الارض الثانية... رحلة البحث عن مسكن جديد لسكان العالم

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: كما يبدو ان البحث قد بدأ بالفعل عن الأرض رقم 2، وذلك بفضل الروبوت كوريوسيتي الفضائي الجديد، ومن خلاله بدأت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عصراً جديداً في استكشاف كوكب المريخ، وبقدرة اكبر من أي وقت مضى، ولتوفر مقومات الحياة نسبيا في هذا الكزكب الاحمر، وفي غضون ذلك، يتواصل بحث العلماء عن وسائل تسمح لنا بالسفر نحو عالم جديد قادر على استضافتنا في حالة تواصل الحروب ونتائجها المدمرة، والتغيرات المناخية، والانخفاض في المصادر الطبيعية، والارتفاع الجنوني في أعداد البشر أو ما يعرف بالانفجار السكاني، فبعد مرور 42 عاما من أول هبوط على سطح القمر أصبح المريخ هو الهدف التالي لانطلاق الإنسان الى الفضاء، حيث دخلت القوى الفضائية الثلاث الكبرى، الولايات المتحدة وروسيا والصين، عصرا بات التعاون فيه أكثر أهمية من أي وقت مضى. وشهد عام 2012 نجاحات مذهلة حققتها أمريكية متمثلة بكوريوستي الذي يرسم مستقبل استكشاف المريخ ، كما شهد نجاحات حققتها روسيا وإخفاقات مُنيت بها، وأخيرا بزوغ نجم الصين في مجال ارتياد الفضاء، والإفريقيون أيضا شاركوا في عملية المحاكاة الرائعة ف بانجاز اكبر تلسكوب لاسلكي في العالم في جنوب افريقيا، في حين يرى الخبراء بإن دول العالم يمكنها أن تنعم بنجاح برنامجها الفضائي لهذا العام، وتنال في الوقت نفسه العديد من المزايا الإستراتيجية من خلال تطوير عالم الفضاء.

الروبوت كوريوسيتي عهد جديد من الاستكشاف

فقد حط الروبوت كوريوسيتي بنجاح على سطح كوكب المريخ في انجاز لم يسبق له مثيل لوكالة الفضاء الاميركية ناسا التي لم ترسل في تاريخها مثل هذا الروبوت المتطور الى كوكب آخر، ما يؤذن ببدء عهد جديد من استكشاف الكوكب الاحمر، وحط المسبار بعيد على سطح الكوكب الاحمر. وقال مسؤول في مهمة متابعة الرحلة في مختبر "جيت بروبالشن لابوراتوري" في باسادينا شرق لوس انجليس "تأكدت عملية الهبوط"، وقد عبر المشرفون على المهمة عن فرحتهم عند الاعلان عن هبوط المسبار في ختام عملية نزول دقيقة جدا دامت سبع دقائق ويبدو انها أنجزت تماما وفق الخطة الموضوعة، واعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان هبوط الروبوت بنجاح على سطح المريخ هو "انجاز تكنولوجي لم يسبق له مثيل"، بحسب ما جاء في تصريح رئاسي، وقال اوباما في بيان ان "هبوط كوريوسيتي بنجاح على سطح المريخ هو انجاز تكنولوجي لم يسبق له مثيل سيبقى مصدر فخر وطني في المستقبل"، وتابع قائلا "هذا يدل على ان اصعب الامور لا يمكنها ان تقف في وجه ارادتنا وبراعتنا"، وقد تلقت مهمة متابعة الرحلة مؤشرا اول من الروبوت قبيل دخوله الغلاف الجوي للكوكب الاحمر قبل ان تؤكد انه تمكن من فتح مظلته بنجاح، وبعيد هبوط الروبوت، تعالت الضحكات والتصفيق وعبارات التهاني بين فريق العمل في وكالة الناسا، بعد ذلك مباشرة، أرسل المسبار صورة اولى واضحة لاحدى عجلاته، ومن ثم صورة أخرى لظله على ارض المريخ، واعرب تشارلز بولدين، مدير وكالة ناسا، عن سعادته لنجاح عملية الهبوط، وقال "انه يوم كبير للامة الاميركية، انه يوم كبير لكل شركائنا الذين لديهم معدات مع كوريوسيتي، ويوم كبير للشعب الاميركي"، اما جون هولدرين المستشار العلمي للرئيس الاميركي، فقد اعتبر في حديث تلفزيوني ان وصول كوريوسيتي، الذي بلغت كلفته 2,5 مليار دولار، يشكل "خطوة جبارة في استكشاف الكواكب"، واذا سارت الامور كما ينبغي، سيضاف كوريوسيتي الى لائحة البعثات الاميركية الناجحة الى كوكب المريخ، بدءا من فايكينغ 1 وفايكينغ 2 في العام 1976، وباثفايندر في العام 1997، ومارس اكسبلورايشن روفرز في العام 2004، وفينيكس في العام 2008، وبعد اتمام عملية الهبوط، عقد مؤتمر صحافي للمسؤولين في الوكالة، وقال مسؤول عملية الهبوط آدم سلتنزر وهو يقاوم دموعه ويشكر زملاءه "سأبقى راضيا اذا بقي هذا الانجاز افضل شيء حققته في حياتي"، وهذا الروبوت المستقر على سطح المريخ يبلغ وزنه 900 كيلوغرام، وهو بحجم سيارة، ومزود ب17 كاميرا وبمولد كهربائي نووي، وتبلغ ميزانية مهمته التي ستستمر سنتين 2,5 مليارات دولار وسيبحث الروبوت بين امور اخرى عن احتمال ان يكون المريخ احتضن شكلا من اشكال الحياة في الماضي. بحسب فرانس برس.

