اسرائيل وايران... بين صدارة التهديدات والحرب المؤجلة!

عبدالأمير رويح

 

شبكة النبأ: لاتزال الكثير من دوال العالم متخوفة من اقدام اسرائيل على تنفيذ تهديداتها وشن ضربة عسكرية استباقية تهدف الى اضعاف قدرات ايران النووية وهو ما قد يتسبب بحدوث حرب كارثية في المنطقة ستؤثر بشكل سلبي على كل دول العالم بدون استثناء، ويرى بعض المراقبين ان اسرائيل من خلال تصريحاتها وتهديداتها المستمرة تسعى الى تحريك الرأي العام الدولي لأجل زيادة الضغط على ايران واجبارها على الرضوخ وهو امر مستبعد خصوصا وان ايران تعتبر نفسها احدى اهم القوى الرئيسية في المنطقة وتدرك ان إسرائيل لا يكمن ان تقدم على اي عمل عسكري متفرد لأنه سيعتبر مجازفة كبرى  قد يسهم بتدميرها، وفي هذا الشأن فقد رأت صحيفة "نيويورك تايمز في تقرير بثته على موقعها الإلكترونى "إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة وضع إسرائيل فى مأزق حيث وثق إقتراب إيران من تخطى الخط الأحمر الذى تحدثت عنه إسرائيل طويلا والمتمثل فى القدرة على إنتاج أسلحة نووية فى موقع محصن ضد أى هجوم إسرائيلى".

وأضافت أنه بهذا التقرير الذي يوضح أن إيران وضعت بالفعل أكثر من 100ر2 جهاز طرد مركزى داخل معمل تحت الأرض لا يمكن اختراقه فعليا، كما زادت من سرعة إنتاج الوقود النووى، فإن المسئولين والخبراء الإسرائيليين يشيرون إلى أن الاستنتاجات قد تجبر إسرائيل على ضرب إيران أو التسليم بأنها غير مستعدة للتصرف من تلقاء نفسها.

ونقلت الصحيفة عن مسئول رفيع المستوى بالحكومة الإسرائيلية طلب عدم ذكر اسمه قوله "إن التقرير يضعنا أمام طريق مسدود.. فكلما مضى الوقت دون تغيير على أرض الواقع فيما يتعلق بسياسات إيران، كلما أصبح الأمر لعبة يكون المجهود الذى يتم بذله فيها دون جدوى". ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد على التوتر مع واشنطن خلال أجواء انتخابات رئاسية مشحونة، حيث يؤكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي أن لديهما تقييما مشتركا حول المعلومات الاستخباراتية بشأن تقدم إيران، لكن ما لايتفقان عليه هو إلى أي مدى يعد الوقت مناسبا.

وقالت الصحيفة "إن المسئولين الأمريكيين حاولوا مرارا طمأنة الإسرائيليين على أنهم يحظون بدعم الولايات المتحدة، وتذكيرهم بأن إسرائيل ليس لديها القدرة على تدمير المنشأة الموجودة تحت جبل خارج محافظة "قم" بنفسها". وأكدت الصحيفة، أن الولايات المتحدة لديها الأسلحة التى يمكن بها تدمير المعمل، فيما رأى الرئيس الأمريكي أنه لايزال هناك ما يطلق عليه البيت الأبيض "الوقت والمساحة" للدبلوماسية والعقوبات والتدمير، وهو الأمر الذى يعتبره الإسرائيليون ليس كافيا. ورأت الصحيفة، أن التقرير يأتي في لحظة حرجة من حملة إسرائيل الطويلة لحشد الدعم الغربى لوقف تطوير إيران لسلاحها النووى، مشيرة إلى أن المحترفين العسكريين يسلمون بأن الفعالية القوية لضربة إسرائيلية تقل مع نقل إيران أكثر لعملياتها تحت الأرض.

ولا تزال الحكومة الاميركية برئاسة باراك اوباما الحليف الاول والمهم لإسرائيل تريد زيادة الضغوط على ايران لحملها على التفاوض جديا ولتتجنب بذلك مخاطر عملية اسرائيلية ضد المنشآت النووية الايرانية، كما ذكرت صحيفة نيويورك. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر عسكرية لم تسمها، ان الولايات المتحدة ستشارك مع اكثر من 25 دولة في تدريبات بحرية غير مسبوقة لنزع الالغام في منطقة الخليج وهي طريقة لتحذير ايران من ان اي محاولة لوقف الصادرات النفطية عبر مضيق هرمز واصابة الاقتصاد العالمي بالشلل نتيجة لذلك، ستصطدم بمعارضة قوية.

