المجتمعات الامريكية... بين ارتفاع معدلات الجريمة وتصاعد اعمال العنف

 

شبكة النبأ: انتشار العنف وازدياد اعداد المسلحين اصبحت احدى اهم واخطر الميزات المنتشرة في امريكا وهذا ما تثبته الكثير من التقارير والاستطلاعات حيث اظهر استطلاع للرأي ان اكثر من ثلثي الاميركيان، ولا سيما البيض منهم، ما زالوا متمسكين بحقهم في حيازة الاسلحة والذي كفله لهم الدستور، وذلك على الرغم من تكرار حوادث اطلاق النار المميتة مؤخرا. وبحسب الاستطلاع الذي اجراه معهد الابحاث حول الديانة (بي آر آر آي) ونشر فان 68% من الاميركيين يعتبرون ان هذا الحق الدستوري هو بنفس اهمية الحق في حرية التعبير او حرية الصحافة. ونسبة المتمسكين بهذا الحق هي اعلى لدى البيض (75%) منها لدى السود (56%).

ولكن نسبة كبيرة من الاميركيين اعتبرت انه يجب منع حمل الاسلحة في دور العبادة (76%) والمباني الحكومية (73%) والجامعات (77%). وتباينت نسب مؤيدي حمل الاسلحة في دور العبادة بحسب الانتماءات الدينية والسياسية للمستطلعين. ففي حين بلغت النسبة لدى البروتستانت البيض الانجيليين 32% وصلت لدى البروتستانت الى 27% ولدى غير المنتمين الى كنيسة محددة الى 18% ولدى الكاثوليك الى 14%.

والفئة الاكثر تأييدا لحمل السلاح في الكنائس هي فئة الاشخاص القريبين من حزب الشاي (تي بارتي) المحافظة (55%) يليهم الجمهوريون (38%) ومن ثم المستقلون (17%) والديموقراطيون (9%). واجري الاستطلاع بين 8 و12 ايار/مايو على عينة من 1006 بالغين مع هامش خطأ بلغ 3,5%. وشهدت الولايات المتحدة مؤخرا حوادث اطلاق نار عدة. بحسب فرنس برس.

و اطلق مسلح مجهول النار على حارس امني يعمل في مقر مجموعة ضغط مسيحية محافظة في واشنطن، ما ادى الى اصابة حارس امني بجروح. وفي مطلع آب/أغسطس هاجم مسلح مصلين في معبد للسيخ في اوك كريك بولاية ويسكونسن (شمال) فقتل ستة منهم قبل ان يقتل بدوره، وذلك بعد حوالى اسبوعين على حادث مماثل في سينما باورورا. ووقعت هذه الحادثة بعد 15 يوما على قيام جيمس هولمز (24 عاما) باطلاق النار في صالة سينما اثناء العرض الاول لفيلم باتمان الاخير في كولورادو (غرب) ما ادى الى مقتل 12 شخصا واصابة 58 بجروح. وادت هذه الحادثة الى اصابة الولايات المتحدة بحالة صدمة واعادت الى الواجهة طرح مسألة وجوب فرض قيود على حمل السلاح. واثر تلك الحادثة اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما انه سيقر اتخاذ تدابير تدخل ضمن باب "الحس السليم" وترمي الى تفادي وصول الاسلحة بين ايدي اشخاص يظهرون اضطرابات ذهنية.

وتواجه جهود السلطات الامريكية لرصد واحباط هجمات لمتطرفين من أقصى اليمين مثل الهجوم الذي شنه جندي سابق على معبد للسيخ في ويسكونسن عقبات سياسية وقانونية كبيرة منها حرية التعبير وجماعات الضغط السياسية. ويقول مسؤولون وخبراء مستقلون يراقبون جماعات متطرفة ان القوانين الامريكية خاصة التعديل الاول على الدستور الامريكي يمنع المحققين من رفع دعاوى ضد أمريكيين لتبنيهم مباديء متطرفة.

وبعد تسريب تقرير لوزارة الامن الداخلي عام 2009 رصد ميلا راديكاليا لدى قدامى المحاربين شكا نشطون محافظون من ان التقرير أساء لسمعة القوات. واضطرت وزارة الامن الداخلي الى الاعتذار عن الوثيقة وحلت الوحدة التي أعدتها. وكان ويد بيدج المسلح الذي فتح النار في حادث ويسكونسن جنديا سابقا وان كان قد تم تسريحه منذ سنوات في عام 1998 . وأكد مسؤولون أمريكيون ان الادارات الحكومية تلقت خلال السنوات القليلة الماضية تقارير ربطت بين بيدج وجماعات عرقية بيضاء.