وسيحاول أن يكتشف ما إذا كانت بيئة المريخ في الماضي مؤاتية لتطور حياة جرثومية، وقال راندي ويسين المهندس العامل في فريق كوريوسيتي ان هذا الروبوت "سيدرس الصخور، يمكنه ان يقيمها عن بعد بواسطة اشعة ليزر، ويمكنه أيضا ان يلتقط صخورا ويدرس تكوينها، ولديه ايضا حفارة يمكن ان تحفر في الصخر وان تأتي بالعينات الى المختبر"، واضاف "انها حقا خطوة جبارة في استشكاف المريخ"، وقبل ان ينطلق كوريوسيتي في مهمته، ينبغي التأكد من أن كل الاجهزة تعمل، وهذه العملية ستستغرق بضعة ايام الى اسابيع، وكان جون لوغسدون المدير السابق لمعهد سياسات الفضاء في واشنطن وصف هذه المهمة بانها "المهمة العلمية الأكثر أهمية على المريخ، وهي المهمة الأخيرة التي يتم تنفيذها في إطار الاستراتيجية التي اعتمدت قبل عشر سنوات والتي تقضي بالبحث عن الماء على المريخ لتحديد إمكانية الحياة عليه ثم أخذ عينات ونقلها إلى الأرض"، واضاف جون غروتزينغر المسؤول العلمي في معهد التكنولوجيا في كاليفورنيا أن فوهة غايل حيث سيهبط الروبوت "تقدم فرصة رائعة لاختبار بيئات متعددة قد تكون مؤاتية للحياة"، ويشرح "في الجزء الذي سيحط فيه كوريوسيتي، مخروط رسوبي تشكل على الأرجح من جراء ترسبات نقلتها المياه. وعند قاعدة الجبل هناك طبقات من الأرض تحتوي على الطين والكبريتات وهما مادتان تتشكلان في الماء"، وقال بيل نييس رئيس منظمة "بلانيتيري سوساييتي" إن "هذه المهمة استثنائية وقادرة على تغيير الطريقة التي نرى فيها أنفسنا" في الكون.

أكثر من 400 عالم ينتقل إلى المريخ

فيما تصور نقل 400 عالم في جولة على كوكب اخر يريد خلالها كل واحد منهم ان يتوقف لتحليل كل حجر يجده مثيرا للاهتمام... هذه هي مهمة الروبوت الاميركي كوريوسيتي على سطح المريخ في السنتين المقبلتين، يتحرق سكان الأرض شوقا لاستكشاف فوهة غايل التي سالت فيها المياه في الماضي على الأرجح، بحسب العلماء المسؤولين عن مهمة "مارس ساينس لابوراتوري" والتي حط عليها كوريوسيتي بعد رحلة في الفضاء دامت أكثر من ثمانية أشهر، وتهدف هذه المهمة إلى تسلق كوريوسيتي جبل "ماونت شارب" الذي يبلغ ارتفاعه 5 آلاف متر والذي يقع في وسط الفوهة ويضم طبقات ترسبية يعود بعضها ربما إلى مليار سنة، لكن من المتوقع أن يحتاج الروبوت الى سنة كاملة للوصول إلى قاعدة الجبل الذي يقع على بعد 20 كيلومترا تقريبا من نقطة هبوط كوريوسيتي، ويقول العالم جون غروتزينغر المسؤول عن المهمة "نريد التأكد من أن كل الأجهزة تعمل قبل أن ننطلق إلى الهضاب المجاورة. من المفترض أن نصل إلى قمة ماونت شارب بعد سنة تقريبا، لأن البقعة التي هبطنا فيها تبدو مثيرة للاهتمام ولا نريد مغادرتها قبل دراستها جيدا"، وبالتالي، سيجري العلماء في الأسابيع المقبلة سلسلة من الاختبارات على الروبوت الذي يوازي حجمه حجم سيارة صغيرة، وبعد ذلك، يبدأ السؤال المحتوم "متى نصل؟"، على حد قول ريتشارد كوك المسؤول عن أنظمة الطيران في مختبرات "جيت بروبالشن لابوراتوري" في باسادينا في كاليفورنيا، ويضيف كوك "أنا أشبه هذه المهمة برحلة عائلية في السيارة تمتد من باسادينا إلى شيكاغو. لكن العائلة في هذه الحالة مؤلفة من 400 عالم سيتوقفون لدراسة كل حجر يصادفونه على طريقهم"، ومن بين الاختبارات التي سيجريها العلماء اختبار للتأكد من عمل كل المعدات العلمية الموضوعة على متن كوريوسيتي الذي يحمل من جملة معدات أخرى مختبرا صغيرا للتحاليل الكيميائية وأداة فرنسية الصنع تدعى "كيمكام" وتهدف إلى تحليل الصخور وتتألف من ليزر وتلكسوب وكاميرا، ومن بين هذه المعدات جهاز لكشف الاشعاعات تمكن من جمع معلومات حول الاشعاعات التي تلقتها المركبة التي كانت تنقل كوريوسيتي منذ إطلاقه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ولا سيما بعد خمسة انفجارات شمسية، وسجل الجهاز بيانات عن الطاقة الذرية الآتية من الشمس والتي قد تشكل خطرا على رواد الفضاء في حال إرسال مهمة مأهولة إلى المريخ يوما ما، كما يأمل الرئيس أوباما، بحلول العام 2030. بحسب فرانس برس.