وقد تحاول طهران الرد بالفعل على هجوم اسرائيلي ضد منشآتها النووية عبر تفخيخ مدخل الخليج الذي تعبر منه حوالى 40 بالمئة من حركة نقل النفط العالمية. وتقوم واشنطن في هذه الاثناء بانجاز نظام رادار جديد في قطر يأتي مكملا للأنظمة القائمة حاليا في اسرائيل وتركيا بما يشكل قوسا اقليميا للدفاع المضاد للصواريخ، كما اضافت الصحيفة الاميركية الواسعة الانتشار.

وفي تقرير خاص اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران ضاعفت، رغم العقوبات الدولية، قدراتها في تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو الكائن تحت الارض، واتهمت طهران ايضا بتعابير قاسية بعرقلة عملها في موقع بارشين. ونظرا لهذا التطور، تبحث وكالتا الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية تغييرا جديدا في العملية السرية التي اطلق عليها اسم "العاب اولمبية" وتضمنت في 2010 اصابة الشبكة الايرانية لاجهزة الطرد المركزي التي تنتج اليورانيوم المخصب، بفيروس معلوماتي يدعى "ستاكسنت".

واستنادا الى تحقيقها الخاص، ذكرت نيويورك تايمز ان خطأ في رمز الفيروس ادى الى ادخال الجرثومة الى بقية العالم، ما لفت نظر الايرانيين الذين لم يكونوا يشتبهون بوجوده بعد. وهو ما دفع بطهران الى اتخاذ سلسلة اجراءات لحماية نفسها من هجوم معلوماتي جديد. لكن العملية التي تم تمديدها مع فيروس ذات رمز مصحح، اتاحت في تلك الفترة ابطاء البرنامج النووي الايراني.ويرمي اللجوء الى هذه الوسائل الى منح المسؤولين الاسرائيليين حلا بديلا من تدخل عسكري سيتسبب على الارجح بحرب جديدة في الشرق الاوسط، كما ذكرت الصحيفة. بحسب فرنس برس.

وردا على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن اسفه لعدم وجود "خط احمر واضح" من المجتمع الدولي حيال برنامج ايران النووي، وذلك في مستهل الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء. وقال نتانياهو "اعتقد ان علينا قول الحقيقة: المجموعة الدولية لا تضع خطا احمر واضحا لايران، وايران لا ترى تصميما من جانب المجموعة الدولية لوقف برنامجها النووي". واضاف "طالما ان ايران لم تر خطا احمر ولم تلمس تصميما (من جانب المجموعة الدولية) فلن تتوقف عن المضي قدما في برنامجها النووي. يجب الا تحصل ايران على القنبلة الذرية".

موقف أكثر تشددا

على صعيد متصل قال مشرع إسرائيلي مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يوجه بعد تهديدا عسكريا ذا مصداقية يمكن أن يردع إيران عن السعي لامتلاك أسلحة نووية. جاء هذا الانتقاد لأوباما من تساحي هنجبي وهو مشرع سابق يحظى بنفوذ ترك حزب كديما المعارض في يوليو تموز الماضي لينضم إلى حزب ليكود ونتنياهو الذي حافظ دائما على علاقة وثيقة معه.

قال هنجبي "لا أرى تهديدا ذا مصداقية بتحرك أمريكي فخطاب الرئيس الأمريكي غامض جدا وغير واضح إلى حد كبير...لا أرى أنها (كلمات أوباما) ستترجم إلى نوايا أكثر واقعية ومن ثم فإن هذا هو السبب على الأرجح في أن الإيرانيين لا يأخذونها مأخذ الجد. إنهم ينتقدونها ويرفضونها." وتصريحات هنجبي علامة أخرى على نفاد صبر إسرائيل إزاء الولايات المتحدة التي تحث إسرائيل على عدم مهاجمة إيران ومنح الدبلوماسية الدولية مزيدا من الوقت لكبح برنامج إيران النووي.

