العراق والإرهاب... أجندات خارجية لحرب داخلية يروج لها

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يشهد العراق الكثير من التداعيات الخطيرة منذ شهر رمضان بسبب التطورات الأخيرة على الصعيد الأمني، والذي يشي بأزمة حادة قد تقود البلاد الى أزمات أكثر خطورة، ويرى المحللون ان تصاعد العنف مجرد تحديات تسعى من خلالها القاعدة وبعض الأطراف الإقليمي الى استعادت هيمنتها مجددا، وبث روح الطائفية بين أبناء الشعب العراقي لأشعل فتيل الحرب الطائفية من جديد،  وتعمل القاعدة على تغذية العنف في العراق باستغلال الأزمة التي تمر بها السورية لنقل عناصر القاعدة الى العراق، ولتعيد الحياة لممارساتها الإرهابية، فيما يرى مراقبون بأن هذه الموجة من هجمات الإرهابية زادت من المخاوف بشأن عودة العنف الواسع النطاق، وقد أعتبرها البعض تصفية حسابات أيضاً من ميراث الحرب الأهلية، لكن على الرغم من أن العنف لا يزال شائعا في العراق إلا أن الحكومة العراقية تسعى للحد من تفاقم الوضع عبر سلسة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية وبعض القطاعات الأخرى كالعسكرية مثلا، في حين يرى محللون آخرون أن الوضع الامني في العراق صعب لكن الخروج من هذا المأزق يحتاج أولاً إلى رؤية، ثم سياسات وآليات تنفيذية. و أن هذه المرحلة من تاريخ العراق تحتاج إلى شخوص غير تقليديين لأنها في مرحلة غير تقليدية، وأنه ليس من الصعب إصلاح وضع الأمني العراقي إذا ما أحسن استغلال  الموارد البشرية المتخصصة، وغيرها من محركات الامن التي تأثرت بالمرحلة السياسية الراهنة وتحتاج إلى برامج إصلاح جذرية، وعليه فأن الوضع الامني في العراق مازال من الأزمات المستدامة.

شيعة رايتس ووتش تحذر من عمليات تهريب السلاح من وسط وجنوب العراق

فقد حذرت منظمة شيعة رايتس ووتش جميع الاطراف المعنية في العراق والمجتمع الدولي من مخاطر عمليات شراء وتهريب الاسلحة القائمة على قدم وساق في وسط وجنوب العراق مؤخرا.

وأكدت المنظمة على ورود بعض ادلة تشير الى اقدام بعض الاشخاص على شراء الاسلحة في العراق بأسعار مغرية، قبل تهريبها الى جهات مسلحة.

واعربت المنظمة عن خشيتها من استخدم تلك الاسلحة مستقبلا في ارتكاب مجازر واعمال قتل بحق المدنيين العزل في العراق وسوريا على حد سواء، في مخطط خطير تقف وراءه اجندات سياسة مشبوهة.

وفي ختام بيانها دعت المنظمة جميع العراقيين الى اليقظة من تلك الظاهرة وعدم الانخراط في عمليات بيع الاسلحة عموما والى تلك الجهات خصوص، داعية في الوقت ذاته السلطات العراقية الى التصدي للجهات المتاجرة والمهربة للسلاح.

هجمات رمضان

الى ذلك قتل ما لا يقل عن 409 اشخاص واصيب نحو 975 اخرون بجروح في سلسلة تفجيرات واطلاق نار شهدها العراق خلال شهر رمضان، بحسب احصائية اعدتها استنادا لمصادر امنية وطبية عراقية، وشهد شهر الصوم العديد من الهجمات الدموية، ابرزها موجه عنف وقعت في 23 تموز/يوليو واسفرت عن مقتل 113 شخصا واصابة 259، وكذلك سلسلة هجمات متفرقة في 17 آب/اغسطس اسفرت عن مقتل 82 شخصا واصابة 270 اخرين، وبحسب جون ديرك المحلل الامني الذي يعمل لصالح مجموعة +اي كي غروب+ فان العنف غالبا ما يتصاعد خلال الشهر المبارك في العراق "كون الارهابيين المتشددين يكونون بعزيمة اكبر لتنفيذ هجمات انتحارية خلال شهر رمضان، لانها مرتبطة بالشهادة والتضحية بالنفس"، وانخفضت الهجمات في العراق بصورة كبيرة عما كانت عليه في عامي 2006 و2007، لكن العنف لايزال شائعا، وقضى نحو 325 شخصا وفقا لارقام رسمية في تموز/يوليو الماضي في اعلى حصيلة شهرية لضحايا العنف منذ عامين. بحسب فرانس برس.