يذكر أن مدة استمرار كوريوسيتي البالغة سنتين هي أطول من مدة استمرار المركبات الأخرى التي أرسلتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إلى المريخ سنة 2004، فالسباران "سبيريت" و"أوبورتونيتي" كانا يعملان بالطاقة الشمسية وصمما ليدوما ثلاثة أشهر فقط. لكن "سبيريت" استمر في العمل لمدة ست سنوات فيما لا يزال "أوبورتونيتي" شغالا، ويؤكد بيت تيسينجر مدير قسم الهندسة في "جيت بروبالشن لابوراتوري" أن "المهمة يفترض أن تدوم سنتين، لكن إذا استمرت لفترة مضاعفة فلن يشكل ذلك مفاجأة لأحد"، ويضيف "هذه هي المرة الأولى التي أتكلم فيها عن مدة تتخطى السنتين. لكننا لسنا على عجلة من أمرنا. لا نريد أن نفسد كل شيء".

الناسا تفك لغز صورة المريخ

كما تمكنت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) من تحديد البقعة الغريبة التي ظهرت على صورة ارسلها الروبوت كوريوسيتي من المريخ، واثارت تساؤلات كبيرة، وخلصت الناسا الى ان الصورة تنطوي على "مصادفة عجيبة" وسببها اصطدام الرافعة التي حملت الروبوت، بسطح المريخ، وأثارت الصورة فضول العلماء والمهتمين بالفضاء، وأثارت أيضا تكهنات غريبة، وكل ذلك مرده الى بقعة صغيرة، تشبه سحابة من غبار، تظهر في الافق في صورة ارسلها الروبوت كوريوسيتي فور هبوطه على سطح الكوكب الاحمر، وأكد مسؤولون في برنامج "إي دي إل" (إنتري، ديسنت، لاندينغ) التابع للناسا، ان هذه السحابة ليست بقعة على عدسة الكاميرا ولا عاصفة غبارية كما ترددت آراء، وانما هي ناتجة عن اصطدام الرافعة التي حملت الروبوت بسطح المريخ، وقال ستيف سيل احد مسؤولي الفريق المشرف على المهمة "لدينا صورتان التقطتا من كاميراتين مختلفتين، وفي كلتا الصورتين تظهر السحابة، علما ان الصورتين التقطتا بعد حوالى اربعين ثانية من الهبوط"، واضاف "في كلا الكاميراتين، البقعة لم تعد ظاهرة بعد اربعين دقيقة" موضحا ان العدستين كانتا موجهتين تماما الى النقطة التي هبطت فيها الرافعة وتم رصدها بواسطة أقمار اصطناعية أميركية في مدار المريخ، وبحسب سيل، فان مهندسي وكالة الفضاء الاميركية لم يكن في وسعهم تحديد موقع الهبوط او المحور الذي تحط عليه الرافعة مسبقا. من ثم، تعتبر الصورة التي التقطت عن وقع اصطدام الرافعة "مصادفة عجيبة"، وقامت هذه الرافعة المزودة بصواريخ قهقرية (لتبطيء السرعة تمهيدا للهبوط) بدور أساسي جد صعب، فجعلت الروبوت يحط بهدوء على سطح المريخ بواسطة أسلاك من النيلون، وقد انفصلت عنه فور اتمام المهمة وتحطمت على مقربة منه، وبحسب سيل، فان هذه الرافعة ارتطمت بسطح المريخ بسرعة 160 كيلومترا في الساعة. بحسب فرانس برس.