ويصر أوباما على أنه لن يسمح لإيران بانتاج أسلحة ذرية وعلى أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة ولكن المسؤولين الإسرائيليين قالوا إنهم يريدون ان يسمعوا لهجة أكثر تشددا من الرئيس بخصوص تحرك عسكري أمريكي محتمل. وفي عام الانتخابات الأمريكية انتقد المرشح الجمهوري ميت رومني أيضا بشدة تعامل أوباما مع إيران على باعتباره غير صارم بالقدر الكافي.

وقال موشي يعلون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه يخشى أن إيران لا تصدق أنها تواجه تهديدا عسكريا حقيقيا بسبب الرسائل المتباينة الصادرة عن القوى الخارجية. ولكنه قال إن الولايات المتحدة يجب أن تقود الطريق. ومضى يقول "نعتقد بالطبع أن الخيار العسكري يجب أن يكون الملاذ الأخير ونعتقد أنه يتعين على طرف آخر أن يقوم بالمهمة. ولكن يجب أن نكون مستعدين للدفاع عن أنفسنا بأنفسنا."

وقال هنجبي وهو رئيس سابق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست في اجتماع بمبنى بلدية في شمال إسرائيل إن تهديدا عسكريا أمريكيا صريحا هو الوسيلة الأكثر فاعلية لردع إيران.

وأضاف "إذا لم يكن هناك تهديد ذو مصداقية بتحرك عسكري فلن يكون هناك على الأرجح وسيلة أخرى لإقناع الإيرانيين بوقف برنامجهم النووي. التهديد الأكثر مصداقية هو التهديد الأمريكي فالقدرة الأمريكية وقوتها هي التي تثير انزعاجا للإيرانيين أكبر بكثير من قدرة إسرائيل وقوتها." لكنه أضاف أن تحركا إسرائيليا قد يكون فعالا أيضا في دفع إيران إلى التخلي عن طموحاتها في تخصيب اليورانيوم. وتابع قائلا "هل التهديد الإسرائيلي ذو مصداقية؟ لا يمكنني... أن أكشف للإيرانيين قدراتنا لكن الحقيقة التي اتحدث عنها تظهر أنني لا اعتقد أنها غير واقعية."

وأدين هنجبي في يوليو 2010 بالحنث باليمين بعد محاكمة استمرت ثمانية أعوام مما أجبره على الخروج من البرلمان لكن سمح له بخوض الانتخابات من جديد في الانتخابات القادمة حيث من المتوقع أن يكون على قائمة حزب ليكود. بحسب رويترز.

وأشار هنجبي إلى قيام إسرائيل بتدمير المفاعل النووي العراقي في عام 1981 كمثال على الإجراء الذي دفع نظام صدام حسين إلى التخلي عن طموحاته النووية. وكان الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة يحذر دائما من اتخاذ نهج أحادي لكنه زاد من حدة لهجته قائلا إن الولايات المتحدة لا تريد أن تتحمل مسؤولية أي مبادرة إسرائيلية.

اتفاق امريكي ايراني

من جهة اخرى هون مسؤولون اسرائيليون من شأن تقرير نشرته صحيفة اسرائيلية يتهم واشنطن بالتفاوض سرا مع طهران لإبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن أي حرب مستقبلية مع اسرائيل. وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت أوسع الصحف الاسرائيلية انتشارا ان واشنطن تواصلت مع طهران عن طريق دولتين أوروبيتين لم تذكرهما لتوصيل رسالة مفادها ان الولايات المتحدة لن تنجر الى الأعمال القتالية اذا هاجمت اسرائيل ايران بسبب برنامجها النووي.

وقالت الصحيفة ان الولايات المتحدة ابلغت ايران انها تتوقع في المقابل ان تمتنع طهران عن الرد باستهداف المصالح الامريكية بما في ذلك جيشها في الخليج. ولم يكشف التقرير عن اي مصدر لمعلوماته. ووصف مسؤول اسرائيلي طلب عدم نشر اسمه التقرير بأنه غير منطقي. وقال المسؤول "(التقرير) لا معنى له. لن تكون هناك حاجة لتقديم مثل هذا الوعد للايرانيين لانهم يدركون ان آخر شيء يحتاجونه هو مهاجمة اهداف امريكية وإثارة غارات امريكية واسعة."

