نووي إيران... جدلية الشرعية بين الداخل والخارج

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تتواصل الانتقادات والاتهامات بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، من قبل إسرائيل وحلفائها من لبلدان الغربية بزعامة الولايات المتحدة، إذ أن صلب النزاع منذ سنوات عدة بين ايران والغربيين الذين يشتبهون في أن إيران تسعى الى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج سلمي، وهو ما تنفيه طهران باستمرار، حيث أصبح النووي الإيراني الفزاعة التي  تثير الرعب في قلوب الغرب، وتعمق جوهر الشكوك التي تغذي مخاوف الغرب باستمرار، وخاصةً المستقبل القريب، كون إمكانية امتلاك إيران قنبلة نووية سيهدد امن العالم أجمع، كما عبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلق متزايد من أنشطة أبحاث وتطوير متنامية في إيران ذات علاقة بتجميع رأس حربي نووي، إذ تسعى وكالة الطاقة الذرية للحصول لإجابات من إيران على قضايا نووية، كما تواصل ضغطها على إيران من أجل تبديد الشكوك المحيطة بأبحاثها النووية وذلك في إطار مساع دبلوماسية لتسوية الأزمة قبل أن تشن إسرائيل أو الولايات المتحدة أي عمل عسكري، من جهة أخرى تسعى بعض الدول العربية بتقديم بادرة حسن نية، لكنها فشلت في التأثير على إسرائيل وأمريكا، لكن على الرغم من كل الضغوط التي تهدد إيران، إلا أنها  ضاعفت قدراتها بإنتاج اليورانيوم المخصب في موقعها تحت الارض في فوردو، ونفت اتهمها بعرقلة عمليات التفتيش على المنشات النووية، ناهيك عن استمرار العقوبات الاقتصادية الصارمة الدولية، وبلوغ محطة بوشهر الايرانية طاقتها القصوى، وعدم نجاح المفاوضات العالمية سواء التي كانت بالترهيب ام الترغيب، كلها امور تزيد الطين بلة، وعليه فأن ملف النووية الإيراني مازال يتأرجح بين صراع الأهداف المجهولة والمراوغات السياسية بسبب معضلة فقدان الثقة بين الإطراف المتخاصمة، ليبقى هذا الملف النووي مشروعا لحرب وشيكة باهظة التكليف وطريق سباق الأنفاس الطويلة.

البلدان الغربية

فقد حذرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ايران من ان الوقت "ينفد" للتفاوض على تسوية حول برنامجها النووي المثير للجدل، وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس في اثناء جلسة نقاش في مجلس الامن "ما زال هناك وقت وهامش للدبلوماسية ... لكن الوقت ينفد".

ودعا نظيرها البريطاني مارك ليال غرانت طهران "الى تحديد خياراتها بسرعة"، اما السفير الفرنسي جيرار ارو فذكر ب "مناقشات استمرت مئات الساعات" لهذا الملف من دون جدوى.

واكدت رايس "ما زال هناك وقت وهامش للدبلوماسية، لكن يتعين على ايران ان ترد بصورة بناءة" على الاقتراحات التي طرحتها البلدان الغربية. واضافت "على ايران ان تتخذ تدابير ذات معنى وإلا تعرضت لضغوط متزايدة". وقالت "لا ننوي الاستمرار الى ما لا نهاية في المفاوضات التي لا تسفر عن نتيجة ... الوقت ينفد".

واعتبر السفير البريطاني ان "النظام الايراني على مفترق طرق. فهو يستطيع الاستمرار في تجاهل هواجس المجموعة الدولية في شأن برنامجها النووي او يستطيع التفاوض على تسوية". واضاف ان ايران تستطيع ايضا "دعم نظام قمعي في سوريا او الاضطلاع بدور بناء في المنطقة. تستطيع تصدير الارهاب او التصرف تصرف عضو مسؤول في المجموعة الدولية". لكنه خلص الى القول ان على طهران "الاسراع في القيام بهذه الخيارات".

ولاحظ جيرار ارو "اننا نطلب من ايران ان تفاوض لكن ايران لا تفاوض". واضاف "ما زلنا منفتحين على الحوار لكن منذ نحو عشر سنوات اجرينا مناقشات استمرت مئات الساعات مع ايران ويؤسفنا ان نقول ان هذه المناقشات ذهبت ادراج الرياح". بحسب فرانس برس.

واوضح السفير الفرنسي "وبالنتيجة، سنعزز العقوبات مع البلدان المستعدة لفرضها طالما لم تقبل ايران في احراز تقدم نحو احترام واجباتها".