في سياق متصل قتل 82 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 270 اخرين بجروح في سلسلة هجمات دموية قبل ايام من عيد الفطر وسط توقعات بوقوع هجمات اخرى، وتسود اجواء الحزن في البلاد بعد الهجمات التي استهدفت 15 مدينة في العراق وكانت الاسوأ منذ ثلاثة اسابيع، وادت هذه الهجمات الى ارتفاع عدد الضحايا الذين قتلوا خلال شهر آب/اغسطس الى 404، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى مصادر امنية وطبية، ففي بغداد والمناطق المحيطة بها ادت سلسلة هجمات الى مقتل 54 شخصا، ووقع انفجاران في منطقة الزعفرانية (جنوب) ادى الى مقتل 26 شخصا واصابة اكثر من اربعين بجروح، وفقا لمصادر امنية وطبية، كما شهدت مدينة الصدر الشيعية في الجانب الشرقي من بغداد، انفجار سيارة مفخخة عند محل لبيع المثلجات ما ادى الى مقتل نحو 11 شخصا واصابة 46 اخرين بجروح، وفقا للمصادر، وقتل ستة اشخاص على الاقل واصيب نحو 32 اخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة صباحا في منطقة الحسينية الشيعية ايضا (شمال)، وفقا لذات المصادر، وفي هجوم اخر قتل عشرة عسكريين واصيب مثلهم بجروح في هجوم باسلحة مزودة بكواتم للصوت استهدف نقطة تفتيش عند قرية مسعود الواقعة عند ناحية المشاهدة (30 كلم شمال بغداد)، وفقا للمصادر، كما قتل شخص واصيب ستة اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة التاجي (25 كلم شمال بغداد)، وشهدت الموصل وتلعفر وكركوك وداقوق والدبس البعاج وبادوش والطوز والخالص وبعقوبة (جميعها شمال بغداد) والكوت (جنوب) والكرمة (غرب) هجمات متفرقة اخرى، وادت الهجمات الاكثر دموية التي وقعت في محافظة كركوك (شمال) الى مقتل تسعة اشخاص، واحد الهجمات تفجير انتحاري استهدف مقرا لقوة مكافحة الارهاب في داقوق وادى الى مقتل ستة من افراد الشرطة، كما اكد العميد سرحد قادر من شرطة كركوك، كما انفجرت اربع سيارات مفخخة في هذه المدينة الغنية بالنفط، وقال العقيد عبد الله كاظم في شرطة كركوك الذي وصل للتحقيق في وقوع انفجار قرب مجمع نفطي واصيب بجروح في انفجار تلاه "وصلت للتحقيق في انفجار قرب مجمع نفطي. فجأة وقع انفجار اخر على مسافة قريبة مني وادى الى تدمير عدد من السيارات واحداث اضرار في المجمع"، واكد مدير دائرة صحة كركوك الطبيب صادق عمر رسول مقتل ثمانية اشخاص واصابة 56 اخرين على الاقل في الهجمات في المدينة، كما ادى انفجار عبوتين ناسفتين عند منزل ضابط في الشرطة برتبة نقيب الى مقتل شقيقه واصابة اربعة بينهم النقيب بجروح، وفقا لمصادر في الشرطة واخرى طبية، وفي تلعفر، شمال البلاد، قتل ستة اشخاص واصيب عشرة بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف، حسبما قال الملازم عبد غايب من الشرطة والطبيب محمد توفيق، وفي الكوت (160 كلم جنوب بغداد) اعلن العقيد ضرغام الاسدي من الشرطة "مقتل ستة اشخاص وجرح مالايقل عن 37 جراء انفجار سيارة مفخخة مركونة، كما قتل سبعة وجرح عشرات اخرين في هجمات متفرقة في الكرمة والبعاج وبادوش والطوز الموصل والتاجي والخالص وبعقوبة، وفقا للمصادر، وحذرت منظمة "ايه كي اي" البريطانية من "قيام الارهابيين في العراق بالتخطيط لشن هجمات ضد تجمعات المدنيين الكبيرة للاحتفال بانتهاء شهر رمضان في وقت لاحق، ووقعت الهجمات الاخيرة، بعد دعوة زعيم دولة العراق الاسلامية في كلمة مسجلة "شباب المسلمين" الى التوجه الى العراق، معلنا عن "بدء عودة" التنظيم الى مناطق سبق ان غادرها في اطار خطة جديدة تحمل اسم "هدم الاسوار"، وقتل 325 عراقيا في تموز/يوليو الماضي بحسب ارقام رسمية حصلت عليها فرانس برس، ما يجعله الشهر الاكثر دموية في العراق منذ نحو عامين.

