كوريوسيتي يكشف اسرار كوكب المريخ

 

شبكة النبأ: كما يبدو أن الروبوت كوريوسيتي الفضائي الجديد صنع عهدا جديدا من الاستكشاف في عالم الفضاء، ومن برز انجازات وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" في رحلة البحث عن مسكن جديد لسكان العالم يعني ايجاد الارض الثانية تحتوي على المصادر الطبيعية، وتحتضن الارتفاع الجنوني في أعداد البشر أو ما يعرف بالانفجار السكاني، وعلى ما يبدو من خلال مهمات ناسا الجديدة والتي من المتوقع ان تحمل طفرات مرتقبة لعالم الفضاء، يقترب الروبوت كوريوسيتي الفضائي الجديد من التواصل الا ان كوكب المريخ ربما سيكون هو الأرض رقم 2، وبقدرة اكبر من أي وقت مضى، ولتوفر مقومات الحياة نسبيا في هذا الكوكب الاحمر، وفي غضون ذلك، يتواصل البحث الروبوت كوريوسيتي و يتحضر للسير للمرة الأولى على أرض المريخ، كما انه قد استطاع تسجيل على المريخ حرارة تزيد عن درجة الصفر المئوية، وقد تعرف على اول حجر على الكوكب الاحمر، كلها مؤشرات تعطي أهمية كبرى من أي وقت مضى، من خلال ما يقدمه من اكتشافات وانجازات مذهلة خاصة في الآونة الأخيرة، من جهة أخرى قام فنيون بتجميع مسبارين لعواصف أحزمة الإشعاع عن طريق وضع مركبة فضائية فوق أخرى مماثلة قبل تحميلهما على متن صاروخ تمهيدا للإطلاق، وهذه المهمة تحاول استجلاء غموض أحزمة الإشعاع بقيادة وكالة ناسا، من جانب أخر فقد توفي رائد الفضاء الاميركي نيل ارمسترونغ، اول انسان سافر الى القمر وخطا على سطحه، الى ذلك يتطلع الباحثون الجدد الى أن تمكنهم أجيال التلسكوبات الحديثة من تحقيق اختراقات علمية خلال العقدين الجاري والمقبل.

السير للمرة الأولى على أرض المريخ

في سياق متصل بعد أقل من أسبوعين على وصول مسبار "كوريوسيتي" إلى المريخ وخوضه سلسلة مكثفة من الاختبارات، يتحضر الروبوط للسير للمرة الاولى على أرض المريخ بدواليبه قبل أن يخوض غمار الكوكب الأحمر بعد أربعة أو ثلاثة أيام، حط هذا المسبار الذي كلف 2,5 مليارات دولار وأوكلت إليه مهمة البحث عن آثار محتملة لحياة ماضية على المريخ على مدى سنتين، على الكوكب الأحمر ليلة 5-6 آب/أغسطس، وخضع منذ ذلك الحين لسلسلة مكثفة من الاختبارات بغية التأكد من أن تجهيزاته عموما، والأدوات العلمية العشر على متنه خصوصا، تعمل وفق الأصول. ويبدو أن المسبار بات مستعدا للسير على أرض المريخ ومباشرة مهمته العلمية، وكشف مايك ووتكنز أحد المسؤولين عن مهمة "مارس ساينس لابوراتوري" (إم إس إل) التابعة لمختبرات "جت بروبالشن لابوراتوري" (جي بي إل) في مدينة باسادينا بالقرب من لوس أنجليس "حركنا الدواليب"، وهذا الروبوط الذي يوازي حجمه حجم سيارة صغيرة مزود بستة عجلات يمكن لأربعة منها التحرك. وقد نشرت مجموعة من الصور على الموقع الإلكتروني التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أظهرت أن الدواليب تعمل وفق الأصول، وهي مستعدة للسير، وأكد مايك ووتكنز خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف "سنقوم غدا باختبار السير الأول"، وأضاف "سوف نتقدم ثلاثة أمتار تقريبا، ثم ندور قبل أن نعود أدراجنا... لكننا لن نعود إلى الموقع عينه الذي نحن فيه الآن"، وفي حال تكلل هذا الاختبار الذي من المتوقع أن "يستغرق أقل من نصف ساعة" بالنجاح، سيغادر المسبار الموقع الذي حط فيه "بعد ثلاثة أو أربعة أيام"، على حد قول مايك ووتكنز الذي أوضح "ينبغي إنجاز بعض العمليات" قبل التمكن من المغادرة. بحسب فرانس برس.