واعربت البلدان الثلاثة عن اسفها ايضا لدعم طهران نظام بشار الاسد وتسليم اسلحة ايرانية الى دمشق. واكدت رايس ان "صادرات الاسلحة من ايران الى نظام الاسد المجرم في سوريا تثير القلق الشديد"، داعية بلدان المنطقة الى "مضاعفة جهودها لوقف وتفتيش ومصادرة الشحنات الايرانية غير القانونية". وتخضع ايران لعقوبات من الامم المتحدة تمنعها خصوصا من تصدير اسلحة، وقد اصدرت الامم المتحدة ستة قرارات ضد البرنامج النووي لايران التي تشتبه القوى العظمى في سعيها الى حيازة السلاح النووي. وحمل هذا البرنامج البلدان الغربية على فرض حظر مالي ونفطي ضد ايران منذ سنتين. وتبنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اخيرا قرارا يدين الزيادة المستمرة لانشطة تخصيب اليورانيوم في ايران.

صنع قنبلة نووية

من جهته قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا انه اذا قررت ايران صنع سلاح نووي فان الولايات المتحدة سيكون امامها ما يزيد قليلا على عام لتتحرك لوقف ذلك، وقال بانيتا في برنامج صباحي بمحطة سي.بي.سي التلفزيونية "انها فترة عام على وجه التقريب من الان ... أكثر قليلا من عام. ولذلك ... نعتقد انه ستكون لدينا فرصة بمجرد ان نعرف انهم اتخذوا القرار واتخاذ الاجراء اللازم لمنع (ايران)."

وقال ان الولايات المتحدة لديها "معلومات مخابرات جيدة جدا" بشأن ايران. وأضاف "نعرف بصفة عامة ما الذي ينوون عمله. وبالتالي نراقبهم عن كثب."

وقال بانيتا ان الولايات المتحدة لديها القدرة على منع ايران من صنع قنبلة نووية، واضاف "لدينا القوة التي تمكننا ليس فقط من الدفاع عن انفسنا وانما لعمل ما يجب علينا عمله لنحاول منعهم من تطوير أسلحة نووية، وتعتقد الولايات المتحدة واسرائيل ان ايران تعمل نحو تطوير قدرات نووية. وتقول اسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع انها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط ان ايران النووية تمثل تهديدا لوجودها، وتقول ايران ان نشاطها النووي مخصص لاغراض الطاقة السلمية فقط. بحسب رويترز.

وصعد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي تهديداته لايران قائلا انه اذا رفضت القوى العالمية وضع خط أحمر لبرنامج ايران النووي فانه لن يكون بوسعهم المطالبة بأن تمتنع اسرائيل عن مهاجمتها.

وقال نتنياهو للصحفيين في اسرائيل "العالم يطلب من إسرائيل 'الانتظار فما زال هناك وقت' وأنا أقول 'ماذا ننتظر؟ إلى متى ننتظر؟' هؤلاء في المجتمع الدولي الذين يرفضون تحديد خطوط حمراء لإيران ليس لهم حق أخلاقي بوضع خط أحمر أمام إسرائيل."

وقال نتنياهو ان اسرائيل والولايات المتحدة تجريان محادثات بشأن وضع "خط أحمر واضح" لبرنامج ايران النووي. لكن الحليفين مازالا على خلاف بشأن ان كان يجب تحديد بداية واضحة للقيام بعمل عسكري.

وكالة الطاقة الذرية

من جانب أخر ضغط يوكيا أمانو مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة على إيران للسماح لمفتشي الوكالة بالدخول الفوري لموقع بارشين العسكري الذي يعتقد أن طهران أجرت فيه اختبارات تتعلق بانتاج أسلحة نووية.

وقال امانو إنه أمر "محبط" أن الوكالة وإيران لم تحققا تقدما ملموسا في محادثات بدأت في يناير كانون الثاني بهدف تهدئة مخاوف بشأن أبحاث يشتبه بأنها تتعلق بالقنبلة النووية.

وقد تستغل قوى غربية بيان امانو الذي القاه أمام جلسة مغلقة لمجلس محافظي الوكالة المكون من 35 دولة لتعزيز موقفها وتكثيف الضغوط الدولية على إيران وهي من كبار منتجي النفط في العالم، ودعا امانو في مؤتمر صحفي عقده في وقت لاحق الى ضرورة ان تتصدى طهران لجوهر شكوك الوكالة والرد على اسئلتها وقال انه ملتزم بتكثيف الحوار مع ايران لكن لم يتحدد حتى الان موعد لاجتماع جديد.

واضاف "ينبغي لنا التوقف عن الدوران في حلقات مفرغة بخصوص مناقشة العملية ...لدى ايران التزام بالتعاون الكامل معنا."

