اسرائيل وايران... حرب الخطيئة العظمى؟

عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: تتجدد المخاوف مرة اخرى من احتمال قيام اسرائيل بشن هجمات استباقية ضد ايران للحد من الاستمرار برنامجها النووي مثار الجدل والذي اسهم بازدياد حدة التوتر في المنطقة، ويرى بعض المراقبين ان اي خطوه عسكرية غير مدروسة من قبل اسرائيل ستكون لها نتائج سلبية وعواقب وخيمة ستسهم بزعزعة الامن والاستقرار العالمي خصوصا مع تنامي قدرات ايران العسكرية والتي عمدت في الفترة الاخيرة الى ارسال بعض الرسائل من خلال اجراء العديد من المناورات العسكرية والكشف عن قدراتها الصاروخية تلك الرسائل قد تقرأ على ان ايران سوف لن تتهاون بالرد على اعدائها وخصوصا اسرائيل ودول الخليج الحليف الاول والمهم للولايات المتحدة الامريكية، وفي هذا الشأن أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عرض على القادة الإسرائيليين خلال زيارته خطة لهجوم على إيران تُنفّذ على ثلاث مراحل بعد سنة ونصف سنة، وتضمن تأخير البرنامج النووي لطهران بين 10 و15 سنة، وتؤدي إلى تغيير النظام. في غضون ذلك، اعتبر قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري أن «الثورة الإيرانية تواجه مرحلة حسّاسة ومصيرية جداً، إذ تنتشر بسرعة في العالم، مع طهران الكبرى بوصفها نقطة محورية، وتحتاج قوى ثورية قادرة ودينية مطّلعة على الوضع في العالم»، في إشارة إلى ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس).

وأعلن تأسيس «دوائر الصالحين في الباسيج، لمواجهة الحرب الناعمة التي يشنّها العدو على إيران، في الثقافة والسياسة والاجتماع». وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن المرحلة الأولى من الخطة تشمل نشر حاملات طائرات أميركية في مضيق هرمز الحيوي لنقل النفط في العالم، على أن يكمن النشاط الأبرز في المرحلة الثانية التي ستشهد إطلاق صواريخ من طراز «توماهوك» على منشآت ذرية محصنة في إيران، فيما تتضمّن المرحلة الثالثة شنّ مقاتلات أميركية متمركزة على حاملات طائرات، غارات على مواقع تحوي قدرات نووية وتقليدية في إيران. وتنوي واشنطن الاستعانة بطائرات من طراز «بي - 52» القادرة على حمل 50 طناً من المتفجرات، لإطلاق قنابل مطوّرة خارقة للتحصينات.

ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تسعى، من خلال تلك الضربة المفترضة، إلى تدمير كلّ البنى التحتية التقليدية وغير التقليدية لإيران، وتحقيق هدف استراتيجي بإزالة قدراتها الذرية. ونُشرت هذه التفاصيل في ذروة نقاش إسرائيلي في شأن هجوم محتمل، من دون انتظار قرار الولايات المتحدة في هذا الشأن. وتفيد تقديرات في تل أبيب بأن أي ضربة إسرائيلية سيكون تأثيرها محدوداً، إذ لن تقضي على البرنامج النووي الإيراني، بل ستؤخره سنة أو اثنتين.

وأوردت صحيفة «هآرتس» أن ثمة عوامل كثيرة قد تعرقل تنفيذ قرار إسرائيلي بضربة، أولها معارضة الإدارة الأميركية شنّ هجوم الآن، إذ أن ذلك سيلحق أضراراً بجهود الرئيس باراك أوباما للفوز بولاية ثانية. والعامل الثاني داخلي، إذ يعارض قادة أمنيون وعسكريون بارزون الضربة التي يروّج لها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، ويدعون إلى عدم التسرّع وتنفيذها قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لتفادي خطأ استراتيجي في العلاقات بين تل أبيب وواشنطن.

ومع التصعيد المتواصل والمكثف لتهديدات نتانياهو وباراك، بشنّ هجوم على إيران، رغم المعارضة الأميركية، لا يستبعد خبراء إسرائيليون أن يكون هدفهما حرباً نفسية لتأجيج قلق أميركي ودولي من ضربة إسرائيلية، ما يحفّز الولايات المتحدة على تشديد عقوباتها إلى حدّ يُضطر قادة إيران لقبول تسوية في شأن البرنامج النووي.