وسيسير المسبار باتجاه غلينلك، على بعد حوالى 500 كيلومتر من فوهة غايل حيث يتواجد حاليا، وهي وجهة تقع في الاتجاه المعاكس لجبل "ماونت شارب" الذي يعتبر وجهة الروبوط النهائية، لكنها تقع عند تقاطع ثلاث مساحات جيولوجية تثير اهتمام العلماء.

وأوضح مايك ووتكنز أن المسبار سيعتمد بداية وتيرة معتدلة ليقطع "10 أمتار أو 20 أو 30 مترا في اليوم... لمعرفة كيف ستجري الأمور. لكنني أظن أنه سيقطع 100 متر في اليوم"، على المدى البعيدن وكانت الناسا قد أعلنت أنها سجلت فشلها الأول منذ إطلاق هذه المهمة مع خسارة احد جهازي الاستشعار لقياس سرعة الهواء، وشرح أشووين فاسافادا أحد المسؤولين في محطة الارصاد الجوية التابعة لمختبرات "جي بي إل"أن بيانات جهاز الاستشعار كانت تصل "مشبعة"، وأضاف "تعتقد فرقنا أن بعض الأسلاك قد انقطعت، وبعد عدة أيام من المناقشات، توصلنا إلى أنه يتعذر علينا للاسف إصلاح الأضرار"، وكان جهاز الاستشعار هذا يعمل على خير ما يرام خلال رحلة "كوريوسيتي" إلى المريخ التي دامت أكثر من ثمانية أشهر، ما يدفع إلى الظن أن الأضرار قد طرأت خلال مرحلة الهبوط أو بعدها. وأشار أشووين فاسافادا إلى أن جهاز الاستشعار الثاني "يعمل وفق الأصول بالكامل"، واكد "نحافظ عمليا على قدراتنا جميعها، لكن المشكلة الوحيدة هي أن البيانات لن تكون واضحة بالكامل إذا أتت الرياح مباشرة من خلف الجهاز"، وختم قائلا "لم نرصد حتى الآن أي مشكلة أخرى في الأجهزة الأخرى".

تفاصيل مهمة

فقد قال علماء إن ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) ازاحت الستار عن تفاصيل برنامج الرحلة الحالية للمسبار كيوريوسيتي في اطار مهمته التي تستغرق عامين للتأكد مما اذا كان كوكب المريخ - وهو أكثر كواكب المجموعة الشمسية شبها بالارض - قد شهد من قبل ظهور المقومات الاساسية للحياة، وكان المسبار - الذي يزن طنا ويعمل بالطاقة النووية ويضم معملا علميا يعمل آليا - قد هبط على سطح الكوكب الاحمر عند فوهة تقع على خط استواء الكوكب في السادس من أغسطس آب الجاري بحثا عن مواد عضوية ومواد كيمائية أخرى تعد مفتاح نشأة الحياة على اي كوكب، ونقطة هبوط المسبار الاساسية هي جبل (شارب) وهي هضبة مكونة من طبقات صخرية ترتفع لمسافة خمسة كيلومترات عن سطح فوهة (جيل)، وقبل ان يبدأ المسبار ذي العجلات الستة رحلة مسافتها سبعة كيلومترات تستغرق بضعة أشهر الى قاعدة جبل (شارب) سيقوم بزيارة قريبة نسبيا الى موقع يسمى (جلينيلج) الذي استقطب اهتمام العلماء لانه يتألف من ثلاثة انواع من التضاريس الصخرية، وتعتمد الرحلة الى موقع (جلينيلج) في جانب منها على الكيفية التي يجتاز بها المسبار الفحوص التي ستجري على بقية معداته ومكوناته. بحسب رويترز.

