إسرائيل وايران... حرب نوايا مؤجلة

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يبدو أن مؤشرات الحرب بين إسرائيل وإيران حقيقية، إذ أن تصاعد التوترات بينهما يضع منطقة الشرق الاوسط في مهبّ الحرب، خصوصا بعدما اكدت اسرائيل نيتها بشن ضربة عسكرية لإيران بهدف تدمير منشآتها النووية. وفي المقابل استعادت إيران خطابها المتوعد بإزالة إسرائيل من خريطة الشرق الأوسط، مما يثير تساؤلات صعبة حول الكيفية التي قد يبدو عليها مثل هذا الهجوم، ومن الذي سيشارك فيه، وما هي العواقب المترتبة عليه؟.

فيما لا تزال الولايات المتحدة تضغط بقوة على حليفتها المدللة اسرائيل، لتأجيل نواياها بضرب ايران واستبعاد خيار الحرب، لأنه سيخرب استقرار منطقة الخليج الحيوية لمصالح الغرب، وسيشعل المنطقة العربية برمتها، غير ان امريكا مصممة على منع إيران من امتلاك سلاح نووي لكنها حثت إسرائيل على عدم شن هجوم من جانب واحد، وان تعطي العقوبات المفروضة على طهران مزيدا من الوقت لتحدث أثرها، مما ادى الى خلاف بين وجهتي نظر أمريكا وإسرائيل حول نووي إيران وتوقيت ضربها. وتعتبر اسرائيل التي ينظر اليها على نطاق واسع على أنها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في المنطقة، امتلاك إيران لسلاح نووي خطرا كبيرا عليها وتهدد منذ فترة طويلة بشن هجوم وقائي عليها، في حين عبر الكثير من القادة الاسرائيلين عن رفضهم فكرة مهاجمة ايران في الوقت الحالي، محذرين من نتائج سلبية في حال حدوث الحرب، إذ أن كل  المعطيات تطرح عدة تساؤلات، مثل هل من حرب قادمة بين إسرائيل وإيران؟، ومن سيشعل فتيل المعركة أولا؟ وهل هناك فرص لحل آخر؟؟.

تطوير رأس نووي حربي

فقد قالت صحف اسرائيلية نقلا عن مسؤولين بحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتسريبات لمعلومات مخابرات أمريكية إن ايران كثفت جهودها لتطوير رأس نووي حربي، ومن الممكن ان تزيد التقارير التي نشرت في صحيفة هاارتس التي تتكرر انتقاداتها لنتنياهو وفي صحيفة اسرائيل هايوم الموالية للحكومة من الجدل في اسرائيل بشأن ما اذا كان يجب شن حرب على ايران عما قريب بسبب مشاريعها النووية، ومن شأن هذا أن يتحدى مناشدات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يخوض انتخابات الرئاسة لفترة ولاية ثانية في نوفمبر تشرين الثاني بإتاحة المزيد من الوقت للدبلوماسية الدولية. وتقول طهران إن طموحاتها النووي سلمية وهددت بالقيام بعمليات انتقامية واسعة النطاق اذا هوجمت، وقالت هاارتس نقلا مسؤول اسرائيلي كبير لم تنشر اسمه إن تقريرا جديدا للمخابرات أعدته إدارة أوباما شمل "تحديثا في اللحظة الأخيرة" عن تقدم إيراني كبير في تطوير رأس نووي "يتجاوز النطاق المعروف" لمفتشي الأمم المتحدة بكثير، وقالت صحيفة اسرائيل هايوم إن تقرير المخابرات الأمريكية أشار الى أن ايران "كثفت جهودها" لدفع برنامجها النووي الى الأمام بما في ذلك أنشطة لتطوير رؤوس صواريخ باليستية وأضافت أن التقييمات الامريكية والاسرائيلية تعتمد في معظمها على هذه المعلومات المخابراتية، ولم تنشر اي من الصحيفتين اقتباسات مباشرة او ادلة مفصلة. وهذا هو ثاني تقرير تنشره هاارتس وتزعم فيه الحصول على معلوماتها من تقرير للمخابرات الأمريكية، ولم يصدر تعقيب فوري عن المتحدثين باسم الحكومة الاسرائيلية. ولدى سؤال امين مجلس الوزراء زفي هاوزر عن التقارير في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية قال "هناك الكثير من التلاعب الذي ينسب الى هذا المسؤول او ذاك، ولم تعقب واشنطن على ما اذا كان لهذا التقرير المخابراتي وجود. لكن مسؤوليها قالوا إن تقييم المخابرات الامريكية لايزال أن الجمهورية الإسلامية لم تتخذ قرارا بعد بشأن ما اذا كانت تصنع قنبلة وأن بينها وبين امتلاك هذه القدرة النووية أعوام، وتعتبر اسرائيل التي ينظر اليها على نطاق واسع على أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة بالمنطقة امتلاك ايران لسلاح النووي مصدر خطر كبير لها وتهدد منذ فترة طويلة بشن هجوم وقائي على عدوتها. بحسب رويترز.