وثمة من يرى أن التركيز المتواصل على الملف الإيراني، يحرّر إسرائيل كلياً من الضغوط الدولية في الشأن الفلسطيني، ويخفّف الاحتجاجات الداخلية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بحيث تتّجه أنظار الإسرائيليين إلى الخطر الخارجي على الدولة العبرية. بحسب فرنس برس.

ورغم اللهجة المشددة التي تتحدث بها اسرائيل فمن غير المرجح بصورة كبيرة فيما يبدو أن تشن هجوما على إيران قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني المقبل على أمل أن تنفذ واشنطن في نهاية الأمر هذه المهمة الصعبة. ووجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة علنية صريحة لوزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا حين قال إن الوقت ينفد فيما يتعلق بالتعامل مع إيران وأن السياسات الأمريكية التي تهدف إلى كبح برنامجها النووي فشلت حتى الآن.

وأذكى تشديد اللهجة الاسرائيلية هذا الصيف تكهنات بأن نتنياهو يقترب من تنفيذ تهديد يطلقه منذ فترة طويلة بمهاجمة إيران وتدمير المواقع النووية التي يعتقد كثيرون إنها تهدف الى صنع قنبلة نووية. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي وإنها سترد في حالة تعرضها لهجوم.

كما تعتقد واشنطن أيضا أن إيران تسعى لامتلاك القدرة على صنع قنبلة وتقول إنها تحتفظ بحق استخدام القوة لمنعها لكنها حثت اسرائيل على إتاحة الوقت الكافي حتى يسري مفعول عقوبات اقتصادية امريكية وأوروبية شديدة فرضت هذا العام. وترى مجموعة من المحللين في اسرائيل أن ضربة اسرائيلية في الأشهر القادمة غير مرجحة مشيرين إلى صعوبات هائلة يمثلها العمل العسكري إلى جانب التعقيدات السياسية التي تترتب على تحدي واشنطن خلال الفترة التي تسبق انتخابات الرئاسة.

وأبلغ مسؤول اسرائيلي أن الحكومة المصغرة في حكومة نتنياهو التي تتكون من أكبر ثمانية وزراء لم تبحث إيران بشكل تفصيلي منذ العام الماضي مما يشير إلى أنه ليست هناك خطوة وشيكة. وقال المسؤول الذي اطلع على الاجتماعات المغلقة "الوزراء الثمانية لم يجروا مناقشات بشأن ايران منذ أشهر منذ اكتوبر على ما أذكر." واستطرد "من الممكن أن يكون قد تم التطرق إلى إيران منذ ذلك الحين خلال جلسات أخرى لكني لا أعتبرها مباحثات جدية. لا يمكن اتخاذ أي قرارات ملموسة أو خطوات سياسية في حديث عارض يستغرق ساعة على هامش جدول أعمال آخر."

وصرح المسؤول بأنه إلى جانب ذلك فإن هذه الحكومة المصغرة ظلت منقسمة حول القضية إذ ان كبار القادة العسكريين وقادة المخابرات ظلوا "معارضين تماما" لشن اسرائيل ضربة من جانب واحد على أهداف إيرانية بعيدة محصنة جيدا تمثل تحديا غير مسبوق لقواتها. ورفض مارك ريجيف المتحدث باسم الحكومة التعقيب على مباحثات الحكومة المصغرة قائلا "هذه محادثات سرية."

وقال نتنياهو إن التقارير الإعلامية التي تتحدث عن معارضة على أعلى مستوى من مسؤولي الأمن السابقين والحاليين مسألة "مضرة" في حين قال محللون إن عزوفهم يمكن أن يقيد رئيس الوزراء الاسرائيلي. وقال عوزي رابي مدير مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط في تل أبيب "من الصعب جدا جدا ان نرى وضعا يعارض فيه رئيس للوزراء النصيحة ليس فقط من الرؤساء السابقين للموساد وشين بيت (جهازي المخابرات) بل أغلب القادة العسكريين."

ويبدو أن هذه الانقسامات الداخلية دفعت نتنياهو إلى أن يكون صريحا بقصد مواجهة الرافضين بلهجة مشددة. وقال "لم تحقق لا العقوبات ولا الدبلوماسية أي أثر في البرنامج الإيراني للأسلحة النووية" مما يعني فعليا محو كل جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتأثير على إيران. وفوجئ بانيتا فيما يبدو بتصريحات نتنياهو التي جاءت بعد يومين من المحادثات التي تهدف إلى طمأنة اسرائيل على أن واشنطن مصرة على وقف الطموح النووي الإيراني.

