صناعة التبغ... تجارة مربحة تخلف ملايين الضحايا سنويا

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يعد التدخين السبب الأول للوفاة المبكرة في العالم وهو يودي بحياة 5,1 ملايين شخص سنويا، وسوف يرتفع العدد إلى 10 ملايين فرد عام 2030 إذا لم يحد من انتشاره، بحسب منظمة الصحة العالمية، حيث ان تدخين التبغ ما زال اخطر وباء عرفه العالم لأنه سفاح يفتك بكل من يتعاطاه، اذ تشكل نسبة وفياته أكثر من نسبة وفيات جميع الأمراض الوبائية مجتمعة مثل الطاعون والكوليرا والسل والجذام والتيفوئيد وكذلك الإيدز، فيما تشير احدث الدراسات والتقارير بوجود نحو 15 مليون مدخنة في السعودية نصفهن مراهقات، في حين صدرت دراسة مؤخرا بأن معدلات المدخنين هبطت بشكل كبير وصلت نسبته إلى 33 في المائة في العام 2011 مقارنة مع العام 2000، من جهة أخرى يقول الباحثون في الشأن لا يمكن القول بأن الوقت بات متأخرا للتوقف عن التدخين حيث أن الضرر الواقع على الجسد قد حصل ولا داعي للتوقف مما يعني يمكن الاقلاع عن التدخين في اي وقت، كما اشارت دراسة أخرى بأن التدخين سبب لتراجع القدرات العقلية للرجال، وعلى نحو ايجابي فان الاقلاع عن التدخين يؤدي إلى زيادة الوزن، خصوصا خلال الأشهر الثلاثة الأولى، فيما كشفت دراسات عديدة بأن غير المدخنين الذين يستنشقون دخان التبغ بصورة منتظمة تزيد لديهم مخاطر الاصابة بأمراض القلب أو أنواع معينة من السرطان لكن الارتباط بالجلطات وانتفاخ الرئة كان أضعف نسبيان، الى ذلك يذكر ان عدد المدخنين في العالم حسب أخر إحصاءات يقدر بـ 1.1مليار نسمة، منهم 47 في المائة ذكور، و 12 في المائة من النساء، وتشير التقارير الطبية إلى أن عدد الأشخاص الذين تقتلهم السجاير سنويا يقدر عددهم بـ 3.5 مليون شخص حول العالم، حيث يقضي سرطان الرئة على 1.2 مليون شخص، ويقدر حجم تجارة السجاير في العالم سنويا بـ 407 مليار.

هبوط عدد المدخنين

فقد كشفت دراسة صدرت مؤخرا عن أن معدلات المدخنين هبطت بشكل كبير وصلت نسبته إلى 33 في المائة في العام 2011 مقارنة مع العام 2000، مع ملاحظة إقبال متزايد على تدخين السيجار والغليون مقارنة مع المعدلات السابقة للأعوام الماضية، وجاء في تقرير نشر على مجلة تايم الأمريكية، أن أرقام الإحصاءات الرسمية تشير إلى ارتفاع أعداد مدخني السيجار وأنواع من عدد التدخين الأخرى مثل الغليون وبنسب تصل إلى 123 في المائة خلال العقد الماضي وفي الولايات المتحدة الأمريكية فقط، وأشار التقرير إلى أن الإحصاءات الاستقصائية أشارت إلى أن تحول المدخنين من تعاطي السجائر العادية إلى أنواع السيجار والغليون يرجع لعدة أسباب في مقدمتها نظرة المجتمع إلى مدني السيجار باعتبار أنهم لابد أن يكونوا من الأثرياء وإضفاء رونق للمدخن وإن كان السيجار المستخدم من النوعية الرديئة، ونوهت الدراسة إلى أن من الأسباب الأخرى التي ساهمت بشكل كبير في التحول إلى منتجات السيجار والتبغ وفي مقدمتها الغليون، هو تدني ثمنها بشكل كبير مقارنة مع علب السجائر التي يتراوح متوسط سعرها بين أربعة وخمس دولارات للعلبة، في الوقت الذي تهبط فيه هذه القيمة إلى 1.40 دولار لعلبة السيجار وقد تصل إلى سبعة سنتات للسيجار الواحد. بحسب السي ان ان.