ويقول محللون إن الحديث عن الحرب يهدف جزئيا الى ان تشدد القوى العالمية من العقوبات على ايران وسعت اسرائيل والولايات المتحدة الى تقريب وجهات النظر، وركزت وسائل الإعلام على معارضة خيار الحرب داخل الحكومة الاسرائيلية والجيش وبين الجماهير نظرا للمخاطر التكتيكية والاستراتيجية التي ينطوي عليها الأمر. لكن استطلاعات للرأي تشير الى تزايد التأييد لشن هجوم، وقالت صحيفة يديعوت احرونوت إن شن اسرائيل هجوما على ايران قبل نوفمبر تشرين الثاني سيقوض الرئيس الديمقراطي باراك أوباما الذي توترت علاقته مع نتنياهو وسيفيد منافسه الجمهوري ميت رومني الذي يصور نفسه على أنه خير صديق لاسرائيل، وعلى الرغم من أن إدارة أوباما رفضت استبعاد شن حرب امريكية باعتبارها ملاذا أخيرا حتى لا تصنع ايران قنبلة فإن هاارتس نقلت عن المسؤول الأمريكي قوله "توقع ضمانات امريكية ملزمة من هذا النوع الآن ليس جادا، وأضاف "اذا انتخب ميت رومني فإن التاريخ يظهر أن الرؤساء لا يقومون بعمليات كبيرة في عامهم الاول بالحكم الا اذا اضطروا لذلك."

تضاءل التهديدات

فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ان معظم التهديدات لأمن إسرائيل "تتضاءل" أمام احتمال حصول إيران على سلاح نووي وهو ما اتهمتها تقارير اعلامية إسرائيلية بتكثيف الجهود لتحقيقه، وجاءت تصريحات نتنياهو في الاجتماع الاسبوعي للحكومة والتقارير في الصفحة الاولى لصحيفة هاارتس التي كثيرا ما تنتقد نتنياهو وفي صحيقة إسرائيل هايوم المحافظة الموالية للحكومة في وقت اشتد فيه الجدال في إسرائيل بشأن مهاجمة إيران بسبب مشاريعها النووية، وقال نتنياهو في تصريحات نقلتها وسائل اعلام إسرائيلية "جميع التهديدات الحالية للجبهة الداخلية الإسرائيلية تتضاءل امام تهديد اخر مختلف في نطاقه وفي جوهره، وأضاف نتنياهو "ولذلك اقول مرة اخرى انه يجب عدم السماح لإيران بالحصول على أسلحة نووية، وقال نتنياهو ايضا إن إسرائيل "تنفق المليارات في الدفاع عن الجبهة الداخلية" وتجري تدريبات لحالات طواريء في إشارة إلى مناورة عسكرية ستجرى في المدن في شتى أنحاء إسرائيل لاختبار نظام للتحذير المبكر من اي هجمات صاروخية باستخدام الرسائل النصية، وقال محافظ البنك المركزي الإسرائيلي ستانلي فيشر لمحطة تلفزيونية إسرائيلية في مطلع ان البنك أجرى تدريبات ايضا على سيناريوهات "ازمة كبيرة" مثل وقوع حرب مع إيران. بحسب رويترز.