وعلى الرغم من نبرة تصريحات نتنياهو فإن الخوف من هجوم اسرائيلي وشيك تراجع في أوساط الدفاع الأمريكية منذ اوائل العام الحالي. كما أن المسؤولين الأمريكيين ما زالوا لا يعتقدون أن إيران اتخذت بالفعل قرار صنع سلاح نووي. وسواء قررت إيران فعلا صنع قنبلة أو لا فإن اسرائيل التي ينظر لها على أنها الدولة الوحيدة التي تملك أسلحة نووية في الشرق الأوسط لا تريد طهران أن تمتلك القدرة على فعل ذلك وهو احتمال تعتبره خطرا على وجودها. وهي تقول إنه لابد من وقف البرنامج النووي الإيراني قبل أن تصبح طهران قادرة على الدفاع عن نفسها بدرجة يصبح معها العمل العسكري مستحيلا وهو شرط زمني تقول إنه يتحقق سريعا نظرا لأن إيران توزع قدراتها النووية على مواقع تكفل لها حماية أفضل.

ويقول خبراء إنه نظرا لان القوات الجوية الاسرائيلية أقل قدرة من القوات الأمريكية فإن فرصة اسرائيل لشن ضربة تحدث تلفيات هي محدودة بدرجة أكبر ومن هنا تأتي تكهنات بأن الدولة اليهودية يجب أن تتصرف قريبا إذا كانت تريد أن تكون الضربة فعالة. لكن هذا الرأي لا يقبله الجميع.

وقال البريجادير جنرال المتقاعد عوزي ايلام الباحث في معهد دراسات الأمن القومي "أعتقد أن امامنا وقتا. أؤيد التقييم الأمريكي بأنه خلال أربعة أشهر أو نصف العام لن يكون الوقت تأخر كثيرا." وأضاف "بأي حال لا أعتقد أن اسرائيل يجب ان تكون الوحيدة التي تقود العمل العسكري ضد إيران. سيكون أفضل كثيرا بالنسبة للولايات المتحدة أن تقودها."

وقال نتنياهو "نحتاج تهديدا عسكريا قويا له مصداقية إلى جانب العقوبات حتى تكون هناك فرصة لتغيير ذلك الوضع." ولن تتسم اسرائيل بالمصداقية إلا حين تظهر أنها مستعدة لتنفيذ تهديدها. ومن بين من يحذرون من الاطمئنان للوضع الحالي الرئيس السابق للموساد افرايم هالفي. وقال لراديو اسرائيل "لو كنت إيرانيا لأصبت بقلق شديد من الإثنى عشر اسبوعا المقبلة." وتمثل الانتخابات تحديا وفرصة محتملة لنتنياهو في آن واحد. وقالت شخصية اسرائيلية رفيعة له علاقة بالقيادة في مايو ايار إنه يعتقد أن رئيس الوزراء قرر المهاجمة واعتبر ان الفترة التي تسبق الانتخابات مناسبة معتقدا أن أوباما سيضطر إلى تأييد ما يقوم به نتنياهو من خطوات تحت ضغط من قطاع كبير من الناخبين الامريكيين المؤيدين لإسرائيل. بحسب رويترز.

لكن الأثر المترتب على الحرب بما في ذلك ارتفاع محتمل في أسعار النفط من الممكن ان يؤثر على نتيجة الانتخابات الأمريكية في الوقت الذي يشعر فيه الأمريكيون بالفعل بالقلق ازاء الوضع الاقتصادي. ومن الممكن أن يساعد هذا الجمهوري ميت رومني منافس اوباما وهو أقرب كثيرا إلى نتنياهو من أوباما الديمقراطي.

لكن هل يمكن لاسرائيل التي تعتمد كثيرا على الدعم الأمريكي ان تغامر وتحدث مثل هذا الأثر على السياسات الداخلية الامريكية؟ ويعتقد افرايم كام نائب مدير معهد دراسات الامن القومي التابع لجامعة تل أبيب أن نتنياهو سيحجم عن اتخاذ هذه الخطوة. وقال "لن يكون في صالح العلاقات الاسرائيلية الأمريكية تنفيذ مثل هذا الهجوم الكبير الذي ربما يؤثر على الانتخابات (الامريكية). لذلك فإنني أعتقد أنهم لن يفعلوا هذا قبل أوائل نوفمبر لأنه ربما يحرج الإدارة الأمريكية."