وقالت جماعتان خاصتان تراقبان الحركات المتطرفة هما رابطة مناهضة تشويه السمعة ومركز ساذرن بوفرتي لو انهما أيضا جمعتا معلومات عن تورط بيدج مع متطرفين منها صور أوشام تربط بينه وبين جماعة عرقية تدعى (هامرسكين). لكن حتى في مثل هذه القضايا تصعب القوانين الامريكية على الوكالات الحكومية فتح التحقيق مع اشخاص يعبرون عن وجهات النظر هذه بل قد تجعل تلك الجهود غير مشروعة. بحسب رويترز.

وقال مسؤول اتحادي في مجال انفاذ القانون "لا نستطيع فتح تحقيقات نظرا لحرية التعبير." وأضاف انه اذا فتح مسؤولون التحقيق مع أفراد لمجرد انهم يعبرون عن ارائهم المتطرفة فقد "يقعون في مشاكل." وفي المقابل تجرم القوانين في بعض الدول الاوروبية أنماطا مختلفة من "خطاب الكراهية". ويحظر القانون الالماني "تحريض الناس على الكراهية." وفي بريطانيا حوكم كابتن سابق لفريق كرة قدم بزعم توجيهه عبارة عرقية للاعب منافس. وبرئت ساحته في وقت لاحق. وقال مارك بوتوك وهو محقق قديم في مركز ساذرن بوفرتي لو في مجال جماعات أقصى اليمين عن قضية بيدج "لا اعتقد ان جهات انفاذ القانون كان بوسعها ان تفعل أكثر مما فعلت بالفعل لتمنع حدوث هذا."

اطلاق النار

في السياق ذاته وفيما يخص انتشار مظاهر العنف فقد قتل موظف تم تسريحه مؤخرا في وسط الشارع زميلا سابقا له قرب ناطحة السحاب امباير ستيت في نيويورك قبل ان ترديه الشرطة في اطلاق نار اسفر عن سقوط تسعة جرحى في هذا الحي السياحي. ووصف رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ في مؤتمر صحافي مشترك مع مفوض الشرطة راي كيلي، الحادث بانه "مأساة رهيبة"، موضحا ان الرجل البالغ من العمر 58 عام يدعى جيفري جونسون و"طرد من عمله قبل حوالى عام".

من جهته، قال راي كيلي انه "اطلق هذا الموظف الغاضب النار ثلاث مرات على زميل سابق وقتله". واضاف ان القتيل في الحادية والاربعين من العمر وكان مدير جونسون الذي اطلق عليه النار في رأسه. وحرص بولمبرغ على التأكيد ان "لا طابع ارهابيا" للحادث في مدينة شهدت اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2011. وبعد ذلك طاردت الشرطة القاتل الذي كان مسلحا بمسدس من عيار .45، بعدما ابلغها احد المارة بالامر.

وقال المفوض كيلي ان الرجل اخرج مسدسه من جديد عندما رأى رجال الشرطة يقتربون "واطلق عليهم النار"، موضحا انهم "ردوا عليه وقتلوه". واوضح بلومبرغ ان "بعض الجرحى قد يكونوا اصيبوا عرضا برصاص الشرطة". ودان رئيس بلدية نيويورك "عدد الاسلحة الكبير" الذي يتم تداولها في الولايات المتحدة.

وبلومبرغ هو احد اشد المدافعين عن مراقبة الاسلحة النارية والقوانين في المدينة في هذا الشأن صارمة جدا. وقد عبر عن اسفه قائلا ان "نيويورك هي المدينة الاكثر امانا كما تعرفون لكننا لسنا في منأى عن مشكلة العنف المسلح التي نواجهها على الصعيد الوطني". ومبنى امباير ستيت من الوجهات السياحية التي تستقبل عددا كبيرا من الزوار في نيويورك. ويزور هذا القطاع الواقع في حي ميدتاون آلاف السياح يوميا.

وتتشكل عند مدخل المبنى صفوف طويلة من السياح بانتظار دخوله والصعود الى الطبقات العليا فيه لمشاهدة نيويورك من القمة. وادى اطلاق النار في وسط الشارع بينما كان عشرات الآلاف من سكان نيويورك متوجهين الى مكاتبهم استياء كبيرا وسبب اختناقات في حركة السير.