وسيختبر المسبار جهاز الليزر القوي الخاص به في مهمة سحق قطعة صغيرة من الصخور التي كشف عنها المسبار بعد انطلاق العادم من محركه، ثم يتولى تلسكوب صغير بعد ذلك تحليل المواد الناتجة من المسحوق الصخري للتعرف على مكوناتها من المعادن، وقال روجر وينز كبير مسؤولي المعدات والذي يعمل في معمل لوس الاموس القومي إن نظاما مزدوجا من الفحوص الكيميائية والتصوير الالكتروني يهدف الى اجراء 14 الفا من القياسات خلال مهمة المسبار، وأضاف "هناك جهاز ليزر عالي القدرة يسلط اشعة قوتها بضعة ميجاوات على بقعة حجمها مثل رأس الدبوس على سطح المريخ." وقال "ينشأ عن هذه الاشعة كرة صغيرة من اللهب او الشرارة في حالة البلازما وهي حالة وسط بين الحالتين الغازية والسائلة، ويتولى التلسكوب فحص هذا اللهب من مسافة تصل الى نحو سبعة أمتار ثم يقوم بفصل الضوء الى مكونات ذات اطوال موجية مختلفة، ويستعين العلماء بكل المعلومات المستقاة من هذه الفحوص لتقدير التركيب الكيميائي لصخور الكوكب الاحمر، وتستغرق الرحلة الى موقع (جلينيلج) - الذي يبعد مسافة 500 متر عن موقع هبوط المسبار - شهرا او ازيد قليلا ويتوقف ذلك على عدد مرات الوقوف التي يقررها العلماء على طول مسار الرحلة.

الحرارة على المريخ

على الصعيد نفسه مسبار كوريوسيتي التابع لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) الذي حط في الخامس من آب/اغسطس على المريخ، سجل حرارة تزيد عن درجة الصفر المئوية في فوهة غايل التي "تشبه منظارها اريزونا" (غرب الولايات المتحدة) على ما اعلن مسؤولو هذا البرنامج الفضائي، وقال جون غروتزينغر العالم في المهمة في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك) في باسادينا خلال مؤتمر صحافي ان العلماء باتوا يتمتعون مجددا بمحطة للرصد الجوي على المريخ بفضل كوريوسيتي، واوضح غروتزينغر "يمكنني ان اؤكد لكم ان الحرارة القصوى على سطح المريخ قرب الروبوت كانت تفوق درجة الصفر المئوية" مشيرا الى ان القياس الدقيق كان "276 كلفين" اي 2,85 درجة مئوية، واضاف "هذا الامر مهم جدا بالنسبة للاوساط العلمية لان اخر محطة رصد جوي لفترة طويلة على المريخ تعود الى 30 عاما" عندما توقف المسبار "فايكينغ 1" عن التواصل مع الارض، وكشف العالم من جهة اخرى اربع صور جديدة تظهر احداها بوضوح الطبقات الصخرية المختلفة للتلال الواقعة عند اقدامم جبل ماونت شارب الذي سيتسلقه كوريوسيتي خلال مهمته التي تستمر سنتين، واوضح ان العلماء يظنون ان منطقة فوهة غايل نعمت بالمياه في الماضي وان التكتلات الجيولوجية القديمة في ماونت شارب قد تكون احتفظت باثار حياة سابقة، واوضح غروتزينغر ان المسبار قد يجرب عمل دواليبه للمرة الاولى. بحسب فرانس برس.

واشار الى ان الوجهة الاولى للروبوت ستكون منطقة معروفة باسم "غلينيلغ"، و"هي نقطة التقاء لثلاث مواقع جيولوجية مثيرة للاهتمام". واوضح ان هذه المنطقة في الاتجاه المعاكس لماونت شارب الا ان هذا الاخير يبقى "الهدف الفعلي" للمسبار، وقال ان الروبوت سيحتاج الى "اسبوعين او ثلاثة اسابيع" للوصول الى غلينيلغ لكنه لم يستبعد ان يتوقف كوريوسيتي خلال الرحلة "اذا ما عثر على عينات (صخرية) مثيرة للاهتمام"، وقال العالم "قرابة نهاية السنة اظن اننا سنوجه انظارنا الى ماونت شارب" موضحا ان صورا جديدة عن هذا الجبل اكثر دقة ستصبح متوافرة "في غضون اسبوع او اسبوعين"، وكوريوسيتي هو المسبار الاكثر تطورا ترسله الناسا الى المريخ في اطار مهمة كلفتها 2,5 مليار دولار.