في مرحلة متقدمة

في السياق ذاته نسبت صحيفة "هآرتس" لدبلوماسيين غربيين وموظفين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن معلومات استخباراتية جديد أدت إلى الاستنتاج بأن إيران باتت في مرحلة متقدمة في البرنامج النووي العسكري. وأضافوا إن هذه المعلومات الاستخباراتية غيرت تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية وجعلت أجهزة الاستخبارات في الدول الغربية تستنج أن البرنامج النووي العسكري الإيراني يتقدم أكثر من الاعتقاد السائد حتى اليوم.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر هويته لأنه لم يتلق تصريحا بالحديث عن المعلومات الاستخباراتية قوله إنه تبلور تقدير جديد لدى الولايات المتحدة وإسرائيل وألمانيا وبريطانيا وفرنسا منذ شهر شباط/ فبراير الماضي عندما رفضت إيران السماح لمفتشي اللجنة الدولية للطاقة النووية بزيارة قاعدة بارتشن قرب طهران. وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا للشبهات فإنه يجري في هذه القاعدة جزء من الأبحاث لتطوير برنامج نووي عسكري، ومحاولة المفتشين الدوليين زيارة القاعدة ومحاولة إيران إخفاء معلومات زاد الشبهات بأن إيران تتقدم في برنامجها النووي أكثر مما يعتقد.

وفي سياق متصل قالت الصحيفة إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو سعى إلى إقناع المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني خلال زيارته إلى إسرائيل بأن هجوما عسكريا ضد المنشآت النووية سيؤدي إلى إسقاط النظام الإيراني. وقال موظف إسرائيلي رفيع المستوى للصحيفة إنه خلال لقائهما سأل رومني نتانياهو ما إذا كان يعتقد أن هجوما ضد إيران سيؤدي إلى التفاف المعارضة الإيرانية حول النظام وبذلك تقويه.

وأضافت الصحيفة أن نتانياهو نفى إمكانية كهذه وشرح موقفه من خلال استخدام مثال غريب وهو الإطاحة بالرئيس الأوغندي عيدي أمين في أعقاب عملية عينتيبي الإسرائيلية لتخليص رهائن إسرائيليين من طائرة مخطوفة في المطار الأوغندي في سنوات السبعين وقُتل خلالها قائد العملية يونتان نتانياهو شقيق رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقال نتنياهو لرومني إنه خلال زيارته إلى أوغندا في العام 2005 أبلغه الرئيس الأوغندي يواري موسفيني بأن "عملية عينتيبي كانت نقطة تحول في الجهود لإسقاط عيدي أمين، وقال إن العملية عززت قوة خصوم عيدي أمين لأنها كشفت مدى هشاشة نظامه". وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الفروق الكبيرة للغاية بين وضع أوغندا في منتصف سبعينيات القرن الماضي وإيران في العام 2012 إلا أن نتانياهو قال لرومني إنه قد تكون هناك نتائج مشابهة لعملية عسكرية ضد إيران الآن.

في غضون ذلك، شدد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي على «ضرورة المعرفة الدقيقة لهدف الأعداء من الحرب الناعمة، أي إحداث تغيير في حسابات الشعب والمسؤولين». وخاطب طلاباً جامعيين وممثلي تنظيمات طالبية جامعية، قائلاً: «إنكم ضباط الحرب الناعمة التي تستهدف قلوب الشعب وذهنه وأفكاره وإرادته، وعليكم إدراك ذلك ومواجهته في شكل صحيح». بحسب يونايتد برس.

ونصح الطلاب ألا يقصروا «مستوى معرفتهم على مواضيع المواقع والمدونات وقضايا مشابهة»، مؤكداً «ضرورة إبداء مرونة والامتناع عن التشدد مع الطلاب الذين يوجهون انتقادات حادة» للنظام، إذ اعتبر أن «الانتقادات المبنية على أسس صحيحة، والتي لا تصبّ في مصلحة الأعداء، لا تُعدّ بالضرورة معارِضة للنظام، بل مفيدة وإن تعارضت مع توجهات أبرز أركان السلطة». ورأى أن «حقائق البلاد تبعث الأمل في القلوب».

