نبوءة على مَجَرةِ الأمَلْ

فريد النمر

"على وقع خفقان قلبك تنبت لحظة الأمل لك يا سيد الشيرازي نبوءة الوقت والأمل"

 

 

لَكَ فيْ مَدارِ الوَقتِ وَقْتٌ سَاري= مَا غَيّبتهُ نِكايَةُ الأقْدارِ

 

لَك فيْ دِماءِ الحُبِّ قلْبُ عقيدةٍ= بيْضَاءِ مَا انْسَكبتْ بغَيرِ طَهَارِ

 

يَا سَيدَ العُرفَاءِ تلكَ قلوبُنا =اتْزَرَتْ بحبّك فيْ إزَارِ نَهَارِ

 

مَا زلتَ تنقشُها بمِلئْةِ فاطِمٍ= وَتصُوغُها بشَجَاعةِ الكَرّارِ

 

مازلتَ تَبذرُها بهَمسِ المُجْتبى =وتضيؤُها بالطَفّ دَمْعاً جَاري

 

يا سيدَ العُرفاء تجْمعُ شَمْلها= بدقائقِ النبَضاتِ نَحوَ قرَارِ

 

ما زلتَ تُلهمُها البقاءَ بِعزّةٍ =تسْقي الكرَامَةَ منْ مَعينِ نَظارِ

 

وَتبادرُ الأفهامَ بالشّوطِ الذي= أوْرَيتَهُ حَمَأً عَلى اسْتِمْرارِ

 

غنيتكَ العشْقَ لحْناً كنتَ تَنسجُهُ= فيْ شرفةِ الأحْلامِ وَالأفكارِ

 

يا سيديْ وأنا المُلمْلمُ سُبْحتي =بحَقيقتي -كنتَ ارْتعَاشَةَ نَاري

 

تلقيْ السّؤالَ عَلى إجَابةِ شوقها =كالعيدِ يورقُ لحْظةَ اسْتغفارِ

 

وتفكّ مُبهَمَةَ السّؤالِ بشَهقةٍ =غَسَلتْ جَبيْنَ الدّهرِ بالإيثارِ

 

يا سيدَ العُرَفاءِ مَا أَنْفاسُنا= إلّا مَداكَ بمَلمَحِ الإبْحَارِ

 

نَبَتتْ على رُؤيَاكَ تَمتَشُقُ اللّظى= رَغمَ الخّطوبِ وَغيضَةِ الأخْطارِ

 

فتَفتّقتْ مُهَجاً تَطلّ بعمْرهَا =في غَمْرةِ الآمَالِ والأعْذارِ

 

وَرَكَزْتَ قابِلةَ القلوْبِ ولمْ تكنْ =إلا الشّراعَ بضَجّةِ الإعْصَارِ

 

ما أنتَ إلا فيْ العَزيمَةِ زَيتُها =يُذكي السّنا في عُتمةِ الأسْحارِ

 

مذْ أنتَ أشْعلتَ الدّروب بخَطوِهَا= ثقلاً يَعدّ تمرّدَ المُضْمَارِ

 

مازالَ صَوتكَ يَنْتمي لنِدائهِ =فيْ كلّ تَحْريرٍ إلى الأحْرارِ

 

مَا خَانهُ رجعُ الصّهيلِ ولمْ يَهُنْ= في خدعةِ الأوْهَامِ والإقْرَارِ

 

يا للغَاتِ وحَجمُ صَوتِكَ لمْ يكنْ= غَيرَ السّلامِ يَبوحُ بالنوّارِ

 

لم يحْتملْ غيرَ العَدالةَ شُرْفةً =تَبني الحّقوقَ على نَميرِ وَقارِ

 

وَطَناً منْ الحُبّ يَفيئُ أخوةً =هيَ في الإخَاءِ زَكيّةُّ الأثمَارِ

 

ولكمْ نَثرتَ الودّ في أفهَامنا= رِئةً تعدّ ثوانيَ اسْتشعَارِ

 

هذيْ حُروفُكَ لمْ تزلْ مدْرَارة =بالشّوق في حِبْرٍ من الإصْرارِ

 

نَطقتْ على وهَجِ البَيانِ ضَميرَها= ألقاً بأقلامِ المُنى المُعْطارِ

 

فَتفتّحتْ سِككُ القلوبِ بعَزفِها =يوْماً وَقفتَ بهِمّةِ الأطهَارِ

 

مَا رَاعَكَ اللّيل الخؤونَ بظلْمهِ =كَلاّ وَلمْ تخْشَ سِوَى الجَبّارِ

 

"وطفقتَ تَهزأُ بالطّغاةِ وجَيشَها"= بمَنارةٍ للفكْرِ وَحْيَ مَنارِ

 

يَا سيدَ العُرفَاءِ تِلكَ مَدائنُ =الكَلمَاتِ مَا زالنّ كَنَهْرٍ جَاري

 

يَهبُ الحَياةَ مبادئً نبَويّةً =فيْ كُلّ جِيْلٍ طامِحٍ لمَسَارِ

 

يَقطرْنَ بالضوْءِ الذّيْ سَطّرتَه =عِندَ اختمارِ النّورِ بالأدْوَارِ

 

يا سيديْ ولَكمْ رسَمتَ بنَبضهِ= حُريّةً نضَجتْ علىْ التيّارِ

 

تتورّق اللّحظاتِ فيْ سِلميةٍ =هيَ للمَحبةِ نافحٌ هدّارِ

 

أترىْ تضيعُ البَوصَلاتِ بوَصْلها =ورُؤاكَ عُمْرٌ مُثْقلُ الأعْمَارِ

 

يا سَيّديْ فاقبَلْ صَدَاكَ مُحَرّكاً= لحقيقةٍ تَطفُو بكلّ مَدَارِ

 

يا وَحيَ رَائعةٍ تَظِلّ غُصُونَا= عِندَ النّشِيْجِ حِكايَةُ الثُوّارِ

* 30 رمضان 1433هـ

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/آب/2012 - 4/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م