تعريف اول حجر على المريخ

فيما تمكن الروبوط كيوريوسيتي الذي حط على سطح المريخ مطلع الشهر الجاري، من القيام باول عملية تعرف على حصاة بحجم قبضة اليد، بفضل كاميرا صغيرة فرنسية، وتمكن لاول مرة من فتح ذراعه المحرك عن بعد، بحسب ما اعلنت الاثنين وكالة الفضاء الاميركية ناسا، وتمكن هذا الروبوط من تمرير كاميرته "كيم كام" على حجر صغير، بحسب ما اعلنت الوكالة في بيان، وقال سيلفستر موريس احد مسؤولي برنامج "كيم كام" في معهد ابحاث الفيزياء الفلكية وعلوم الكواكب في تولوز في فرنسا "انه أمر مشجع جدا، يمكننا أن نترقب اكتشافات علمية هامة بواسطة هذه الكاميرا التي ستقوم بتحليل بضعة الاف من الاهداف خلال العامين المقبلين"، وهذا المعهد قام بتصميم كاميرا "كيم كام" بالتعاون مع المركز الوطني للابحاث الفضائية، وهي من اهم الادوات التي زود بها الروبوط، فهي مزودة بأشعة ليزر وتلسكوب وكاميرا، ويمكنها أن تقوم بتحليل الصخور والتربة في محيط وجود الروبوط "كوريوسيتي" ولمسافة تسعة امتار، ومررت "كيم كام" ثلاثين نبضة من اشعة الليزر على الحجر الصغير الذي حددته، على مدى عشر ثوان، واطلق على هذا الحجر اسم "كورونيشن" او حجر التتويج. بحسب فرانس برس.

واثناء قيام الكاميرا بمسح الحجر بواسطة اشعة الليزر، كان العلماء يراقبونه لمشاهدة امكانية وقوع أي تغيرات على تكوينه، ما قد يشير الى وجود عناصر أخرى داخل الصخر، وقال رودجر وينز الذي يدير ابحاث الكاميرا في المختبر الاميركي في لوس الاموس في نيو مكسيكو (جنوب غرب) "لقد تلقينا الكثير من الاشارات من حجر التتويج"، وقد ساهم هذا المختبر ايضا في تصميم الكاميرا التي تطلب تصنيعها ثماني سنوات، وقام كوريوسيتي ولاول مرة ببسط ذراعه الموجهة عن بعد والبالغ طولها مترين وعشرة سنتمترات، وهي ايضا مزودة بكاميرا وحفارة وجهاز لقياس الطيف المغناطيسي واجهزة اخرى لسحب العينات من الصخور والتربة وغربلتها، وقال المهندس في وكالة الفضاء الاميركية مات روبنسون المسؤول عن ذراع الروبوط "لقد حافظنا على هدوئنا خلال الاسبوعين الاولين بعد هبوط الروبوط على سطح المريخ، بينما كانت اجزاء اخرى منه تخضع للفحص. لذلك فان مشاهدة ذاع الروبوط منبسطة هو حدث كبير بالنسبة الينا"، واضاف "سيفيدنا هذا الذراع في جمع العينات ووضعها في المختبر" المزود به الروبوط، وينبغي الانتظار بضعة اسابيع اخرى قبل ان تبدأ الذراع مهمتها في جمع العينات، وفقا للناسا، وهذا الروبوط المستقر على سطح المريخ يبلغ وزنه 900 كيلوغرام، وهو بحجم سيارة، ومزود ب17 كاميرا وبمولد كهربائي نووي، وتبلغ ميزانية مهمته التي ستستمر سنتين 2,5 مليارات دولار وسيبحث كوريوسيتي بين امور اخرى عن احتمال ان يكون المريخ احتضن شكلا من اشكال الحياة في الماضي، وسيحاول أن يكتشف ما إذا كانت بيئة المريخ في الماضي مؤاتية لتطور حياة جرثومية، وتهدف مهمته بشكل اساسي إلى تسلق جبل "ماونت شارب" الذي يبلغ ارتفاعه خمسة آلاف متر ويضم طبقات ترسبية يعود بعضها ربما إلى مليار سنة، لكن من المتوقع أن يحتاج الى سنة كاملة للوصول إلى قاعدة الجبل الذي يبعد عن سفحه الان حوالى 12 كيلومترا.