واقر المسؤول في برنامج "إي دي أل" بان الصورة لا تنطوي على أي اهمية علمية كبرى، ولكنها "مثيرة للاهتمام بالنسبة للمهندسين" ... فهي تثبت أن "توقعاتنا (بشأن انفصال الرافعة) أتت في محلها وأن نماذجنا كانت صائبة"، وقام علماء الناسا باستعراض تحليلاتهم للمعطيات التي أرسلها حتى اليوم روبوت كوريوسيتي بشأن الدقائق الأخيرة من رحلته، وقال غايفن مندك، أحد المسؤولين في برنامج "إي دي إل" إن كوريوسيتس حط "على بعد 2,25 كيلومترا من الموقع الذي كان مرتقبا للهبوط"، ويعمل فريق "إي دي إل" حاليا على معطيات قليلة أرسلها له الروبوت، لكنه من المزمع أن يحصل على المدى الطويل على 100 ميغا اوكتي من المعطيات تعتبر "كنزا" في نظر غايفن مندك الذي كشف "ستستغرق دراسة المعطيات التي سنتلقاها بعد أسبوعين تقريبا أشهرا"، تكللت عملية هبوط كوريوسيتي على المريخ بالنجاح، بعد رحلة امتدت على أكثر من ثمانية أشهر. وتقضي مهمة هذا الروبوت الممتدة على سنتين بالعثور على آثار محتملة لحياة ماضية على الكوكب الأحمر.

تشييد المركبة الفضائية الأميركية

بينما حصلت ثلاث مجموعات من قطاع الملاحة الجوية على عقود بلغت قيمتها الإجمالية 1,1 مليار دولار من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، في إطار استدراج عروض لتشييد المركبة المقبلة التي من شأنها أن تنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وهذه الشركات الثلاث هي "سبايس إكس" و"بوينغ" و"سييرا نيفادا كوربورايشن"، بحسب ما جاء في بيان صادر الجمعة عن الناسا التي تأمل أن تنقل المركبات الأميركية الرواد مجددا إلى الفضاء في غضون السنوات الخمس المقبلة، ومنذ انتهاء برنامج مكوكات الناسا العام الماضي وسحبها من الخدمة، أصبحت روسيا البلد الوحيد الذي في وسعه إرسال الرواد إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبات "سويوز"، وتندرج هذه العقود الثلاثة في إطار برنامج شراكة دولية بين مجموعات خاصة والناسا "يرمي إلى تطوير خدمات تجارية لاقامة رحلات مركبات مأهولة إلى الفضاء للحكومات والزبائن الفرديين"، وحصلت "بوينغ" على عقد بقيمة 460 مليون دولار، مقابل 440 مليون دولار ل "سبايس إكس" و212,5 ملايين دولار ل "سييرا نيفادا كوربورايشن" التي تتخذ في ولاية كولورادو مقرا لها. بحسب فرانس برس.

ويذكر ان شركة "سبايس إكس" هي الرائدة في هذا المجال، إذ ان المجموعة الكاليفورنية قد نجحت في إطلاق أول رحلة تموين خاصة إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبتها "دراغون" في نهاية أيار/مايو، وتأمل الشركة التي يملكها المستثمر إلون ماسك أن تنقل بحلول العام 2015 سبعة رواد على متن مركبتها قيد التطوير، وتطور الناسا من جهتها مركبة فضائية ونظام إطلاق من شأنهما أن يسمحا على المدى الطويل بنقل الرواد إلى الفضاء البعيد عموما، وكوكب المريخ خصوصا.

طائرة فضائية من دون طيار

في حين حطت طائرة فضائية من دون طيار تابعة لسلاح الجو الاميركي وتحمل اسم "اكس-37بي" في كاليفورنيا (غرب الولايات المتحدة)، بعد رحلة تجريبية ناجحة استمرت 469 يوما في المدار على ما جاء في بيان، وحطت "اكس-37بي" وهي نوع من مكوك فضائي مصغر وزنه خمسة اطنان وطوله 8,4 امتار، في قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا على ما اوضح سلاح الجو الاميركي في بيان نشر على موقعه الالكتروني، وكانت هذه المركبة اطلقت من كاب كانافيرال في فلوريدا (جنوب شرق) في اذار/مارس 2011 وعلى متنها معدات صنفت "سرية" مما ادى الى تكهنات كثيرة الى الصحف حول الاهداف الحقيقية لهذه المهمة، وكانت هذه ثاني رحلة لمركبة مماثلة. فقد سبق لطائرة مماثلة ان قامت في العام 2010 برحلة مدارية استمرت سبعة اشهر قبل ان تحط ايضا في قاعدة فاندنبرغ على بعد 210 كيلومترات شمال غرب لوس انجليس، والطائرة الفضائية التي يبلغ حجمها ربع حجم مكوك فضائي اميركي تسمح بمواصلة الابحاث والتجارب على تكنولوجيا الفضاء في المدار وتنقل نتائج التجارب بكل امان الى الارض على ما اوضح سلاح الجو الاميركي. وكان اخر المكوكات الفضائية الاميركية سحب من الخدمة في تموز/يوليو 2011، وشدد اللفتنانت كولونيل توم ماكنتاير المسؤول عن هذا البرنامج "مع انتهاء برنامج المكوكات، يوفر +اكس-37بي او تي في+ فرصة فريدة لاستمرار في تطوير تكنولوجيات الفضاء"، واضاف ان كون هذه المركبة غير مأهولة "يسمح لسلاح الجو باختبار تكنولوجيات جديدة من دون المخاطر الحالية المرتبطة بالبرامج الاخرى". بحسب فراس برس.