القاعدة تتبنى 43 هجوما في غرب العراق

فيما تبنى تنظيم "دولة العراق الاسلامية" 43 هجوما اغلبها بعبوات ناسفة استهدفت قوات الامن في محافظة الانبار غرب العراق، حسبما نقل بيان نشر على مواقع بينها "حنين"، ووقعت الهجمات التي استهدفت دوريات لقوات الجيش والشرطة وعناصر في قوات الصحوة خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو الماضيين، واشار البيان الى ان نحو اربعين هجوما نفذت بعبوات ناسفة، استهدف اغلبها قوات الشرطة والجيش في مناطق متفرقة من محافظة الانبار، كبرى مدنها الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، كما استهدفت مقرات للجيش بهجمات صاروخية ومدافع الهاون، وفقا للبيان، وتحدث البيان عن وقوع عدد من القتلى والجرحى في اغلب الهجمات، ووقعت هذه الهجمات بعد دعوة زعيم دولة العراق الاسلامية في كلمة صوتية مسجلة "شباب المسلمين" للتوجه الى العراق، معلنا عن "بدء عودة" التنظيم الى مناطق سبق ان غادرها، وذلك في اطار خطة جديدة تحمل اسم "هدم الاسوار"، ويعتبر المسؤولين العراقيين تنظيم القاعدة اضعف بكثير مقارنة بالاعوام الماضية خصوصا بين 2006 و2008، لكنه مازال ينفيذ هجمات مؤثرة في مناطق متفرقة من البلاد، تبنى التنظيم ذاته، هجمات دامية وقعت في 23 من تموز/يوليو الماضي، استهدفت 19 مدينة في عموم العراق، وادت الى مقتل 113 شخصا واصابة اكثر من 250 اخرين بجروح. بحسب فرانس برس.

انتحاريات تنظيم القاعدة

على الصعيد نفسه اصدرت محكمة عراقية حكمين بالسجن المؤبد على امرأة تنتمي الى تنظيم القاعدة مسؤولة عن تجنيد انتحاريات في محافظة ديالى حيث نفذت نحو ثلاثين انتحارية تفجيرات ضد قوات الامن، وافاد مجلس القضاء الاعلى في بيان ان "محكمة الجنايات المركزية اصدرت حكمين بالسجن المؤبد على المرأة (م.أ.ع.) التي تنتمي الى تنظيم القاعدة الارهابي في ديالى"، ونقل البيان عن مصدر قضائي قوله ان "محكمة الجنايات المركزية في الكرخ اصدرت حكمين بالمؤبد على المتهمة (م. أ. ع.) وفق المادة (4) من قانون مكافحة الارهاب بعد ادانتها بالانتماء الى تنظيم القاعدة الارهابي والقيام بعمليات اجرامية في محافظة ديالى"، وتابع ان "رئاسة الادعاء العام طلبت تشديد العقوبة الى الاعدام ومن المؤمل ان يحسم الامر خلال الايام القليلة المقبلة من محكمة التمييز الاتحادية". بحسب فرانس برس.