استجلاء غموض أحزمة الإشعاع

من جهة أخرى تنطلق مهمة جديدة لوكالة ناسا دون طاقم فضائي في 23 آب/أغسطس الجاري بهدف دراسة أحزمة الإشعاع، وهي حلقات من جزيئات مشحونة بالطاقة لدرجة عالية وتحيط بالأرض، تتأثر أحزمة الإشعاع، إحدى الاكتشافات الأولى التي قدمتها الولايات المتحدة في عصر الفضاء، بالنشاط الشمسي والطقس الفضائي الذي تولده الشمس. ويتعرض الطيارون ورواد الفضاء أثناء تحليقهم لمخاطر ناجمة عن التعرض إلى مستويات خطيرة من الإشعاع خلال فترات النشاط المتقلب، كما أن الأحزمة أيضًا لديها القدرة على إفساد نظم الاتصالات والتشويش على الأقمار الصناعية، تقول ليكا غوهاتهاكورتا، عالمة البرامج في ناسا: "إننا ما زلنا لا نفهم كيف تتصرف الأحزمة" حتى بعد التعرف عليها ووصف طبيعتها بأكثر من 50 عامًا. وتضيف: "كما أننا لا نملك القدرة على التكهن، الذي هو في الحقيقة أمر هام للغاية، وسوف ترسل وكالة الفضاء مركبتين فضائيتين – مسبارين لعواصف أحزمة الإشعاع (RBSP) – إلى البيئة القاسية في الفضاء القريب من الأرض، وذلك لتوسيع نطاق الفهم العلمي لأحزمة الإشعاع، والمعروفة باسم أحزمة فان ألن، وهو اسم مكتشفها. وتتأثر أحزمة الإشعاع بالرياح الشمسية والطقس الفضائي، وكلاهما يمكن أن يؤثر على الأنشطة البشرية بقدر ما يؤثر عليها الطقس السطحي مثل الأعاصير اللولبية والزوابع. وقالت غوهاتهاكورتا إننا بحاجة إلى معرفة المزيد حول كيفية تصرف أحزمة الإشعاع عند حدوث الدورات الشمسية، وأكملت غوهاتهاكورتا، التي تعمل في برنامج وكالة ناسا: ’’العيش مع كوكب‘‘ الذي يركز على زيادة المعرفة حول سلوك الشمس وأثرها على النظام الشمسي وتأثيرها على البشرية، قائلة: "حتى يمكننا أن نكون أفضل استعدادًا لصنع أفضل تصاميم الأقمار الصناعية، ومن أجل رواد الفضاء، ونظم الاتصالات، وكل ذلك، تخلق أحزمة الإشعاع دائرة مزدوجة حول كوكب الأرض. تبدأ الدائرة الأولى فوق سطح الأرض بحوالي 1600 كيلومتر وتمتد إلى ما يقرب من 13 ألف كيلومتر. أما الحزام الآخر، أو الدائرة الأخرى، فيبدأ عند أكثر من 15 ألف كيلومتر، ويمتد إلى24 ألف كيلومتر في الفضاء السحيق، وتجلب الفترات النشطة للطقس الشمسي انفجارات عنيفة شديدة الحرارة من المواد الشمسية. وأشارت مُنى كيسيل، عالمة في برنامج مسابير عواصف أحزمة الإشعاع (RBSP) إلى