ويذكر أن دراسة منفصلة أظهرت أن واحد في المائة من سكان العالم، يقضون سنوياً نتيجة تعرضهم للتدخين السلبي، وأكدت أن ما يقرب من ثلثي الوفيات الناجمة عن هذه الظاهرة، يكون ضحاياها من الأطفال، وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية WHO، فإن أكثر من مليار شخص بمختلف أنحاء العالم يمارسون عادة التدخين، كما أن حوالي خمسة ملايين يموتون سنوياً نتيجة إصابتهم بأمراض تتعلق بـ"التبغ"، وهو ما يعني أن شخص واحد يموت كل ست ثوان.

الوقت ليس متأخرا

فيما أكد دراسة صدرت مؤخرا على أن الوقت لم يفت بالنسبة للمدخنين الذين مارسوا هذه العادة السلبية على مر سنوات عديدة، حيث أن الجسم لا زال قادرا على التعافي من الأضرار العديدة للمواد السامة المكونة للسجائر، وخصوصا بالنسبة للأشخاص الذين تجاوزا العقد السادس من العمر، وجاء في الدراسة التي نشرتها مجلة تايم الأمريكية الشقيقة لـ CNN أن المدخنين ممن تجاوزا عمر الـ 60 عاما، ترتفع عندهم احتمالية "الموت المفاجئ" والتوقف مباشرة يقلل من هذه الاحتمالية بنسبة 28 في المائة، وجاء في الدراسة التي لخصت 17 دراسة سابقة شملت فحوصا وبحوثا وإحصائيات لأكثر من 877 ألف شخص في دول مثل الصين واستراليا واليابان وأسبانيا بالإضافة إلى فرنسا والمملكة المتحدة، أن المدخنين، وخصوصا ممن هم فوق الـ 60 عاما معرضين لـ "الموت المفاجئ" بنسبة 83 في المائة، مقارنة بالأشخاص الذين هم في نفس العمر ولم يسبق أن دخنوا في السابق، وأضاف التقرير أن إيقاف التدخين من قبل أشخاص في السبعينات من عمرهم يقلل احتمالية الموت المفاجئ بنسبة 27 في المائة، وبنسبة 24 في المائة للأشخاص في الثمانينات من أعمارهم. بحسب السي ان ان.

تراجع القدرات العقلية للرجال

في سياق متصل كشفت دراسة حديثة أن التدخين يسرع من وتيرة ظهور علامات الكبر في العمر، وعلى رأسها تدهور القدرات المعرفية التي تظهر على الأعمار المتوسطة لدى الرجال، وأثبتت الدراسة، التي نشرت على الموقع الإلكتروني لمعهد الطب النفسي الأربعاء، أن الوظائف الدماغية لدى المدخنين تبدأ بالتأثر بصورة تدريجية عند بلوغ عمر الـ50 عاماً، في حين أن غير المدخنين تبدأ عوارض التأثر بالعمر بعد سن الـ60 عاماً، كما يقدره الباحثون، وقالت الدكتورة في علم الأوبئة، سيفيرين سابيا، لـCNN، إن "الأبحاث المختبرية أثبتت أنه بالإضافة إلى كون التدخين أحد العوامل المسببة لأمراض الرئة والسرطان وأمراض القلب والشرايين، فإنه يؤثر أيضاً على شيخوخة المعرفة، وصعوبات في التركيز وتذكر الأحداث الماضية إلى حد ما، وهو ما يظهر جليا لدى المدخنين بعد سن الـ45، الجدير بالذكر أن الأبحاث أثبتت عدم تطابق أعراض التدخين على الإناث، كما هو الحال بالنسبة للرجال، الأمر الذي يشير جليا إلى الاختلافات البيولوجية بين الجنسين وأنماط  الاستجابة للتدخين، وكيفية تأثيرها وقبل الجسم لها، بالإضافة إلى الاختلافات في كيفية استجابة الدماغ للمدخنين بصورة مغايرة عن الاستجابة عند المدخنات. بحسب السي ان ان.

