العراق... التعامل الحازم مع الخطر القادم

 

شبكة النبأ: الامم المتقدمة المحترَمة، حصلت على مكانتها هذه بين الامم الاخرى، من خلال احترامها لقيمة الانسان وحماية كيانيْه المادي والمعنوي، وعلى عكسها تماما، بقيت الامم التي لا تحترم انسانها، في قاع الجهل والتخلف والامتهان.

هذا يدل على أن الانسان حين يكون محترما مُصاناً، ومحمياً ماديا ومعنويا، فإن الامة التي ينتمي اليها تكون محترمة وواعية وقوية، هنا يتبادر الى الذهن سؤال مهم، هل العراقي مُصان ومحمي جسديا ومعنوياً؟؟ وهل الحكومة والجهات المعنية تقوم بدورها الامني كما يجب؟، طبعا الاجابة تأتينا من واقع الحال وما يحدث على الارض، وما يتعرض له الانسان العراقي من تجاوزات خطيرة وكبيرة ومتواصلة مادية ومعنوية، أي ما يلحقه من اذى جسدي ومعنوي يتعلق بحقوقه وحرياته وما شابه.

اذن الحكومة والاجهزة الامنية وجميع المؤسسات والشخصيات المسؤولة على حماية العراقي، لم تبذل ما يكفي لكي تصون الانسان العراقي، وطالما ان المسؤولين من حاضنة المجتمع نفسه، هذا يعني ان هناك تقصير وقصور في الحاضنة نفسها، لذا فالاستنتاج الاخير هو ان العراقي غير مُصان، وان المسؤول لم يقم بواجبه كما يجب، واخيرا ان الامة في خطر، وهو امر لا يحتاج الى كثير من الذكاء لكي نصل الى هذه النتيجة ونتفق عليها.

فالخروقات الامنية الكثيرة تدل على ضعف صيانة وحماية الروح والجسد العراقي، ومع كل ما تم بذله في هذا المجال، إلا أن الارهاب والعنف والمخططات العدوانية لا تزال تجد لها رواجا في الوسط العراقي، وتحديدا في الاهداف المدنية الضعيفة غير المحمية.

وثمة اساليب جديدة يحاول ان يبتكرها وينفذها المعادون للعراقيين، وهي كثيرة، ويقوم الطرف الاخر من مدة الى اخرى بتغيير تكتيكه وطرق إيذائه للناس، لاسيما المدنيين في الاسواق الشعبية والساحات وتجمعات العمال وما شابه.

آخر الابتكارات في هذا المجال، القيام بشراء الاسلحة في المناطق الجنوبية والوسطى في العراق، في مخطط واضح لافراغ هذه المناطق من الاسلحة، وذلك مقابل مبالغ مغرية بل كبيرة لا توازي نصف قيمة السلاح الحقيقية، وقد أثارت هذه الظاهرة مخاوف كبيرة لدى العشائر والناس عموما، مقابل تلكؤ لدى الاجهزة الرسمية في عدم المتابعة المطلوبة، لضبط الجهات والشبكات التي تقف وراء هذا العمل الخطير، والمخطط له من لدن جهات داخلية وخارجية تتعاون مع بعضها لتحقيق هدف واضح، هو اضعاف هذه المناطق وجعلها اهداف رخوة يمكن الفتك بها في أية لحظة.

اذن هناك مخاوف جدية من اخطار لا تزال قائمة، بل هي في حالة تزايد، لاسيما ان العراق يقع في قلب المنطقة المرتبكة والهشة امنيا من بين مناطق العالم أجمع، وهذا الامر يتطلب تعاملا امنيا مهنيا جديا ودقيقا، من لدن المسؤولين والقيادات الامنية كافة، وأن يتم التعامل مع هذا الخرق وغيره بروح المسؤولية العالية.

أما الحديث عن ضعف هذه القيادات وانشغالها بالامتيازات والمناصب، وشيوع الامراض الادارية الخطيرة، وانتشار الفساد والرشا فيها، فهو امر ينذر بخطر حقيقي على أمن أهل العراق عموما.

مطلوب التعامل الحكومي الحازم مع هذه القيادات، ومطلوب التعامل الحازم مع جميع الامور والخروقات الامنية بحزم تام، فالخطر موجود بل لا يزال قائما وقادما، وليس هناك من خيار آخر سوى التعامل معه بروح مهنية مخلصة ومنظّمة بطريقة جيدة.

الامر لا يتعلق فقط بشراء السلاح بأسعار مغرية من مناطق الوسط والجنوب، بل يتعلق بجميع الخروقات الامنية التي تستهدف ارواح وممتلكات المدنيين الابرياء، ولابد أن نتفق جميعا على ان كرامة الامة كلها تأتي من كرامة الفرد، والعكس صحيح ايضا.

تُرى متى يفهم المسؤولون أن حماية الانسان وصيانته تعني حماية لهم ولعوائلهم ومستقبلهم؟!!.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 2/أيلول/2012 - 14/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م