ونفى البيت الأبيض التقرير الذي نشرته الصحيفة. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض "إنه غير صحيح بالمرة. التقرير زائف ونحن لا نتحدث بشأن افتراضات." ويكافح الرئيس باراك اوباما اتهامات من منافسه الجمهوري ميت رومني بأنه متراخ في دعم اسرائيل. وتقول ادارة اوباما انها ملتزمة بقوة بأمن اسرائيل وبمنع ايران من الحصول على سلاح نووي.

وتواجه إسرائيل ضغوطا متنامية حتى لا تشن ضربة عسكرية من جانب واحد على إيران فيما توضح الولايات المتحدة على وجه الخصوص معارضتها الشديدة لمثل هذه الضربة. وأثارت تصريحات أدلى بها زعماء إسرائيليون قالوا إن الوقت ينفد لوقف البرنامج النووي الايراني المثير للجدل مخاوف من إمكانية شن عمل عسكري وشيك على إيران رغم دعوات متكررة من الخارج بإعطاء العقوبات والدبلوماسية فسحة من الوقت.

وحذر الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة من النهج المنفرد لكنه قال إنه لا يريد إلقاء اللوم على واشنطن في أي مبادرة إسرائيلية. ونقلت صحيفة جارديان البريطانية عن ديمبسي قوله "لا أريد أن أكون طرفا إذا آثرت (إسرائيل) أن تفعل هذا." وأضاف أنه سيعتبر أي هجوم إسرائيلي على إيران بغيضا أو غير مشروع. ومضى يقول إنه على الرغم من أن إسرائيل يمكنها أن تؤخر المشروع النووي الإيراني فإنه لا يمكنها تدميره. وقال إن التحرك الأحادي الجانب قد يؤدي إلى الكشف عن ائتلاف دولي قوي يفرض عقوبات صارمة على إيران.

ونقل عن ديمبسي قوله "لا يمكن تجنب هذا إذا تمت مهاجمة إيران في موعد سابق لأوانه."

من جانب اخر قالت مصادر سياسية إن حزبا يهوديا متشددا في الحكومة الائتلافية في إسرائيل يشعر بالقلق من خطط لتوجيه ضربات عسكرية محتملة لايران. ويمكن أن تكون التحفظات التي أبداها الحاخام عوفاديا يوسف الذي يمثل أعلى سلطة روحية في حزب شاس عقبة أمام أي محاولة من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحصول على موافقة مجلس الوزراء الأمني على ضرب المواقع النووية الايرانية.

وقال مصدر مطلع على المناقشات داخل حزب شاس واشترط عدم ذكر اسمه "يعتقد أن الثمن سيكون غاليا جدا وفي مقابل عمل ربما لا يحقق هدفه." ويوازن زعماء إسرائيليون منذ وقت طويل بين المكاسب المحتملة لضرب إيران والمخاطر الدبلوماسية والمخاطر المرتبطة بالعمليات ويقول مسؤولون إن مجلس الوزراء المصغر وهو مجلس استشاري يضم تسعة وزراء كبار منقسم وهو ما ينذر بأزمة إذا سعى رئيس الوزراء للتصويت على الأمر.

ورغم أن معظم الوزراء يمكن إقناعهم بشكل منفرد بإعادة النظر في الامر فإن وزراء حزب شاس ثالث أكبر شريك في الائتلاف الحاكم يتبعون تعليمات يوسف. وقال يشاي في مقابلة مع إذاعة الجيش الاسرائيلي "لا يمكنني تأكيد أو نفي أي تقرير بشأن إيران. أعتقد أن هذه الثرثرة تلحق بنا ضررا كبيرا." لكنه أشار إلى أن شاس وحكومة نتنياهو بشكل عام لم يتخذا بعد قرارا بشأن توجيه ضربة عسكرية للجمهورية الاسلامية.