اكتساب الوزن

على صعيد أخر يؤدي الاقلاع عن التدخين إلى زيادة الوزن، خصوصا خلال الأشهر الثلاثة الأولى، لكن آثاره الإيجابية على الصحة تتخطى بأشواط مفعوله السلبي المتمثل باكتساب بعض الكيلوغرامات الزائدة، وبعد تحليل نتائج 62 دراسة نشرت حول هذا الموضوع، توصل باحثون فرنسيون وبريطانيون إلى أن الاقلاع عن التدخين يستتبع بعد سنة زيادة في الوزن يتراوح معدلها بين 4 و5 كيلوغرامات، وأوضحت الدراسة التي نشرت في مجلة "بريتيش ميديكال جورنال" الطبية أن الزيادة في الوزن تصل إلى 1,1 كيلوغرام بعد شهر من الاقلاع عن التدخين وإلى 2,3 كيلوغرامات بعد شهرين و2,9 بعد ثلاثة أشهر و4,2 بعد ستة أشهر و4,7 بعد سنة، وقال هنري-جان أوبان وهو بروفسور في علم النفس والادمان في باريس وأحد معدي الدراسة "أكثر ما فاجأنا هو الاختلاف في زيادة الوزن بين فرد وآخر"، فبعد سنة من الاقلاع عن التدخين، فقد 16 % من الأشخاص الوزن، فيما اكتسب 13 % منهم أكثر من عشرة كيلوغرامات، وأضاف أوبين أنه "من المستحيل أن نتوقع الوزن الذي سنكتسبه أو نفقده بعد سنة"، مشيرا إلى أن "الهوس باللياقة البدنية يعيق الحد من التدخين" لدى النساء. بحسب فرانس برس.

وقد أظهرت دراسات عدة أن النساء مستعدات للاقلاع عن التدخين في حال اكتسبن كيلوغرامين اثنين لا أكثر، لكن أوبين يوضح أنهن عندما ينجحن في التوقف عن التدخين، يتغلب شعورهن بالرضا على مخاوفهن"، ما يدفعهن إلى إعادة النظر في أولوياتهن، وأشارت الدراسة إلى أن بدائل النيكوتين لا تغير المعادلة بعد سنة من الاقلاع عن التدخين، وإن كانت تبطئ عملية اكتساب الوزن خلال الشهرين الأولين، ويقول أوبين "إن أقلعتم عن التدخين في سن الأربعين، تضمنوا لأنفسكم تسع سنوات إضافية من الصحة الجيدة"، ويضيف بروفسور الوبائيات إيستيف فرناندز أن "الدراسات تبين أن الزيادة البسيطة في الوزن لا تزيد خطر الوفاة، خلافا للتدخين". ويوضح أنه على المدى الطويل، يكتسب المقلعون عن التدخين الوزن بالوتيرة نفسها كغير المدخنين.

مدخنون كنديون

من جهة أخرى يطالب نحو مليونين من المدخنين الحاليين والسابقين في كيبيك شركات صناعة التبغ الكندية بحوالى 27 مليار دولار كعطل وضرر في اطار محاكمة جماعية بدأت الاثنين في مونتريال، وقد استهلت الجلسة باتهام أحد المحامين باسم قرابة مليوني شخص يدمنون التدخين، بوجود مصنعي السجائر ب"النفاق"، وعرض بروس جونستون أمام محكمة كيبيك العليا الشكوى التي تقدم بها موكلوه على شكل عدة أسئلة اخذا فيها على أكبر ثلاث شركات لصناعة التبغ طرح "منتجات مضرة" في الاسواق عن سابق معرفة وإخفاء مخاطرها على المستهلكين أو "التخفيف من خطورتها"، فبعد 13 سنة من الإجراءات القضائية، يتواجه في إطار هذه المحاكمة الطويلة التي لا سابق لها في كندا من حيث الأهمية، أكبر ثلاث شركات كندية لصناعة التبغ (أي "إمبريال توباكو كندا" التابعة لمجموعة "بريتيش أميريكان توباكو" و "جاي تي آي ماكدونالد" و"روثمانز بينسون أند هيدجيز") ومحامون تقدموا بشكويين جماعيتين مختلفتين في كندا، وتم تقديم الشكوى الجماعية الأولى باسم 90 ألف مدخن كندي حالي وسابق مصابين بسرطان في الرئة أو الحنجرة أو البلعوم أو بنفاخ رئوي (امفيزيما) يطالب كل منهم ب 105 آلاف دولار، أما الشكوى الجماعية الثانية فهي تضم 1,8 مليون مدخن يطالب كل منهم بعشرة آلاف دولار، وقد ندد بروس جونستون ب "استراتيجيات التسويق" التي يعتمدها مصنعو السجائر الذين "يروجون معلومات خاطئة" عن المنتجات واتهمهم ب "عدم استخدام التبغ الذي تنخفض فيه نسبة النيكوتين والذي من شأنه أن يضع حدا لإدمان نسبة كبيرة من المدخنين". بحسب فرانس برس.  