وسئل عن طلب ايران الاطلاع على الوثائق التي تشكل اساس شكوك وكالة الطاقة الذرية بشأن الابعاد العسكرية المحتملة لبرنامج ايران النووي فقال امانو انه مستعد لتوفيرها "في الوقت المناسب".

جاءت تصريحات امانو بعد يوم من قول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل والولايات المتحدة تناقشان "الخط الأحمر" الذي يجب ألا يتجاوزه البرنامج النووي الايراني. وتقول طهران إن برنامجها النووي سلمي بحت.

ودعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى فرض عقوبات جديدة على إيران وقطعت كندا علاقاتها بالجمهورية الاسلامية في خطوة غير متوقعة.

وقال مبعوث إيران في الوكالة علي أصغر سلطانية للصحفيين إن طهران "ستستمر" في التعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة لكن الأمن القومي للجمهورية الاسلامية يجب أن يوضع في الاعتبار.

وأضاف أن مناقشات تجرى بشأن إمكانية عقد اجتماع آخر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الوكالة.

وتقول إيران إن برنامجها النووي أغراضه سلمية صرفة ويهدف إلى توليد الطاقة وليس انتاج قنابل ذرية.

وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون خلال اجتماع الوكالة الذي يستمر أ الى عزل إيران بشكل أكبر من خلال تبني قرار يوبخها لأنها تعرقل التحقيق في أنشطتها النووية.

ويقول دبلوماسيون إنه لم يتضح ما إذا كانت الصين وروسيا وهما من بين ست قوى عالمية تحاول إيجاد حل دبلوماسي للنزاع النووي القديم ستوافقان على مثل هذه الخطوة. وانتقدت بكين وموسكو خطوات غربية احادية الجانب لمعاقبة إيران.

وحذرت روسيا إسرائيل والولايات المتحدة بشدة من مهاجمة إيران وقالت إن موسكو لم ترصد دليلا على أن البرنامج النووي الايراني يهدف إلى تطوير أسلحة. بحسب رويترز.

وفي المقابل عبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلق متزايد من أنشطة أبحاث وتطوير متنامية في إيران ذات علاقة بتجميع رأس حربي نووي.

وقال امانو ان "الأنشطة" التي جرت في منشأة بارشين -في إشارة إلى ما يشتبه أنها أعمال تطهير جرت هناك- سيكون لها "أثر عكسي" على تحقيق الوكالة إذا سمح للوكالة بدخول المنشأة متى تسنى لها هذا. وترفض إيران حتى الان السماح للمفتشين بدخول بارشين.

ويقول دبلوماسيون غربيون مستشهدين بصور التقطتها أقمار صناعية إن إيران أجرت وطوال شهور أعمال "تطهير" على ما يبدو في بارشين لازالة كل دليل على أنشطة نووية غير مشروعة قبل إمكانية سماحها لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول.

ورغم ذلك قال امانو ان مفتشيه لديهم "آليات قوية" تحت تصرفهم لاكتشاف اي اثار او دليل آخر، وذكر ان إيران ابلغت الوكالة في خطاب إن مزاعم وجود أنشطة نووية في موقع بارشين الواقع جنوب شرقي العاصمة طهران "لا أساس لها من الصحة، وأضاف أمانو "لكن الأنشطة التي تم رصدها تعزز بشكل أكبر من تقييمنا بأن من الضروري السماح بدخول الموقع في بارشين دون مزيد من التأخير من اجل الحصول على التوضيحات المطلوبة."

البادرة العربية

من جهة أخرى قالت دول عربية أنها قررت في "بادرة لحسن النية" الامتناع عن استهداف إسرائيل بقرار يتعلق بترسانتها النووية المفترضة في الاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة،وقال مبعوثون عرب إن هذا التحرك يدعم جهودا أوسع لتخليص المنطقة من الاسلحة النووية لكنه لم يجتذب اشادة عامة من إسرائيل والولايات المتحدة اللتان انتقدتا وضع هذه القضية في جدول الاعمال في المقام الاول.

وقال دبلوماسي أمريكي رفيع وهو يتحدث في مناقشة بشأن "الطموحات النووية الإسرائيلية" دعت اليها الدول العربية ان واشنطن ملتزمة بصرامة بهدف شرق أوسط خال من اسلحة الدمار الشامل، لكن روبرت وود قال في اجتماع الوكالة الدولية ان "استخدام اجتماعات الوكالة في استهداف اسرائيل باللوم لن يقربنا خطوة واحدة من ذلك الهدف. في الحقيقة هو خطوة في الاتجاه المعاكس."