ومن بين التكنولوجيات التي اختبرت مع "اس-37بي"، اشار توم ماكنتاير الى "نظام الحماية الحرارية المتطور وانتاج الطاقة الشمسية فضلا عن مجموعة من التقنيات التي تهدف الى تحسين سلامة" الرحلات الفضائية، واشار ايضا الى ان "هذه الطائرة الفضائية صممت لمهمة مدتها حوالى 270 يوما"، وتابع يقول "لكن كنا ندرك من خلال تقييم اجري قبل الرحلة على الارض مع معطيات جمعت من اول مهمة ان بالامكان البقاء في المدار لفترة اطول"، واضاف المسؤول "احد اهداف هذه المهمة كان معرفة الى اي مدى يمكننا ان نطيل رحلة مدارية"، اما وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) التي تقف وراء مبادرة مكشروع "اكس-37-بي في العام 1999 فاشارت على موقعها الالكتروني الى ان هذه الطائرة الفضائية "ستختبر تكنولوجيات في بيئة الفضاء ونتائجها ستسمح ببناء مركبة اغاثة ونقل رواد فضاء الى محطة الفضاء الدولية"، واحيل هذا المشروع العام 2004 على وكالة ابحاث وزارة الدفاع الاميركية ومن ثم على مكتب لسلاح الجو يعمل بسرية تامة.           

اكبر تلسكوب لاسلكي في العالم

في سياق متصل فعندما تكون الصورة النمطية عن افريقيا انها موطن لاعبي كرة القدم فقط ولا علاقة لها بالعلوم، تكتسب اقامة اكبر تلسكوب لاسلكي في العالم في القارة السمراء اهمية خاصة، اذ يعول عليه ان يغير هذه الصورة وان يلهم الطلاب الافارقة للتخصص في علم الفلك، وقد وضع نموذج من هذا التلسكوب على بعد 80 كيلومترا من كارنارفون، وهي منطقة تشهد رياحا قوية، وتحيط بها المزارع والجبال القاحلة، ويمكن لهذا التسلكوب ان يراقب المجرات البعيدة في عمق الكون، والتسلكوب الجديد، واسمه "سكوير كيلومتر اراي" اقوى بخمسين الى مائة مرة من التلسكوبات العاملة حاليا، وسيسمح بفهم ما جرى في الكون بعد الانفجار الكوني الكبير (بيغ بانغ)، وبحلول العام 2024، سيوضع في ارجاء مختلفة من القارة الافريقية ثلاثة الاف لاقط، لو وضعت الى جانب بعضها البعض لغطت مساحة الف متر مربع، وكانت جنوب افريقيا قد تخلت على مضض عن الجزء ذي الترددات المنخفضة لصالح استراليا، التي تنافسها على هذا المشروع الذي تبلغ ميزانيته ملياري يورو، لكن بحسب قرار اتخذ في ايار/مايو، فان قلب التسلكوب سيكون في افريقيا، في تحد للجملة الشهيرة التي أطلقها الرئيس والمفكر السنغالي ليوبول سيدار سنغور (1906-2001) ان "العاطفة زنجية، اما العقل فهو اغريقي"، فاليوم، اصبح في افريقيا علماء عدة، منهم عالم الفيزياء الفلكية المالي شيخ موديبو ديارا الذي اصبح رئيس وزراء بلاده الواقعة في ازمة، والكينية الحائزة على نوبل للسلام وانغاري ماتاي (1940-2011)، ويؤكد الباحث الجنوب افريقي روبرت سبان، احد المشرفين على التلسكوب، ان "هجرة الادمغة من افريقيا أمر طواه الزمن"، ويقول "العلماء الاعظم شأنا في العالم سيأتون الى جنوب افريقيا للعمل في هذا المشروع"، ويضيف ان هذا التلسكوب من شأنه "أن يلقي الضوء على الكثير من النظريات حول الكون، وسيتيح لنا ان نبصر طريقة عمل المجرات التي لم نبصرها من قبل"، ويتابع "لا نعلم ماذا يمكن ان نجد.. لكننا على ثقة اننا سنكتشف اشياء جديدة"، ويقول الباحث السوداني سهبا يحيى الذي سيعمل في مشروع التلسكوب "الناس عادة يغادرون افريقيا للدراسة في اوروبا. خلال عشرة اعوام، سيأتي الناس الى افريقيا لدراسة علم الفلك"، ويعمل في هذا المشروع مهندسون وعلماء، ويشارك فيه 400 طالب، وبحسب الباحث السوداني فان المشروع "سيكون من اكثر التجارب اثارة في القرن الحادي والعشرين"، وجرى تجهيز شبكات معلوماتية قادرة على استيعاب كمية هائلة من معلومات يتطلب حفظها على جهاز "آي بود" مليوني سنة، يبقى التحدي الكبير، وهو اعداد النخبة الشبابية في افريقيا التي بدأت تتعامل مع التكنولوجيا الجديدة والشبكات الاجتماعية، والتي ما زال عدد كبير من شبابها يواجه مشاكل مع الرياضيات. بحسب فراس برس.

