اوردوغان صلاة ام دعوة للقتال.؟

حيدر قاسم الحجامي

تصريح اكثر من استفزازي وخال من اي مضمون سوى مضمون العنت والتجبر والغرور والتعالي، ذلك الذي يحاول اوردوغان تمريره لشعوب عربية مزقتها الطائفية اشد وابشع تمزيق.

أنه خطاب تحريضي واضح ودعوة الى مواصلة القتال للجماعات المسلحة ضد النظام السوري.

هذا التحريض اللااخلاقي لا زالت الجبهة السعودية – الخليجية و بدافع الحقد الطائفي ضد ايران الشيعية، تلقي بالكثير من الوقود على نار سوريا الملتهبة في ثورة شعبية مختطفة من الخارج، غيبت اللحى الكثة واصوات الانفجارات واحزمة الانتحاريين كل ملامح الثورة الهادئة السلمية التي حدثت في تونس ومصر.

الثورة الثانية بعد ليبيا، تأتي الثورة السورية لتضرب عصفورين أو اكثر بحجر واحد، عصافير الشجرة السورية ثمينة للغاية، انها عصافير طهران وامتدادها، عصفور عراقي للتو بدأ بمحاولة مد جناحيه، بل والأثمن عصفور علوي في منطقة محاطة بالسنة، ويقف عائقاً بوجه احلام المملكة الطامحة لبسط نفوذها على المنطقة.

هذه العصافير تتشارك دول الخليج مع امريكا واسرائيل وتركيا و بعض دول الغرب في اصطيادها الان بحجر الشعب السوري الذي وصلت اعداد قتلاه الى ارقام مفجعة للغاية، فضلا عن الجرحى والاسرى و ربع مليون لاجئ.

الجبهة الواسعة المتحالفة ضد نظام الاسد تدرك ان الثمن باهض جداً، ولكنها مطمئنة ما دام المصروف هو من جيب الشعب السوري الذي ابتلي الان، تمام الابتلاء، ووقع بين جبهتين، نظام دكتاتوري مستبد وجبهة اقليمية ودولية تراهن على دمائه في لعبة تكسير اطراف ايران المزعجة.

آلة القتل تحصد بالسوريين كل يوم تتصاعد الحصيلة، والتدمير مستمر والتهجير المتواصل، والاحتقان يتزايد.

عملياً امريكا ودول الغرب لا تفعل سوى التهييج واثارة المشاعر والعواطف ضد النظام السوري، وتنتظر الفعل العنيف من المعارضة المدعومة خليجاً وردة الفعل الاعنف من جهة النظام السوري.

وبين هذا وذاك، لا يزال نهر الدم السوري متواصلاً، فالخراب الذي عم سوريا والدمار الذي لحق ببناها التحتية لن يعمر الا بمليارات الدولارات وعقود من السنين سيدفعها الشعب السوري.

تصريحات "اوردوغان الاسلاموي " هي في ذات اطار التهييج والتعبئة لمزيد من الاحتراب الداخلي في سوريا لا اكثر، هذا الاسلامي العنصري يريد الصلاة في الجامع الاموي، ويثير الاشجان على الدم المطلول في سوريا، متناسياً دوره في سفحه من خلال دعم التمرد المسلح منذ البدء وفتح جبهة صدام وتحريض طائفي بغيض.

المراقبون الدوليون يؤكدون ان امريكا لن تفعل اي شيء، الديمقراطيون سيواصلون لعبة الاستنكارات والادانات والدعوات الى وقف العنف وغيرها من وسائل كسب الوقت والظهور بمظهر المتفاعل، حتى ما بعد حسم الانتخابات الرئاسية التي باتت على الابواب.

ماذا يعني هذا الكلام، يعني فيما يعنيه ان الادارة الامريكية جمدت الملف السوري والايراني معاً، لا حرب جديدة في المنطقة، ولكن سيحتفظ الديموقراطيون بخطتهم التي تقضي باستمرار انهاك النظام السوري من خلال جبهة استنزاف داخلية ليكون جاهزاً حال توفر الظروف الملائمة للإجهاز عليه.

الصراع الامريكي – الايراني تحول منذ اكثر من عام تقريباً، حربا بالوكالة في سوريا، فأمريكا كلفت حلفائها الخلجيين بإدارتها بالتعاون مع تركيا، فيما لا زالت جبهة ايران وروسيا والصين مصرة ومتمسكة بالنظام السوري لحفظ مصالحها في المنطقة.

باختصار اشد الاحداث السورية حرب استنزاف لا حسم في المدى المنظور لها، انها حرب استنزاف للنظام والمعارضة على ما يبدو.

اذن الورطة السورية ستتسمر، فعن اي صلاة قريبة يتحدث اوردوغان المتطلع لمد نفوذ عثمانية جديدة في المنطقة العربية والعودة من باب السنة الى تزعم العالم الاسلامي، بعد فشل تركيا في الانضمام الى اوروبا رغم كل التنازلات المذلة التي قدمتها، بالمناسبة اشد الدول التي رفضت انضمام تركيا للاتحاد الاوربي فرنسا ! التي على ما يبدو استيقظت مشاعرها الاستعمارية هي الاخرى وتتطلع الى دور في سوريا بعد ليبيا وتتحالف الان ضد نظام الاسد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/أيلول/2012 - 21/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م