وألقى يوسف (91 عاما) كبير الحاخامين السابق في إسرائيل عظة دعا فيها إلى أن تشمل الاعياد اليهودية صلوات من أجل تدمير إيران "هؤلاء الاشرار الذين يهددون إسرائيل". وعلى الرغم من لهجته المتشددة دائما فقد انفصل يوسف في الماضي عن اليهود المتشددين في إسرائيل عندما دعا للتنازل عن أراض محتلة في مقابل السلام مع الفلسطينيين وحفاظا على الارواح. بحسب رويترز.

ويشاي عضو في مجلس الوزراء المصغر وفي مجلس الوزراء الامني المكون من 14 عضوا والذي سيصوت بشأن توجيه ضربة عسكرية لايران. وظهر يشاي العام الماضي في فيديو وهو يقول لانصار شاس إن مخاوفه من حرب مع إيران وحلفائها في لبنان وغزة وسوريا تجعله غير قادر على النوم.

تحذيرات من ضرب إيران

الى جانب ذلك اجرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اتصالا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لتطلب منه عدم مهاجمة المنشآت النووية الايرانية وترك فرصة للعقوبات والجهود الدبلوماسية لتاتي بنتيجة، على ما ذكرت صحيفة هآرتس. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اسرائيلي طلب عدم كشف اسمه ان ميركل بادرت الى الاتصال بنتانياهو قبل عشرة ايام بعد ورود تكهنات في وسائل الاعلام حول ضربة استباقية اسرائيلية وشيكة ضد ايران.

وذكرت الصحيفة ان المستشارة "حاولت ان تنقل له رسالة واضحة عن معارضتها لعملية عسكرية اسرائيلية". وذكرت الصحيفة ان "ميركل اعربت عن مخاوفها حول عواقب مثل هذا الهجوم، ليس بالنسبة للاستقرار في الشرق الاوسط فحسب بل كذلك في الاتحاد الاوروبي. واشارت الى ان العقوبات الاقتصادية الصارمة المفروضة على ايران تجعل الوضع في غاية الصعوبة على الحكومة الايرانية، وانه ينبغي تشديد العقوبات ومنحها الوقت الكافي لتاتي بنتيجة". وشددت الصحيفة على الطابع الاستثنائي لهذه المكالمة الهاتفية في وقت لم يجر عمليا اي اتصال في الشهرين السابقين بين نتانياهو وميركل المختلفين حول ملف الاستيطان والفلسطينيين.

إلى ذلك، أثار تصريح وزير الدفاع الألماني، توماس دي ميزيير بشأن احتمالات اللجوء إلى العمل العسكري ضد إيران ضجة كبيرة داخل ألمانيا. وقالت صحيفة «دي فيلت» الألمانية إن دي ميزيير قال في لقاء ألماني إسرائيلي مشترك في برلين: «الهجوم على إيران ليس مجافيا للشرعية إلا أنه ليس من الذكاء في شيء».

ولم ترغب وزارة الدفاع الألمانية تأكيد أو نفي هذه المقولة عقب سؤال وجه إليها بشأنها، بينما طالب حزب الخضر بسحب هذه المقولة. وقال مسئول شئون الدفاع عن حزب الخضر داخل البرلمان الألماني، أوميد نوريبور: «بوندستاج»عن تصريح دي ميزيير: «مع كل التفهم للتهديدات التي تحيق بإسرائيل إلا أن هجوماً استباقياً من جانبها على إيران أمر غير شرعي بالتأكيد. وعلى شخص مثل وزير الدفاع ألا يصف العمل غير المشروع بأنه مشروع». وذكر نوريبور أن دي ميزيير بكلماته تلك «يؤجج الجدل بشأن الهجوم العسكري دون حاجة إليه». ومضي نوريبور قائلاً: «بناء على ذلك يجب على دي ميزيير سحب تصريحاته تلك فوراً».

من جهة اخرى صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان توجيه ضربة اسرائيلية لايران قد "ينقلب ضد اسرائيل"، داعيا الى تعزيز العقوبات لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي. وقال فابيوس لمحطة التلفزيون بي اف ام-تي في واذاعة مونتي كارلو "انني ارفض رفضا قاطعا امتلاك ايران لسلاح نووي لكنني اعتقد انه اذا وقع هجوم اسرائيلي، فسينقلب ضد اسرائيل مع الاسف و(سيجعل) ايران في وضع الضحية". واضاف انه "اذا وجهت ضربة لهم (الايرانيون)، فانهم سيصبحون ضحايا ويستعيدون بعض الشرعية لدى الشعب هناك".