وقد طلب المحامي من القاضي أن يتحقق من فرضية "تواطؤ مصنعي التبغ الذين وحدوا الصفوف لمنع مستخدمي منتجاتهم من الاطلاع على المخاطر المحدقة بالتدخين"، وقام أندري ليسبيرانس، باسم المرضى المصابين بأمراض ناجمة عن التدخين، بشجب ما اعتبره إخفاء للمعلومات أو حتى إتلاف المعلومات العلمية عن آثار التبغ، غير أن وابل الاتهامات هذا لم يؤثر كثيرا في ديبورا غليندينينغ وهي المتخصصة في الشؤون القضائية المعتمدة لدى شركة "إمبريال توباكو كندا"، وهي قد أكدت خلال فترة الاستراحة "ليس للمدعين أي دليل يثبت أن موكلي ارتكبوا إثما"، وأشارت إلى أن "التدخين خيار يقوم به الأشخاص لأسباب متعددة وعليهم ان يتحملوا مسؤوليته"، وفي هذا السياق، لفت كريس كودرمان وهو احد المدراء في شركة "روثمانز بينسون أند هيدجيز" إلى أن "آثار التدخين معروفة منذ عقود عدة"، لكن سيسيليا ليتورنو الناطقة باسم ضحايا إدمان التدخين الذين رفعوا هذه الدعوى خالفته الرأي وصرحت لوسائل الإعلام "بدأت بالتدخين في مرحلة كانت الإعلانات التلفزيونية تكتسي فيها أهمية كبيرة ... وتظهر المرأة القوية وهي تدخن بعد أن بات التدخين جد رائج"، وتابعت "لكنني كنت في الواقع ضحية قطاع اوقعني في شباكه"، وهي أضافت على هامش الجلسة "لا أزال أدخن" لكنني أرغب في أن تقر المحكمة "بأن مادة النيكوتين تتسبب بإدمان قد يؤدي إلى الهلاك".

طفل إندونيسي

على صعيد مختلف سوف يخضع طفل إندونيسي في الثامنة من عمره يستهلك يوميا 25 سيجارة، إلى علاج للاقلاع عن التدخين وذلك في محاولة لتحريره من إدمان استمر أربع سنوات، بحسب ما أفاد مسؤول في سلطات حماية الطفولة، والصبي الذي يدعى إلهام سوف يغادر الإثنين قريته سوكابومي الواقعة جنوب جزيرة جاوا الإندونيسية، متوجها إلى العاصمة جاكرتا حيث سيخضع على مدى شهر من الزمن إلى رعاية متخصصة، بحسب ما أوضح رئيس لجنة حماية الطفولة أريست ميرديكا سيريت، والطفل الذي تصدر الصفحات الأولى في الصحافة المحلية، يستوجب "مساعدة عاجلة" بما أن إدمانه على السجائر بلغ "مستوى مقلق جدا"، بحسب ما شرح سيريت، أضاف "عندما يتوقف عن التدخين لفترة محددة، يمكن تسجيل تغير سلوكي كبير لديه. فهو يصبح عدائيا ويخرج عن السيطرة"، وكان أغان والد الطفل قد أكد أن ابنه "يحطم النوافذ أو كل ما يحيط به" إذا لم يحصل على سيجارة. وقال "آمل أن يكون العلاج ناجعا"، بدأ إلهام بالتدخين عندما كان في الرابعة من عمره، الأمر الذي يشكل مثالا جديدا على الإدمان الكبير على التدخين خصوصا بين الأطفال في البلد الرابع عالميا من حيث عدد السكان. بحسب فرانس برس.

