقا تسبب الإحراج والخجل.

شارع العرب كشارع الهرم في مصر صار عنوانا للدعارة ولحضور بنات الهوى والغانيات اللاتي يبحث عنهن السياح العرب الأثرياء الذين يترك الواحد منهم بلده وفيها زوجته " الفنصة "وثرثرتها الفارغة وضيق البال الذي تسببه ليكون في نعيم ماليزيا وأحضان غانيات شارع العرب الذي يستثمره السياح القادمون من غرب آسيا ومن الخليج لقضاء أوقت حميمية لاتكلفهم سوى النقود التي يعبونها عبا ولم يتعبوا في جمعها ولايعرفون متى ستنفد؟

وإلا بربك قل لي، ماذا يفعل العرب هناك ولماذا صار هذا الشارع عنوانا للرذيلة ولماذا لم يوصف شارع آخر بوصفه خاصة وإن الشوارع هناك عديدة ومليئة بالسياح؟

فالأجانب والآسيويون يركزون في حضورهم على جانب الإستثمار وسوق العمل ليحققوا أرباحا عالية دون أن يمنعهم ذلك من اللهو والمتعة والحضور في كل مكان يرون فيه تغييرا لمزاجهم ولكدر حياتهم بينما يتركون اللهو بكامله للعرب الذين لايعرفون أن يستثمروا في شيء، حتى قيل قديما إن العربي يستثمر في شيئين لو حصل على المال، فإما ان يتزوج أو يشتري سيارة يصيبها العطب والبلى فيما بعد، أو يشترى حاجات تبلى بمرور الدهر دون أن يفكر في تشغيل تلك الأموال وتحقيق مكاسب منها.

قد يشير البعض الى وجود الأموال العربية في المصارف الأوربية، وهو صحيح لكن الذين يشغلون تلك الأموال هم الأجانب وينتفعون منها بشكل كبير ولايحصل هؤلاء إلا على الفتات الذي يصرفونه في اللهو والملذات الزائلة ثم يعودون الى اوطانهم ليجمعوا المزيد مثل طريقة الفلاح أو راعي المواشي الذي يجمع المال ويتوجه الى المدينة ليرمي المال على رأس راقصة وهو تحت طائلة الخمر واللذة الزائلة، وحتى في مجال الرياضة وشراء حصص في أندية كرة القدم فليس بالضرورة أن ينجح هذا الإستثمار مع وجود إمكانية لإفلاس النادي وعدم وجود آليات حقيقية تمنع إنهياره وربما أثرت أزمة مالية أو تراجع اداء اللاعبين لتضيع الأموال تلك وحتى في الموانئ وشركات الطيران لايبدو ان العرب يعرفون الكيفية التي تدار بها لعبة المال في الغرب المتمرس والذكي بينما جماعتنا يفتقدون المهارة والذكاء من زمن بعيد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 30/أيلول/2012 - 13/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م