وتابع الوزير الفرنسي "نقول انه يجب زيادة العقوبات وفي الوقت نفسه مواصلة التحدث مع ايران لدفعها الى التراجع". وعبر فابيوس عن اسفه لان "الصينيين والروس والهنود لا يحترمون العقوبات وهذا يؤدي الى ثغرات وان كانت العقوبات بدأت تزداد فاعلية". ولم يوضح المجالات التي يمكن ان يشملها تعزيز للعقوبات. وقال "ندرس كل الخطط".

وحتى الآن ادت العقوبات المصرفية التي فرضت على ايران منذ 2010 الى ابطاء النشاط الصناعي في البلاد وتضخم تجاوز العشرين بالمئة وارتفاع البطالة ونقص في العملات الاجنبية.

وتفاقم الوضع مع فرض حظر نفطي ادى منذ بداية العام الى تراجع بنسبة خمسين بالمئة في صادرات النفط التي تؤمن لايران الجزء الاكبر من وارداتها بالعملات الاجنبية. بحسب فرنس برس.

ورأى وزير الخارجية البرازيلي انطونيو باتريوتا ان اي هجوم احادي على ايران سيكون "كارثيا"،. وقال باتريوتا ان "عددا كبيرا من الدول تعتبر انه يجب تسوية المسألة الايرانية ضمن الحوار". واضاف ان "هجوما احاديا سيكون كارثيا وسيشكل عنصرا خطيرا يساهم في زعزعة الاستقرار" في حين يتم التحدث بانتظام عن امكان توجيه ضربة اسرائيلية تستهدف المنشآت النووية الايرانية.

الرد الايراني

نقلت وسائل اعلام عن الجنرال فرزاد اسماعيلي قائد قوات الدفاع الجوي الايراني قوله ان ايران ستجري مناورات واسعة النطاق لمضاداتها الارضية. وقال اسماعيلي لوكالة الانباء الايرانية ان "كل انظمة المضادات الارضية في الحرس الثوري والجيش ستستخدم في هذه المناورات" المقررة من 21 ايلول/سبتمبر الى 21 تشرين الاول/اكتوبر. واضاف ان مقاتلات في سلاح الجو ستشارك في هذه المناورات موضحا انها ترمي الى اختبار "قدرة القوات الايرانية على ادارة الازمات" لمواجهة "سيناريوات غير متوقعة".

واوضح الجنرال اسماعيلي لنادي الصحافيين الشباب التابع للتلفزيون الايراني ان الاولوية بالنسبة الى الدفاع الجوي للحرس الثوري هي حماية المنشآت النووية. واكد ان "القسم الاكبر من قدراتنا منتشر قرب هذه المواقع". وذكرت وكالة انباء مهر نقلا عن مسؤول عسكري آخر قوله ان ايران عززت قدرات انظمة الرادار وبطاريات الصواريخ ووسائل الحرب الالكترونية على طول "حدودها الشمالية الغربية" المحاذية لتركيا وارمينيا واذربيجان. وقال الجنرال رسول رضواني-كيا المسؤول عن قوات الدفاع الجوي في هذه المنطقة ان "هذه المعدات نشرت في اكثر من 300 نقطة". وتجري ايران مناورات لمضاداتها الارضية مرات عدة سنويا كان آخرها في تموز/يوليو. بحسب فرنس برس.

من جهة أخرى، قال أحد مساعدي الزعيم الأعلى الإيراني آية الله السيد علي خامنئي إن التهديدات العسكرية الإسرائيلية «وضعت المواطن الإسرائيلي على بعد خطوة واحدة من القبر» وإن جماعة حزب الله اللبنانية مستعدة للرد. وذكرت وكالة «الطلبة» الإيرانية للأنباء أن المستشار العسكري لخامنئي، يحيى رحيم صفوي وصف تهديدات إسرائيل المتزايدة بضرب المنشآت النووية الإيرانية بأنها «حمقاء». وقال «إن وقاحة وحماقة المسؤولين الإسرائيليين في تهديد الجمهورية الإسلامية وضعت المواطن الإسرائيلي على بعد خطوة واحدة من القبر». وأضاف صفوي (القائد السابق للحرس الثوري الإيراني) «إذا أقدم النظام الإسرائيلي يوماً على فعل شيء ضدنا فسترد جماعات المقاومة وبخاصة حزب الله... بسهولة أكبر». وزادت تلميحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأسابيع الأخيرة إلى احتمال توجيه ضربة إسرائيلية لإيران .