واوضح البيان ان "المدانة تواجه 23 قضية اخرى لقيامها بعمليات ارهابية وتجنيد انتحاريات لصالح تنظيم القاعدة الارهابي في محافظة ديالى ايضا"، وكانت قوات خاصة تابعة لوزارة الدفاع اعتقلت في تشرين الاول/اكتوبر 2008 قيادية "تشرف على اعداد وتهيئة الانتحاريات في مناطق عمل القاعدة وخصوصا في محافظة ديالى"، كما قال متحدث باسم الوزارة حينذاك، واوضح ان "القوة قبضت على ابتسام عدوان (38 عاما) المشرفة على اعداد الانتحاريات ولقبها ام فاطمة على اثر ورود معلومات حول وجودها في قرية حمادي شرق بعقوبة"، وتابع ان "عدوان ورطت انتحارية فشلت في تفجير نفسها تدعى رانيا ابراهيم"، ورانيا التي تبلغ من العمر 15 عاما قالت بعد توقيفها ان زوجها وامراة اخرى ارغماها على ارتداء حزام ناسف يزن عشرين كيلوغراما لتفجير نفسها في حشد من الشرطة وسط سوق بعقوبة، لكن عناصر الشرطة اعتقلوها فور الاشتباه بها في 25 اب/اغسطس 2008، ورانيا هي اصغر انتحارية في العراق تعتقل مع حزام ناسف، ووقعت حوالى ثلاثين عملية انتحارية نفذتها نساء غالبتيها في ديالى اكثر مناطق البلاد خطرا بسبب تركيبتها الديموغرافية المتشابكة ويعتبرها البعض عراقا مصغرا نظرا لتعدد القوميات والطوائف من عرب واكراد وتركمان وشيعة وسنة ومسيحيين.

عراقي يقر بإرسال أسلحة للقاعدة

من جانب أخر أقر عراقي يعيش في ولاية كنتاكي الأمريكية بأنه مذنب أمام محكمة اتحادية في مدينة بولينغ غرين، بعد توجيه سلسلة من الاتهامات له، تشمل التآمر لمساعدة تنظيم القاعدة في العراق، واعترف مهند شريف حمادي، 24 عاما، أمام القاضي، بتوفير دعم مادي لتنظيم القاعدة في العراق، بما في ذلك تصدير صواريخ ستينغر من الولايات المتحدة، واعتقل حمادي في مايو/أيار عام 2011 إلى جنب وعد علوان رمضان، 30 عاما، في بولينغ غرين، حيث كانا يقيمان، واعترف علوان بأنه مذنب في سلسلة من الاتهامات تتعلق بالإرهاب في ديسمبر/كانون أول الماضي، وما زال ينتظر صدور الحكم، وأقر المواطنان العراقيان بأنهما استهدفا القوات الأمريكية في بلادهما، وفقا لوثائق المحكمة، ولكن الاتهامات التي اعترف بها حمادي، كانت تخص أفعاله بعد وصوله إلى الولايات المتحدة في يوليو/تموز عام 2009، وتزعم وثائق الاتهام بأن حمادي أخبر عميلا سريا في مكتب التحقيقات الفدرالي بأنه عندما كان يعيش في العراق، شارك في هجمات بالمتفجرات يدوية الصنع، ضد الجيش الأمريكي، وبعد وصولهما إلى الولايات المتحدة، أبلغ المتهمان عميلا سريا في مكتب التحقيقات بأنهما يريدان أسلحة ومتفجرات لصالح تنظيم القاعدة في العراق، وفقا للوثائق. بحسب السي ان ان.

وفي عام 2010 وأوائل عام 2011، ساهم المتهمان بتزويد ببنادق صيد، ومتفجرات بلاستيكية، واثنين من صواريخ ستينغر، إلى شحنة كانا يعتقدان بأنها ستصل إلى تنظيم القاعدة في العراق، وتقول السلطات إن الشحنة لم تصل إلى العراق أبدا، وبقيت تحت سيطرة مكتب التحقيقات الفدرالي، واعترف حمادي بـ12 تهمة، بما في ذلك أربع تهم بمساعدة تنظيم القاعدة في العراق، وقد يواجه عقوبة بالسجن تتراوح بين 25 عاما إلى مدى الحياة، عندما يصدر الحكم عليه في 5 ديسمبر/كانون أول، ويواجه علوان عقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة، فالتهم التي أقر بأنه مذنب فيها تشمل التآمر لقتل مواطنين أمريكيين في الخارج، والتآمر لاستخدام سلاح دمار شامل ضد مواطنين أمريكيين في الخارج.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 29/آب/2012 - 10/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م