فمع ان جنوب افريقيا باتت تعد قوة اقتصادية، الا انها تشكل حالة خاصة، ففي الحلقات الابتدائية، يواجه التلاميذ مصاعب مع الرياضيات. وفي العام 2011، رسب أكثر من نصف التلاميذ المسجلين في قسم الرياضيات في الثانوية العامة، فيما لم يسجل سوى ثلث الطلاب في العلوم علامة اعلى من 4 على 10، في كارنارفون، حيث نصف السكان البالغ عددهم ستة الاف نسمة عاطلون عن العمل ويعتمدون على الاعانات المدرسية، قرر نديم عزير (37 عاما) وهو باحث من جزيرة موريس ان يزور المدارس هناك بانتظام، وقد لاحظ هذا الباحث ان التلاميذ يتذكرون التجارب التي شاهدوها العام الماضي، ويقول "التغير آت لكنه سيأخذ بعض الوقت كي يطال كل الناس، وحينها سيكون لدينا الكثير من الشباب الخبراء، وتقول دافني ليكواتي المسؤولة عن التنمية المحلية في مشروع التلسكوب "نحاول ان نجعلهم يهتمون بالرياضيات، وان نظهر لهم ان الرياضيات والعلوم سهلة، وانه بامكان اي منهم ان يحصل على منحة لدينا وان يصبح مهندسا أو عالم فضاء".

نجاحات الصين

من جهة أخرى قالت وسائل اعلام صينية ان الصين تهدف الى انزال أول مسبار لها على القمر في النصف الثاني من العام القادم وهي الخطوة التالية في برنامج فضائي طموح يتضمن بناء محطة في الفضاء، وفي 2007 أطلقت الصين أول مسبار لاستكشاف القمر والذي اطلق عليه (تشانغ-آه 1) وقام بالتقاط صور لسطح القمر وحلل توزيع العناصر. وفي اكتوبر تشرين الاول 2010 أطلقت المسبار (تشانغ-آه 2) الذي قام بجمع بيانات علمية، وإطلاق (تشانغ-آه 1) كان الخطوة الاولى في برنامج للصين من ثلاث مراحل سيتضمن رحلة غير مأهولة الى القمر ثم استجلاب عينات من تربة وأحجار القمر في حوالي 2017ن وقالت وكالة تشاينا نيوز سيرفس الرسمية إن المسبار (تشانغ-آه 3) سيقوم باجراء عمليات مسح لسطح القمر عندما يتم اطلاقه في 2013. بحسب رويترز.

ولم تذكر مزيدا من التفاصيل، وتحدث علماء صينيون عن احتمال إرسال انسان الى القمر بعد 2020، وعادت المركبة الفضائية شنتشو-9 إلي الارض الشهر الماضي منهية مهمة وضعت أول امرأة صينية في الفضاء وأكملت تجربة التحام مأهولة وهي ضرورية لهدفها بناء محطة فضائية بحلول 2020، والصين بعيدة عن اللحاق بالقوى العظمى الفضائية.. الولايات المتحدة وروسيا. لكن شنتشو-9 كانت رابع الرحلات الفضائية المأهولة للصين منذ رحلتها الاولى في 2003 وجاءت بينما تسببت قيود الميزانية وتغيير الاولويات في تأجيل ارسال رحلات امريكية مأهولة الي الفضاء، ولن تختبر الولايات المتحدة صاروخا جديدا لنقل اشخاص الى الفضاء حتى 2017 وقالت روسيا ان الرحلات المأهولة لم تعد أولوية.