وقال وود "طرح هذه القضية باستمرار لا يخدم سوى تقليل الثقة بين الدول في المنطقة ويشتت اهتمام الوكالة بعيدا عن قضايا خطيرة تتعلق بعدم الالتزام المستمر من جانب دولتين اخريين في المنطقة، وكان يشير بذلك الى ايران وسوريا وهما موضع تحقيق من جانب الوكالة الدولية بشأن أنشطتهما النووية المثيرة للجدل.

وقال السفير الاسرائيلي ايهود ازولاي "انها ايران هي التي تمثل أعظم تهديد للسلام والامن في الشرق الاوسط وما بعده ... توجيه اصبع الاتهام نحو اسرائيل لن يغير من هذه الحقيقة الكئيبة."

وانتقدت الدول العربية بشدة اسرائيل لكنها قالت انها لن تقدم قرارا مهما غير ملزم وانما رمزي يدعو اسرائيل الى الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي ووضع كل منشآتها النووية تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقالت إن هذا تقرر من اجل عدم تقويض مؤتمر اقترحت مصر عقده في وقت لاحق هذا العام لبحث انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط.

وقال دبلوماسيون غربيون ان أي قرار يستهدف اسرائيل سيحطم أي آمال بمشاركتها في هذه المحادثات، ورحبت روسيا بما وصفته بأنه "مؤشر بناء" من جانب دول عربية قبل الاجتماع الذي قد يعقد في هلسنكي في ديسمبر كانون الاول.

وحتى اذا عقد -وما زال يتعين على اسرائيل وايران ان يحددا ان كانا سيشاركان- لا يتوقع دبلوماسيون غربيون ان يحقق تقدما يذكر في الوقت القريب بسبب العداوات الاقليمية العميقة.

ودائما ما تجتذب اسرائيل ادانة من العرب وايران بشأن ترسانتها النووية المفترضة وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تنضم الى معاهدة حظر الانتشار النووي التي تم التوصل اليها في عام 1970 لمنع انتشار الاسلحة الذرية في العالم. بحسب رويترز.

وقال السفير الايراني علي اصغر سلطانية امام 155 دولة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ان "الانشطة النووية السرية (لاسرائيل) تهدد بشدة السلام والامن الاقليميين."

وتعتبر اسرائيل والولايات المتحدة ايران مصدر التهديد الرئيسي في العالم لخطر الانتشار وتتهمان طهران بالسعي سرا لامتلاك قدرات اسلحة نووية وهو شيء تنفيه الجمهورية الاسلامية.

وحققت الدول العربية انتصارا دبلوماسيا في عام 2009 عندما وافقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفارق ضئيل على قرارها بشأن إسرائيل. وهزمت في عام 2010 بعد معركة دبلوماسية شرسة ولم تقدم قرارا في العام الماضي.

وتقول إسرائيل انها لن توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي وتتخلى عن الاسلحة النووية سوى في اطار اتفاق سلام أشمل في الشرق الاوسط مع الدول العربية وايران يضمن امنها.

وأوضحت إسرائيل التي لم تؤكد أو تنف انها تمتلك اسلحة نووية انها تعتقد ان المنطقة المضطربة ليست جاهزة بعد لانشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية.

ومثلما كان الحال في السنوات السابقة تبنى مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا اقترحته مصر يدعو كل دول الشرق الاوسط الى الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي دون ان يشير بالاسم إلى إسرائيل. وكانت إسرائيل والولايات المتحدة ضمن ثماني دول امتنعت عن التصويت بينما أيدته 111 دولة.

مجلس محافظي الوكالة الذرية

على الصعيد نفسه انتقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ايران لتحديها المطالب الدولية بوقف تخصيب اليورانيوم وعدم تعاملها مع القلق المتزايد بشأن الاشتباه في اجرائها لابحاث تتعلق بالتسلح النووي.

وبعد يومين من تصعيد اسرائيل لتهديداتها بالهجوم على ايران اقر مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة قرارا بأغلبية ساحقة يعرب فيه عن "القلق الشديد" بشأن الخطوات النووية لايران لكنه اوضح رغبته في حل الازمة بشكل سلمي.

وانضمت روسيا والصين الى اربع قوى غربية تقودها الولايات المتحدة في رعاية القرار في استعراض لوحدة القوى الكبرى بشأن ايران.

وكانت كوبا الدولة الوحيدة في المجلس التي صوتت ضد القرار. وقال دبلوماسيون شاركوا في الاجتماع المغلق الذي عقد في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ان ثلاث دول فقط من بينها مصر امتنعت عن التصويت.