وقالت ريبيكا فوكس التي كانت شاهدة على الحادث "شعرت بالخوف وكنت ارتجف. رأيت امرأة تغطيها الدماء واخرى تم نقلها بسيارة اسعاف". وتابعت ان "الرجل الذي اطلق النار كان ممددا على الارض"وتغطيه الدماء ايضا. وبقي القطاع الواقع في الجادة الخامسة عند الشارعين 33 و34 مغلقا امام حركة السير بينما بدا السياح في حالة ذهول.

وقال تيرنان لوزادا السائح الفنزويلي الذي يبلغ من العمر 30 عاما ويقوم بزيارة لنيويورك مع خطيبته "لا استطيع ان اصدق ان امرا كهذا يمكن ان يحدث هنا امام الامباير ستيت". وذكرت مجموعة "فايولنس بوليسي سنتر" التي تكافح عنف الاسلحة النارية، ان اطلاق النار في نيويورك هو "رابع" حادث خطير من هذا النوع "خلال اقل من شهر" في الولايات المتحدة.

ففي 30 تموز/يوليو اطلق رجل النارفي صالة سينما اميركية وقتل 12 شخصا في سنتنيال بكولورادو (غرب). وفي الثامن من آب/اغسطس اطلق رجل النار في معبد للسيخ في ويسكونسن (شمال) وقتل ستة منهم قبل ان ينتحر برصاصة في الرأس. وفي منتصف الشهر نفسه، اطلق مسلح مجهول النار على حارس امني يعمل في مقر مجموعة ضغط مسيحية محافظة في واشنطن، وفق ما افادت السلطات. بحسب فرنس برس.

واكدت المنظمة نفسها انه "حان وقت تنظيم صناعة الاسلحة"، مؤكدة انه "من حق الاميركيين الشعور بالامان في الاماكن العامة ودور السينما واماكن العبادة وعندما يمشون في الشوارع". وكان الامباير ستيت شهد في 1997 حادث اطلاق نار قتل فيه شخص وجرح ستة آخرون. وقد اطلق رجل النار من منصة المراقبة في ناطحة السحاب قبل ان يطلق النار على نفسه.

من جانب اخر قام شاب أمريكي في الثالثة والعشرين من عمره بإطلاق النار على اثنين من زملائه العاملين في أحد المراكز التجارية بولاية نيوجيرسي، فأرداهما قتيلين على الفور، قبل أن ينتحر بإطلاق النار على نفسه، وفق ما أكدت شرطة الولاية ا. وقال المدعي العام لمقاطعة "ميدلسيكس كوانتي"، بروس جي كابلان، إن الشاب كان مسلحاً ببندقية "كلاشينكوف AK-47"، ومسدس يدوي، كما كان بحوزته عدد من المجلات الخاصة بالذخائر، قام بإطلاق النار على العاملين في مركز "باثمارك" التجاري، في منطقة "أولد بريدج."

وأضاف كابلان قائلاً: "أعتقد أن جميع العاملين في المتجر كانوا هدفاً للهجوم"، مشيراً إلى أن المهاجم أطلق نحو 16 رصاصة أثناء تنفيذه الهجوم، الذي لم تتضح دوافعه على الفور، حيث فتحت السلطات المعنية تحقيقاً في الحادث. وتابع المصدر نفسه قائلاً إن القتيلين هما فتاة في الثامنة عشرة من عمرها، ورجل في الرابعة والعشرين، وأضاف أن المهاجم ربما بدأ بإطلاق النار على المتجر قبل الدخول إليه، مشيراً إلى وجود زجاج مهشم خارج المتجر.

وبحسب كابلان فإن القتيلين كانا من بين العاملين في الدورية المسائية بالمتجر، وبثت محطة WABC صوراً لموقع الهجوم، تظهر ثلاثة على الأقل من أفراد الشرطة، أثناء تفقد الواجهة الأمامية للمتجر، بينما كان عدد كبير من الناس يتجمعون خارج مطعم قريب. وقالت شركة "غريت أتلانتيك آند باسيفيك للشاي"، التي تدير المتجر، في بيان عقب الهجوم: "نشعر بحزن شديد بسبب الحادث الذي وقع داخل متجر باثمارك التابع لنا، هذا الصباح." وأضافت الشركة في بيانها: "نتقدم بمواساتنا العميقة إلى أسر وأهالي الضحايا، كما نؤكد حرصنا على التعاون مع السلطات المحلية." وتقع منطقة "أولد بريدج" في وسط نيوجيرسي، على بعد حوالي 30 ميلاً إلى الجنوب من مدينة "نيوآرك." بحسب CNN.