فبعد نجاح مهمة "شنزو 9" التي دامت 13 يوما، حط رواد الفضاء الثلاثة، ومن بينهم امرأة للمرة الأولى، في منغوليا شمال الصين، بحسب المشاهد التي بثها التلفزيون الوطني "سي سي تي في"ن وأظهرت هذه المشاهد أعضاء فرق البحث والإغاثة يتوافدون إلى موقع الهبوط في منطقة صحراوية، ثم طبيبا يدخل الكبسولة، ومن المفترض أن يبقى رواد الفضاء الذين هم "في حال جيدة"، بحسب وكالة الصين الجديدة للأنباء، في الكبسولة لأكثر من ساعة بغية التأقلم مع العودة إلى الأرض ومع الجاذبية، وقد تمكنت مركبة "شنجو 9" المأهولة من إنجاز أول عملية التحام يدوية صينية في مدار حول الأرض، ما يشكل مرحلة مهمة في برنامج الصين الخاص بالرحلات المأهولة والهادف إلى بناء محطة مدارية مأهولة في الصين بحلول العام 2020. بحسب فراس برس.

ومن بين رواد الفضاء الثلاثة الذين أنجزوا هذه المهمة الأكثر طموحا وتقنية في تاريخ الصين، رائدة الفضاء ليو يانغ وهي المرأة الأولى التي ترسلها الصين إلى الفضاء والتي ستصبح بطلة في نظر 1,3 مليار مواطن صيني، وكانت الصين قد نجحت في إنجاز أول عملية التحام يدوية بين مركبة "شنجو 9" والوحدة الفضائية "تيانغونغ 1" في مدار حول الأرض، وكانت هذه المناورة دقيقة جدا لأن المركبتين كانت تدوران حول الأرض بسرعة 28 ألف كيلومتر في الساعة تقريبا وتواجهان خطر التحطم في حال الاصطدام، وقد استثمرت الصين حوالى 2,4 مليارات يورو في هذا البرنامج أي منذ مهمة "شنجو 7" التي أطلقت سنة 2008 حتى المهمة المقبلة "شنجو 10". ويعتبر هذا المبلغ متواضعا جدا، وتشارك الصين ايضا في السباق الى القمر وتحلم بأن تكون أول دولة آسيوية تحط على هذا الكوكب. وقد اطلقت حتى الان بنجاح مسبارين قمريين في العامين 2007 و2010.

إخفاقات روسيا

قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف ان بلاده تفقد الاحترام والأموال بسبب المشاريع الفضائية الفاشلة وذلك بعدما فقدت روسيا قمرين صناعيين في أحدث فشل لمحاولات الاطلاق بالصناعة التي كانت رائدة يوما ما، ووفقا لما ذكرته وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) ان العطل الذي حدث بعد اطلاق الصاروخ بروتون أدى الى فقد القمر الصناعي الاندونيسي تيليكوم 3 والقمر الروسي اكسبريس ام.دي 2. وتبلغ قيمة القمرين عدة ملايين من الدولارات، واضافت الوكالة ان عطلا حدث في المرحلة العليا من محرك الصاروخ (بريز-ام) وهو ما يعني ان المركبة دخلت في المدار الخطأ. وتسببت مشكلة مماثلة في فقد قمر صناعي للاتصالات قيمته 265 مليون دولار العام الماضي، وقال ميدفيديف في اجتماع حكومي مذاع تلفزيونيا "لا اعرف سبب خسارة اقمارنا الصناعية .. هل هي المرحلة العليا او الاعطال الميكانيكية او الاهمال الاولي او كلهم مجتمعين.. لكن لا يمكن ان نقف هكذا بعد الان، "نفقد هيبتنا ومليارات الروبلات. بحسب رويترز.

 واضاف ميدفيديف انه سيعقد اجتماعا بخصوص هذا الامر وأصدر أوامره لمسؤولي الحكومة لدراسة الاخفاقات الاخيرة. وقال "يجب ان يقدموا توصياتهم بشأن من سيعاقب او ما يجب فعله اكثر، وتواجه موسكو صعوبة في استعادة الثقفة في صناعة الفضاء الخاصة بها بعد سلسلة من الاخفاقات العام الماضي بما في ذلك فشل مهمة لاعادة عينات من القمر المريخي فوبوسن ومثل هذه الاخفاقات قد تقوض وضع روسيا التي تجري 40 بالمئة من عمليات الاطلاق للفضاء العالمية في السوق وقد تعزز من وضع المنافسين مثل صاروخ اريان الاوروبي.

الاعلام الاميركية على سطح القمر

من جهته قال عالم في وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) ان مجموعة من الاعلام الاميركية زرعها رواد الفضاء الذين زاروا هذا الكوكب قبل اكثر من اربعين عاما لا تزال موجودة باستثناء واحد منها، والعلم المفقود هو الذي زرعه باز الدرين ونيل ارمسترونغ رائدا المهمة الاولى التي خطت على سطح القمر "ابولو 11"، وتفاصيل هذا الاكتشاف واردة في مقال نشر عبر الانترنت وكتبه مارك روبنسون الذي حلل البيانات التي جمعتها كاميرا المراقبة المدارية حول القمر (ال ار او سي). بحسب فراس برس.