وقال السفير الامريكي في الوكالة روبرت وود "الضغط الدبلوماسي على ايران يتزايد. العزلة تتزايد."

لكن موفد ايران إلى الوكالة علي اصغر سلطانية قال ان مثل هذه القرارات تأتي بنتائج عكسية. وواصلت ايران برنامجها النووي على الرغم من صدور سلسلة من القرارات المشابهة منذ عام 2006 إلى جانب العقوبات الاقتصادية الصارمة.

والفارق الان هو ان الحاجة إلى تحقيق انفراجة دبلوماسية اصبحت امرا ملحا بالنظر لمطلب اسرائيل الذي يزداد حدة باعطاء ايران مهلة نهائية للتعاون مع المجتمع الدولي والا واجهت خطر التعرض لضربات جوية اسرائيلية يخشى كثيرون ان تؤدي إلى اشعال حرب مدمرة في الشرق الاوسط، وقال سلطانية للصحفيين بعد صدور القرار "انه (قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية) لن يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد للموقف والمزيد من التهديد للمناخ التعاوني الذي نحتاج إليه بشدة، ويدين القرار ايران لتجاهلها مطالبات مجلس الامن الدولي لها بتعليق تخصيب اليورانيوم الذي يمكن ان يستخدم في صنع وقود لمحطات الطاقة النووية او في صنع قنابل نووية ولرفضها فتح منشآتها امام التحقيق في علامات على انها تسعى لامتلاك تكنولوجيا التسلح النووي.

وقدمت الدول الست الكبرى مشروع قرار بهدف زيادة الضغط على ايران لتلين موقفها وذلك بعد يوم من اشارة اسرائيل الى اقتراب صبرها على النفاد بخصوص استخدام السبل الدبلوماسية والعقوبات في محاولة كبح ايران.

وكانت جنوب افريقيا -التي تشترك مع ايران في عضوية حركة عدم الانحياز- قد سببت ارتباكا في الاجتماع عندما قدمت تعديلا قال بعض الدبلوماسيين الغربيين انه كان سيضعف صياغة القرار ضد ايران.

لكن دبلوماسيين قالوا انه خلال تعليق للاجتماع دام ثلاث ساعات تم التوصل إلى تسوية أرضت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا والمانيا.

وتعلق التعديل بقسم من القرار يطالب ايران بتنفيذ اتفاقية اطار لم يتفق عليها بعد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن كيفية قيام الوكالة بالتحقيق في ابحاث المتفجرات النووية المشتبه في اجرائها في ايران.

وغيرت التسوية النص الاصلي لكن ليس للدرجة التي كانت تريدها جنوب افريقيا وهو ما خفف المخاوف الغربية من ان يؤدي الى تخفيف الضغط على طهران لتتعامل بشفافية مع مفتشي الوكالة، وحاولت الوكالة في سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع ايران بدأت في يناير كانون الثاني الاتفاق على "منهج هيكلي" بشأن كيفية اجراء التحقيق.

وقال المدير العام للوكالة يوكيا امانو هذا الاسبوع ان هذه الاجتماعات لم تؤد إلى نتائج ملموسة ووصف عدم تحقيق تقدم بأنه "محبط".

وقال الاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة في بيان إلى مجلس محافظي الوكالة "ايران لم تشارك بجدية ودون شروط مسبقة في المحادثات التي استهدفت استعادة الثقة الدولي في الطبيعة السلمية التامة لبرنامجها النووي، وقال الاتحاد "مماطلة ايران غير مقبولة، واتهم وود ايران "بالتدمير المنهجي" لمنشأة عسكرية في موقع بارشين العسكري يريد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارتها في اطار تحقيقهم، وقال امام اجتماع مجلس محافظي الوكالة "ايران تتخذ اجراءات تبدو متسقة مع جهد لازالة الادلة على انشطتها السابقة في بارشين."

ايران ضاعفت انتاج اليورانيوم وتعرقل عمليات التفتيش

في سياق متصل قال تقرير نشرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران ضاعفت قدرات انتاج اليورانيوم المخصب في موقعها تحت الارض في فوردو، واتهم طهران ايضا بعرقلة عمليات التفتيش التي تجريها في قاعدة بارشين العسكرية، وذلك رغم العقوبات الدولية، واوضحت الوكالة الذرية ان الجمهورية الاسلامية الايرانية نصبت نحو الفي جهاز طرد مركزي في فوردو حتى الثامن عشر من اب/اغسطس مقابل نحو الف في ايار/مايو. واوضحت الوكالة ان 700 جهاز تقريبا من اصل هذا العدد هي قيد العمل، والزيادة تفوق بكثير توقعات دبلوماسيين في فيينا حيث مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين توقعوا زيادة نحو 350 جهاز طرد مركزي، وبعيد صدور تقرير الوكالة، حذر البيت الابيض ايران من ان نافذة الدبلوماسية لن تبقى مفتوحة الى ما لا نهاية، واكد المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني ان الرئيس باراك اوباما مصمم على منع ايران من حيازة السلاح النووي، مشددا في الوقت نفسه على ان واشنطن قادرة على معرفة ما اذا كانت ايران بدأت بتطوير سلاح ذري ام لا.