ويعتبر التدخين أمرا شائعا جدا في إندونيسيا التي تحصي 240 مليون نسمة وحيث نسبة المدخنين ارتفعت ست مرات خلال أربع سنوات بحسب منظمة الصحة العالمية. واليوم، يستهلك نحو 85 مليون إندونيسي السجائر، ويضم البلد بحسب منظمة الصحة العالمية النسبة الأعلى للمدخنين الصغار. فأكثر من 37% من تلامذة المدارس يستهلكون السجائر وربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و15 عاما يقولون بأنهم سبق وفعلوا، وفي العام 2010 مثلا، خضع طفل في عامه الثاني إلى علاج للتخلص من الإدمان على السجائر بعدما كان يستهلك يوميا أربعين سيجارة، يبلغ ثمن علبة السجائر في إندونيسيا دولارا واحدا تقريبا، وهو مبلغ كبير في حين تعيش غالبية الشعب بأقل من دولارين في اليوم. لكن التدخين في البلاد لا يعتبر أمرا سيئا كما هي الحال في عدد كبير من البلدان الأخرى، ففي جاكرتا تدعي إحدى العيادات شفاء الأمراض لا سيما السرطانية منها بواسطة دخان السجائر.

السعوديات الأسرع في دخول عالم التدخين

كما أعلنت مصلحة الجمارك السعودية، أن واردات المملكة من التبغ زادت بنسبة 57٪ في عام 2011 مقارنة بعام ،2009 وذلك بقيمة بلغت أكثر من ثلاثة مليارات ريال، وقالت مصلحة الجمارك في بيان أمس، إن واردات التبغ وإبدال تبغ إلى المملكة وصلت كميتها خلال عام 2011 إلى 57838 طناً بقيمة 3.3 مليارات ريال، بزيادة بلغت نسبتها 57٪ عن عام .2009

وأضافت الإحصائية أن واردات المملكة من التبغ في عام 2009 بلغت ما قيمته 2104 ملايين ريال، وذلك على الرغم من رفع أسعار الرسوم الجمركية عليها. ونقلت صحيفة (الاقتصادية) عن عبدالله السلمان عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين، قوله إن «هذه الكمية تعد مرتفعة جداً، نظراً إلى أن الضرائب مازالت منخفضة، بينما يفترض أن تزيد». وأضاف «حتى الآن لم ترفع أسعار الرسوم بالشكل المطلوب، فسعر علبة التبغ مازال ثمانية ريالات، ومازال يباع للمراهقين بحسب الدراسات المحلية، بينما يفترض أن يقترب من سعره في أوروبا وأميركا، حيث يصل سعر العلبة إلى 45 ريالاً، ويمنع بيعه للأطفال». بحسب يونايتد برس.

ورأى أن السيدات السعوديات هن الأسرع في دخول عالم التدخين، مشيراً إلى أن نسبة السيدات المدخنات 10٪، وتزيد هذه النسبة لدى السيدات العاملات في قطاع الأعمال والشركات، يذكر أن مبادرة التوقف عن التدخين قد كشفت أن نحو 22 ألف سعودي يموتون سنوياً بسبب التدخين، وذكرت منظمة الصحة العالمية أن عدد المدخنين في السعودية يبلغ نحو ستة ملايين، منهم 1.5 مليون امرأة مدخنة نصفهن مراهقات. وتعتبر السعودية رابع دولة مستوردة للتبغ، حيث يقدر متوسط استهلاك الفرد للتبغ فيها 2130 سيجارة سنوياً.