من جانب اخر قالت الشرطة في كوليدج ستيشن بولاية تكساس الامريكية ان شخصين قتلا في حادث اطلاق للنار قرب جامعة ايه آند ام في تكساس كما قتل المشتبه بارتكابه للحادث. وقالت الشرطة ان القتيلين هما مدني وأحد مسؤولي انفاذ القانون. وقالت السلطات المحلية ان شرطيين اخرين ومدنيا اصيبا في الحادث ونقلا الى المستشفى. وكانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق ان عدة اشخاص بينهم ضباط شرطة اصيبوا بالرصاص يوم الاثنين بعدما فتح مسلح النار قرب جامعة ايه اند ام في تكساس.

الى جانب ذلك اعلنت مسؤولة قضائية اميركية اعتقال رجل مسلح في مدينة سياتل غرب الولايات المتحدة بعد ارساله رسالة الكترونية تضمنت تهديدا للرئيس باراك اوباما. واوضحت المتحدثة باسم وزارة العدل في ولاية واشنطن (غرب) اميلي لانغلي ان الرجل "ارسل تهديدا بالبريد الالكتروني الى الرئيس"، مؤكدة اعتقاله في شقة في ضاحية سياتل. واضافت "عندما دخل عناصر الجهاز السري (المسؤول عن امن الرئيس الاميركي) والشرطة المحلية الى شقته للتحقيق، اكتشفوا انه مسلح واعتقل من دون حوادث".

ولم تعط لانغلي تفاصيل اضافية بشأن طبيعة التهديدات بحق الرئيس الاميركي. وقام محققون بتفتيش المنزل بحثا عن اسلحة او اغراض اخرى وفق لانغلي. وافادت قناة كومو التلفزيونية على موقعها الالكتروني انه تمت مصادرة قطعتي سلاح، مشيرة الى ان خبراء اسلحة فتشوا الشقة "بكثير من الحيطة". وسبق ان تعرض اوباما الى تهديدات. ويرافقه حراس من الجهاز السري منذ العام 2007، تاريخ تقديم ترشيحه الى الانتخابات الرئاسية. واتهم رجل يدعى اوسكار راميرو اورتيغا هيرنانديز باطلاق النار في اتجاه البيت الابيض في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، وتم توجيه تهمة محاولة اغتيال الرئيس اليه..

غرائب البيع والشراء

على صعيد متصل عرض المنزل الذي ترعرع فيه السفاح الشهير جيفري داهمر للبيع، بحسب ما ذكرت صحيفة محلية في أوهايو (شمال الولايات المتحدة)، موضحة أن المجرم قتل ضحيته الأولى وبتر أعضاءها في هذا المنزل بالذات. وقد قتل داهمر 17 رجلا وصبيا بين العامين 1978 و1991 وكان يحتفظ برؤوس ضحاياه أو بأجزاء من جثثهم كغنيمة. وكان ضحيته الأولى رجل أقله من الرصيف إلى منزل ذويه ثم أفقده وعيه بواسطة كرة حديدية وقطع جثته ودفنها في الغابة خلف منزله.

وغادر داهمر منزله بعد أن ارتكب جريمته الثانية بعد حوالى عشر سنوات، في العام 1987. وأوقف في العام 1991 وزج في السحن حيث ضربه سجناء حتى الموت سنة 1994. وقال كريس باتلر وهو موسيقي يملك حاليا المنزل الذي ترعرع فيه جيفري داهمر إنه "ظل يرتجف لمدة 24 ساعة" عندما علم بقصة المنزل الذي كان ينوي شراءه. ومع ذلك، اشترى المنزل المؤلف من ثلاث غرف والممتد على مساحة 200 متر مربع والمبني سنة 1952 لأنه يلائم مجموعة مفروشاته العائدة إلى منتصف القرن العشرين ولأن موقعه مناسب لعزف الموسيقى مع فرقته من دون إزعاج الجيران. وأضاف "عليكم تخطي الشعور بالرعب". والمنزل معروض للبيع مقابل 329 ألف دولار.

في السياق ذاته فوجئ احد سكان واشنطن كان قد اشترى عبر الانترنت جهاز تلفزيون بسيطا بتلقي سلاح حربي شبه آلي على ما افادت الشرطة. وقد فتحت الشرطة تحقيقا في محاولة لفهم ما جرى فعلا. واتصل سيث هورفيتز المقيم في شمال شرق واشنطن بالشرطة ما ان تسلم الطرد الذي كان يحوي السلاح الحربي وهو من نوع "زيغ زاور 176". واوضح "لقد وقعوا في حيرة في البداية اذ لم يسبق لهم ان رأوا شيئا من هذا القبيل. وقالوا لي انهم سيأخذون السلاح لانه من غير القانوني الاحتفاظ به. وكان من غير القانوني نقل السلاح في السيارة لكي اعيده الى الشركة".بحسب فرنس برس.