وقال دبلوماسي غربي رفض كشف هويته لفرانس برس ان "تخصيب اليورانيوم في ايران، وخصوصا الاستمرار في تركيب اجهزة طرد مركزية في فوردو، يثير قلقا بالغا"، وتبلغ قدرة موقع فوردو الكائن تحت جبل وتصعب مهاجمته، نحو ثلاثة الاف جهاز طرد مركزي.

ويستخدم اليورانيوم المخصب لانتاج الكهرباء او نظائر طبية تستخدم في تشخيص بعض انواع السرطانات، لكنه يدخل في صناعة السلاح الذري اذا تم تخصيبه بنسبة 90 بالمئة.

ولا تتجاوز ايران نسبة العشرين في المئة في تخصيبه.

وبحسب آخر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فان ايران انتجت 6876 كلغ من اليورانيوم المخصب حتى نسبة 5 بالمئة (679 كيلوغراما اكثر من ارقام ايار/مايو) و189,4 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة (اي بزيادة 43,8 كلغ).

واصدر مجلس الامن الدولي ستة قرارات ضد ايران تتضمن اربعة منها عقوبات وخصوصا لجهة تخصيب اليورانيوم، وقد اكد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية اية الله علي خامنئي ان بلاده "لا تسعى ابدا للتسلح النووي"، وذلك اثناء قمة دول عدم الانحياز التي تعقد في طهران، وتاخذ الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ايران ايضا عدم تعاونها بما يكفي معها وهو الامر الذي يمنعها من ان تحدد بدقة ما اذا كان البرنامج النووي الايراني سلميا بحتا بعد اكثر من ثماني سنوات من التحقيق. بحسب فرانس برس.

وفي التقرير، اتهمت الوكالة الذرية ايران مباشرة بانها تعرقل عمليات التفتيش والتحقق التي تقوم بها في قاعدة بارشين العسكرية حيث تشتبه الوكالة بانشطة نووية غير قانونية.

ونددت الوكالة قائلة ان ايران "اجرت انشطة" في بارشين "ستعرقل بشكل كبير قدرة الوكالة على اجراء عملية تحقق فعالة"، في تلميح واضح الى ان طهران اخفت آثارا مشبوهة.

وتشتبه الوكالة في ان ايران قامت في هذه القاعدة العسكرية بتجارب لتفجيرات تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي، وهو ما تنفيه ايران.

وقال التقرير "بسبب هذه الانشطة المهمة، تاثرت سلبا قدرة الوكالة على التحقق من المعلومة التي تقوم عليها مخاوفها"، واضاف "عندما ستتمكن الوكالة من الوصول الى المكان (المنشود)، ستصطدم قدرتها على اجراء عملية تحقق فعالة بعرقلة كبيرة"، وتطلب الوكالة الذرية منذ بداية العام من ايران الوصول الى بارشين لكنها لم تفلح. وبالاستناد الى مشاهد التقطتها الاقمار الصناعية، اعربت عن خشيتها من ان ايران تنظف المكان قبل السماح لمفتشي الوكالة بالقيام بعملية التحقق، وقد تم التطرق الى موقع بارشين في التقرير الصارم الذي اصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونشرته في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وكانت الوكالة عرضت للمرة الاولى عناصر تدل على ان ايران عملت على صنع السلاح الذري قبل العام 2003 وربما لاحقا. ورفضت ايران هذه المزاعم معتبرة ان التقرير مفبرك ومسيس.

محطة بوشهر تبلغ طاقتها القصوى

على صعيد ذو صلة اعلن فرع الشركة الروسية "اتومستروي اكسبورت" في بيان ان اول محطة نووية ايرانية بنتها روسيا في بوشهر (جنوب) بلغت طاقتها القصوى، وقالت شركة "اتوم اينرغوبرويكت"، وهي الفرع الهندسي في "اتومستروي اكسبورت" التي بنت المحطة ان "اول مجموعة طاقة في محطة بوشهر النووية باتت بلغت نسبة 100 في المئة من طاقتها" مساء الخميس في اطار "المرحلة الاخيرة من وضعها قيد الخدمة".