ووافق مجلس الوزراء على لوائح تهدف إلى تسهيل اتخاذ القرارات مثل تحديد مواعيد نهائية للسماح للوزراء بتغيير رأيهم قبل الاقتراع على القرارات رغم ان امين مجلس الوزراء زفي هاوزر أصر على ان هذه التغييرات ليست معنية "بأي نوع محدد من القرارات"، وقالت هاارتس نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تذكر اسمه إن تقريرا جديدا للمخابرات أعدته إدارة أوباما شمل "تحديثا في اللحظة الأخيرة" عن تقدم إيراني كبير في تطوير رأس نووي "يتجاوز كثيرا النطاق المعروف" لمفتشي الأمم المتحدة، وذكرت صحيفة إسرائيل هايوم إن تقرير "تقديرات المخابرات الوطنية" الأمريكي أشار إلى أن ايران "كثفت جهودها" لدفع برنامجها النووي إلى الأمام بما في ذلك أنشطة لتطوير رؤوس نووية للصواريخ وأضافت أن التقييمات الأمريكية والإسرائيلية تعتمد في معظمها على هذه المعلومات المخابراتية، ويهدف الحديث عن الحرب في جانب منه إلى دفع القوى العالمية القلقة من اندلاع صراع إلى تشديد العقوبات على إيران. وتكهن بعض المعلقين بأن نتنياهو يستخدم التهويش، ويرى اخرون انها محاولة لكسب تأييد من يعارضون اللجوء إلى القوة لما ينطوي عليه من مخاطر تكتيكية واستراتيجية في مجلس الوزراء والجيش وقطاعات الرأي العام، وانتقد بعض الزعماء الإسرائيليين الجدال بسبب تسليط الكثير من الضوء عليه وذلك خشية ان يؤدي الكشف عنه علانية إلى الاضرار بالمصالح الامنية الإسرائيلية. وقال وزير المالية يوفال شتاينتس ان من "التهور" مناقشة القضية علانية في وسائل الاعلام، وقوبل وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا خلال زيارة لإسرائيل باعتراض علني غير معتاد من نتنياهو بشأن الاستراتيجية الدولية بخصوص إيران. وسعت أمريكا وإسرائيل عموما إلى التهوين من خلافاتهما حول هذه المسألة.

توجيه ضربة ضد ايران

على الصعيد نفسه قالت صحيفة اسرائيلية إن رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير دفاعه يريدان مهاجمة مواقع نووية ايرانية قبل موعد الانتخابات الامريكية في نوفمبر تشرين الثاني القادم الا انهما يفتقران الى التأييد الحاسم من جانب مجلس الوزراء والجيش، يجيء التقرير الذي نشرته صحيفة يديعوت احرونوت الاكثر مبيعا في صدر صفحتها الاولى وسط تكهنات واسعة - تعضدها تسريبات اعلامية من الحكومة ومن منتقدين في داخل البلاد وخارجها - بان الحرب على ايران باتت وشيكة على الرغم من انها قد تعصف بالعلاقات الوطيدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وقالت الصحيفة في مقالة كتبها اثنان من كبار المعلقين والتي بدا انها استقت الانباء من خلال مناقشات مع وزير الدفاع الا انها لم تتضمن أي اقتباسات مباشرة "اذا كان الأمر بيد (رئيس الوزراء) بنيامين نتنياهو و(وزير الدفاع) ايهود باراك فان ضربة عسكرية تستهدف المنشآت النووية في ايران ستتم خلال اشهر الخريف القادم قبل انتخابات نوفمبر في الولايات المتحدة، وامتنع متحدثان باسم نتنياهو وباراك عن التعليق، واضافت الصحيفة ان كبار القادة الاسرائيليين اخفقوا في الحصول على موافقة مجلس الوزراء الامني المصغر بشأن توجيه ضربة لايران الان وسط معارضة القوات المسلحة بسبب عراقيل تكتيكية واستراتيجية يمكن ان تواجهها عملية من هذا النوع، وقالت الصحيفة "الاحترام الذي كان يشكل في الماضي هالة حول رؤساء الحكومات ووزراء الدفاع وساعدهم في حشد اغلبية لاتخاذ قرارات عسكرية ولى ولم يعد له وجود." واضافت "اما أن الناس اختلفوا او أن الواقع اختلف. بحسب رويترز.