صاروخا قصير المدى

من جهتها قالت ايران انها أجرت تجربة لأطلاق صاروخ جديد قصير المدى أكثر دقة في التوجيه وقادر على اصابة اهداف في البر والبحر في استعراض للقوة سلط الضوء على قدرتها على ضرب الملاحة في مضيق هرمز الحيوي اذا تعرضت لهجوم. وتقول ايران انها قادرة على مهاجمة اسرائيل والقواعد الامريكية في المنطقة اذا تعرضت لهجوم. كما هددت بقطع الملاحة في مضيق هرمز على مدخل الخليج حيث يمر 40 في المئة من حجم الصادرات النفطية العالمية التي تنقل بحرا.

وقال وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي في تصريحات نشرتها وكالة انباء الجمهورية الإسلامية "بفضل الجيل الرابع من فاتح 110 يمكن لقواتنا المسلحة استهداف وتدمير اهداف برية وبحرية ومقار للعدو ... قواعد صواريخ ومواقع ذخيرة واجهزة رادار ونقاط اخرى." ويبلغ مدى الصاروخ نحو 300 كيلومتر بما يعني انه قادرة على اصابة جيران ايران المتاخمين لها ومن الممكن ان يصيب الملاحة في مضيق هرمز إلى جانب منشآت نفطية في السعودية والاسطول الخامس الامريكي في البحرين. ومن شأن خطوات كهذه ان تدفع الولايات المتحدة للتهديد برد عسكري.

ونقلت الوكالة عن وحيدي قوله "باستخدام انظمة توجيه جديدة جرى تزويد الصواريخ بأنظمة لإصابة الاهداف وخلال التجربة... ثبتت قدرتها على إصابة الهدف دون انحراف." وأضاف "في البرامج المستقبلية سنزود جميع الصواريخ من انتاج وزارة الدفاع بهذا النظام."

وقال المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن في تقديره الصادر عام 2010 ان ايران حققت "قفزات سريعة" في تطوير قدراتها الخاصة بالصواريخ ذاتية الدفع وقال ايضا ان ترسانة ايران الصاروخية تعاني من ضعف الدقة في التوجيه. وقال المركز ان كل صواريخ ايران ذاتية الدفع ستكون قادرة على حمل شحنات نووية.

وقالت ايران في وقت سابق انها نجحت في اطلاق صاروخ متوسط المدى قادر على الوصول إلى اسرائيل وقامت بتجربة عشرات الصواريخ التي استهدفت هياكل لقواعد جوية. واجرت ايران مناورات صاروخية حملت اسم "الرسول الاعظم 7" بدأتها في بداية يوليو تموز مع بداية الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على صادراتها النفطية. وتستهدف هذه العقوبات وغيرها من الاجراءات ضد البنوك الايرانية والمحاولات الامريكية لا قناع الدول حول العالم بخفض علاقاتها التجارية مع ايران اجبار الجمهورية الاسلامية على تقديم تنازلات فيما يتعلق ببرنامجها النووي الذي تقول انه سلمي تماما. وقال مير جاويدانفار خبير الشؤون الايرانية في مركز انترديسيبليناري في هرتزليا في اسرائيل "تجربة الاطلاق هي على الارجح تحذير للغرب وجيران ايران في الخليج بأن ايران ايضا يمكنها تصعيد مستوى التوتر في منطقة الخليج الفارسي."

اما برونو جروسل كبير الباحثين في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية في باريس فقال ان اي تحسينات في دقة الصواريخ قصيرة المدى الايرانية قد تمثل خطوة لتحسين الدقة في الصواريخ طويلة المدى. وقال "فاتح صاروخ موجه قصير المدى جدا وهو مسرح جيد للاختبار على تحسين التوجيه. بحسب رويترز.

سيكون عليهم ان ينقلوا هذا إلى انظمة الصواريخ الاطول مدى ذات الصعوبات الميكانيكية شديدة الاختلاف اثناء انطلاقها لكنهم من الواضح انهم سيعملون على ذلك." وقال وحيدي ان الصاروخ دفاعي وقال "هذه القدرات دفاعية ولن تستخدم الا ضد المعتدين وهؤلاء الذين يهددون مصالح بلادنا وسلامة اراضيها." وقال رئيس المخابرات الاسرائيلية السابق افرايم هاليفي على اذاعة راديو اسرائيل انه لو كان ايرانيا فإنه "سيعيش في قلق شديد خلال 12 اسبوعا القادمة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 13/آب/2012 - 24/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م