وموقع بوشهر الذي يمثل رمز صعود ايران الى الطاقة النووية، دشن في اب/اغسطس 2010 بعد 35 سنة من التقلبات: فالمشروع الذي اطلقته شركة سيمنز الالمانية في 1975 اوقفته الثورة الاسلامية في 1979 ثم الحرب مع العراق (1980-88) قبل ان تستانف روسيا العمل فيه في 1995. بحسب فرانس برس.

ثم ادت صعوبات جمة متنوعة تقنية ومالية وسياسية الى تاخيره نحو عشر سنوات عن جدوله الزمني الذي كان ينص في الاساس على وضع المحطة في الخدمة في العام 1999.

وصدرت ضد ايران ست ادانات من الامم المتحدة وفرضت عليها عقوبات دولية قاسية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل ولا سيما ضد انشطة تخصيب اليورانيوم.

مركز أبحاث أمريكي

من جهة أخرى نشر مركز ابحاث امريكي صورا التقطت بالأقمار الصناعية قال إنها تظهر "مواد وردية اللون" تغطي مبنى في موقع عسكري حساس في ايران يريد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارته، وقال معهد العلوم والأمن الدولي إن الغطاء الذي وضع على المبنى في مجمع بارشين العسكري ربما يكون محاولة لاخفاء عملية تنظيف مزعومة هناك في وقت تتزايد فيه الضغوط على ايران للسماح بالتدقيق في برنامجها النووي.

وتتفق الصور مع ما نشرته رويترز نقلا عن مصادر دبلوماسية قالت إن هيكلا لامعا يشبه الخيمة يغطي المبنى حاليا، وتعتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه تم إجراء تجارب على متفجرات مرتبطة بتطوير اسلحة نووية في غرفة من الصلب في المبنى ربما قبل نحو عشر سنوات وتطالب بالسماح لها بتفتيشه.

وطلبت الوكالة مجددا من ايران في محادثات جرت تبديد المخاوف بشأن ما يشتبه انها ابحاث مرتبطة بصنع اسلحة نووية في الجمهورية الاسلامية وجددت مطالبها بالسماح لها بدخول بارشين لكن الاجتماع انتهى دون اتفاق. بحسب رويترز.

وفي الشهور الماضية استشهد دبلوماسيون غربيون بصور التقطتها اقمار صناعية تظهر جهود تنظيف مكثفة بالموقع فيما وصفوها بمحاولة على ما يبدو لازالة أي دليل على أنشطة نووية غير قانونية، وتنفي ايران مزاعم الغرب بأنها تسعى لامتلاك قدرات تسلح نووية وتقول إن بارشين منشأة عسكرية تقليدية ورفضت المزاعم بشأنها ووصفتها بأنها "سخيفة".

وقال معهد العلوم والأمن الدولي الذي يتابع البرنامج النووي الايراني عن كثب إن صورا التقطتها اقمار صناعية تجارية وحصل عليها ابتداء من 15 اغسطس اب "تظهر بوضوح ما يشتبه في أنه مبنى لتجربة متفجرات شديدة الانفجار وقد غطي بمادة وردية اللون، ونقل المعهد عن خبراء قولهم إن حجم المبنى زاد وانهم يعتقدون أن الغطاء مدعوم من الأسفل بسقالات مضيفا ان أنشطة مشابهة تحدث على ما يبدو في مبنى قريب.

وقال "يمكن أن يكون الغرض من تغطية المباني إخفاء المزيد من أنشطة التنظيف عن الأقمار الصناعية و احتواء النشاط بالداخل، واضاف "يمكن أن توفر الأغطية ستارا لعملية هدم المباني أو اجزاء منها وفي الوقت نفسه تحتوي انتشار الحطام الذي يحتمل أن يكون ملوثا."

وتقول ايران انه يجب أولا الاتفاق على اطار عمل اوسع مع الوكالة الدولية بشأن كيفية آدائها لعملها في البلاد قبل السماح للمفتشين بدخول موقع بارشين وهو مجمع مترامي الأطراف جنوب شرقي العاصمة طهران.

هجوم على المحطات

الى ذلك قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي دواني إن خط الكهرباء المغذي لمحطة تخصيب اليورانيوم المقامة تحت الأرض في فوردو تعرض للتفجير مشيرا إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ربما تعرضت للاختراق على أيدي "إرهابيين ومخربين".