عمليات زرع الورك والركبة

من جانب أخر ربطت دراسة صدرت مؤخرا بين التدخين وأعداد المرضى المحتاجين الى زراعة أعضاء كالركبة والورك، وخصوصا من المدخنين الذين يعانون من أمراض هشاشة العظام والتهابات المفاصل الذي يعرف "بالروماتيزم"، وجاء في الدراسة التي نشرت على مجلة تايم الأمريكية، الشقيقة لـ CNN أن أعداد المرضى المدخنين الذين تقدموا لإجراء عمليات زرع للركبة أو الورك تبلغ عشرة أضعاف أعداد المتقدمين لذات العمليات من غير المدخنين، وأشارت الباحثون إلى أن الأرقام تشير أن 21 في المائة من المدخنين والمصابين بأمراض الهشاشة وآلام المفاصل سيحتاجون لإجراء عمليات زراعة سواء للركبة أو الورك، في حين أن غير المدخنين تنخفض عندهم النسبة إلى نحو 12 في المائة فقط، وأكدت الدراسة التي تم تقديمها في المؤتمر السنوي لجراحي العظام، أن الآثار السلبية العديدة للتدخين لا يمكن تحديدها بشكل دقيق إلا أن هناك العديد من الآثار التي لا زال العلماء يكتشفونها، ولعل آخرها هو هذا الربط بين التدخين وعمليات زراعة العظام. بحسب السي ان ان.

وبين الباحثون في الدراسة أن الفحوصات المخبرية للمرضى قبل الخضوع للعمليات الجراحية تشير إلى ارتفاع أرقام المصابين بالتجلطات الدموية وعدم انتظام في ضربات القلب من المدخنين مقارنة بغير المدخنين.

التدخين السلبي

الى ذلك قالت دراسة تتبعت أحوال أشخاص على مدى حوالي 20 عاما في الصين إن الأشخاص المعرضين بشكل منتظم للتدخين السلبي أكثر عرضة لمخاطر الوفاة بالجلطات وانتفاخ الرئة وكذلك أمراض القلب وسرطان الرئة، وكشفت دراسات عديدة أن غير المدخنين الذين يستنشقون دخان التبغ بصورة منتظمة تزيد لديهم مخاطر الاصابة بأمراض القلب أو أنواع معينة من السرطان لكن الارتباط بالجلطات وانتفاخ الرئة كان أضعف نسبيان والنتائج التي نشرت في دورية (الصدر) (Chest) الطبية لم تثبت بشكل قاطع أن التدخين السلبي هو المتهم لكن الباحثين تمكنوا من رصد بعض العوامل الرئيسية الأخرى مثل عمر الشخص والتعليم والعمل وضغط الدم ومستويات الكولسترول، وكتب ياو خه الذي اشرف على الدراسة وزملاؤه من المستشفى العام التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني في بكين "أظهرت هذه الدراسة علاقة الاستجابة للجرعة بين التدخين السلبي والوفيات المرتبطة بالتبغ.، واستندت نتائج الدراسة على 910 بالغين جرت متابعتهم على مدى 17 عاما، وفي البداية قال 44 بالمئة انهم يعيشون مع مدخن في حين قال 53 بالمئة انهم يستنشقون الدخان السلبي في العمل، وعلى مدار السنوات التالية توفي 249 مشاركا في الدراسة. وزاد خطر الوفاة من أمراض القلب والجلطات وسرطان الرئة وانتفاخ الرئة بين الأشخاص الذين يتعرضون للتدخين السلبي بمعدل الضعفين إلى ثلاثة اضعاف. بحسب رويترز.

وبين الرجال على سبيل المثال توفي 11 بالمئة من 271 رجلا تعرضوا للتدخين السلبي بسبب الجلطات مقارنة مع 6.5 بالمئة من 168 رجلا عاشوا وعملوا دون التعرض للتدخين السلبي، لكن جوانا كوهين مديرة معهد مكافحة التبغ في العالم بكلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة قالت إن النتائج تدعم أدلة على أن التدخين السلبي ربما لا يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب فحسب لكن بعض أنواع السرطان والجلطات وانتفاخ الرئة أيضا، واشارت كوهين إلى أن تقريرا صدر في الآونة الأخيرة للجراح العام في الولايات المتحدة قال إن هناك دليلا "موحيا" على أن التدخين السلبي قد يزيد خطر الاصابة بالجلطة وانتفاخ الرئة لكن الدليل يعتبر غير كاف للقول بأن هناك "علاقة سببية، وقالت "هذه الدراسة مهمة لزيادة أدلة العلاقة السببية، وقالت كوهين انها "ضخمة" لأن المعلومات قادمة من الصين، وأضافت "انها البلد الذي يضم أكبر عدد من المدخنين" مشيرة إلى ان الصين تقتفي اثر الدول الأخرى في التعليم ومكافحة التدخين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16/آب/2012 - 27/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م