أن هذا الطقس يؤثر على أحزمة الإشعاع، مما يؤدى إلى تمددها، فتقترب إلى سطح الأرض على بُعد 207 كيلومترات، وأضافت: "وهذا يعني أن المحطة الفضائية الدولية والاقمار الصناعية التي تدور في مدارات منخفضة تمر عبر تلك المنطقة. ولذلك فهي عرضة لجزيئات الطاقة التي تعلق هناك." ويُذكر أن أقمار الاتصالات التي تحافظ على مدار جغرافي متزامن مع الأرض (أي تتحرك مع دوران الأرض، لكنها ثابتة فوق نفس النقطة) تشغل مواقع في الفضاء قد تغمرها فيها أحزمة الإشعاع، وقالت كيسيل إن المسبارين اللذين سيتم إطلاقهما سيقومان بمراقبة الطقس الفضائي النشط والمتقلب، كما سيقومان بتنزيل بيانات عن الظروف إلى المحطات الأرضية في جميع أنحاء العالم، وقد تعلم خبراء الأرصاد الجوية كيفية التنبؤ بالطقس على سطح الأرض من خلال إدراكهم بأن مجموعة معينة من الظروف الجوية سوف تتبع نمطًا ما لتحقيق نتائج معينة للطقس. بيد أن أحزمة الإشعاع لا تتصرف بهذه الطريقة - فالشمس تثير عواصف مغنطيسية أرضية ترسل بدورها رشقات من الطاقة ترتفع عبر الفضاء، وفقًا لباري ماوك، وهو عالم مع مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز وشريك في مشروع مسابير عواصف أحزمة الإشعاع (RBSP)، وقال ماوك: "أحيانًا، تكون كبيرة، وأحيانًا تكون صغيرة، ونحن لا نفهم لماذا يحدث ذلك، وثمة هدف آخر للمهمة الفضائية وهو اكتساب فهم أفضل للإشعاع في الفضاء. وأوضح ماوك أن هذا أمر مهم لأن الإشعاع يوجد في جميع أنحاء النظام الشمسي وخارجه. وإشعاع الأرض سيكون بمثابة مختبر طبيعي "لفهم كيفية خلق الإشعاع في الفضاء، وكيف أنه يختلف في الفضاء عنه على الأرض، والسبب في أن توليد الإشعاع في الفضاء هو أمر شائع جدًا، سوف تتحرك مسابير الإشعاع من خلال الأحزمة في مدارات بيضاوية حول الأرض، مع أخذ ملاحظات منفصلة عن نفس الظاهرة. وسوف يسمح جمع الملاحظات المنفصلة بمقارنة البيانات، مما يؤدي إلى فهم أفضل لكيفية تأثير عاملي الزمان والمكان على النشاط قيد المراقبة، والتحدي الماثل هنا هو صعوبة جمع البيانات في وسط حقل إشعاعي، الأمر الذي يمكن أن يشوّه أو يفسد القياسات. وسوف تعمل الأجهزة الخاصة بمسابير عواصف أحزمة الإشعاع على قياس مستويات طاقة الجزيئات في الأحزمة، جنبًا إلى جنب مع الغازات المؤينة الموجودة في بيئة الأحزمة.