وتهدد اسرائيل منذ زمن بعيد بمهاجمة خصمها اللدود ايران اذ تتوقع خطرا داهما من التقدم النووي الايراني وتضاؤل فرص توجيه ضربة لها. وحثت واشنطن اسرائيل على ان تمنح الدبلوماسية فرصة، والحديث عن الحرب هدفه جزئيا تغليظ العقوبات على طهران - التي تنفي سعيها لانتاج قنبلة وتقول ان برامجها النووية مخصصة للاغراض السلمية - من قبل القوى العالمية. وتسعى اسرائيل والولايات المتحدة علانية للتهوين من شأن خلافاتهما فيما تقول واشنطن ان القوة العسكرية ستكون خيار الفرصة الاخيرة ضد طهران، وتوصلت دراسة مسحية في مارس آذار الماضي الى ان معظم الامريكيين يؤيدون مثل هذا الاجراء من جانب حكومتهم او اسرائيل اذا وجدت ادلة على ان ايران تقوم بتصنيع اسلحة نووية، الا ان الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يسعى لاعادة انتخابه في نوفمبر القادم عارض ما يرى انه اتجاه اسرائيلي منفرد سابق لأوانه. واوفد في الاونة الاخيرة عددا من كبار مسؤوليه في محاولة لتوحيد الصفوف مع نتنياهو، وقام ميت رومني خصم اوباما الجمهوري - وهو صديق قديم لنتنياهو الذي يروج لنفسه على انه حارس مخلص لامن اسرائيل - بزيارة لاسرائيل الشهر الماضي، وقالت الصحيفة دون ان تذكر اي مصادر ان بعض مستشاري الحكومة في اسرائيل وواشنطن يرون ان توجيه ضربة قبل نوفمبر قد "يحرج اوباما ويزيد من فرص انتخاب رومني، واضافت ان الهدف من توجيه ضربة مبدئية ضد ايران هو التصعيد الذي قد يجتذب القوات الامريكية الا انها قالت ان باراك يعارض هذه النظرية، وقالت الصحيفة "يرى ان امريكا لن تدخل الحرب الا انها ستبذل قصارى جهدها لوقفها. ستعطي اسرائيل مفاتيح مخازن ذخيرة الطواريء ... واسرائيل لا تحتاج لاكثر من ذلك، وفي محاولة أن يتفادى النظر اليه على أنه يتدخل في السياسة الامريكية عبر نتنياهو عن امتنانه لدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي لاسرائيل في واشنطن مؤكدا أن بلاده لاتزال مسؤولة عن أمنها، ونقلت صحيفة هاارتس عن مسؤول كبير في حكومة نتنياهو لم تنشر اسمه قوله إن اسرائيل - التي يعتقد على نطاق واسع انها تملك الترسانة النووية الوحيدة بالمنطقة - تواجه خطرا محتملا من ايران اكبر من ذلك الذي كانت تواجهه عشية حرب عام 1967.

السلاح النووي

الى ذلك قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة لا تزال ترى أن إيران ليست على وشك امتلاك سلاح نووي وان طهران لم تتخذ قرارا بالسعي نحو هذه الغاية، جاءت تعليقاتهم بعد ان زعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما تلقى تقديرا جديدا للمخابرات الوطنية مفاده ان ايران حققت تقدما كبيرا ومدهشا نحو اكتساب قدرات للأسلحة النووية، وفي وقت لاحق قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إنه اصبح من الصعب بدرجة أكبر على المخابرات الاسرائيلية والأمريكية تقييم خطوات إيران النووية وهو ما يجعل التصدي لمساعي إيران المشتبه بها لانتاج سلاح نووي أمرا أكثر إلحاحا، وقال باراك لراديو إسرائيل "هناك على الارجح تقرير بهذا الشكل أعدته المخابرات الأمريكية فعلا... وصل إلى أيدي كبار المسؤولين (في واشنطن)، وأضاف "على حد علمنا هذا يقرب التقييم الأمريكي بدرجة كبيرة من تقييمنا... وهو ما يجعل المسألة الإيرانية أكثر إلحاحا و (يظهر انه) لم يعد واضحا ولا أكيدا اننا سنعرف كل شيء في الوقت المناسب عن تقدمهم المطرد باتجاه امتلاك قدرة نووية عسكرية، غير أن متحدثا باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض فند التقارير الإسرائيلية قائلا ان تقييم المخابرات الأمريكية للأنشطة النووية لإيران لم يتغير منذ أدلى مسؤولو استخبارات بشهادة امام الكونجرس في هذه المسالة في وقت سابق من العام.

وقال المتحدث "نحن نعتقد انه يوجد متسع من الوقت والمجال لمواصلة السعي في طريق دبلوماسي تسانده الضغوط الدولية المتزايدة على الحكومة الإيرانية. وما زلنا نرى ان ايران ليست على وشك اكتساب سلاح نووي، ولم يشأ المسؤولون الأمريكيون أن يعقبوا تعقيبا مباشرا بشأن هل يوجد تقييم جديد للمخابرات الوطنية الأمريكية بشأن ايران وهذا التقييم هو تجميع لوجهات النظر من مختلف وكالات الاستخبارات الأمريكية، وكان جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية قال في شهادة أمام الكونجرس في يناير كانون الثاني "تقييمنا هو ان ايران مستمرة في إبقاء الباب مفتوحا أمام خيار اكتساب أسلحة نووية وذلك في جانب منه من خلال اكتساب مختلف القدرات النووية التي تجعلها في وضع أفضل لإنتاج مثل هذه الاسلحة إن هي قررت أن تفعل ذلك. ولا ندري مع ذلك هل ستقرر إيران في نهاية المطاف صنع أسلحة نووية أم لا، وقال مسؤول أمريكي آخر ان الولايات المتحدة تتبادل بانتظام معلومات الاستخبارات مع حلفائها ومنهم اسرائيل. بحسب رويترز.