وفي حين كان الطرد يحمل عنوان هوريتز الذي اشترى جهاز تلفزيون بشاشة مسطحة عبر موقع "امازون. كوم" فان الفاتورة داخل الطرد تدفع الى الاعتقاد ان السلاح موجه الى متجر اسلحة في بنسيلفانيا (شرق). واوضح ناطق باسم شرطة واشنطن ان تحقيقا فتح في القضية. واتى الحادث بعد ايام قليلة على حادثتي اطلاق نار دمويتين في الولايات المتحدة.

مكافحة العنف

من جهة اخرى يقول فيليب ليف، الأستاذ المحاضر في كلية الصحة العامة بجامعة جونز هوبكينز ومدير مركز مدينة بولتيمور لمكافحة العنف في أوساط الشباب، إن الناس الذين يتعرضون للأذى بسبب العنف هم الأفضل والأكفأ في محاربة تلك الآفة، وإن الحكومات المحلية ومؤسسات الأعمال التجارية والمنظمات غير الربحية والروحية هي الخبيرة في خفض حدة العنف بمدينته.

بتمويل من مؤسسة المراكز الأميركية لضبط الأمراض والوقاية منها ووزارة العدل، يقوم برنامج الشوارع الآمنة التابع للمركز بتوظيف مرتكبي أعمال عنف وجناة سابقين ليكونوا نماذج يعيشون حياة "نظيفة" لصغار السن من أعمار 14-25 عاما ممن قد يتم إغراؤهم للإنتساب إلى عصابات المدن أو أن يسلكوا سلوكا عنفيا. ويروج المركز لقيم ومثل المجتمع لتحويل الشبيبة عن مسار العنف والتسلط والانتحار.

وخلال الأمسيات وعطل نهاية الاسبوع يقوم العاملون ببرنامج الشوارع الآمنة بالتواصل واستطلاع الأحياء لتوجيه الشبان الخطرين إلى مرافق الخدمات الإجتماعية التي يمكنها أن تقودهم لحياة أكثر إنتاجية. وكانت النتيجة النهائية لهذه المساعي وجود أحياء تتمتع بشوارع أكثر أمانًا وروابط أقوى بين سكانها. وأشار ليف إلى أن مركز منع العنف بين الشباب يعتمد نهجًا صحيًا عامًا في مكافحته للعنف ويأخذ في حساباته عوامل تذكي العنف، مثل الفقر والنقص في الإسكان وسوء التغذية الذي قد يساهم في تأجج العنف في الأحياء والمدارس.

كما لفت ليف إلى حقيقة أن وزارات الصحة والتربية الوطنية في البلدان الأجنبية يمكنها أن تتبنى برامج لمكافحة العنف في أوساط الشباب تكون مشابهة لبرنامج الشوارع الآمنة لمدينة بولتيمور. وأضاف ليف: "ثقافات الشبيبة أصبحت أكثر تساوقًا في العالم أجمع." يعمل المركز المذكور مع جماعات ومنظمات محلية مثل جميعة "الشقيقات الحافظات للمدن" وهي منظمة غير ربحية أسستها في 2007 كاثرين كوبر نيكولز بعد أن طعن نجلها الأصغر شاب يافع وعضو في عصابة أثناء انتظار الأول لركوب حافلة. وقد كتبت له الحياة. وبعد حادث الطعن ناشدت كوبر نيكولز المئات من جيرانها لإقامة صلاة على ضوء الشموع. ورأى بعض النساء أنه يتعين عمل المزيد وبذلك أصبحن مدافعات عن صغار السن ومساعدتهم على إيجاد فرص عمل صيفية ومزاوجة مدرسين متطوعين مع هؤلاء الشبان ومع عائلاتهم. بحسب رويترز.

كما تقوم منظمة الشقيقات بجمع الأموال من مصادر خاصة لتأسيس برنامج بعد الدوام المدرسي يقدم نشاطات ترفيهية وتدريبات على مهارات العمل ووسائط نقل لانتقال شبان من جميع أنحاء المدينة إلى مراكز هذه الأنشطة. وتقول كوبر نيكولز من باب النصائح: "لا تستلقوا في مضاجعكم غير آبهين لتنتظروا فرص التغيير كي تأتيكم. بل أخلقوا فرصكم. ونحن نريد أن يعرف العالم أننا نحرص على صغارنا."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 8/أيلول/2012 - 20/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م