تزامن هذا الاتهام مع تحذيرات إسرائيلية قوية بشأن ضرورة الحد من البرنامج النووي الإيراني بالتهديد باستخدام القوة وكذلك مع جهود دبلوماسية جديدة لضمان إجراء عمليات تفتيش أفضل والتخلي عن نشاط يمكن أن يستخدم في تطوير أسلحة نووية، ولم يصدر رد فوري من الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير أنه بدا من المؤكد أن تلقي تصريحات عباسي دواني بظلالها على تلك الجهود، وقال عباسي دواني في المؤتمر السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن خط الكهرباء من مدينة قم إلى منشأة فوردو تعرض للتفجير يوم 17 أغسطس آب وإنه جرى تنفيذ "العمل نفسه" في وقت سابق لقطع خط الكهرباء المغذي لمحطة التخصيب الرئيسية قرب نطنز في وسط البلاد.

وتستخدم المحطتان أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى تركيز أعلى للمادة الانشطارية التي تستخدم في محطات الطاقة النووية أو تصنيع الأسلحة النووية.

ومحطة فوردو هي أكبر بواعث قلق الغرب في برنامج إيران نظرا لأنها تنتج يورانيوم تبلغ فيه نسبة نقاوة المادة الانشطارية 20 بالمئة مما يجعلها قريبة للغاية - من الوجهة التقنية - من الوصول للمستوى اللازم لتصنيع رأس حربي وهو 90 بالمئة.

وتابع "ينبغي ملاحظة أن قطع الكهرباء هو أحد سبل تعطيل أجهزة الطرد المركزي" المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، وقال إن أحد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية طلب القيام بزيارة مفاجئة لمحطة فوردو المقامة على عمق 80 مترا تحت سطح الأرض لتوفير حماية أكبر لها من أي هجمات محتملة، وتساءل "هل لهذه الزيارة أي صلة بذلك التفجير؟ من غير مفتش الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكنه الوصول إلى المجمع في مثل هذه الفترة القصيرة لتسجيل الأعطال والإبلاغ عنها؟"، وأضاف "ربما اخترق إرهابيون ومخربون الوكالة ويصدرون قرارات من وراء ستار" حسبما أظهرت ترجمة إيرانية رسمية لكلمته التي ألقاها باللغة الفارسية.

وقال عباسي دواني للصحفيين في وقت لاحق إن مولدات الكهرباء الاحتياطية وبعض الدفاعات الأخرى حالت دون إلحاق أي ضرر بمحطة فوردو، ولم يشر عباسي إلى الجهة التي يعتقد أنها مسؤولة عن الهجمات رغم أن إيران كثيرا ما تتهم إسرائيل وأعداء طهران من الدول الغربية بمحاولة إفساد برنامجها النووي.

واغتيل أربعة علماء على الأقل على صلة بالبرنامج النووي الإيراني منذ عام 2010 كان آخرهم في يناير كانون الثاني بينما استخدم فيروس "ستكسنت" الإلكتروني لتعطيل أجهزة التخصيب النووي في إيران، غير أن عباسي دواني أعلن بوضوح للمرة الأولى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ربما تكون شريكة في أعمال التخريب، وعبرت الوكالة الدولية عن قلق متزايد بخصوص ما يصفه دبلوماسيون غربيون بالعرقلة الإيرانية المستمرة لمحاولات الوكالة الرامية إلى إجراء عمليات تفتيش وافية للتحقق من طبيعة الأبحاث الإيرانية، وكان بيان أصدرته الوكالة أواخر قال إن المفتشين زاروا فوردو في 18 أغسطس آب الماضي لكنه لم يشر إلى أي أضرار.

وبدلا من ذلك ذكر البيان أن إيران ضاعفت عدد أجهزة الطرد المركزي في فوردو لتزيد قدرتها على تخصيب اليورانيوم رغم عقوبات الأمم المتحدة والمحاولات الغربية للحد من صادراتها النفطية واحتمال وقوع هجوم إسرائيلي، وقال دبلوماسي غربي إن زعم إيران أن الوكالة ربما تعرضت للاختراق من جانب إرهابيين "هو إهانة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وموظفيها المحترفين، وأوضح عباسي دواني - الذي أصيب في هجوم بطهران قبل عامين - أن التخريب لن ينجح في رأيه في إبطاء البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف لاكتساب القدرة على صنع قنبلة نووية لكن طهران تقول إنه يقتصر على الأغراض السلمية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يضغط على واشنطن للتهديد باتخاذ إجراء عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني قال إن إيران ستصبح على وشك امتلاك القدرة على صنع قنبلة نووية خلال ستة أشهر أو سبعة، وذكر عباسي دواني أن الخبراء الإيرانيين ابتكروا "بعض الوسائل التي تحفظ سلامة المنشآت النووية اذا تعرضت لهجمات صاروخية أو غارات جوية."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25/أيلول/2012 - 8/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م