اول انسان سافر الى القمر

الى ذلك توفي رائد الفضاء الاميركي نيل ارمسترونغ، اول انسان سافر الى القمر وخطا على سطحه، عن 82 عاما ليودعه العالم بأسره باسف مستذكرا انجازاته وما اتسم به من تواضع ودماثة خلق، توفي نيل ارمسترونغ نتيجة مضاعفات اعقبت خضوعه لعملية في القلب خلال الشهر الجاري، بحسب ما اعلنت عائلته، ويتحدث افراد عائلته عنه على انه "بطل رغم أنفه"، ويأملون في ان يكون الميراث الذي تركه دافعا للشباب إلى "العمل بجهد من اجل تحقيق احلامهم ... وتوسيع حدود المعقول وخدمة قضية تتخطى مصالحهم الشخصية"، وأشاد رائد الفضاء الاميركي جون غلين الذي قام بأول رحلة اميركية حول مدار الارض ب "جرأة" ارمسترونغ، منوها بالتواضع الذي اشتهر به، وصرح سيناتور أوهايو السابق لقناة "سي إن إن" "لم يكن نيل يشعر بأن عليه تسويق نفسه كسلعة ...كان رجلا متواضعا، وظل كذلك بعد نجاح رحلته الى القمر"، وفي باريس، حيا رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت ذكرى ارمسترونغ، وقال "لقد فتح هذا الرجل الذي كان الاول في السير على القمر (..) الطريق امام مرحلة جديدة من غزو الفضاء"، واضاف "لقد حققت +خطوته الصغيرة+ على سطح القمر احلام اجيال من المخترعين والعلماء والفنانين والشعراء او بكل بساطة اولئك الذين يعشقون جمال الفضاء"، وقال رائد الفضاء الفرنسي جان فرانسوا كليرفوي ان ارمسترونغ سيبقى "اسطورة" لدى رواد الفضاء الفرنسيين، ولم يكن رائد الفضاء الذي كرم عدة مرات في الولايات المتحدة وفي 17 دولة اخرى مرتاحا لهذه الشهرة، بل كان على العكس يحاول تجنب الاضواء ما امكنه، حتى أنه كف عن اعطاء تواقيعه عندما علم أن هذه الأخيرة تباع مقابل مبالغ طائلة، ووجه الرئيس الاميركي باراك اوباما تحية الى روح نيل ارمسترونغ، مؤكدا انه سيبقى "من كبار الابطال الاميركيين" الذين "لن تمحى ذكراهم ابدا"، وقال اوباما في بيان أن "نيل من كبار الابطال الاميركيين، ليس فقط في عصرنا بل في كل العصور"، مؤكدا انه "حزن كثيرا" لرحيله، واضاف الرئيس الاميركي ان ارمسترونغ "عندما انطلق مع طاقمه على متن ابولو 11 في العام 1969، حملوا معهم تطلعات أمة باسرها"، ويومها كان اوباما طفلا في الثامنة من العمر، أما منافس اوباما في الانتخابات الرئاسية، الجمهوري ميت رومني، فقال "القمر يبكي ابنه الاول الآتي من كوكب الارض"، حط نيل ارمسترونغ في 20 تموز/يوليو 1969 (عند الساعة 2,56 بتوقيت غرينيتش في 21 تموز/يوليو) على سطح القمر ومعه شريكه في المهمة باز الدرين، اما زميليهما مايكل كولينز فقد بقي في مقصورة التحكم التي كانت تدور حول القمر، وجرت عملية الهبوط على سطح القمر أمام 500 مليون مشاهد راقبوها من خلال بث فضائي مباشر، وقال باز الدرين البالغ من العمر 82 عاما "تدربنا معا وكنا أيضا من أفضل الأصدقاء، ومهمة ابولو 11 جمعتنا الى الابد"، مضيفا "سأفتقده"، أما مايكل كولنز البالغ من العمر 81 عاما، فأكد "كان نيل ارمسترونغ من افضل الناس...ولا شك في أنني سأفتقده كثيرا"، كلف نيل ارمسترونغ قيادة اول مهمة اميركية الى الفضاء على متن المركبة ابولو 11، وحط على سطح القمر بمركبة الهبوط ايغل في تموز/يوليو 1969 وحجز مكانه في التاريخ ودخل عالم الشهرة من خلال العبارة التي اطلقها لحظة وطىء القمر وهي "انها خطوة صغيرة للانسان لكنها قفزة عملاقة للبشرية". بحسب فرانس برس.

ورائد الفضاء الراحل من مواليد الخامس من اب/اغسطس 1930 في مدينة واباكونيتا بولاية اوهايو (شمال). بدأ مسيرته في وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) في العام 1955، وكان منذ طفولته شديد الولع بالطائرات، وتلقى دروسا في الطيران وهو في الخامسة عشرة من عمره، ليحصل على شهادة في الطيران بعد ذلك بسنة، ثم اصبح طيارا في قوات الطيران البحري وقام ب78 مهمة اثناء حرب الكوريتيتن (1950-1953)، درس هندسة الطيران البحري في جامعة بورديو (ولاية انديانا شمال الولايات المتحدة)، وحصل على الماجستير في هذا الاختصاص من جامعة ساوث كاليفورنيا، في العام 1955، اصبح ارمسترونغ طيار اختبار، وقاد اكثر من خمسين نوعا من الطائرات، وبعد سبع سنوات، عينته وكالة الفضاء الاميركية رائد فضاء، في ايلول/سبتمبر من العام 1966، قام برحلة مع ديفيد سكوت في إطار مهمة جيميني 8 حيث التحمت مركبتهما بمركبة أخرى غير مأهولة..وكان ذلك اول التحام فضائي بين مركبتين فضائيتين، وبعد ثلاثة اعوام، دخل ارمسترونغ التاريخ من خلال مهمة ابولو 11، في العام 2009، ظهر ابطال مهمة ابولو 11، ارمسترونغ والدرين وكولينز في لقاء نادر جمعهم في متحف الجو والفضاء في واشنطن لدعم مشاريع رحلات الفضاء المأهولة الى كوكب المريخ.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3/أيلول/2012 - 15/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م