في السياق ذاته قال الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إن إيران قد ترد على اي ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة لمنشآتها النووية بضرب القواعد الأمريكية في كل المنطقة. وقال نصر الله في مقابلة مع تلفزيون الميادين ومقره في لبنان "معلوماتي .. ما سمعته من المسؤولين الايرانيين ... أن القرار خالص جاهز. هناك قرار صادر بالرد وان الرد سيكون كبيرا جدا وان ايران لن تسكت ولن تتسامح عن ضرب أي من منشآتها النووية وان حدود الرد لن تكون فقط داخل الكيان الإسرائيلي.. القواعد الأمريكية في كل المنطقة قد تكون ايضا اهدافا للايرانيين." وقال أمين عام حزب الله "إذا إسرائيل استهدفت إيران فان أمريكا تتحمل مسؤولية هذا الاستهداف."

لكن نصر الله قال إن هناك انقساما في إسرائيل بشأن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية التي يقول الغرب انها يمكن ان تكون جزءا من برنامج للاسلحة النووية وهي تهمة تنفيها طهران. وقال نصر الله "انا شخصيا استبعد قيام العدو الاسرائيلي في الحد الأدنى في الأشهر في المدى المنظور بالعدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنشآتها النووية." وقال نصر الله إن نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك "يعظمان الجدوى ويزهدان بتكلفة 300 او 400 قتيل" للحرب مشيرا الى ان حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله ادت إلى سقوط اكثر من 160 إسرائيليا اغلبهم من الجنود. وتساءل قائلا "الحرب مع إيران ماذا؟ لا نعرف المنطقة اين ستصبح."

وتوعد نصر الله إسرائيل مجددا بأن صواريخ قليلة قادرة على تحويل حياة مئات الآلاف من الاسرائيليين الى جحيم داعيا الإسرائيليين إلى عدم المراهنة على الضربة الأولى. وكان امين عام حزب الله هدد إسرائيل بنوع جديد ومتطور من الصواريخ قال انها يمكن ان تقتل عشرات الآلاف من الاسرائيليين عبر قصف عدد من الاهداف بصواريخ قليلة يملكها مقاتلو الحزب. وقال "لن ألزم نفسي بأهداف محددة سنبقي يدنا مفتوحة ولكن هذه الأهداف ليست قليلة بحسب معطياتنا ومعلوماتنا ... نعم نحن لدينا بنك أهداف ويوجد عدد كبير من الأهداف من هذا النوع واحداثياتها موجودة لدى المقاومة وصواريخنا تطالها."

ومضى يقول "من نقاط الضعف الإسرائيلية هي وجود أهداف ذات طابع اقتصادي .. ذات طابع صناعي .. ذات طابع كهربائي .. ذات طابع كيميائي نووي فليسرحوا في بالهم إلى كل الاحتمالات." لكنه قال "نحن ليس لدينا سلاح كيميائي ولن نستخدم السلاح الكميائي ويحرم استخدام السلاح الكيميائي هذا بالنسبة لنا محسوم. ولكن انا لا احتاج الى سلاح كميائي بمعزل عن الموقف الشرعي انت عندك مصانع وعندك قواعد وعندك مجمعات وانا عندي صواريخ وصواريخي مقابل هذه وأهدافك مقابل ما تهددنا به على مستوى البلد." بحسب رويترز.

وأضاف "أي هدف على امتداد فلسطين المحتلة من الحدود إلى الحدود يخطر في بالك يمكن أن تطاله صواريخ المقاومة الإسلامية نحن الذين نختار الاهداف... نعم نملك هذه القدرة وأيا يكن هذا الهدف عسكري او غير عسكري حتى لو كان مبنى فضلا عن المدن والمستعمرات نعم هذه الإمكانية متوفرة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 16/أيلول/2012 - 28/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م