واوضح هذا الاخير "بحسب صور +ال ار او سي+ من المؤكد ان الاعلام الاميركية لا تزال موجودة وتلقي بظلها على كل مواقع الهبوط باستثناء نقطة الهبوط التابعة لابولو 11"، واضاف مارك روبنسون "قال الرائد باز الدرين ان قوة النفث الصادرة عن محركات ابولو 11 ادت الى انتزاع العلم عندما اقلعت المركبة من القمر. ويبدو انه كان على حق!"، وقد تتالت مهمات ابولو بين عامي 1969 و1972. وقد زرعت ستة اعلام اميركية على سطح القمر خلال تلك الفترة، واطلق القمر الاصطناعي "ال ار او سي" العام 2009 لتحليل سطح القمر وارسال معلومات بصرية بشأن البيئة القمرية من خلال كاميرات تتمتع بعدسات بزاويا واسعة او قادرة على الاقتراب من الهدف الذي تصوره، وختم مارك روبنسون يقول "تفاجأت بصمود الاعلام امام الاشعة فوق البنفسجية ودرجات الحرارة القاسية على سطح القمر. وقد تكون الوانها قد تغيرت الان".

ديدان تعيش في الفضاء

على صعيد مختلف تتعرض الديدان في الفضاء لتغيرات جينية تجعلها أطول عمرا من أبناء عمومتها المقيمة على الأرض، حسبما خلصت أبحاث، وأرسل العلماء مجموعة من الديدان الأسطوانية إلى المحطة الفضائية الدولية، ثم أعادوها مجددا إلى الأرض لدراسة ما طرأ عليها من تغير، ووجد الباحثون نشاطا أقل لدى خمسة من جينات الديدان وهي الجينات ذاتها التي أدى وقف نشاطها في الديدان بالأرض إلى تمتعها بعمر أطول، ونشرت نتائج البحث في مجلة "ساينتفيك ريبورتس"، وهذا النوع من الديدان الخيطية المسمى بـ "الربداء الرشيقة" من أكثر الكائنات تعرضا للدراسة، وتُحَمَّلُ هذه الديدان على متن المركبات الفضائية بصورة روتينية لدراسة وظائفها الحيوية باعتبارها كائنا غير معقد. ويعتبر العلماء نتائج تلك الدراسات مؤشرا للتغيرات التي يمكن أن يواجهها رواد الفضاء، ومما أثار دهشة العلماء أن الديدان كانت الكائن الوحيد الناجي من كارثة مكوك كولومبيا عام 2003، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها تتبع الخريطة الجينية لكائن متعدد الخلايا حيث يأمل العلماء معرفة التأثيرات التي تحدثها رحلات الفضاء في جينيوم الديدان، وأخضع ناتانيل زيوزيك من جامعة نوتنغهام وفريق البحث المؤلف من عدد من الجامعات اليابانية الديدان لفحوصاتهم فور وصولها من رحلة دامت أحد عشر يوما في المحطة الفضائية الدولية التي وصلت إليها على متن مكوك فضائي، ثم خضعت للتجميد الفوري بمجرد وصولها للأرض، واحتُفِظ بمجموعة أخرى من الديدان على الأرض وجُمِّدت في اللحظة ذاتها، يذكر أن عمر الدودة يتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. ولهذا فإن عمرها كان يعتبر متقدما للغاية لحظة تجميدها. بحسب البي بي سي.

ووجد العلماء أن عضلات الديدان القادمة توا من الفضاء باتت محتوية على عدد أقل من مجموعات البولي جلوتامين والبروتين والبروتينات المتشابكة التي من المعتاد أن تتراكم في عضلا الحيوانات المتقدمة في العمر، ولاحظ العلماء أيضا توقف نشاط خمسة من الجينات لدى الديدان مقارنة بمثيلتها على الأرض، وهذه الجينات مسؤولة عن إرسال الإشارات للنظام العصبي ونظام التمثيل الغذائي، ومن بين الجينات واحد يشبه التركيب الكيمائي للإنسولين اكتشف عام 2003 وأثبت أنه يؤدي إلى زيادة كبيرة في عمر هذا النوع من الدود.

وقال الدكتور زيوزيك "تشارك هذه الجينات في الطريقة التي تشعر من خلالها الدودة بالبيئة المحيطة بها وتحدث الإشارات أيضا تغيرا في عملية التمثيل الغذائي بهدف التكيف مع تلك البيئة"، وأردف "إن معظمنا يعلم أن العضلات تميل إلى الانكماش في الفضاء. وتشير هذه النتائج الحديثة إلى أن هذا ليس مرضا وإنما هو يعود، بصورة شبه مؤكدة، إلى اتجاه أجسامنا للتكيف"، وأوضح أن هذه النتائج تشير إلى أن الرحلات الفضائية تبطئ من معدلات ظهور علامات التقدم في السن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/آب/2012 - 4/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م