وترى إسرائيل في امتلاك ايران قدرات نووية خطرا على وجودها والتكهنات مستمرة بشأن ما إذا كانت ستقوم بعمل عسكري وقائي لضرب المنشآت النووية في الجمهورية الإسلامية، وتنفي إيران أنها تعمل لامتلاك سلاح نووي قائلة إن تخصيبها لليورانيوم لأغراض سلمية، وتقول إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها صاحبة الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط إن إيران تقترب من إقامة "منطقة حصانة" لن تستطيع القنابل الإسرائيلية فيها أن تخترق منشآت تخصيب اليورانيوم المدفونة على عمق تحت الأرض.

هل يوجد توافق أمريكي إسرائيلي حول نووي إيران؟

من جانب أخر قال مسؤولون إسرائيليون إن التقديرات الجديدة للاستخبارات الأميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني تظهر أن الأمريكيين يتشاركون مع تل أبيب وجهات النظر حول نطاق وسرعة تطور البرنامج النووي الإيراني، ويقول مسؤولون إن تلك التقديرات تبين استمرار طهران في تحقيق تقدم على جميع جوانب برنامجها النووي، وفي حين أن المجتمع الدولي يعلم بأمر تخصيب اليورانيوم في إيران، فإن التقييم الجديد يظهر تقدما في مجالين آخرين هما الجهود لتصغير الرأس الحربية النووية، وتطوير نظم التوصيل، مثل الصواريخ بعيدة المدى، وقالت مصادر إن المعلومات الواردة في التقييم الجديد لا "تشكل مفاجأة كبيرة في إسرائيل، لأن الحكومتين لديهما بالفعل علاقة وثيقة جدا عندما يتعلق الأمر بتبادل المعلومات الاستخباراتية، وامتنع المتحدث باسم البيات الأبيض جاي كارني عن مناقشة ما إذا كان الرئيس الأمريكي قد تلقى التقرير الاستخباراتي الجديد، وقال فقط إن الرئيس أوباما "لا يزال ملتزما بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، ولكن هل يمكن للتقييم الاستخباراتي المزعوم تغيير الحسابات بشأن الحاجة لعمل عسكري لإحباط البرنامج النووي قبل فوات الأوان؟. بحسب السي ان ان.

لا يبدو ذلك بسبب الخلافات بين وواشنطن وإسرائيل حول التقديرات الاستخبارية، ففي وقت سابق من هذا الشهر قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن الولايات المتحدة ليس لديها معلومات تشير إلى وجود قرار من قبل إيران لإنتاج سلاح نووي، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين في حكومته يرون أن إيران قادرة على الاستمرار في تطوير الخبرة والتكنولوجيا اللازمة لصنع قنبلة نووية والحصول على هذه القدرة دون الحاجة إلى "قرار، ومطلع الشهر الجاري، أجرى بانيتا، مباحثات في إسرائيل، عقب زيارة قام بها المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، ميت رومني، تعهد فيها بدعم "أي وكافة التدابير" لمنع إيران من حيازة النووي، وتتزامن مع فرض واشنطن مزيدا من العقوبات الاقتصادية على الجمهورية الإسلامية لإجهاض طموحها النووي، وكان الرئيس الإسرائيلي، بيريز أعلن نهاية يوليو/تموز بأن إيران في "حرب مفتوحة" مع إسرائيل، وذلك في معرض اتهامه الجمهورية الإسلامية و"حزب الله" اللبناني، بالوقوف وراء مقتل خمسة إسرائيليين في هجوم استهدف حافلة في بلغاريا، وقبل بدء جولته بالمنطقة، شدد وزير الدفاع الأمريكي على موقف بلاده الثابت بعدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، وقال: "أعتقد إن استمرار توحيد مواقف الولايات المتحدة وإسرائيل والمجتمع الدولي ضد إيران، هو السبيل الأفضل لاقناعها بالتراجع عما تفعله، والالتزام بالقوانين الدولية والتنظيمات."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 27/آب/2012 - 8/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م